إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف يتوب تارك الصلاة وكيف يستقيم عليها مع هذه الفتن؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف يتوب تارك الصلاة وكيف يستقيم عليها مع هذه الفتن؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أرجو أن تأخذوا هذا السؤال بعين الاعتبار فأنا حائر جدًا، وأريد جوابا مفصلا من أحد الشيوخ الكرام.

    أنا شاب كباقي الشباب المفتون، نسأل الله العفو والمغفرة والهداية، أترك الصلاة لأسباب كثيرة منها كثرة الاحتلام، وفي بعض الأحيان بسبب ممارسة العادة السرية فيعييني الاغتسال كثيرًا، فأترك الصلاة في كل مرة.

    لدي أسئلة أتمنى أن أجد الجواب الكافي الشافي عنها!

    كيف تكون توبة تارك الصلاة بالضبط؟ هل يجب علي أن أغتسل بنية الدخول في الإسلام من جديد أم بنية الغسل لرفع الجنابة؟ وهل يجب عليه النطق بالشهادتين أم لا؟

    وكيف سيستقيم على أداء الصلاة مع هذه الفتن المحيطة بنا من كل مكان؟

    إنا لله وإنا إليه راجعون، أرجو جوابا عن كل هذه الأسئلة مفصلا.

    جزاكم الله خيرًا.

  • #2
    رد: كيف يتوب تارك الصلاة وكيف يستقيم عليها مع هذه الفتن؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


    فمرحبًا بك أيها الاخ الفاضل ، نسأل الله تعالى أن يهديك وييسر لك أسباب الخير.

    http://www.youtube.com/watch?v=fgQbj0JCGqU
    فتارك الصلاة على خطر عظيم، وهو مرتكب لذنب أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس بإجماع العلماء، ثم إن منهم من يرى مع ذلك أنه كافر خارج من الملة، ومنهم من يرى أنه شر الفساق وأنه يخشى عليه إن لم يتب من أن تسوء خاتمته ويموت على غير الملة والعياذ بالله، وعلى القول بكفره فإن توبته بأن ينطق الشهادتين ويصلي، والراجح أنه لا يجب عليه الغسل إلا إن كان ارتكب حال كفره ما يوجب الغسل، ثم اعلم هداك الله أن المحافظة على الصلاة في هذا الزمن الذي كثرت فيه الفتن هي من أعظم أسباب الوقاية منها والتغلب عليها والقدرة على مواجهتها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك. واستقامته على أداء الصلاة يكون باستحضار خطر تركها، وأنه يعرض نفسه بذلك لعقوبة الله وخزيه في الدنيا والآخرة، ومجاهدة النفس والاستعانة بالله تعالى والاجتهاد في دعائه بالتوفيق والتثبيت على الحق، ويكون كذلك بترك صحبة الأشرار الذين يصدون عن ذكر الله وعن الصلاة، فإن صحبتهم من أعظم ما يحول بين العبد وبين الاستقامة، والحرص على صحبة الأخيار من أهل التدين والاستقامة؛ فإن في صحبتهم خيرا عظيما والصاحب ساحب كما قيل. فعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا من جميع الذنوب كالعادة السرية وغيرها والتي من أخطرها ترك الصلاة، واعلم أنك لو صدقت في التوبة ومجاهدة نفسك والإقبال على ربك تعالى أعانك سبحانه على ما تريد من الاستقامة فإنه سبحانه كريم لا يرد من أقبل عليه، وقد قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
    نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.


    ويسعدنا أن نخبرك بأن الله سبحانه وتعالى هو الكريم المتعال، هو التواب الغفور الرحيم، الذي يغفر الذنب ويسامح المخطئ والمسيء، متى ما رجع إليه، بل إن العظيم الكريم يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فأقبل على الله تبارك وتعالى وتعوذ بالله من الشيطان الذي يوقعك في المعصية، ثم يدفعك إلى هاوية اليأس، ثم يدعوك إلى أن تفكر في الانتحار!

    عامل هذا العدو بنقيض قصده، وكرر التوبة والرجوع إلى الله كلما حاول الشيطان إغواءك، وجدد التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.

    .قيل للحسن البصري: إلى متى؟ قال: حتى يكون الشيطان هو المخذول، وحاول أن تبتعد عن أسباب هذه الممارسة الخاطئة، فإن مشاهدتك للنساء، ودخولك على المواقع المشبوهة، وفراغك الذي لا تعمره بالخير، والطاقة التي عندك التي لم توجهها إلى الخير، ووجودك وحدك بعيدا عن الناس هي أسباب للاستقرار في هذه المعصية، فبعد أن تتوب أتمنى أن تتخلص من كل المثيرات، ومن كل أسباب الوقوع في هذه الخطيئة، ثم اسأل الله توفيقه والتأييد والسداد، وإذا جاءك الشيطان ليوصل إليك اليأس فتذكر أن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى

    ونخبرك أن هذه النفس غالية فلا تضيعها، ولا تستعجل بإتلاف هذه النفس، فإن هذا يورد الإنسان موارد الهلكة، وأنت عندنا رجل مهم، فلا تفجعنا بنفسك والأمة بحاجة للشباب من أمثالك، وهذه الصورة التي تأخذها عن نفسك تحتاج إلى تصحيح، وأمر التصحيح سهل بمجرد التوبة إلى الله تبارك وتعالى، أنت مبشر بحب الله لك إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وأبشر بمغفرة الغفور، لأنه يقول: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى).

    أنت مبشر برحمة الرحيم، بتوبة التواب، لأنه ما سمى نفسه التواب إلا ليتوب علينا، وما سمى نفسه الرحيم إلا ليرحمنا، فاقبل على الله تبارك وتعالى، واعلم أن الله هو غافر الذنب وقابل التوب، فأدخل نفسك في رحمة الرحيم واطرد عنك هذه الوساوس، ونسعد بتواصلك مع الموقع.



    نحن ندعوك أولاً إلى المسارعة بهذه التوبة التي تسأل عنها وعدم التسويف بها، ومما يبعثك على ذلك تذكر الثواب الذي ينتظرك إذا أديت هذه الصلاة، وفي المقابل العقوبات التي تنتظر تارك الصلاة إذا هو فرط أو تكاسل، فالصلاة عمود الإسلام كما أخبر عنها النبي - صلى الله عليه وسلم – وهي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة من عمله، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، هكذا قال عليه الصلاة والسلام.

    والصلاة هي أول أوصاف المفلحين أهل الإيمان الذين ذكرهم الله تعالى في سورة المؤمنون، فقال:{قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم خاشعون} وختم هذه الصفات العظيمة بالمحافظة على الصلاة فقال: {والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}.

    والصلاة سبب حفظ العبد من المكروهات، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله)، وهي سبب لتكفير الذنوب والسيئات، فقد عليه الصلاة والسلام: (إذا قام العبد يصلي جيء بذنوبه كلها فوضعت بين كتفيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه ذنوبه) فهذه تطهير لهذا الإنسان، ولذلك مثّلها النبي - صلى الله عليه وسلم – بالنهر الجاري، وأن المصلي يغتسل في هذا النهر خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا. قال: (ذلك مثل الصلوات الخمس يمحو الله بهنَّ الخطايا) والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

    وقد أرشد النبي - صلى الله عليه وسلم – طلاب الجنة والحريصين عليها، فقد سألوا أحد المقربين إليه - وهو خادمه ثوبان – حين قال له: (أسألك مرافقتك في الجنة؟ فقال: أعني على نفسك بكثرة السجود)، وهي من أسباب الحفظ والوقاية من عذاب القبر، فإذا وضع الإنسان في قبره كانت الصلاة عند رأسه، فإذا جاء العذاب يريد أن يدخل إليه من هذه الجهة قالت الصلاة: (ما قِبلي مَدْخل).

    ولك أن تتصور من لا يصلي، كيف سيكون حاله من حيث تجمّع الذنوب، والسيئات عليه، ومن حيث حاله في القبر إذا جاءه العذاب وليس له وقاية تقِيه من هذا العذاب، فإذا نُصبت الموازين، وجاء الإنسان من غير صلاة كيف سيكون وضعه؟

    فهذه المواقف الشديدة والمسالك الصعبة التي تنتظرنا سواء في حياتنا الدنيا أو بعد مفارقة هذه الدنيا، السبيل الأعظم والوسيلة الكبرى التي نقدمها ليخلصنا الله تعالى من كل شاق وعسير المحافظة على هذه الفريضة العظيمة، وهي فريضة الصلاة.

    ومما لا شك فيه أن ترك الصلاة هي أعظم الذنوب بعد الكفر بالله تعالى عند من لا يقول بأن تاركها كافر، وقد اتفقت كلمة المسلمين على أن تارك الصلاة يستحق القتل، وما هذا إلا دلالة على بشاعة هذا الذنب وعظمته. هذا كله أيها الحبيب يبعثك إلى معرفة قدر الصلاة لتحافظ عليها، ويعرفك أيضًا قُبح ترك الصلاة فتسارع بالتوبة منه.

    أما التوبة فإنها تتحقق بالمحافظة على هذه الصلوات، فجمهور العلماء على أن تارك الصلاة ليس بكافر، وهذا الذي نميل إليه، ومن ثم لا نطالبه إلا بأن يندم على ذنبه السالف ويعزم على أن لا يرجع إليه في المستقبل، ويترك هذا التقصير في الحال، ويواظب على الصلوات الخمس.

    ويجب عليه أن يصليها في جماعة، والأفضل له بلا شك أن يصليها في جماعة المسجد، فإن الرفقة الصالحة لها أثر بالغ على إيمان الإنسان، فالصاحب ساحب كما يقول الحكماء، والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (المرء على دين خليله) فحاول دائمًا أن تلتحق بالرفقة الصالحة، وأن تتعرف على الرجال والشباب الطيبين، وحاول أن تكثر من حضور مجالس العلم والذكر، وأن تكثر من سماع المواعظ التي تذكرك بالجنة وما فيها من النعيم الذي أعده الله عز وجل لأوليائه وأحبابه.

    وحاول كذلك أن تستمع للمواعظ التي تذكرك بالنار وما فيها من الشدائد، والقبر وما فيه من أهوال، والعرض على الله تعالى يوم القيامة، ووقوف الناس للحساب والجزاء، فكل هذه المواعظ تطرد من القلب الغفلة وتحييه، فإذا صلح القلب صلح سائر العمل.

    واجتهد بقدر استطاعتك في قضاء ما فاتك من الصلوات.

    وأما ما ذكرت من كونك تُجنب، فإن هذا ليس عذرًا في ترك الصلاة، فالواجب عليك أن تغتسل بعد الجنابة، وإذا قُدّر أنك لم تستطع الاغتسال لأنك لا تجد الماء بعد البحث عنه أو لمرض أو لشدة برد، فالواجب عليك أن تتيمم ثم تصلي، فلا تجعل من هذا وسيلة للشيطان لصرفك عن الصلاة.

    وأما العادة السرية فننصحك بتجنبها، ومحاولة الأخذ بأسباب اجتنابها والسلامة منها، ومن ذلك تجنب المثيرات مرئية أو مسموعة أو غير ذلك، والإكثار من الصوم بقدر الاستطاعة إن كنت تقدر عليه، وتجنب الخلوة بنفسك، وعلى فرض أنك وقعت فيها فالواجب عليك أن تبادر بالاغتسال لتصلي.

    حاول أن تقضي ما فاتك من الصلوات خروجًا من خلاف العلماء في إيجاب القضاء، واستعن بالله تعالى، وأكثر من دعائه بصدق واضطرار، فسيتولى عونك، فإنه لا يرد طالبًا.

    واستمع إلى بعض الأشرطة المتعلقة بالصلاة، وأكثر من الدعاء أن يشرح الله صدرك لها، وأن يعنيك على المحافظة عليها، كذلك إذا استعنت بالصحبة الصالحة وطلبت منها أن تتفقدك في أمر الصلاة، وأن تتصل بك في أول وقت كل صلاة حتى تصبح لك عادة فإن هذه الأمور والأسباب وأمثالها سوف تكون حافزاً لك للمحافظة على الصلاة في وقتها وعدم تركها أو التهاون في شأنها، ودين الله غال وسلعة الله غالية -وعقاب الله شديد- خاصة للمتكاسلين عن الصلاة حيث قال جل جلاله: ((فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ))[الماعون:4-5]، هذه هي نفس حالتك الآن، وقال ابن عباس: (الويل: واد في جنهم تستغيث جهنم من حره، أعده الله لتارك الصلاة والمتكاسل عنها)، والمهم والأهم قرارك الداخلي بضرورة المحافظة على الصلاة، وعدم الانشغال عنها بأي سبب من الأسباب أو أمر من الأمور.
    ونحن بدورنا ندعو الله لك أن يعينك على المحافظة على الصلاة، وأن يرزقك حلاوتها، وأن يجعلها عليك سهلة ميسورة.

    ومساعدةً في التخلص من هذه المعاصي إليك ما يلي:

    1- واصل الصيام كما تفعل ولا تتوقف عن ذلك.

    2- حافظ على الصلوات الخمس في الجماعة مع الإكثار من صلاة النوافل.

    3- ضع لنفسك برنامجاً ولو قليلاً لقيام الليل والوقوف بين يدي مولاك في الخلوة

    4- أكثر من التوبة والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

    5- ابدأ مشروع حفظ القرآن الكريم حتى ولو آية واحدة يومياً .

    6- أخرج الجهاز من غرفتك، واجعله في مكان عام بالمنزل كالصالة مثلاً.

    7- اجعل استعمالك للجهاز نهاراً أو ليلاً في وجود آخرين معك.

    8- اجتهد قدر الاستطاعة ألا تستعمل الجهاز وحدك خاصة بالليل.

    9- مارس أي نشاط بدني كالرياضة مثلاً ولو المشي على الأقل.

    10- أكثر من الدعاء والإلحاح على الله أن يعينك على التوبة والتخلص من هذه المعصية.

    11- حاول بشتى الوسائل إقناع والدك بزواجك، وسيوفقك الله فلا تيأس، والله الموفق.


    والله ولي التوفيق. نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير ويأخذ بيدك إلى مرضاته.




    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X