بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فإن العاقلة لا تفرط في صاحب الدين والخلق المشهود له بالخير، والناس شهداء الله في أرضه، وقل أن تجتمع كلمتهم على شخص إلا إذا كان صاحب خلق حسن وصدق وأمانة ودين، واعلمي أن كل خلل ونقص يصلحه الدين، ولكن عدم الدين لا علاج له ولا ينفع مع عدم الدين مال ولا حسب ولا نسب، وهكذا فقد رفع الإسلام سلمان الفارسي ووضع المشرك الشريف أبا لهب.
ونحن ننصحك بالتأني والنظر في هذا الأمر، وتكرار الاستخارة ومشاورة أهل العقل والدين والدراية، كما أرجو أن تنظري وتفكري في الأمر، وهل لهذه الكراهية أسباب حقيقية واضحة أم هي مجرد مشاعر لا سبب لها، فإن العبرة بالنفور الذي تكون له أسبابه المقنعة، (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ))[البقرة:216]، والسعيدة هي التي تفوز بصاحب دين يعرف أهلها ويقدر ظرفها ويتفهم وضعها، ولا يخفى على أمثالك أن مشاعر الحب تتعمق بطول المعاشرة وتزداد مع الأيام قوة، مع ضرورة أن تخلو مراسيم الزواج من المعاصي.
وأرجو أن تكوني واقعية، واعلمي أن الرجل بدينه وأخلاقه، ، وابحثي عن الجوانب المشرقة في الرجل، واعلمي أنك لن تجدي رجل بلا عيوب، كما أن المرأة لا تخلو من النقائص والعيوب، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.
والصواب أن تتوقعي الخير حتى تجدي الخير، واعلمي أن ديننا يدعو للتفاؤل، ورسولنا كان يعجبه الفأل الحسن.
ولا تتردي فليس في التردد خير، فإذا عزمت فتوكلي على الله، وثقي بأنه لن يحدث في كون الله إلا ما إرادة الله.
واجتهدي في طاعة الله، واحرصي على برد والديك، وأحسني إلى أرحامك وكوني عوناً لليتم والمسكين ليكون العظيم في حاجك.
واحرص على تقوى الله وابحثي عن التقى، وواظبي على ذكر الله، وخاصة أذكار الصباح والمساء، وعليك بتلاوة القرآن وطاعة الرحمن.
تعليق