أسألكم الدعاء
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
أسألكم الدعاء
تقليص
X
-
رد: أسألكم الدعاء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى لنا ولك الهدى والثبات، وأن يعيذنا وإياك من الهم والحزن وضيق الصدر وكل مكروه في الدنيا والآخرة.وعليك باللجوء إلى الله والتضرع إليه أن يهديك ويثبتك على دينه، فهذا مسلك المؤمنين كما حكى عنهم القرآن، قال سبحانه: رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ {آل عمران: 8}، وقال تعالى: رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا {البقرة: 250}، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. رواه الترمذي عن أنس.هذا مع الحرص على الصحبة الصالحة والرفقة المؤمنة، فهي مما يشد أزر المسلم في التزامه ويعينه على التمسك بدينه، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل. رواه أبو داود.
واعلم أن ما ينزل بالمؤمنين من المصائب والآلام والهموم والأحزان يؤجرون عليه ويكفر به من سيئاتهم، ففي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. وعليك باللجوء الى الله تعالى ودعائه وسؤاله أن يفرج ما بك، واصدق التوبة إلى الله سبحانه من الذنوب والمعاصي - التي هي سبب البلاء والضيق - فإن الله سبحانه بحكمته وفضله قد جعل الرضا والفرح والسرور والنشاط والأنس وقرة العين في طاعته وامتثال أوامره. فقال سبحانه: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً. {النحل:97}. وقال سبحانه: فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى. {طه:123}.وجعل أضداد هذه من الهم والحزن والضيق في التفريط في الطاعة وفعل المعصية. فما يجده الإنسان من هم وغم وضيق في الصدر ونكد في العيش فإن هذا غالبا ما يكون ثمرة من ثمرات المعاصي النكدة ونتاج من نتاجها المر. قال الله سبحانه: وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى.{طه:124}.ومن الأدعية المأثورة في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ما أصاب أحداً هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرحاً، فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها. رواه أحمد، وصححه الألباني.وفي صحيح البخاري عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يكثر القول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن. وعن أبي سعيد الخدري قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ذات يوم، فإذا برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة مالي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟ قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، فقال: أفلا أعلمك كلاما إذا قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. قال: فقلت ذلك، فأذهب الله تعالى همي وغمي وقضى ديني. رواه أبو داود.وقد ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد جملة من أسباب شرح الصدور ينبغي للمسلم السعي في تحصيلها والبعد عن ضدها الذي يسبب الضيق فقال: أعظم أسباب شرح الصدر: التوحيدُ وعلى حسب كماله، وقوته، وزيادته يكونُ انشراحُ صدر صاحبه. قال الله تعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّنْ رَبِّه}. [الزمر: 22]. وقال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإسْلاَمِ، وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِى السَّمَاءِ}. [الأنعام: 125]. فالهُدى والتوحيدُ مِن أعظم أسبابِ شرح الصدر، والشِّركُ والضَّلال مِن أعظم أسبابِ ضيقِ الصَّدرِ وانحراجِه.ومنها: النورُ الذى يقذِفُه الله فى قلب العبد، وهو نورُ الإيمان، فإنه يشرَحُ الصدر ويُوسِّعه، ويُفْرِحُ القلبَ. فإذا فُقِدَ هذا النور من قلب العبد، ضاقَ وحَرِجَ، وصار فى أضيق سجنٍ وأصعبه. وقد روى الترمذى فى جامعه عن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه قال: إذا دَخَلَ النور القلبَ، انْفَسَحَ وانشرحَ . قالوا: وما عَلاَمَةُ ذَلِكَ يَا رسُولَ اللهِ؟ قال: "الإنَابَةُ إلى دارِ الخُلُودِ، والتَجَافِى عَنْ دَارِ الغُرُورِ، والاسْتِعْدادُ للمَوْتِ قَبْلَ نُزوله. فيُصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور، وكذلك النورُ الحِسِّى، والظلمةُ الحِسِّية، هذه تشرحُ الصدر، وهذه تُضيِّقه.ومنها: العلم، فإنه يشرح الصدر، ويوسِّعه حتى يكون أَوسعَ من الدنيا، والجهلُ يورثه الضِّيق والحَصْر والحبس، فكلما اتَّسع علمُ العبد، انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل عِلم، بل للعلم الموروث عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو العلمُ النافع، فأهلُه أشرحُ الناس صدراً، وأوسعهم قلوباً، وأحسُنهم أخلاقاً، وأطيبُهم عيشاً.ومنها: الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى، ومحبتُه بكلِّ القلب، والإقبالُ عليه، والتنعُّم بعبادته، فلا شىء أشرحُ لصدر العبد من ذلك.ومن أسباب شرح الصدر: دوامُ ذِكره على كُلِّ حال، وفى كُلِّ موطن، فللذِكْر تأثير عجيب فى انشراح الصدر، ونعيم القلب، وللغفلة تأثيرٌ عجيب فى ضِيقه وحبسه وعذابه.ومنها: الإحسانُ إلى الخَلْق ونفعُهم بما يمكنه من المال، والجاهِ، والنفع بالبدن، وأنواع الإحسان، فإن الكريم المحسنَ أشرحُ الناس صدراً، وأطيبُهم نفساً، وأنعمُهم قلباً، والبخيلُ الذى ليس فيه إحسان أضيقُ الناسِ صدرا، وأنكدهم عيشا، وأعظمهم هما وغما. وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصحيح مثلا للبخيل والمتصدق، كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد، كلما هم المتصدق بصدقة، اتسعت عليه وانبسطت، حتى يجر ثيابه ويعفى أثره، وكلما هم البخيل بالصدقة، لزمت كل حلقة مكانها، ولم تتسع عليه. فهذا مثل انشراح صدر المؤمن المتصدق، وانفساح قلبه، ومثل ضيق صدر البخيل وانحصار قلبه. انتهى بتصرف.هذا، وننصحك بعدم الاستسلام لما تعاني منه، وبالجد في العمل لله، ومما يساعد على ذلك كثرة النظر في فضل العلم والصبر عليه ، وقراءة سير السلف الصالح وعلو هممهم في الطلب ومثابرتهم، ومن أحسن المؤلفات في هذا كتاب صفحات من صبر العلماء في طلب العلم لأبي غدة رحمه الله. ويمكن لك عند الملل من مادة ما أن تروح عن نفسك بالانتقال عنها إلى مادة أخرى، وعليك بالاستعانة ببعض الزملاء لينشطك، فقد قال أحد الحكماء، نبت العلم بين اثنين، ويمكن الترفيه أحياناً بقراءة كتب السير وبعض القصص المفيدة أو ببعض التسالي المباحة، وتشرع لك الرقية من العين ولو لم تكن مصاباً بالفعل، فان الرقية للمصاب وغيره.
والله أعلم.
- اقتباس
تعليق
-
رد: أسألكم الدعاء
أود أن أنصحكأول هذه الحقائق أيتها الكريمة: أن تكوني دائمًا متيقنة أن الله عز وجل لطيف بعباده، وأنه سبحانه وتعالى رحيم بهم، وأنه أرحم بك من أمك، بل ومن نفسك، ومن ثم فما يقضيه الله عز وجل للإنسان من عطاء أو منع فإنما هو مقتضى الحكمة الإلهية، وهو مقتضى اللطف والرحمة، وليس بالضرورة أن يقضي الله عز وجل لنا ما نريده نحن ونتمناه، فربما كان الخير لنا في خلاف ما نتمناه، وهذه هي الحقيقة الثانية، فإن الله عز وجل يقول في كتابه الكريم: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
فنحن لا نعلم كل ما يصلحنا، وقد نتمنى الشيء ونحرص عليه لظننا أن في مصلحتنا، والله عز وجل يصرفه عنا ولا يقدره لنا، لعلمه سبحانه وتعالى خلاف ذلك، فقري عينًا وطيبي نفسًا بقضاء الله سبحانه وتعالى وتقديره، واعلمي أن هذا التقدير هو عين الرحمة وعين اللطف والحكمة، فاختيار الله عز وجل لنا خير مما نختاره لأنفسنا.
ثم الحقيقة الثالثة أيتها الكريمة: تذكري دائمًا أن الدنيا دار عبور وأيام زراعة وليست دار استقرار، وعن قريب سنغادرها جميعًا، وإنما خلقها الله عز وجل لنزرع فيها ما نحصده في الدار الآخرة، وكما قال الشاعر:
إنما الدنيا إلى الجنة والنار طريق *** والليالي متجر الإنسان والأيام سوقُ
فأغلى ما أعطاك الله عز وجل في هذه الدنيا العمر والوقت والليل والنهار، فإذا ضاع منك هذا فقد ضاع رأس المال.
اعلمي جيدًا أيتها الكريمة أن السعادة الحقيقية والنعيم المقيم الدائم إنما هو جنة عرضها السموات والأرض، وهذه الجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله، ليس بيننا وبينها إلا أن نموت فينتقل الإنسان إلى جزء من نعيمها في القبر، ثم بعد ذلك ينتقل إلى الخلود فيها. هذه الجنة أعد الله عز وجل فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر لأوليائه وعباده المؤمنين، وهذه الدنيا التي نحن فيها هي أيام العمل الذي يؤهلنا للوصول لتلك الجنات، فكيف يليق بعد ذلك بالمؤمن أو المؤمنة أن يضيع أيام هذه الدنيا من بين يديه دون أن يستغلها فيما يوصله إلى ذلك النعيم المقيم؟
هذه الحقائق الثلاث أيتها الكريمة هي أعظم ما يطرد عنك الهم ويزيح عنك القلق، لتعملي في ضوء هذه الحقائق، ولذا نحن سنقول لك بعض النصائح:
أول هذه النصائح: أحسني الظن بالله تعالى، واعلمي أنه سبحانه وتعالى كما قال عن نفسه: (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء) فهو سبحانه وتعالى يعمل بعبده ما يظن عبده به.
النصيحة الثانية: لا تيأسي من روح الله ولا من رحمته، فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، فلا تسمحي للشيطان أن يتسرب أو يسرب اليأس والقنوط إلى قلبك فتتقيدي عن العمل والإنتاج واستثمار عمرك فيما ينفعك، فإن الله عز وجل يغير الأمور بين غمضة عين وانتباهتها.
الوصية الثالثة: حاولي جاهدة استغلال عمرك فيما يسعدك، فاستغلي هذا العمر بالإكثار من الصلوات، بالإكثار من الاستغفار، فما دمت تسهرين الليل فحاولي أولاً أن تغيري هذا السهر بسهر فراغ بلا عمل إلى سهر في صلاة قيام الليل، وحاولي أن تتهجدي فيه وأن تقومي فيه بما تستطيعين، وبهذا تكسبين خيرًا عظيمًا وتعودين نفسك على الطاعة، وكلما أنس قلبك واستنار في طاعة الله سبحانه وتعالى فتحت أمامه أبواب الأرزاق، ثم طُرد عنه اليأس والقنوط، فكم من إنسان سجين في غياهب السجون يشعر بالسعادة التي لو علم بها غيره لنافسه عليها، وما ذاك إلا لأنسه بالله سبحانه وتعالى.
الوصية الرابعة: غيّري برنامجك اليومي، وحاولي أن تتعرفي على الصالحات من النساء وحضور مجالسهنَّ والاستفادة من خبراتهنَّ، وحاولي أن تضعي لنفسك برنامجًا تستغلين فيه عمرك في حفظ شيء من كتاب الله تعالى، وتعلم دينه، وأكثري من الاستغفار والصلاة، وكوني على ثقة بأن هذا من أعظم أسباب التغيير في حياتك، ومن أعظم أسباب جلب الرزق.
نحن لا نملك أيتها الأخت أن نغير حياتك ولو كنا نستطيع ذلك لفعلنا، لأننا حريصون على إيصال الخير لك ولغيرك ومحبون له، ولكن نتمنى أن تأخذي هذه النصائح بجد وحزم، وتسارعي إلى تغيير حالك، وحينها ستجدين السعادة تفتح أمامك أبوابها، وكوني على ثقة بأن قضاء الله سبحانه وتعالى خير لك مما تختارينه لنفسك، وإذا أراد الله عز وجل لك خيرًا فسيُجريه.
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
- اقتباس
تعليق
تعليق