إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دائما أحاول

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دائما أحاول

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مشكلتي هي أنني فتاة تتصارع مع نفسها فأنا كلما حاولت ان افعل شيئاً من الطاعات اجلس شاردة الذهن هل افعلها ام لا ربما تتسائل لماذا لا لأن لي أسباب أحيانا أجدها جداً تافهة وهو ان تراني أمي أو أبي أو احد إخوتي. في بادئ الأمر ستظن أنهم لا يحبون الأعمال لكن لا فانا لا اعلم لماذا لا افعل طبعا فاترك الموضوع كأنه لم يحصل أي شئ
    فانا عندما أشاهد برنامج يتكلم عن إسلام احد الاوربين وهو يحكي كيف اسلم فسمعته يقول انه عندما يرفع من السجود يخاف خوفاً لم يشعر به من قبل فيبكي أما انا دائماً أحاول ان أخشع في صلاتي لكن لا ابكي مثلما يبكي حتى عندما أريد ان أصلي أقول في نفسي وبكل استهتار ليسامحني الله ويهدي فأكون ساجدة طول الوقت ليقال عني أنني قد صليت فأقول لنفسي على من اكذب على نفسي ام على الله وأفكر دائما ماذا لو مت فانا كلما تبت رجعت واحيانا ألوم من حولي فأقول لو ان أمي لم تتزوج أبي وتزوجت شخصا يحب الصلاة وكثير العبادة لكنت كذالك لان أبي كان لايصلي والآن الحمد لله ولكن عائلته كلهم حتى جدي الطيب عندما يصلي يتلفت يمينا ويسارا أي عينيه وأيضاً أخو جدي عندما كنت نائمة واستيقظت وهو يقرأ بصوت عالي لم يكمل صلاته حتى اعمامي وعماتي وأبنائهم لايصوم ولكن أمي وأخواتها وآباها يصلون ويتعبدون أما انا فلا استطيع الخشوع أبداً وأقول دائماً في نفسي أنني لو ظللت اتهم الأسباب فلن اصل الي نتيجة ان هذه الاتهامات لن تنفعني يوم القيامة فماذا افعل ساعدوووووني
    ملاحظة:انا احب العبادات السرية ولكن لااستطيع بسبب المشكلة

    عفواً انا أسفة للتطويل أصبحت قصة حياة وليست مشكلة فاعذروني

  • #2
    رد: دائما أحاول

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:



    فلا شك أن الخوف من الرياء أمر محمود وهو من صفات المؤمنين، لأن الرياء نوع من الشرك ومحبط للعمل وموجب لسخط الله تبارك وتعالى، وقد خافه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أمته فقَالَ: إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ، قَالُوا وَمَا الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ الرِّيَاءُ، يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذَا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً. رواه أحمد.

    كما أن تعاهد النفس في الإخلاص ومحاسبتها على النية وتصحيح مسارها قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل كل هذا أمر مطلوب ومن دأب السلف الصالح, وقد سئل سهل بن عبد الله التستري: أي شيء أشد على النفس؟ فقال الإخلاص، لأنه ليس لها فيه نصيب.
    وقال سفيان الثوري: ما عالجت شيئاً أشد علي من نيتي، إنها تتقلب علي.
    وقال نعيم بن حماد: ضرب السياط أهون علينا من النية الصالحة.
    وقال يوسف بن الحسين الرازي: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على ألوان أخر.
    ولكن الخوف من الرياء لم يحملهم على ترك الطاعات والانقطاع عن العبادة فلا ينبغي أن يترك المسلم الطاعة وينقطع عنها خوفا من الرياء وعليه المجاهدة لتصحيح النية لا أن يترك العمل, والذي نوصي به أختنا السائلة هو الاستمرار على ما هي عليه من الخير وحفظ القرآن وطلب ثواب ذلك من الله تعالى ومراقبة القلب وتعاهده في نيته بين الفينة والأخرى وتصحيح مسارها إن أحست بانحرافها عن الإخلاص وكثرة الاستغفار وهكذا حال المؤمن لا يزال مجاهدا لنيته على الإخلاص حتى يلقى ربه وهو على تلك المجاهدة والمصابرة, ونسأل الله أن يعيننا على الإخلاص له وأن يعيذنا من الرياء


    فمن الخطأ البين التوقف عن العمل الصالح من أجل الناس،








    العلاج في مثل هذا أن يبدأ العبد مخلصا فيه مصححا للنية فإذا شوش عليه الشيطان استعاذ بالله من الشرك والرياء وواصل عمله، ويدل لهذا ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقال له من شاء أن يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه الإمام أحمد عن أبي موسى رضي الله عنه.

    وقد قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منها. كما في شعب الإيمان.
    وقال العز بن عبد السلام: الشيطان يدعو إلى ترك الطاعات، فإن غلبه العبد وقصد الطاعة التي هي أولى من غيرها أخطر له الرياء ليفسدها عليه، فإن لم يطعه أوهمه أنه مراء وأن ترك الطاعة بالرياء أولى من فعلها مع الرياء فيدع العمل خيفة من الرياء، لأن الشيطان أوهمه أن ترك العمل خيفة الرياء إخلاص، والشيطان كاذب في إيهامه، إذ ليس ترك العمل خوف الرياء إخلاص.. مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل.
    وشكر الناس وثناؤهم على العبد من أجل طاعة أداها أو قربة تقرب بها... لا يضر إلا إذا حرص العبد على ذلك ففي صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس؟ فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن.
    والذي ننصح به السائل الكريم ألا يتوقف عن الإمامة ولا غيرها من أنواع الطاعات.... ولكن عليه أن يستعين بالله تعالى ويكثر من الدعاء "اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه".
    وقد قال الفضل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منها. كما في شعب الأيمان







    إننا نحذر الأخت السائلة من أن يأتيه الشيطان من باب مخافة الرياء ويدعوه إلى ترك بعض الأعمال الصالحة من صيام وصدقة ونحوهما، فالأمر كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك.

    فليجاهد نفسه على الإكثار من الأعمال الصالحة وليطرد هذه الوساوس عنه ولا يلتفت إلى شيء منها، وليسع للإخلاص في عبادته ولا يترك العمل خوف الرياء، فإنه من حيل الشيطان وأساليبه في الصد عن الطاعة، وبخصوص ما يجده من كراهية تجاه شخص معين دون أن يؤذيه بقول أو فعل، فهذا لا إثم فيه،
    وعليه أن يجاهد نفسه ليكون حبه وبغضه على أساس الدين والطاعة لله تعالى، فذلك أوثق عرى الإيمان






    كذلك أيضاً عليك بالمحافظة على أذكار ما بعد الصلوات وأذكار الصباح والمساء، كذلك أيضاً الإكثار من الصلاة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام في أوقات الفراغات، فأنت وأنت في المطبخ، وأنت في البيت وأنت في السوق تستطيعين أن تكثري من الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنية أن الله يعيد إليك هذه اللذة، وهذه الحالة الإيمانية العالية؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال له أحد أصحابه: أجعل لك صلاتي كلها، فقال له الحبيب عليه الصلاة والسلام: إذاً تكفى همك ويغفر لك ذنبك.

    فأنا أوصيك بالإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بجوار الدعاء، كذلك الإكثار من الاستغفار، حاولي أن تستغلي أوقات الفراغ قدر الاستطاعة؛ لأن أوقات الفراغ هي التي تفرق ما بين قلب وقلب، فبعض الناس يشعر بحلاوة في الصلاة، ثم إذا انتهى من الصلاة يعيش حياةً أبعد ما تكون عن الالتزام، وبهذه الحالة يكون كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، يصل إلى معدل عال في الصلاة، ثم بعد ذلك يصل إلى أسفل سافلين خارج الصلاة.

    ولو أن الإنسان يكون محافظًا على هذه المستوى من الإيمان والخشية في الصلاة، وخارج الصلاة، يحاول أن يجتهد في غض بصره، وفي كف أذاه عن الناس، وأن لا يتكلم فيما لا يعنيه، وألا يكثر الكلام فيما لا فائدة حوله، وأن يتحرى أكل الحلال، والبعد عن الحرام، وأن يحافظ على وقته من أن يضيع سدى كما يفعل السواد الأعظم من المسلمين، وأن يحاول أن يملأ أوقات الفراغ بذكر الله تبارك وتعالى، والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام، والاستغفار، والدعاء، وحتى وإن آوى الإنسان إلى فراشه يظل يذكر الله تبارك وتعالى حتى ينام كما كان هدي النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-.

    فاملئي أوقاتك -بارك الله فيك- بهذه الأعمال الصالحة التي لا تكلفك شيئا، ولا تحتاج منك إلى وضوء، ولا إلى استقبال قبلة، ولا إلى شيء مطلقاً، وإنما تحتاج فقط إلى حضور قلب مع نطق اللسان بالذكر، وبإذن الله تعالى سوف تستمر هذه النعمة عليك بإذن الله عز وجل إلى ما شاء الله، وستكون هذه الحالة مصاحبة لك دائماً وأبداً؛ لأن من أعظم العوامل المعينة على ذلك إنما هو ذكر الله تبارك وتعالى، والابتعاد عن المعاصي والمكروهات، والمحرمات، والاجتهاد في إحياء سنن النبي المصطفى عليه الصلوات ربي وسلامه في كل أمر من الأمور، اعتقد أننا بذلك سنصل -إن شاء الله- إلى خشوع دائم وإلى لذة دائمة، اسأل الله لك التوفيق والسداد أنه جواد كريم.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X