http://www.youtube.com/watch?v=fgQbj0JCGqU
إن الإنسان العفيف الذي يغض بصره وذهنه عن المثيرات بالتأكيد سيكون أقدر على الابتعاد عن هذا النوع من الممارسة، فيبدو عليه وقار الترفع عنها.
وأما الحياة بين المثيرات من نظر وسماع وفيديو واختلاط فهذا مما يثير الشهوة ولا يدفنها، ويؤدي بها إلى الممارسة سيعطي ملامحا تميز شخصية صاحبها فيبدو أنه ... ).
وإن العين والوجه قد يلخصان نفسية الإنسان ومشاعره، فالإنسان الذي يحوم بعينيه يمنة ويسرة ليرمق ما يثير شهوته بالتأكيد سيبدو على وجهه أنه ليس عفيفا، وبالمقابل فإن الإنسان الذي يغض طرفه ويتكلم على استحياء يعلن للملأ أنه من حزب العفاف.
وليست معرفة ذلك بصعبة على الناظر أو الناظرة لشخص من هؤلاء، (ولذلك فقد يبدو عليه أنه ...).
إن الممارسة الشاذة تشعر صاحبها بشيء من الري أو الارتواء، ولكنه ارتواء ناقص، وذلك لنقصان عنصر المشاركة الذي جبل عليه، وغياب الطريق السليم في الممارسة، وعلى الرغم من الارتواء فإنه يشعر بالذنب والندم خاصة إن شعر أنه استجر إلى ما فعل من خلال شيء يخالف عقيدته وقناعاته (فقد يبدو عليه أيضاً أنه ...).
وإن تبدل المزاج السريع من الإثارة إلى الهدوء (أو بالعكس) أو من الفوران إلى الهجوع ( أو بالعكس ) أو من الاستقرار إلى الندم ( أو بالعكس ) أو غيره الكثير من تغيرات المزاج من وإلى ( أو بالعكس )، فمن هذه التبدلات السريعة التي ليس لها مبرر (فقد يبدو على الممارس أيضاً أنه ...).
والإسلام دعا إلى العفاف، والعادة السرية ليست من العفاف (( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا ))[النور:33]، والذي يؤمر بالعفاف ولا يلتزم به ألا يكون متناقضاً مع نفسه، فيبدو عليه أثر من ذلك في وجهه.
وكذلك فقد دعا الإسلام إلى الممارسة المباحة، فقال في صفات المؤمنين: (( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ ... ))[المؤمنون:6] أو ليس الذي يخالف ما ورد في كتابه المقدس متناقضاً مع نفسه، وقد ينعكس ذلك على وجهه بصورة أو بأخرى.
والإسلام دعا إلى النكاح ليكون بذلك تكوين الأسرة المسلمة، وبوجود البديل السهل لا تنمو الأمة ولا تتكاثر.
ختاماً: فإن أفضل طريقة كيلا تظهر آثار العادة السرية على الوجه هي اجتنابها وعدم ممارستها، وتجنب أسباب ذلك والعمل بمقتضيات العفة ذهناً وحواس وجسداً.
وأما كيف التخلص من العادة السرية فهذه خلاصة مما سبق من الاستشارات:
1- الزواج (بأن ندعو الله أن يرزقنا ما فيه الخير لنا، ندعوه مخلصين، ولنتذكر: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ))[الطلاق:3]
2- النية الصادقة بترك هذه العادة التي أثرت على نفسيتك، وبقوة النية والصدق بالترك تعمل بقية العوامل أدناه.
3- قوة الإرادة والثقة بالنفس، ويكون ذلك عن طريق التدريب.
4- الاستعانة بالله بالدعاء والتقوى للصغائر فيعين على كل شيء.
6- مراقبة الله ( وقد ذكرتيه بشكل يدل عل أنك تتخيلين أن الله ناظر إليك).
7- غض البصر وتجنب الاختلاط ( فهما من أهم الأسباب المحرضة على التهيج).
8- الصيام (من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
9- عدم الفراغ وذلك بوضع برامج متتالية لا تسمح للنفس بالتفكير بسفاسف الأمور، بل إنجاز وراءه التزام وبعده مشروع وبينها تكليف وبين ذلك وذلك جداول من الأهداف التي نحققها ( الهوايات المفيدة – تعلم الكمبيوتر وعلومه – حفظ القرآن الكريم- دورات لغات – العمل في التدريس والحياة مع الجيل الجديد – التخطيط للمستقبل... وغيره من ملايين المشاريع – تابعي صناع الحياة وغيره من المفيد ... ).
10- عدم تهيئة الأسباب للوقوع في الخطأ، أي: لتكن حجرتك مشتركة مع أخواتك وابتعد عن كل ما يؤدي للخطأ، واعلم أن التخلص من الأسباب يعتبر من أسباب التوبة الصادقة.
11- البدء بمشروع حفظ كتاب الله، فهو سيفيد بالثواب والتقرب إلى الله، وسيفيد بملء النفس إيماناً، وسيفيد بملء الوقت، وسيفيد بتحقيق الذات، وسيفيد بجعلك مستجابة الدعاء، فيستجيب الله لك دعاءك بالعافية والتخلص من العادات السيئة،
12- الخوف من الرياء (( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ))[البقرة:44].
13- المسلمون وما يعانون منه يحتاجون نفوسا مخلصة تدعو الله لهم بالخلاص، فهل نكون نحن المتقون الذين يدعون للمسلمين، أم نتخلى عنهم حتى بالنفس الطاهرة التي تدعو الله بالفرج؟
17- عدم تحريض الذكريات، بل الاستعاذة لأدنى خاطرة محرضة على استثارة النفس.
18- التخلي قدر الاستطاعة عن البرامج التلفزيونية المهيجة والمثيرة.
19- البحث عن الصحبة الصالحة التي تذكر الإنسان بالله وبالعمل المثمر الجاد، وأن الحياة سبق، والتي نمضي معها الأوقات التي نثاب عليها من خلال تعالمنا كيف نحيا وكيف نبني مستقبلنا ومستقبل الجيال من بعدنا؟
وبعد التمكن من ممارسة البديل المفيد سنجد أن الوجه قد امتلأ ثقة بدل الشعور بالفشل، وسيكون مشرقاً متفائلاً كوجه الأطفال الأبرياء الذين لم يعرفوا معنى ولا طريقاً للممارسات الشاذة.
فعليك بالبحث عن صحبة صالحة، وأوصيك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وملء وقت فراغك قدر الاستطاعة بأي عمل نافع ومفيد وهادف، وكلما شعرت بالرغبة في الوقوع في هذه المعصية، فحاول أن تخرج من غرفتك، حتى وإن كنت في دورة المياه – أجلَّك الله – لا تمكث طويلاً في الحمام، وإنما اقض حاجتك واخرج بسرعة، وإذا شعرت بذلك وأنت في غرفتك وأغلقت الباب عليك فلا تغلق الباب بعد ذلك أبدًا، وإنما دعه مفتوحًا، وحاول أن تهرب من الشيطان بكل ما أوتيت من قوة.
حافظ على أذكار الصباح والمساء، وثق وتأكد أن الله سيحفظك، خاصةً قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) وقوله أيضًا: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق).
عليك بالدعاء –
–
أن يعافيك الله تبارك وتعالى من ذلك، واعلم أن الله أمرك بالدعاء ووعدك بالإجابة، كما أخبر تبارك وتعالى بقوله: {أُجيب دعوة الداع إذا دعان} وبقوله: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} وأكثر من الصلاة على النبي المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم – بنية أن يعافيك الله تبارك وتعالى من ذلك.
عليك بأن تطلب من والديك الدعاء لك أن يعافيك الله تبارك وتعالى من هذه الأمور، وحاول أن تقرأ بعض كتب الصالحين وسير الصحابة والشباب المسلم الصادق الذي غيّر الله به وجه التاريخ، مثل أسامة بن زيد، ومحمد بن القاسم، وغيرهما من الصحابة الكرام الكبار الذين كانوا في سنك ولكنهم تركوا بصمات عظيمة جدًّا على وجه التاريخ.
اجتهد في الارتباط بأي عمل مفيد ونافع خاصة فيما يتعلق بالرياضة، حاول أن تربط نفسك ببعض النوادي الرياضية، وأن تدخل في بعض المجالات الرياضية ككمال الأجسام، أو المصارعة، أو غير ذلك من الأشياء القوية التي تحرق الطاقة الزائدة عندك.
عليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى،
، فلا تظن أبدًا أن الله يتخلى عنك، أو أن الله تبارك وتعالى خلقك ليعذبك، أو يدخلك النار، وإنما الله تبارك وتعالى يُحب التوابين ويحب المتطهرين، فعليك بتوبة صادقة نصوح، وخذ قرارًا
له عز وجل عليك بذلك، واعلم – – أن الله يحبك، وصدقني – وأنا أقسم برب الكعبة – أنه يحبك، بأن تتوقف عن هذه المعصية، قل (يا رب أعني على أن أثبت على هذا القرار) وأنا واثق من أنك سوف تعان على ذلك - بإذن الله تعالى - .
واجتهد – – في أن تضع أمام نصب عينيك أن تقضي معظم أوقات فراغك في الذكر والعبادة،
اعلم أن الله تبارك وتعالى لن يكلك أبدًا لا إلى نفسك ولا إلى الشيطان، وواظب على تلاوة القرآن، وأكثر من الدعاء والاستغفار والصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم – وأبشري بفرج من الله قريب.
قيل للحسن البصري: نتوب ثم نذنب، ثم نتوب ثم نذنب، إلى متى؟ قال: (حتى يكون الشيطان هو المخذول) فالحمد لله الذي أعانك على التوبة، وأعانك على الخروج من هذا المأزق، وهو الذي سيعينك غدًا فتوكل على الله، واستعين بالله، والجئ إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن هذا الذنب الذي وقعت فيه وتبت منه يغفره الغفور سبحانه وتعالى.
وينبغي ألا تأخذ المسألة أكبر من حجمها، فإن الله تبارك وتعالى يتفضل على عباده جميعًا، ما جعل الدنيا ثوابًا للطائعين وعقابًا للكافرين، فهو يعطي من كفر، ويعطيهم ويرزقهم سبحانه وتعالى، وهو الذي يقول: {أمَّنْ يُجيب المضطر إذا دعاه} هذا المضطر قد يكون مسلمًا أو غير مسلم، فكيف تقنط مسلمة تقرأ القرآن، وتسجد للرحمن، وتخاف الواحد الديان، كيف تيأس من رحمة الله، وكيف تقنط من رحمة الرحيم سبحانه وتعالى؟!
فاجعل الأمر بينك وبين الله، واطمئن إلى مغفرة الغفور سبحانه وتعالى، واعلم أن هذا الذنب الذي تتوبين منه يسجل كأنه حسنة من الحسنات عند الله تبارك وتعالى القائل: {إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحًا فأولئك يُبدِّل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيمًا} فالأمر ليس مجرد مغفرة، بل عندما نصدق في توبتنا ورجوعنا يُبدل الله السيئات القديمات بحسنات جديدات، والتوبة من أفضل القربات إلى الله تبارك وتعالى، وهي واجبة في كل حين، فلا يحملك ما حصل معك من انتكاسٍ على الوصول إلى اليأس والقنوط، وهذا ما يريده عدونا الشيطان الذي همه أن يُحزن الذين آمنوا، وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن اللهِ. ومساعدةً في التخلص من هذه المعاصي إليك ما يلي:
فواظب
على الطاعات، واعلم
أن اللذة في العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار؛ لذلك ورد عن السلف ممن قال: (جاهدتُ العبادة عشرين سنة، ثم تلذذتُ بالعبادة عشرين سنة) فهو يجاهد نفسه في الخشوع والعبادة حتى يجد لذتها، فلذة العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار في طاعة الله تبارك وتعالى، فحاولي أن تعاندي الشيطان، وتستمر
على التلاوة، وتستمري على الصلاة، وتجتهد
في استحضار الخشوع حتى يأتيك الخشوع، حتى تأتيك اللذة، لذة العبادة، وثمرة العبادة لا تنال إلا بالمجاهدات، وإلا بالإصرار على طاعة الكبير المتعال، والمضي في هذا الطريق وهذا الدرب.
تعليق