الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالظاهر أن السؤال غير مكتمل، لكن إن قصدت أنك مسست المصحف، وحملته على غير وضوء، وقرأت فيه، فإنك تعتبر آثما؛ لأن المصحف يحرم مسه على غير طهارة،او ان كنتي حائض
فإنه لا يجوز للحائض أن تمس المصحف مباشرة بلا حائل، باتفاق الفقهاء، إلا ما استثنى المالكية من جواز مس الجزء للمعلمة والمتعلمة على الراجح عندهم،
وما حصل من ذلك عن طريق النسيان لا إثم فيه ـ إن شاء الله تعالى ـ لأن النسيان مما يعفى عنه، لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وصححه الشيخ الألباني.
أما مسه من وراء حائل كالقفازين على اليدين فمحل خلاف بين أهل العلم حيث قال الشافعية والمالكية بالتحريم وأجازه الحنابلة والحنفية فلا يجوز للحائض أن تمس المصحف ولو كان ذلك من وراء حائل، وهذا هو مذهب جمهور أهل العلم، ويدل عليه عموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لا يمس القرآن إلا طاهر. رواه الحاكم، وقال إسناده على شرط الصحيح.
وللمالكية في مس الحائض المصحف بقصد التعلم أو التعليم روايتان، رجح منهما صاحب الكفاف أن لها أن تمس الجزء لا الكل، قال محمد مولود: وامنع لذي الأصغر مس ما كتب === فيه قرآن محكم خط العرب وجاز تعليما ولا جناحا === في مسه الأجزاء والألواحا تعليما أو تعلما والمعصر === في اللوح مثله على ما قرروا كالجزء في الثاني، وأما الكامل === فدونه سدت عليها السبل
وذهب الحنابلة إلى جواز مسها المصحف من وراء حائل، ولكن الراجح قول الجمهور.
والله أعلم.
وعلى هذا نقول للأخت السائلة تجنبي مس المصحف قبل التطهر من الحيض ولومع وجود حائل كالقفاز، مراعاة للقول بالمنع ، ولا شك أن ذلك هو الورع والاحتياط في الدين
فمن انتقض وضؤوه وهو يقرأ القرآن، بخروج ريح، وأراد إكمال التلاوة، فإما أن يكون يقرأ من المصحف، أو عن ظهر قلب.
فإن كان يقرأ من المصحف، فلا يجوز له مس المصحف، وهو على غير طهارة، لقوله تعالى: (لا يمسه إلا المطهرون) [الواقعة: 79]، وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأهل اليمن: "ولا يمس القرآن إلا طاهر" أخرجه الحاكم وغيره وصححه، ووافقه الذهبي.
وإن كان يقرأ عن ظهر قلب جاز أن يكمل التلاوة بغير طهارة، لكن الأكمل والأفضل أن يتوقف عن التلاوة حتى يتطهر. وان كنت جنبا
فالواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل والندم على هذا الذنب والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، وتوبتك تمحو هذا الذنب بإذن الله فإن التوبة الصادقة كفارة للذنوب؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه. ولا يلزمك شيء آخر سوى التوبة.
تعليق