الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الشاب قد عقد عليك عقداً صحيحاً، فقد أصبحت زوجة له يحلّ له منك ما يحل للزوج من زوجته، وليس عليك إخبار أهلك أو أهله بحدود علاقتك به، لكن إذا كان العرف قد جرى بأنه لا يسمح للعاقد بمعاشرة من عقد عليها حتى تزف إليه، فينبغي احترام هذا العرف،
لقد أصبحت زوجة لهذا الرجل بمجرد عقد القران، فأنت زوجة له وبقي بعد ذلك تحديد الزفاف والدخول الذي نتمنى أن يكون عاجلاً وسريعًا، فإنه لم يُر للمتحابين مثل النكاح، وإذا عقد الإنسان على فتاة فلماذا يتأخر بعد ذلك, بعد أن رزقه الله الحلال, ووفقه للزوجة التي يريدها رضيتْ به ورضي بها، فشجعي زوجك على إكمال مراسم الزواج حتى تكوني عنده, وعند ذلك يُصبح مباحًا له كل ما يريد أن يفعله, مما كتبه الله تبارك وتعالى من متعة وعلاقة بين كل زوجين.
حتى يحصل ذلك حقيقة نحن نتمنى أن يقل هذا النوع من الكلام، ليس لأنه محرم فأنت زوجة له، ولكن مثل هذا الأمر قد يؤثر عليك وعليه، وقد يشوش عليه ويشوش عليك، والإنسان عندما يفكر في هذه الأمور, ولا يجد سبيلاً إلى تصريف تلك الشهوة أو تلك الإثارة فإن ذلك قد يعود عليه بآثار نفسية وأضرار قد تلحق بأيٍّ من الطرفين، ولذلك نحن نتمنى أن تؤجلوا مثل هذه المشاعر إلى حينها وإلى وقتها المناسب عندما تصبحين عنده زوجة
ولا نستطيع أن نطالبك بأن ترفضي التواصل معه في هذا الكلام، ولكن حاولي دائمًا أن تحولي الكلام إلى كلام إيجابي، إلى التفكير في التخطيط لمستقبل حياتكم، إلى الإشارة للأشياء الأساسية، إلى التعاون على البر والتقوى، كأن توقظيه للصلوات وتراجعي معه بعض الأشياء المفيدة؛ لأن هذا أيضًا له أثر على الإنسان، وإذا أكثرنا من الخير فإن الشر والأمور الأخرى ستقل تلقائيًا، هذه الأمور السلبية عندما يكثر الخير ستقل تلقائيًا، فالذي لا يكثِّر حياته بالخير تشغله نفسه بالشر والباطل.
فإن كنا لا نستطيع أن نقول: إن هذا الأمر ليس حلالاً، ولكننا ندعو إلى الكمال, وندعو إلى إكمال هذا المشوار، حتى يكون الزواج زواجًا فعليًا, وليس زواجًا بالهاتف أو زواجًا عن طريق الإنترنت، أو زواجًا من بُعد، أو زواجًا مع وقف التنفيذ - كما يحلو لبعضهم أن يسميه – فشجعي زوجك على إكمال المراسم، واشتغلي معه بطاعة الله, وبكل أمر يُرضي الله تبارك وتعالى.
إذن أنت عليك أن تضربي على هذا الوتر, وتطلبي منه أن يعجل بإكمال المراسم، وأنت أعلم من غيرك بحقائق الأمور، إذا كانت مشكلة مادية فيسِّروا عليه، إذا كانت مشاكل أخرى تذاكروا في الحل الصحيح, وفي الأسلوب الصحيح لحلها، من أجل أن تكوني معه أو يكون معك، ولا مانع من أن تطالبيه أن يُنهي غربته وخروجه في هذا المكان ليعيش معك؛ لأن وجود الرجل مع زوجته هو الأصل، والإنسان أصلاً تزوج ليكون مع أهله وليكونوا معه ليؤديا هذا الحق، وحتى يرزقهم الله تبارك وتعالى بعد ذلك بالذرية الصالحة التي تكون امتدادًا لأعمالهم بعد موتهم.
وصيتي لك إذن: تقوى الله تبارك وتعالى، ثم الدعاء لنفسك، ولهذا الزوج – زوج المستقبل – ثم كذلك التواصي بالحق, والتواصي بالصبر معه، وعليك أيضًا أن تحاولي الوصول إلى ما ييسر هذه العلاقة ويعينكم على إكمال المشوار-كما قلنا- كأن تقدمي تنازلات, أو تقدمي له معونة في سبيل إكمال مراسيم الزواج، ونوصي الجميع بتقوى الله تبارك وتعالى, ثم بمراقبته سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يقدر لك الخير, وأن يجمع بينك وبين زوجك على الخير، ومرحبًا بك في موقعك، ونتمنى أن نسمع عنكم كل الخير.
تعليق