إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اريد التوبة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اريد التوبة

    اسرفت على نفسي
    كيف اتوب والحق بركب الصالحين

  • #2
    رد: اريد التوبة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    http://www.youtube.com/watch?v=1UaoNMZE9m4

    http://www.youtube.com/watch?v=4WYiOSwGaoE


    فإن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد، وقد جاء عن النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
    فمتى صدقت توبتك غفر الله عز وجل ذنبك وأقال عثرتك، فأحسني ظنك بربك وراجعي ما كنت عليه من الطاعة وجاهدي نفسك على ذلك واثقة بأن الله سيعينك لو صدقت في المجاهدة، فإنه سبحانه يقول: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
    ومما يعينك على ذلك إدامة الفكرة في صفات الرب تعالى والتفكر كذلك في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، وأكثر من ذكر الله تعالى، فإنه من أعظم ما ترق به القلوب، واجتهدفي تعلم العلم النافع وسماع الدروس والمحاضرات النافعة، وتفكر في عيوب نفسك فإنه مما يقيك داء العجب، ثم اجتهد في إصلاحها، واحرص على مصاحبة الصالحين الذين تستعين بصحبتهم على طاعة الله تعالى، وهم كثرت بحمد الله، فإن وجدت من الأنشطة الدعويةكحلق لتحفيظ القرآن أو نحو ذلك فالتحق بها ففي ذلك خير كثير ـ إن شاء الله ـ واستعين بالله سبحانه واجتهد
    فإن التقرب إلى الله تعالى بفعل الفرائض وترك المحرمات ثم بالإكثار من نوافل العبادات من أعظم الأشياء أثرا في إصلاح القلب، وهذه الفرائض التي نشير إليها ليست ما يختص بفعل الجوارح فحسب، بل أصل صلاح القلب القيام بما أوجبه الله من أعمال القلوب، فينظر المرء في قلبه ويجتهد في إصلاحه وتجنيبه الأمراض المردية من الغل والحقد والحسد والكبر واتباع الهوى، ثم يعلقه بربه تعالى حبا وخوفا ورجاء وتوكلا وإنابة وإخباتا وانقيادا ورضا، ساعتها تكون نفسه هي المطمئنة، فيجد حلاوة الإيمان وبرد اليقين، ويكون الله تعالى وعبادته أحب إليه من كل شيء وآثر عنده مما عداه، فلا تكون له قرة عين إلا في مرضاته، ولا يكون له أنس إلا به ولا شوق إلا إليه، فاجتمعت همته على هذا المقصود الأجل فلا يبغي عنه حولا ولا يرضى به بدلا، فإن أصاب الشيطان منه غرة وأبعده عن مقصوده بادر ذلك بتوبة نصوح يكون بعدها خيرا مما كان قبلها، ولا يتم هذا إلا بدوام المحاسبة للنفس على القليل والكثير فالكيس من دان نفسه كما في الحديث.والحياة مع القرآن تلاوة وتدبرا وفهما عن الله تعالى أعظم معين على هذا المقصد، فيعرض العبد دائما قلبه على كتاب الله تعالى فمهما يكن فيه من مرض مانع من ذوق لذة الإيمان فالقرآن شفاؤه، ومهما يكن مقصرا في عمل من أعمال القلوب التي بها يحصل صلاح القلب وتكمل لذته فالقرآن مبين له.فإنك بمجاهدتك نفسك على فعل الطاعات ـ وإن كانت نفسك تأبى وتستعصي عليك ـ مأجور ومثاب ـ بإذن الله ـ فإن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين، وعليك بالاستمرار في مجاهدة نفسك، فإنك إن مضيت في هذا الطريق صارت العبادة همتك وصرت تؤديها بطيب نفس وانشراح صدر، والالتذاذ بالطاعة والأنس بها لا يحصل إلا بعد تحمل ألم المجاهدة وعناء قمع النفس التي تتأبى وتستعصي، قال ابن القيم ـ رحمه الله: اجعل هذه المعاملة منك صادرة عن سماحة وطيبة نفس وانشراح صدر، لا عن كظم وضيق ومصابرة، فإن ذلك دليل على أن هذا ليس في خلقك وإنما هو تكلف يوشك أن يزول ويظهر حكم الخلق صريحا فتفتضح، وليس المقصود إلا إصلاح الباطن والسر والقلب، وهذا الذي قاله الشيخ ـ يعني الهروي رحمه الله - لا يمكن إلا بعد العبور على جسر المصابرة والكظم فإذا تمكن منه أفضى به إلى هذه المنزلة ـ بعون الله. انتهى.
    والخلاصة أن عليك أن تبادر بالتوبة والتكفير عن أيمانك، ولا تعلق للتوبة من هذه الذنوب بالأيمان التي لم تكفرها، ثم إذا عدت وواقعت الذنب الذي تبت منه فعد وتب ولا تقنط من رحمة الله، فإنه لا يزال يغفر للعبد ما تاب إليه واستغفره، رزقنا الله وإياك توبة نصوحا.
    والتوبة مقبولة من العبد ما لم تبلغ الروح الحلقوم، كما في حديث الترمذي: إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر.
    فإذا أناب العبد وتاب التائب الصادق في توبته، فإن الله تعالى يمحو عنه ـ إن شاء الله ـ آثار الذنب، ففي حديث الحاكم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
    ولو تكرر الذنب وتاب مرة أخرى قبل الله منه توبته وهو ـ إن شاء الله ـ داخل فيما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه عز وجل قال: أذنب عبد ذنبا فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، اعمل ما شئت فقد غفرت لك. رواه البخاري ومسلم، واللفظ له.
    أخي.. لا تنظر إلى صغر الخطيئة.. ولكن انظر إلى عظمة من عصيت.

    أخي.. لا تجعل الله أهون الناظرين إليك.

    لك بشرى:
    ها أنا أقدم لك بشرى من ربك تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم -. قال تعالى: ﴿ قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [ الزمر:53].


    يا له من فضل عظيم، ويا له من مكسب كبير، يبدل الله جميع سيئاتك حسنات... الله أكبر! إنه لا يفرط في هذا المكسب إلا جاهل أو زاهد في الفضل.

    إذن فتب - أخي - إن أردت هذا المكسب العظيم: ﴿ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ﴾. ثم استمع إلى ما قاله حبيبك - صلى الله عليه وسلم - تشجيعاً للتوبة: ((لله أشد فرحاً بتوبة عبده...)) الحديث [متفق عليه ].



    الله أكبر.. هل بعد هذا الفضل نتقاعس عن التوبةفي دعائه واللجأ إليه أن يثبتك على الحق ويهديك صراطه المستقيم، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء.؟!! هل بعد هذا الجود نسوِّف في التوبة؟! اللهم سبحانك ما أرحمك، سبحانك ما ألطفك، سبحانك ما أجودك.



    ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
    جعلت الرجا مني لعفوك سُلما
    تعاظمني ذنبي فلما قرنته
    بعفوك ربِّي كان عفوُكَ أعظما
    فما زلت غفاراً عن الذنب
    لم تزل تجود وتعفو منةً وتكرما
    صارح نفسك:
    ما الذي يمنعك من التوبة وسلوك طريق الصلاح؟
    كأني بك تقول: الأهل والمجتمع والأصدقاء! أخشى أن أتوب ثم أعود! ذنوبي كثيرة فكيف يغفر لي! أخاف على أهلي ومالي!
    فأقول: هل تظن أنك تقول ذلك عند ربك يوم تلقاه؟ لا والله.. بل هي عوائق موهومة وحواجز لا يحطمها إلا من خشي ربَّه.
    وإذا كانت النفوس كباراً
    تعبت في مرادها الأجسام
    فكن ذا عزةٍ بدينك وعزيمة صادقة على الخير والاستمرار عليه، متوكلاً عليه سبحانه، ثم تذكر رحمة ربك وسعة مغفرته.
    أخي.. لو أتاك - في هذه اللحظة - ملك الموت، فهل ترضى أن تقابل ربَّك على هذه الحال؟
    أخي - عفواً - لا تتهرب من نفسك ومحاسبتها، فإن لم تحاسبها الآن فغداً في قبرك تندم، وحينها لا ينفع الندم.
    الميلاد الجديد:
    اعلم أن التوبة ليست فقط مختصة بهذا الشهر، بل فيه و في غيره من الشهور، ولكن ما يدريك فقد يكون ميلادك الجديد في شهر الخير والبركة، وقد يولد الإنسان مرتين: يوم يخرج من ظلمة رحم أمه إلى نور الدنيا، ويوم يخرج من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة، فكن هو أنت.
    وأوصيك - يا صاحبي - أن تلحق بالأخيار الذين ينفعونك حتى بعدم موتك - بإذن الله - بدعائهم لك.. الحَقْ بهم وصاحِبهم في ذهابهم وإيابهم، اصبر معهم حتى تلاقي ربك، فحينها يقال لك ولهم: ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 24].
    أخي.. احذر أن تكون ممن قال الله فيهم: ﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَاوَيْلَتِى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنْ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ﴾ [الفرقان: 27-29].
    قبل أن يُغلق الباب:
    أخي قبل أن يُغلق الباب حدِّد - الآن ولا تسوف - الطريق الذي تسير عليه ويكون منهجاً لك في الدنيا والآخرة.

    ويا لها من سعادة، ويا لها من فرحة يفرح القلب بها ويسعد حينما يرجع إلى ربِّه نادماً ويلحق بركب الصالحين.. ووالله إنها السعادة التي لم يذقها إلا من جربها.

    أخي في الله... إن كنت عزمت على التوبة والرجوع... والإنابة والخضوع... فاعلم أن لهذه التوبة شروطاً لا بد من وجودها هي:
    1- الندم على ما فات.
    2- الإقلاع عن الذنب.
    3- العزم على عدم الرجوع، فإن عدت إليه فكرر التوبة إلى الله... ولكن ليكن عزمك صادقاً.
    4- أن تكون التوبة قبل الغرغرة وقبل خروج الشمس من مغربها.

    دعاء:
    اللهم لك الحمد كله أنت أوجدتني ورزقتني وجعلتني مسلماً.
    اللهم سبحانك قد عصيتك بنعمتك، سبحانك خالفتك مع عظمتك.
    اللهم إن لم تغفر لي فمن يغفر لي؟ وإن لم ترحمني فمن يرحمني؟
    اللهم لا رب لي سواك فأدعوه وأرجوه.
    اللهم إني عائد إليك تائباً فبرحمتك ومغفرتك ولطفك لا تردني، واقبلني يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات.
    اللهم مهما عظمت ذنوبي فرحمتك أعظم، ومهما كثرت خطاياي فأنت تغفر الذنوب جميعاً.
    اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
    اللهم ردَّنا إليك رداً جميلاً... برحمتك يا أرحم الراحمين.

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد.













    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X