الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ونسأل الله تعالى لك الهداية والثبات والسداد هو ولي ذلك والقادر عليه، وأرجو أن تعلم أن الله الذي استجاب لك بالأمس وأعانك على الخير سوف يستجيب لك غدا, وعليك أن تكثر من اللجوء إلى الله تعالى، ونحن كلفنا بالسؤال ولم نكلف بالإجابة لأن الله تكفل بها، ولذلك كان عمر يقول: لا أحمل هم الإجابة لأن الله تكلف بها ولكن أحمل هم السؤال.
الإجابة من الله تعالى أولا تتنوع، والإنسان قد يسأل الله سؤالا فيستجيب الله سؤاله, أو يسأله سؤالا فيدخل له الأجر والثواب, أو يسأله سؤالا فيرفع عنه البلاء والمصائب النازلة, ولذلك الإنسان ينبغي أن يغتنم هذه الفرصة, ويكثر من اللجوء إلى الله تعالى، وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل وما الاستعجال؟ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء)
عليك بالتوجه إلى الله تعالى, وتذكر ما قاله ابن الجوزي وهو يتكلم عن السلف، يقول: كانوا يسألون الله تعالى فإن أعطاهم شكروه، وأن منعوا كانوا بالمنع راضين, يرجع أحدهم بالملامة على نفسه ويقول: مثلك لا يجاب، وهذا فيه منهج مهم جدًا لأن الإنسان إذا اتهم نفسه بالتقصير, واستغفر ثم لجأ إلى الله تعالى تأتيه الإجابة، والإجابة لا تتعطل, وما يصيبنا من مصيبة إلا بما كسبت أيدينا, ولذلك يرجع أحدهم بالملامة على نفسه فيقول مثلك لا يجاب، ثم يبدأ في التوبة والرجوع إلى الله تعالى، فيأتيه الجواب، أو يقول لأن المصلحة في أن لا يستجاب لي.
الإنسان يسأل أشياء وتكون سببا في ضياعه، نريد أن نؤكد لك أن الله تعالى يريدنا على الطاعة, ويريدنا على الشكر, ولا يرضى لعبده الكفر سبحانه وتعالى، لكن الله تعالى الرحيم يُكره على شيء, وإنما خلق في هذا الإنسان وأوجد فيه استعدادا للهداية واستعدادا للغواية، ثم أرسل الرسل يبينوا الهداية, ويبينوا معالم الطريق, ثم قال بعد ذلك: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى * وَمَنْ أعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}.
فعليك أن تلجأ إلى الله تعالى وتستمع إليه, وتعوذ بالله
اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء أن يعينك على نفسك، فأكثر من الدعاء لا سيما في مواطن الإجابة كالسجود والثلث الأخير من الليل, مع المبادرة إلى الزواج، ومن أهم ما يعين على التخلص من هذه العادة القبيحة:
1- المسارعة بالزواج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
2- من لم يستطع الزواج فعليه أن يُكثر من الصوم، فإنه له وجاء، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
3- السعي إلى طلب العلم النافع الذي يثمر العمل الصالح.
4- اختيار الصحبة الصالحة التي تقضي معها وقتك، وينقطع فيها إمداد الشيطان لك بالحض على فعل المعاصي.
5- تذكر عقاب الله تعالى، واستشعار نظره إليك ساعة فعل المعصية.
6- تجديد التوبة لحظة بعد أخرى، والتوبة لا تتم إلا بترك الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه إبداً
واعلم أن الشيطان دائما يقف في طريق الذين يسلكون طريق الخير, كما قال الله تعالى حكاية عن هذا العدو: {لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} فهو لا يذهب إلى السكارى والحيارى ولكنه يأتي ليشوش على الإنسان المطيع لله تعالى، واعلم أن الإنسان إذا أذنب ثم تاب ثم أذنب ثم تاب، عليه أن يجدد التوبة في كل مرة ولا يتوقف, حتى قيل للحسن البصري إلى متى يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب، إلى متى يا إمام؟ قال: حتى يكون الشيطان هو المخذول, حتى يأتي اليوم الذي نخالف فيه الشيطان فيكون هو المخذول.
فالإنسان ما ينبغي أن ييأس من تكرار التوبة والرجوع إلى الله تعالى، فإن الله سمى نفسه توابا ليتوب علينا, وسمى نفسه رحيما ليرحمنا, وسمه نفسه غفورا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، فلا تحرموا أنفسكم من اللجوء إلى الله تعالى الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء سبحانه وتعالى.
والتوبة إن شاء الله تعالى مقبولة والإنسان عليه بعد التوبة أن يحرص على الندم والعزم على أن لا يعود, وأن يرد الأمور لأصحابها, وأن يحرص دائما على التخلص من كل ما يذكره بالمخالفة, وأن يجتهد في الحسنات الماحية فإن الله يقول: { إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} .
الطريق للتخلص من العادة السرية:
- يجب أن يكون الداعي للخلاص من هذه العادة امتثال أمر الله، واجتناب سخطه.
- دفع ذلك بالصلاح الجذري، وهو الزواج.
- دفع الخواطر والوساوس، وإشغال النفس والفكر بما فيه صلاح دنياك وآخرتك؛ لأن التمادي في الوساوس يؤدي إلى العمل، ثم تستحكم؛ فتصير عادة؛ فيصعب الخلاص منه!
- غض البصر؛ لأن النظر إلى الأشخاص، والصور الفاتنة، وإطلاق البصر يجر إلى الحرام، وكذلك ينبغي البعد عن الأماكن التي يوجد فيها ما يغري ويحرك كوامن الشهوة!.
- الانشغال بالعبادات المتنوعة، وعدم ترك وقت فراغ للمعصية.
- الاعتبار بالأضرار الصحية الناتجة من تلك الممارسة، مثل: ضعف البصر والأعصاب، وضعف عضو التناسل، والآم الظهر، وغيرها من الأضرار.
- إزالة القناعات الخاطئة؛ لأن بعض الشباب يعتقد أن هذه الفعلة جائزة بحجة حماية النفس من الزنا، مع أنه قد لا يكون قريباً من الفاحشة أبداً!
- التسلح بقوة الإرادة والعزيمة، وألا يستسلم الشخص للشيطان، وتجنب الوحدة كالمبيت وحيداً!
- الأخذ بالعلاج النبوي الفعال، وهو الصوم؛ لأنه يكسر من حدة الشهوة، ويهذب الغريزة!
- الالتزام بالآداب الشرعية عند النوم، مثل: قراءة الأذكار الواردة، والنوم على الشق الأيمن، وتجنب النوم على البطن؛ لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك!
- التحلي بالصبر والعفة.
-القيام بالأعمال الرياضية صباحاً ومساء.
- وإذا وقع الإنسان في هذه المعصية، فعليه أن يبادر إلى التوبة والاستغفار وفعل الطاعات، مع عدم اليأس والقنوط!
وأما ضعفك عن الثبات على التوبة وعودتك مرة أخرى إلى تلك المعصية، فهذا أيضاً له أسبابه ودوافعه، وستزول أيضاً فأبشر، وهذا كله متوقف على عزيمتك، وحسن ظنك بالله، وعدم تسرب اليأس إلى نفسك، مع مراعاة هذه النصائح التي أسأل تعالى أن ينفعك بها، وأن يجعلها عوناً لك علي التخلص من تلك العادة السيئة.
1- أن تعلم وتعتقد أنه ليس هناك داء أحط ولا أضر بصفات الرجولة من هذه العادة ، وأنها عادة ذميمة قذرة وإذا لم يقلع عنها الشخص في الحال قد تتلف جسمه وعقله، وتقف بينه وبين ما ينشده من كمال وصحة، وتؤدي به إلى الضعف التناسلي المؤلم .
2- تذكر دائماً أن العادة السرية داء وبيل، فيجب عليك من الآن أن تقاومها بكل ما أوتيت من قوة وعزم، ولن تكون المقاومة سهلة ولكنها ممكنة، وأنك تستطيع أن تتغلب عليها في النهاية بتوفيق من الله تعالى.
3- المتخلص من هذه العادة يجب عليه أن يكون ذا عقل سليم، والعقل السليم لا يكون إلا في الجسم السليم، فعليك ببعض التمرينات الرياضية الهادفة، والتي يمكن الاستعانة فيها بخبير من المتخصصين.
4- يجب عليك أن تتعود على أن تسلط على عقلك الأفكار الطيبة الطاهرة السعيدة، واشغل نفسك دائماً بأي شيءٍ يبعد عن ذهنك كل ما يذكرك بهذه العادة الذميمة، وإذا لم تجد عملاً يستغرق وقت فراغك فاشغل نفسك بالقراءة المفيدة الهادفة البعيدة عن الإثارة .
5- تجنب الوحدة قدر استطاعتك؛ لأن هذه العادة من عمل الوحدة وأثارها، وابعد يدك عن الأعضاء التناسلية، واحرص على أن تكون هذه الأعضاء نظيفة دائماً حتى لا يحدث فيها تهيج يحملك على الوقوع في تلك المعصية، فإذا تملكتك الرغبة وسيطرت عليك، فاغسل يديك ومعصميك بماء شديد البرودة، واغمر رأسك ووجهك به وبلل به مؤخرة عنقك، والجزء الأخير من السلسلة الفقرية، وسوف تغادرك هذه الرغبة البهيمية في الحال إن شاء الله تعالى .
6- إذا ذهبت إلى الفراش فابعد ذهنك عن كل المسائل الجنسية، وتجنب الأغطية الثقيلة، فإن الحرارة تولد التهيج، وخفف ملابسك وتجنب الأطعمة المهيجة، وخذ حماماً نصف بارد قبل النوم، بحيث تجلس في الماء البارد على أن يغطي الماء الأعضاء التناسلية والفخذين، وبعد ذلك جففها بعناية .
7- عليك قبل ذلك كله بالدعاء والإلحاح على الله أن يوفقك في الإقلاع والتوبة وأن يثبتك عليها .
8- الاستغفار من أهم عوامل النجاح، فأكثر منه عسى الله أن يجعل لك مخرجاً.
- وأخيراً مما لا شك فيه أن اللجوء إلى الله، والتضرع له بالدعاء، وطلب العون منه للخلاص من هذه العادة هو من أعظم العلاج؛ لأنه سبحانه يجيب دعوة الداعي إذا دعاه!
والله أعلم، وبه التوفيق!.
نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد، ونوصيك بتقوى الله ثم نوصيك بكثرة اللجوء إلى الله تعالى، ثم نوصيك بالدعاء لكل المرضى, ولكل أمواتنا وأموات المسلمين، ثم نذكرك كذلك بالصبر فإن العاقبة للصابرين، وندعوك أيضا أن لا تعطي هذا الموضوع أكبر من حجمه, وتعوذ بالله من الشيطان, لا تقف طويلا عند المواقف والذكريات السالبة.
ونسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه, وسوف نكون سعداء لتواصلك مع هذا الموقع، ونسأل الله أن يحقق لك ما تريد, وأن يختم لنا ولك بخاتمة السعادة أجمعين, هو ولي ذلك والقادر عليه
تعليق