يا شيخ , كانت صديقتي تكلمني عن امتحانها في الثقافة الإسلامية في المدرسة ونحن نسمى الثقافة الإسلامية بـ (الدين) فكنت أريد أن ألعنها , ولكن بسبب كثرة تردادها لكلمة الدين (المقصود بها الثقافة الإسلامية) زلّ لساني فخرجت كلمة دين من غير قصد(لوحدها) , ولكن يا شيخ الله يشهد عليّ أن لم أكن أقصد الدين الإسلامي ولا بمثقال حبة خردل عن الإسلام , ولكني قصدت أن أسبها هي, وهي أول مرة يخرج مني مثل هذا التصرف,فأرجوا منك يا شيخ أن ترد علىّ بسرعة وأن تخبرني بماذا أفعل , علماً أنّي لي يومين لم أتهنئ لطعام أو نوم أو شرب وأحس النار تشتعل في صدري, وأنّي اغتسلت وتشهدت وصلاتين ركعتين أستغفرالله في هذا الفعل.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الحكم الشرعي
تقليص
X
-
رد: الحكم الشرعي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من زلَّ لسانه فتكلم بما هو ردة دون قصد، بل على سبيل الغلط لا يحكم بردته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه والحاكم.وفي الصحيحين وغيرهما واللفظ لمسلم، عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة, فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها, فأتى شجرة فاضطجع في ظلها, قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده, فأخذ بخطامها, ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح.وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى الكبرى: لا بدَّ في العقود وغيرها من قصد التكلم وإرادته، فلو فرض أن الكلمة صدرت من نائم، أو ذاهل، أو قصد كلمة فجرى على لسانه بأخرى، أو سبق بها لسانه من غير قصد لها، لم يترتب على مثل هذا حكم في نفس الأمر قط. انتهـى.وفي فتاوى نور على الدرب للشيخ محمد بن صالح العثيمين في معرض كلامه عن الفرق بين النطق بالكفر قصدًا والنطق به عن سبق لسان: أما شيء سبق على لسانه بأن كان يريد أن يمدح الدين فقال كلمة سب بدون قصد, بل سبقًا على اللسان، فهذا لا يكفر؛ لأنه ما قصد السب, بخلاف الذي يقصده وهو يمزح؛ ولهذا ثبت في الصحيح في قصة الرجل الذي كان في فلاةٍ فأضاع راحلته وعليها طعامه وشرابه فلم يجدها, ثم نام تحت شجرةٍ ينتظر الموت, فإذا بناقته على رأسه, فأخذ بزمامها, وقال: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح، فلم يؤاخذ؛ لأن هذا القول الذي صدر منه غير مقصودٍ له, بل سبق على لسانه, فأخطأ من شدة الفرح, فيجب أن نعرف الفرق بين القصد وعدمه. انتهى.
وأما إن كنت قد قصدت لفظ السب، فالواجب: أن تتوب إلى الله تعالى, وأن تجدد إسلامك، ونسأل الله أن يتجاوز عنك.والله أعلم.
- اقتباس
تعليق