إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طالب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طالب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انا فى الصف الثالث الثانوى علمي اشعر انني مقصر في مذاكرتي مع اني غالبا اذاكر لكن اشعر بالذنب لأني لا أفعل شيئا للاستعداد لرمضان واريد ان استعد له فلا اعلم ما الذي يشعرني بأن الوقت سينقضي فاندم علي يومي ولا ارضي نفسي في المذاكرة مع اني اصلي الخمس ولا اتركها بفضل الله فبالله عليكم بما تنصحوني بالمذاكرة والاستعداد بعد الفراغ من الدراسة والتي ستكون اول يوم من رمضان لا اعلم دلوني جزاكم الله خيرا
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • #2
    رد: طالب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    فإن الإنسان الذي يريد أن ينجح يعرف التحدي ولا يعرف المستحيل، يعرف النجاح ول ايعرف الفشل، يعرف كيف يتحمل المسئولية وكيف يبذل الجهد وكيف يصل إلى النتائج التي يريد أن يحققها، والإنسان الناجح هو الذي يبذل ما في وسعه ويبذل أقصى ما يستطيع من جهد وجد واجتهاد وتضحية ووقت ويصبر حتى يصل إلى بغيته لأنه يعرف طعم النجاح ولا يرضى له بديلاً.

    وأنا أريد أن أطمئنك ـ أنك قادر بإذن الله تعالى على تحقيق النجاح وإستيعاب دراستك ومذاكرتها بطريقة جيدة، ولكن هذا يحتاج منك إلى صبر وجد ومثابرة وعدم اليأس والقنوط، وحاول أن تبعد عنك الأفكار السلبية التي تجعلك تتقاعس أو تفشل في المذاكرة، ابحث دائماً عن البديل ولا تركن لحل واحد فقط ابحث على حلول كثيرة حتى تصل إلى هدفك.

    فاعلم أن نيل الشيء لا يأتي بالتمني، وإنما يكون بالجد والمثابرة والتعب حتى ترتقي سلم المجد، وتنال النجاح بإذن الله تعالى!
    وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

    بالنسبة لطريقة المذاكرة الصحيحة تحتاج منك إلى خطوات، وهي:

    1 - ذكر الله عز وجل، فلا يشك اثنان في أن العلاقة الدائمة بين الإنسان وخالقه لها أكبر الأثر في حياة الإنسان اليومية، وهذا مصداق لقوله تعالى: ((وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ))[الكهف:24].

    2 - حاول أن تتجنبي المعاصي والمنكرات؛ فتجنبها من الأسباب المهمة في تقوية الذاكرة! وهذا مالمسناه في أسلافنا من العلماء وهذا ماذكره الإمام الشافعي رضي الله عنه عندما شكى إلى أستاذه وكيع أنه لايحفظ وكان الإمام مشهور بالحفظ، فرد عليه أستاذه أنك ربما إرتكبت معصية أو خطأ أو نظرت إلى محرم، فتذكر الإمام رحمه الله تعالى أنه نظر إلى ساق مرأة دون قصد فهذا الذي حال بينه وبين الحفظ فقال :
    شكوت إلى وكيع سوء حفظ **** فأرشدني إلى ترك المعاصي
    وأخبرني بأن العلم نور **** ونور الله لايهدى لعاصي

    3 - الفهم يساعد على الحفظ والتخزين، فإن أنت لم تفهم الشيء الذي تدرسه، فلا يمكن لك أن تحفظيه.

    4 - يجب أن يكون لديك حب الاستطلاع والتمعن في الشيء الذي تدرسه، والتركيز الفكري وخلق الاهتمام، هذه الأمور كلها تساعد على التذكر والحفظ.

    5 - وضع برنامج أو خطة للمذاكرة، ومن الأفضل أن تكون في النهار؛ لأن الليل جعل سكنا، وأفضل الأوقات يكون العقل فيها مرتاحاً بعد الفجر، فعود نفسك النوم باكرا لتستيقظ باكرا!

    6 - تناول الغذاء الصحي الذي تتوفر فيه أحماض أوميغا؛ فإن لها دورا أساسيا في تقوية الذاكرة، وتتوفر فيه الأحماض، وخاصة في أسماك السلمون، والجوز، والبيض.

    7 - ما ينطبق على الغذاء ينطبق على المحافظة على صحة الجسم وراحته وخاصة النوم، فالجسم يحتاج إلى فترة لا تقل عن 8 ساعات من النوم والراحة.
    وأنصحك مرة أخرى أن تحذر اليأس والقنوط والفشل ولا تترك له مجالاً في عقلك دائماً اجعل نصب عينيك النجاح والتفوق وارتقاء سلم المجد وستصل إلى ذلك بإذن الله تعالى.



    خصص وقتا في الصباح للمواد التي تتطلب الحفظ، ويجب أن تكون هنالك فترات استراحة، كل نصف ساعة قراءة يجب أن تأخذ خمس إلى عشر دقائق استراحة، وخلال هذه الاستراحة البسيطة مارس بعض التمارين الرياضية، تناول كوباً من العصير مثلاً، وقوم بتمارين تنفس، وهكذا، فهذه تفحز وتجدد الدافعية لدى الإنسان.

    تناول كوب من الشاي الأخضر مرة أو مرتين في اليوم إن شاء الله فيه فائدة كبيرة جدًّا.


    الفترة القصيرة، كثيرة في حياتنا، والتي نسميها أحياناً (أوقات النوافذ) فقد تكون نصف ساعة هنا، وثلاثة أرباع الساعة هناك، بين نشاط وآخر، والتي إذا جمعتها لبعضها تجدها الوقت الطويل الذي يمكنك أن تنجز فيه الكثير والكثير.

    احرص أن تكون عندك فترات للراحة والاسترخاء والاستجمام، مهما ضغط عليك الوقت، فترويح النفس والقلوب مفيد جداً، ويعين على حسن الإنتاج والعطاء.

    يقول تعالى: {اقرأ وربك الأكرم} فكرم الله وعطاؤه وفتحه لك أبواب الخير والمعارف إنما يأتي من القراءة، والآية الأخرى المفيد ذكرها هنا قوله تعالى: {واتقوا الله ويعلمكم الله} فالعلم من الله يأتي من خلال تقوى الله والالتزام بأوامره ونواهيه.

    وفقك الله، وفتح لك أبواب المعارف، وتذكر بأنه مهما كانت المادة التي تدرسها، فأنت من خلالها تتعرف على سنن من سنن الله في النفس والكون {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبيّن لهم أنه الحق}.



    فبالنسبة لتنظيم الوقت فهو يعتمد قطعاً على ظروف الإنسان، ولا نستطيع أن نقول أن هنالك جدولاً معيناً يناسب كل الناس، ولكن يمكن الاسترشاد بالأحوال العامة لتنظيم الوقت والمعروفة بالنسبة للطلاب والتي وجدت أنها مفيدة هي تقوم على:

    (1) لابد أن تكون هنالك الرغبة القوية والعزيمة والإرادة والدافعية واستشعار أهمية التعليم، وأن المرء لا يمكن أن ينجح في الامتحان أو يتميز دون أن يبذل جهداً ويجتهد في دراسته.

    (2) لابد أن يكون هنالك قسط كاف من الراحة اليومية؛ لأن الإنهاك والإجهاد الجسدي والذهني يؤدي إلى نتائج عكسية.

    (3) بعض الناس يجدون فائدة أكثر في القراءة والدراسة الجماعية، بمعنى أن تكون هنالك مجموعة من الأصدقاء يتعاونون فيما بينهم، ويقضون وقتاً معيناً للدراسة مع بعضهم البعض.

    هذه مبادئ رئيسية.. أما الطرق التفصيلية التي أنصحك بها فهي:

    الذهاب إلى النوم حوالي الساعة العاشرة مساءً.. هذا في الأيام التي سوف تذهب فيها للدراسة صباحاً، أما في إجازة نهاية الأسبوع فيمكن أن تذهب إلى النوم الساعة الثانية عشرة ليلاً. ثم الاستيقاظ لصلاة الفجر، وبعد الصلاة الجلوس لمدة ساعة، وقم بمراجعة ومذاكرة المواد التي تتطلب الحفظ.. هذا الوقت وقت ثمين جدّاً ومفيد جدّاً؛ لأن درجة الاستيعاب تكون فيه عالية جدّاً.

    تناول كوباً من الشاي أو القهوة بعد صلاة الفجر مباشرة؛ لأن ذلك سوف يزيد من درجة التركيز والاستيقاظ لديك، وبعد ذلك اذهب إلى المدرسة، وفي المدرسة يجب أن تستفيد من وقتك وذلك بالتركيز في أثناء الحصص، ولا بأس أن تسأل المدرس عن أي شيء لم تستوعبه أو تناقش زملائك، خاصة المتفوقين منهم في أي شيء تجد فيه صعوبة؛ لأن بعض المواد تحتاج إلى أن يسأل الإنسان زملاءه أو معلميه.

    بالطبع لابد أن تتناول وجبة الإفطار، وهي تعتبر وجبة ضرورية، والبعض قد يتناولها مبكراً في البيت والبعض قد يتناولها في المدرسة كما هو معهود في معظم المدارس. عموماً لا تنسى هذه الوجبة الغذائية لأنها ضرورية جدّاً.

    بعد أن ترجع من المدرسة تناول طعام الغداء ثم خذ قسطا من الراحة كنوع من القيلولة، وبعد ذلك صل صلاة العصر، وبعدها قم بإجراء تمارين رياضية بسيطة لمدة ربع ساعة، ثم بعد ذلك ابدأ في الدراسة، والدراسة يجب ألا تمتد لأكثر من نصف ساعة إلى خمسة وأربعين دقيقة، وبعدها تأخذ قسطا من الراحة خمس إلى عشر دقائق، لا مانع حتى أن تجلس أمام التلفيزيون أو تروح عن نفسك بما تشاء، وبعد ذلك تعود وتبدأ فترة أخرى لمادة مختلفة، وهكذا حتى وقت صلاة المغرب.

    بعد صلاة المغرب أجلس مع أسرتك؛ لأن هذا أيضاً فيه نوع من الترويح على نفسك، وابدأ المذاكرة في فترة المساء، وهذه يمكن أن تستغرق حوالي ثلاث ساعات، قسمها بالصورة والطريقة التي تراها مناسبة؛ لأن هنالك تفاوت في مستوى الاستذكار والمعلومات، فبعض المواد تحتاج إلى وقت أكثر وبعضها يحتاج لقضاء وقت أقل، وكما ذكرت لك إذا كان لديك صديق أو صديقان ربما تكون القراءة الجماعية في بعض الوقت مطلوبة، خاصة لحل الامتحانات والأسئلة السابقة، هذا بالطبع ليس من الضروري أن يكون يومياً، وأنا حقيقة أفضل هذا المنهج أن يُطبق في نهاية الأسبوع: أن يدرس الطلاب مع بعضهم البعض ثم بعد ذلك يخرجوا مع بعضهم البعض للترويح عن أنفسهم بما هو مشروع وطيب، هذا فيه حقيقة تجديد للطاقات ويساعد على الاستذكار وعلى التحصيل الدراسي الجيد.
    هذه هي الخارطة المتوسطة، بمعنى أن الطالب العادي إذا طبقها سوف يجني ثماراً إيجابية جدّاً.

    هنالك بعض الطلاب يُفضل أن يقرأ بصوت عالٍ بعض المواد، أو يفضل أنه لا يود الجلوس في مكان آخر... هذه كلها نوع من الفوارق والطرق التي نراها مفيدة للبعض، وأنت عليك أن تجرب، وعليك إذا أتاك نوع من الملل أن تغير المادة التي تدرسها وتبدأ في دراسة مادة أخرى، ثم ترجع للمادة الأخرى في وقت آخر.

    هذه طرق معروفة جدّاً لدى الطلاب، والأمر كله يعتمد على الإرادة وعلى العزيمة وعلى التصميم وعلى تذكر أن الذي يجد لابد أن يجني ويحصد ثمار ما زرعه - بإذن الله تعالى -.

    الاستفادة من الوسائط التعليمية المختلفة أيضاً إذا كانت متوفرة فالبعض يجد فيها التشجيع والتحفيز وإزالة الملل في أثناء المذاكرة والدراسة، هذه الوسائط معروفة كالاستماع إلى أشرطة مسجلة في مادة معينة، أو شيء من هذا القبيل.

    على العموم هي تتفاوت من دولة إلى دولة ومن مكان إلى مكان حسب ما هو متوفر.

    أما إذا لم توجد أي وسائط فلا مانع أن تلتزم بالطريقة التقليدية المعروفة وهي الاعتماد على الكتاب والاعتماد على المذكرات، وهذه - إن شاء الله تعالى – جيدة ومفيدة أيضاً.

    كما أن حل الامتحانات السابقة يكون مفيداً جدّاً؛ لأن نسبة تكرار الأسئلة في المتوسط هي خمسين إلى ستين بالمائة؛ لأنه من أصعب الأشياء على المعلِّم أن يؤلف سؤالاً جديداً، فالأسئلة كثيراً ما تتكرر في الامتحانات، وحتى إذا لم يتكرر السؤال بنصه فحل الامتحانات السابقة في حد ذاته يعطي الثقة وهو نوع من التدريب العملي والفعلي الذي يحسن من الأداء في الامتحانات.

    وبالطبع في أثناء الامتحانات لابد أيضاً أن تدير الوقت بصورة جيدة، استمع إلى نصيحة معلم المادة في هذا السياق، الطريقة المعروفة هي أن تقرأ الأسئلة بسرعة، ثم بعد ذلك تحدد من أي سؤال سوف تبدأ، فالبعض يبدأ بإجابة الأسئلة التي يراها سهلة بالنسبة له، والبعض ينتهج منهجاً يحل الأسئلة حسب ترتيبها وحسب ما وردت في ورقة الامتحان.

    عموماً لا أريد أن أفرض عليك نظاماً معيناً، ولكن الذي أنصحك به – وهي وصية مهمة جدّاً – هو أن تنظم الوقت في أثناء الامتحان، هذا أيضاً ضروري جدّاً.

    الحمد لله ما دمت أنت طالباً ناجحاً ولديك الرغبة وبالإصرار وبالاستفادة من الوقت سوف تصل - بإذن الله تعالى – إلى ما تصبو إليه، وأنا دائماً أركز على ضرورة أن تأخذ القسط الكافي من الراحة وأن تتجنب السهر بقدر المستطاع.


    فمثلاً يمكنك قضاء عدة ساعات في الصباح الباكر في الدراسة، وقد رُوي عن الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - قوله "بورك لأمتي في بكورها"، فيمكنك بعد صلاة الفجر وشيء من القرآن أن تتناول شيئاً من طعام الفطور، ومن ثم تستغل ساعتين تقريباً في دراسة مادة ما، ومن ثم تأخذ بعض الراحة لمدة نصف ساعة تقريباً،ومن بعدها يبقى عندك ما يقارب الساعتين أيضا للمزيد من الدراسة، وربما في مادة أخرى غير مادة الصباح، وكل هذا قبل بداية الدورة على الساعة 12.

    ومما يفيد جداً لو استطعت أن تدرس في هاتين الساعتين الأخيرتين المواد التي ستحضر فيها في ذلك اليوم من 12 إلى 4، فهذا من أروع الأمور المفيدة لو استطاع الإنسان أن يقوم بها، فعندما تحضر الدروس ستجد من نفسك تفاعلاً عجيباً مع المحاضر، وسيمكنك هذا من الاستفادة القصوى من المادة المقدمة.

    وأقول أنك لو قمت بهذا، مع الحضور المنتظم للدورة والمحاضرات، فقد لا تحتاج للدراسة في المساء، وإن كنت أشعر أنك ممن سيحاول قضاء ساعة أو ساعتين من الدراسة في المساء.

    إن انتظام أمر الصلاة على وقتها قدر الإمكان، من شأنه أن ينظم حياتنا كلها، ويوزع ساعات يومنا نهاراً وليلاً، وبشكل يمكننا من العمل والإنجاز، وهذا ما كان يستفيد منه علماؤنا قديماً وحديثاً.

    وبهذا الشكل سيبقى عندك الكثير من الوقت للقيام بالأعمال الأخرى التعبدية والأسرية والاجتماعية والترفيهية...

    وبالنسبة لموضوع النسيان، فلا تقلق منه، وخاصة إن اتبعت بعض ما ذكرته أعلاه، وستجد مع الوقت أن ذاكرتك أصبحت أقوى وأقوى، وذلك نتيجة تضافر الدراسة وطاعة الله، حيث يقول تعالى "واتقوا الله ويعلمك الله".



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: طالب

      وسأقترح الآن عليك منهجًا عمليًا تقوم فيه بترويض نفسك على طاعة الله من جهة، واكتساب مهارات تصقل الشخصية من جهة أخري، في فترة الاجازة وذلك في النقاط التالية:
      أولاً: ابحث لك عن عمل ولا تنظر الى العائد المادي منه، ولو متدربا في ورشة للصيانة والإصلاح أو مرافقا لصاحب مهنة، فللعمل مزايا وفوائد لا تحصى منها: يعلم الصبر والمثابرة والجدية في العمل وكسر حاجز الخوف من التعامل مع الناس وتنمية روح العمل في فريق، ومن خلاله يتخلص الإِنسان من عادات سيئة كالكسل والفوضى والتسويف وسرعة الملل وحدة الطبع والفردية، كما أَنَّه يشبع حاجاته النفسية، كالحاجة إلى الاحترام والتقدير والإِحساس بالذات.



      لذا وجب على الشاب المسلم أَنْ يبحث عن عمل مهما كان متواضعًا، وإلا كان مَلُومًا، فما الفائدة من أَنْ تعلم أَنَّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين كانوا يعملون بأيديهم ويتقنون أعمالهم، دون أَنْ تقتفي أثرهم، ألم تعلم أَنَّ داود كان حدادًا، وزكريا كان نجارًا، ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - كان يرعى الغنم، بل ما من نبي إلا ورعى الغنم كما في الحديث الشريف.

      وأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم من كان يحمل على ظهره كي يحصل على مال يتصدق به. وليس هذا بعيب ولا منقص من قدرهم.


      قال القرطبي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿ وألنا له الحديد ﴾ [سبأ: 10]، في هذه الآية دليل على تعلم أهل الفضل الصنائع، و أَنَّ التَّحَرُّفَ بها لا ينقص من مناصبهم، بل ذلك زيادة في فضلهم وفضائلهم، إذ يحصل لهم التواضع في أنفسهم والاستغناء عن غيرهم، وكسب الحلال الخالي عن الامتنان، وفيالصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنَّ خير ما أكل المرء من عمل يده،وإنَّ نبي الله داود كان يأكل من عمل يده".

      ثانيًا: من أَخْلَاقِ النَّبِيِّ صلى اللَّهُ عليه وسلم: أَنَّهُ كَانَ يَخْصِفُ النعل ويقم البيت - أي ينظفه - ويخيط الصوب. وقد سُئِلَتْ عَائِشَةُ: مَا كَانَ يَعْمَلُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي بَيْتِهِ؟ فقَالَتْ: كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ يَفْلِي ثَوْبَهُ وَيَحْلُبُ شَاتَهُ وَيَخْدِمُ نَفْسَهُ، وقالت أيضا: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ فَإِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ خَرَجَ، فضع في برنامجك خدمة أهل بيتك وقضاء حوائجهم، ومن ذلك زيارة الأرحام والاطمئنان عليهم والتفاني في خدمتهم، خاصة إذا كانوا في حاجة لذلك.


      ثالثًا: احفظ كل يوم ولو عشر آيات وارتبط بمقرأة لتتعلم أحكام التلاوة، وإذا كنت أتقنتها فحافظ عليها - أي المقرأة - من أجل أن تكون من القوم الذين يجتمعون في بيت الله لتلاوة القرآن ومدارسته، تحفهم الملائكة، وتنزل عليهم السكينة، ويذكرهم الله فيمن عنده.

      رابعًا: حافظ على أذكار الصباح والمساء، وأكثرمن الاستغفار والتسبيح والتحميد والتهليل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، واقتن كتيب "حصن المسلم"، واحرص على ألا يفارق جيبك.


      خامسًا: تعرف على حياة الصحابة والعلماء والصالحين لتقتدي بهم، فهم أعلام الهدى ومصابيح الدجى وهم الذين ورثوا عن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - هديه وسمته وخلقه، فالنظر في سيرهم والاطلاع على أحوالهم يبعث على التأسي بهم والاهتداء بهديهم.


      ومما يعينك على هذا الأمر: الوسائط الحديثة كالشريط الإسلامي والقرص المدمج والفلاشات وغيرها فتلك نعمة كبرى، فلا تفارقك في حلك وترحالك، فعش مع أنفاس العلماء والدعاة - تَعَلُّمًا وتثقيفا -، واستمع كل أسبوع الى قصة حياة ثلاث شخصيات أو أكثر، وليتك تخصص دقائق - ولو قليلة - لتستخرج بنفسك العبر والعظات من حياة كل شخصية، واجتهد في تلخيص المهم منها.



      سادسًا: شارك في بناء الأمة واحرص على صلاة الجماعة في المسجد ومنها صلاة الفجر، وخذ بكل الأسباب الممكنة لذلك (المنبه - الهاتف - أحد الأصدقاء)، وتذكر دعاء الحبيب: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ)، ومما يجب أَنْ تكون على يقين منه أَنَّ توفيق الله لا يؤتاه خامل أو كسول متقاعس عن أداء فرض الله.


      سابعًا: تعاون مع إخوانك بمسجد الحي في اقامة الأنشطة المتنوعة - علمية واجتماعية وتربوية وأدبية - ولا تنس أَنْ تشارك في نشاط أو أكثر من هذه الأنشطة، منها على سيبل المثال:
      مسابقة بين الشباب والناشئة في المحافظة على صلاة الجماعة والتبكير اليها، وفي حفظ حديثين من رياض الصالحين كل يوم.


      زيارة إحدى المؤسسات الخيرية أو مكاتب الدعوة؛ أو المستشفيات والمؤسسات الإيوائية لتتعرف عليها وتسهم فيها بأي شكلمهما كان يسيراً.


      الالتحاق بإحدى الدورات العلمية أو العملية النافعة والمفيدة، مثل: دورة في الخط أو الكمبيوتر أو الرسم وغيرها كثير.

      ثامنًا: من الضروري في أغلب أيام الأسبوع أَنْ تخصص وقتا لممارسة شيء من اللهو المباح الذي يروحبه المسلم عن نفسه، ففي الأثر: "روحوا القلوب سَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ، فإِنَّ القلوب إِذَا كَلَّتْ عَمِيَتْ"، والترويح المباح كثير - ولله الحمد - ومتنوع ومتعدد في وسائله حتى يتمكن كل فرد أَنْ يجد ما يناسبه، فمنه: السفر، السياحة، ألعاب الكرة باختلاف أشكالها، الصيد والقنص والمخيمات والفسح والرحلات القصيرة الداخلية، بالإضافة إلى ما يُشاهد أو يسمع، مع التنبيه على ضرورة اختيار المكان المناسب للترويح حسب نوعه، فما يصلح في الساحات العامة قد لا يصلح في المنزل، و أَنْ يخلو هذا اللهو من المخالفاتالشرعية كالكلام البذيء، والغش، ومثيرات العداوة والبغضاء، والتعدي على الآخرين و مضايقتهم و إلحاق الأذى بذات المكان أو منشآته.


      تاسعًا: وأخيرًا،
      الأمة في أمس الحاجة إلى قلبك وعينيك، فلا تفسدها بيديك وجاهد نفسك على غض بصرك، فكُلُّ الْحَوَادِثِ مَبْدَؤهَا مِنَ النَّظَرِ... وَمُعْظَمُ النَّارِ مِنْ مُسْتَصْغَرِ الشَّرَرِ، وستجد لذلك ثمرة عجيبة - إِنْ شاء الله -فالجزاء مِنْ جنس العمل، و ليتك تنسخ قول ابن القيم وتحتفظ به قريبا منك - بعد أَنْ تتأمله وتتدبره -: "وللمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة، الْمُضِرَّةِ بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله...



      منها: وَحْشَةٌ يجدها العاصي في قلبه بينه وبين الله لا توازنها ولا تقارنها لَذَّةٌ أصلا، ولو اجتمعت له لَذَّاتُ الدنيا بِأَسْرِهَا لَمْ تَفِ بِتِلْكَ الْوَحْشَةِ، وهذا أمر لا يحس به إلا مَنْ في قلبه حياة، وما لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلَامٌ، فلو لم تُتْرَكِ الذنوب إلا حذرا مِنْ وقوع تلك الْوَحْشَةِ، لكان العاقل حَرِيًّا بتركها.


      وليس على القلب أَمَرُّ مِنْ وَحْشَةِ الذنب على الذنب، فالله المستعان.


      ومنها: الْوَحْشَةُ التي تحصل له بينه وبين الناس، ولاسيما أهل الخير منهم، فَإِنَّهُ يجد وحشة بينه وبينهم، وكلما قويت تلك الْوَحْشَةُ بَعُدَ منهم ومن مجالستهم، وحرم بركة الانتفاع بهم، وَقَرُبَ مِنْ حزب الشيطان، بقدر ما بَعُدَ مِنْ حزب الرحمن، وتقوى هذه الْوَحْشَةُ حتى تستحكم، فتقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه، وبينه وبين نفسه، فتراه مستوحشا مِنْ نفسه"، انتهى كلامه رحمه الله.


      ووصيتي لكل مَنْ يقرأ هذه المقالة أَنْ يأخذ نفسه بإرشاداتها على قدر المستطاع , ويعمل ما في وسعه لنشرها، لعل الله أَنْ ينفع بها أَقْوَامًا ويصلح بها آخرين، فيكتب لنا الأجر جميعا، فالدَّالُّ على الخير كفاعله، اللهم ارزقنا حسن استغلال أوقاتنا، وَقِنَا وأَهْلَنا شَرَّ البطالة و الفراغ، آمين.



      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: طالب

        السلام عليكم

        أستاذى جزاك ربي خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك وإن شاء الله سأبدأ التطبيق من الغد

        تعليق


        • #5
          رد: طالب

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
          ما شاء الله زادكم الله حرصا ونفع بكم
          ننتظر ان تبشرنا اكرمك الله وبصرك بكل ما يرضيه
          http://www.youtube.com/watch?v=O2Yvmom8F4o

          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في
          :

          جباال من الحسنات في انتظارك





          تعليق


          • #6
            رد: طالب

            جزيت الفردوس أستاذي

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x
            إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
            x
            أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
            x
            x
            يعمل...
            X