إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحسد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحسد

    السلام عليكم
    ارجوك ياشيخ انا كنت سالت حضرتك بل كده عن مضوع الحسد انى عندى المشكلة دى وممكن احسد الناس وب
    وبدأت اخد بالى من الموضوع ده ودلوقتى الحمد لله بجاهد نفسى واالشيطان ولو ماقدرتش بحاول ابعد عن اى حد ممكن أاذيه بس المشكلة انى حاسة انى لسة عينى ليهال اثر وحش على الناس انا تبت والله العظيم كتير ودعيت لربنا فى مكة كتير انى ربنا يعافينى من الذنب ده وحاسة بتحسن فى نفسى بس برضو لسة بحس انى بأثر على الناس وحش واى حاجة وحشة تحصل لحد بحس انى السبب فيها هل ربنا مش قبل توبتى ولا انا مقصرة وممكن يكون عينى ليها أثر غصب عنى ارجوك رد عليا وافدنى جزاك الله خير لان الموضوع تاعبنى جدا ودايما حاسة بالذذنب وبيت اخاف اختلط باى حد

  • #2
    رد: الحسد

    لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،



    فنسأل الله أن يحفظك وأن يهديك إلى أحسن الأخلاق والأعمال.


    وقد أسعدتني مجاهدتك لنفسك، وحرصك على علاجها، وبشرى لمن يخالف نفسه ويطارد أهوائها، ومرحباً بك في موقعك وبين آبائك وإخوانك، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (لا يخلو جسد من حسد، ولكن المؤمن يخفيه والمنافق يبديه) والمسلم إذا حسد لا يبغي لأنه لا يحول حسده إلى غيبة أو نميمة أو إلحاق للضرر بالمحسود، وإنما يتعوذ بالله ويدعو للمحسود ويتمنى له التوفيق، ويتوجه بحاجته إلى من يجيب من دعاه، ولا مانع من تمني مثيل النعمة، وتلك هي الغبطة، أما الحسد فهو تمني زوال النعمة من صاحبها.



    وقد أسعدني تخلصك من مرض الحسد الذي هو أول ذنب عصي الله به في السماء كما قال الماوردي، وهو كذلك ذنب عصي الله به في الأرض، فقد حسد إبليس أبانا آدم على إكرام الله له، وأعماه الحسد فامتنع عن السجود فحلت عليه اللعنات، وحسد أحد ابني آدم أخاه، وترجم حسده فمد يده وقتل أخاه فكان من النادمين، والحسد يعمي ويصم، وهو صنعة اليهود وسبب كفر أبي جهل.



    فاحمدي الله الذي نجاك، ولا تحمّل نفسك فوق طاقتها، ولست وحدك من يُحسد، ولن يضر الحاسد أحداً إلا بتقدير الله، وما ينبغي أن تتهم نفسك بأن ضرر الناس بسببك، فتجلب لنفسك الوساوس، ولا ينبغي أن نتهم الآخرين بأنهم من الحاسدين، فهذا داء دفين لا يطلع عليه إلا رب العالمين، وقد تظهر بعد علاماته من فلتات اللسان، وتعمد الأذية للإخوان، ولن يضر الحاسد إلا نفسه، وقد أحسن من قال:



    اصبر على مضض الحسود فـــإن صـــــبـرك قـاتلـــــــه

    فـالـنـــــــار تـأكــــــل بــعــضــهــا إن لم تجد ما تأكله

    وأرجو أن تعلم أنه ليس من الصواب ولا من السنة أن يقف الإنسان في طريق الناس، فإذا مر عليه إنسان ردد عليه ماشاء الله تبارك الله، وإنما يقول ذلك إذا أعجبه شيء في نفسه أو أهله أو ماله، أو عند الناس، أما في بقية الأحوال فالمطلوب المحافظة على الأذكار الأخرى كالتهليل والتكبير والتسبيح والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار، وإذا واظب الإنسان على الأذكار الواردة في السنة فإنه يحمي نفسه بإذن الله من السحر والعين والشرور، ويكف شره وأذاه عن الآخرين.



    ونحن في الحقيقة رغم إيماننا بأن العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقت العين، إلا أننا لا نؤيد خوف الناس من العين أكثر من خوفهم من الله، الذي بيده الأمر، فنجدهم يتهامسون ويتراكضون إذا جاء فلان أو علان، مع أن الإنسان قد يصيب نفسه وولده بالعين، (واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).



    فهوني على نفسك، وأشغلي نفسك بطاعة الله، واترك الناس وما عندهم، واذكر ربك في نفسك كثيراً، ولا تضع نفسك في مواضع التهم، وتعوذ بالله عندما تشعر بوساوس الشيطان، وراقب ربك الرحمن، وصلي وسلم على المبعوث من عدنان، وتذكر أنك أمرت بمخالفة عدونا الشيطان، الذي يريد أن يحزن أهل الإيمان، وليس بضارهم إلا بتقدير المنان.



    ويكون علاج الحسد بما يلي:
    1) التوجه إلى الله سبحانه وتعالى والتعوذ به من شرور النفس وذاك دعاء الأخيار ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا .

    2) النظر إلى من هم أقل منا في العافية والمال والولد وغيرها، وهذا توجيه منه صلى الله عليه وسلم: (انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظر إلى من هو فوقكم).

    3) معرفة النعم التي يتقلب فيها، فنعم الله مقسمة فهذا أعطى مالاً، وذاك رزق الولد وهذا وجد عافية وحرم الولد: ((وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ))[النحل:71] والسعيد هو الذي يعرف نعم الله عليه ليؤدي شكرهاً.

    4) تهذيب النفس ومنعها من النظر إلى ما عند الناس: ((وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ))[طـه:131].

    5) تذكر الحساب والمسائلة على كل نعمة ((ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ))[التكاثر:8].

    6) معرفة حقيقة فناء النعم والمنعم عليهم.
    وما المال والأهلون إلا ودائع ولابد يوماً أن ترد الودائع
    7) معرفة حقارة الدنيا وهو أنها على الله لو كانت تساوي جناح بعوضة ما سقى كافراً منها جرعة ماء .
    8) الاجتهاد في قطع الخواطر السيئة من بدايتها، والدعاء لمن نحسدهم، ولا يحول الحسد إلى قول أو عدوان.

    9) الرضا بالقضاء والقدر، والإيمان بأنه لن يحدث في كونه إلا ما أراده سبحانه .

    10) معرفة أضرار الحسد على الدين والصحة، فهو يجلب الهموم والأحزان وهي سبب لكثير من أمراض العصر.

    فائدة:
    1-حتى لا نغرس شجرة الحسد في نفوس الأبناء، يجب أن نعدل بينهم التزاماً بتوجيهه صلى الله عليه وسلم: (اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم).
    وعلينا كذلك تجنب المقارنات السلبية، فلا نقول أنت ممتاز وهي بليدة، ولكن الصواب أن نقول أنت ممتاز وهي مصلية أو مطيعة لأمها، لأننا إذا مدحنا أحدهم وتركنا الآخرين حسدوه وكرهوه. والعدل مطلوب في النفقة والاهتمام وحتى القبلات.

    2- عندما يغضب الإنسان من شخص ظلمه ولا يستطيع أن ينتصر لنفسه يتحول هذا الغضب إلى حقد وحسد، فيتمنى أن تزول النعم التي عنده.
    والله الموفق.
    ونوصيك - أيتها الأخت الكريمة - بالآتي:
    1- الإكثار من ذكر الله تعالى، والمواظبة على أذكار الصباح والمساء؛ ففيها تحصين - إن شاء الله - من كل سوء يطرق في الليل والنهار.
    2- عدم المبالغة في اعتقاد الإصابة بالعين؛ فإنه وإن كان حقاً إلا أن الواقع أن كثيراً من الناس ينسب إلى الإصابة بالعين ما ليس منه، بل ربما كان مجرد وهم، وهو كثير في واقع الناس، فعلى المسلم أن يحسن التوكل على الله تعالى، ويتيقن أنه لن يصيبه إلا ما قدره الله له، وأن العين لا تصيب بنفسها بل لابد من إذن الله تعالى وقضائه، وبهذا يعيش المسلم آمناً مطمئناً.

    3- إلزامك نفسك الدعاء بالبركة لما تقع عينك عليه وتستحسنينه، فهذا أعظم سبب لدفع الإصابة بالعين، فبادري إليه عند استحسانك لشيء وإعجابك به.
    4- إذا ظننت أنك أصبت أحداً بعينك، فالسنة أن تتوضئي بالماء وتجمعي هذا الماء، مع غسل باطن أسفل ثيابك، ثم يغتسل المصاب بهذا الماء، ففي هذا سبب شفائه إن شاء الله.
    5- حاولي صرف بصرك عما يستحسن، والأفضل من ذلك أن تلزمي البيت بقدر الاستطاعة، وينبغي لمن يخاف أن تصيبه العين أن يحاول إخفاء أو تغيير ما تستحسنه العين، فحاولي أن توصي أقاربك بهذا.

    وقد نصَّ العلماءُ على أنه إذا خَشِي العائنُ ضررَ عينه وإصابتها للمعين، فليدفع شرَّها بقوله: اللهم باركْ عليه؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حُنَيف: ((أَلَا برَّكتَ))؛ أي: قلتَ: اللهم بارك عليه، مما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله.



    عدم الاشتِغال بالنظر إلى النِّعم التي عند النفس والآخرين، والإعراض عن ذلك، والاشتغال بالشُّكر والحمد، وبذْل الخير للناس، وإعانتهم على تحصيل المنافع لهم، فمِن المَعلوم أن الذي ينفع الناس ويُعِينهم مأجورٌ على ذلك، مع كونه يَصير بهذه الإعانة محبوبًا لله تعالى؛ كما قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128].


    ونسأل الله تعالى أن يهدينا وإياكِ لأحْسَن الأخلاق، وأحسن الأعمال، لا يهدي لأحسَنِها إلا هو، وأن يَقِيَنا سيِّئ الأخلاق والأعمال، لا يَقِي سيِّئَها إلا هو!
    نسأل الله أن يصرف عنا وعنك كل سوء.







    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X