كيف اتصرف مع امي

[غير مسجل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا متزوجة من انسان على خلق والحمد لله والان حامل مشكلتي تكمن في امي فهي دائما تنتقد كل شيء ولا تذكر معروفا لشخص حتى ابي رجل كبير في السن لكن يصبر على انتقاداتها ويؤسفني ان اقول اني في نفسي اشياء لابي زرعتها فينا امي بسبب نقد ها المستمر مع انه ليس بالسوء هو رجل يصلي الفروض في المسجد ويعاملها معامله حسنة برغم الاساءة ولها مشاكل مع اكثر من شخص بسبب هذا الموضوع حتى حماتي اشهد ان معاملتها طيبة الى حد كبير معي والحمد لله امي لا تعاملها معاملة حسنة بسبب مشكله حدثت ايام الخطوبة واعتذرت لها وكانوا الاثنين مخطئين وانتهي الموضوع بعد الزواج حماتي هي التي تكلمها وتزورها وامي لا تنسى هذا الموقف ولا تسال عليها ابدا وامي لا تقبل النصيحة باي حال وتبرر لكي تظهر انها غير مخطئه ونحن المخطئون حتى وان كان الخطا ظاهرا وتنتقدنا في اشياء تفعلها هي

سؤالي اني دائما ابكي واخاف على امي وكثيرا ما نصحناها وهي تعرف كل هذ الكلام وهي مقيمة لليل وحافظه للقران بالمناسبة لكني اخاف من حديث ان الصحابة كانوا يشتكون من امراه تقيم وتصوم لكنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال هي في النار وارجو ان تكون سيرتها طيبة بعد مماتها فكيف اتصرف معاها او انصحها غير الدعاء؟؟
وسؤالي الاخر عن نفسي هل علي اثم لما في قلبي لها واخاف من كما تدين تدان وان من عير اخاه بذنب لم يمت حتى يفعله
افيدوني بارك الله فيكم ودعواتكم بصلاح الاحوال

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: كيف اتصرف مع امي

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظك الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك -ابنتنا - في الموقع، ونسأل الله لك التوفيق والسداد والثبات، وقد أسعدتنا هذه المشاعر النبيلة التي حملتك للكتابة إلينا، ، ومع ذلك فإن الموازنة تكون صعبة بين تقديم طاعة العظيم وبين إرضاء الوالدين، ونحب أن تستخدمي الحكمة في ذلك، لأن الاحتساب على الوالدين أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - عندما يتعلق بأي واحد من الوالدين - ينبغي أن يكون بمنتهى اللطف، كما جاء في حكاية القرآن عن الخليل إبراهيم – عليه السلام –في خطابه مع أبيه بقوله: {يا أبتِ ... يا أبتِ ... يا أبتِ ... يا أبتِ ...}.

ولعلنا نلاحظ أيضًا أن والد الخليل لما زجر الخليل وأساء إليه وطرده قائلاً: {لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} لم يقف الخليل ليشتم، ولم يقف الخليل ليؤذي والده، مع أنه يستحق أشياء كثيرة لشركه وكفره، بل كان خادمًا للأصنام راعيًا لها وبائعًا، ولكنه في أدب المؤمن قال الخليل: {سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47)}.

لذلك عند النصح مع الوالدين ننصح، فإذا رأيناهم غضبوا نسكت وننسحب من المكان، ثم نُعيد الكرة بطريقة أخرى، واعلمي أن كلام الوالدة عن الآخرين هي إعطاء من حسناتها وتوزع حسناتها عليهم، فأرجو أن تدخلي إليها من هذا المدخل، ولا تواجهيها مواجهة مباشرة، ولا تكذبي كلامها تكذيبًا مباشرًا، يا حبذا عندما تأتي فتأخذي الحديث فتذكري لها قصة معبرة، قصة مفيدة، نشغلها بالخير قبل أن تشتغل بغيره.

ونشكر لك هذه المشاعر وهذا الحرص، ونتمنى أن تواصلي مسيرة الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الأب من كبار السن وكذلك الوالدة يحتاجان إلى لون من الملاطفة والعطف والشفقة والاحتمال،
ولا مانع من أن تدفعي عن المظلومين، وتشتري تلك المظالم التي وقعت فيها الوالدة وتُحسني لمن أساءتْ إليهم، ونسأل الله أن يزيدك حرصًا وخيرًا، وأن يقرَّ عينك بصلاح هذه الوالدة وبُعدها عن الشتائم والأذية، نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر ذلك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يهيأ لك من أمرك رشدًا.

والله أعلم