إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"أولئك الذين أردت"

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "أولئك الذين أردت"

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسأل الله لكم سعادة الدنيا والأخرة وأسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء علي كل ما تبذلوه إنه ولي ذلك والقدر عليه
    أود أن أعرف من هم العباد الذين قال الله عنهم في الحديث القدسي "أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي " عندما سأل سيدنا موسي عليه السلام عن أهل الجنة
    هل هؤلا العباد هم الذين لم يرتكبوا الكبائر
    وهل هم الذين لم ينتهك أحد كرامتهم أو يهينهم قط
    هل إذا كان أحد منا أسرف علي نفسه وكثيرا ما إعتدي علي كرامته أمامه فرصة أن يكون منهم أم فاته أجرهم ومنزلتهموفقكم الله لما يحبه ويرضاه
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بالله أجيبوا كل أسئلتي
    وأذا كان أمامنا فرصة أسالكم الدعاء أن يجعلني منهم ومعهم
    وأريد الحديث كامل

  • #2
    رد: "أولئك الذين أردت"

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    حياكم الله ونفع بنا وبكم

    اسأله سبحانه ان يجعلنا وإياكم من أهل الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقه عذاب مع النبيين والصديقين والشهداء امين


    بالنسبة لما ورد بسؤالكم بارك الله فيكم


    سأل موسى ربه : ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال : هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة فيقال له : ادخل الجنة . فيقول أي رب ! كيف ؟ وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم ؟ فيقال له : أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا ؟ فيقول : رضيت ، رب ! فيقول : لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله . فقال في الخامسة : رضيت ، رب ! فيقول : هذا لك وعشرة أمثاله . ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك . فيقول : رضيت ، رب ! قال : رب ! فأعلاهم منزلة ؟ قال : أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي . وختمت عليها . فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر . قال ومصداقه في كتاب الله عز وجل : { فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [ 32 / السجدة / الآية - 17 ] الآية . وفي رواية : سمعت الشعبي يقول : سمعت المغيرة بن شعبة يقول على المنبر : إن موسى عليه السلام سأل عز وجل عن أخس أهل الجنة منها حظا . وساق الحديث بنحوه . الراوي: المغيرة بن شعبة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 189
    خلاصة حكم المحدث: صحيح



    الشرح

    قوله : ( أخبرنا سفيان ) هو ابن عيينة . قوله : ( وأخذوا أخذاتهم ) بفتح الهمزة والخاء قال [ ص: 42 ] القاضي : هو ما أخذوه من كرامة مولاهم وحصلوه أو يكون معناه قصدوا منازلهم ، قال : وذكره ثعلب بكسر الهمزة ( فإن لك مثله ومثله ومثله ) وفي رواية مسلم : لك مثله ومثله ومثله ومثله ومثله خمس مرات ( فإن لك مع هذا ما اشتهت نفس ولذت عين ) زاد مسلم : قال رب فأعلاهم منزلة ، قال : أولئك الذين أردت غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ، ولم تسمع أذن ، ولم يخطر على قلب بشر . قال : ومصداقه في كتاب الله عز وجل فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين الآية قال النووي : معنى أردت اخترت واصطفيت ، وأما غرست كرامتهم بيدي إلى آخره فمعناه اصطفيتهم وتوليتهم فلا يتطرق إلى كرامتهم تغيير ، وفي آخر الكلام حذف للعلم به تقديره : ولم يخطر على قلب بشر ما أكرمتهم به وأعددته لهم . قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه مسلم .


    أما أهل الدرجات العلا فإن الله تعالى أعد لهم من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر؛ كما جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ثم قال أبو هريرة -في بعض روايات الحديث – "واقرؤوا إن شئتم: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون. ".


    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: "أولئك الذين أردت"

      أما بالنسبة لأهل الكبائر فشأنهم



      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:



      فإن خلاصة مذهب أهل السنة والجماعة في أهل الكبائر هو أن من تاب منها تاب الله عليه، ولم يؤاخذ بها، لأن التوبة تجب ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وراجع لهذا المعنى تفسير ابن كثير عند قوله تعالى من سورة مريم:
      "إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً "
      [مريم:60]. وقال الله تعالى بعد أن ذكر كبائر الذنوب من شركٍ وقتلٍ للنفس المحرمة وزنًا وما يستحقه فاعلوها إن لم يتوبوا، قال:
      "وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً"
      [الفرقان:71]. والآيات قبلها.
      والأدلة على هذا المعنى من الكتاب والسنة لا تكاد تحصى،




      هذا في حق التائب من الذنب، أنه لا يؤاخذ به، وكذلك من أقيم عليه الحد بسببه، وإن لم يتب منه ولم يقم عليه الحد- إن كان الذنب مما فيه حد- ومات مصرًّا عليه فهو تحت المشيئة إن شاء الله عاقبه وإن شاء عفا عنه، ما لم ترجح حسناته على سيئاته، فإن رجحت حسناته لم يدخل النار أصلاً.


      روى الأئمة مالك وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث بيعة الرجال: " فَمَنْ وَفَى بِذَلِكَ مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى الله. ومَنْ أصَابَ مِن ذَلِكَ شَيْئاً فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفّارَةٌ لَهُ. ومَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَسَتَرَه الله عَلَيْهِ، فَهُو إلَى الله إنْ شَاءَ عَذّبَهُ وَإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ."


      أما غير التائب ممن رجحت سيئاته على حسناته، فقد قدمنا أنه تحت المشيئة، وإن دخل النار لا يخلد فيها، لأن التوحيد، يخرجه من النار إما بشفاعة، وإما بغير شفاعة. ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أهل الأعراف، ثم يدخل الجنة بعد ذلك.
      والله أعلم.



      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: "أولئك الذين أردت"

        اما بالنسبة فهل نكون منهم أم لا
        الناس لا يدخلون الجنة بأعمالهم وإنما يدخلونها برحمة الله تعالى هو حديث ثابت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته."


        وهذا لا يعني أن الأعمال ليس لها قيمة ولا تأثير في دخول الجنة، وإلا فقد قال الله تعالى: "وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ" {الزخرف:72}. وقال: "جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ." {الواقعة: 24}. ونظائر هذا كثيرة.


        والجمع بين هذه الآيات والحديث أن الجنة ليست عوضا للعمل، ولكن العمل سبب لدخول الجنة، وإنما يدخلها من يدخلها برحمة الله إذا أخذ بالسبب الذي جعله الله سببا لدخولها، فإن رحمة الله لا ينالها إلا من اجتهد في طاعة الله وأحسن العمل، كما قال تعالى: "إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" {الأعراف:56}. وقال تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" {البقرة:218}.

        فعلى العبد أن يقف في مساقط رحمة الله تعالى مجتهدا في العمل الصالح غير راكن إلى هذا العمل عالما أنه إنما يدخل الجنة ويستحق المثوبة بفضل الله ومنته.



        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق


        • #5
          رد: "أولئك الذين أردت"

          أما بالنسبة لمن أهانوا كرامته بسبب اسرافه على نفسه

          فنقول له أبشر بالخير وتب إلى رب تسعد وتعود لك كرامتك فحياك الله وبياك
          وأعلم أن التوبة نجاة وسعادة وراحة بال ورفعة وعزة وجمال فى الوجه
          وكذلك إذا أقبلت على الله فإن الله جل جلاله سيجعل قلوب العباد تحبك وتقدرك
          فإلجئ إليه سبحانه وتضرع إليه وتب إليه ..
          وأعلم جيدا يا أخانا الفاضل بارك الله فيك ويسر أمرك ونفع بك وسدد خطاك


          من السنن الإلهية في الناس قوله تعالى {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} [الحج: 18] ومعناها: مَنْ أراد الله إهانته فلن يُكرمه أحد، لا بنصرته ولا بالشفاعة له، فلا كرامة إلا بإكرام الله، ولا عزة إلا بعزة الله، لأن الأمور كلها بيده ، وهذا النص جزء من آية كريمة تسمى آية سجود المخلوقات ،






          كلام ابن القيم رحمه الله :

          - من آثار الذنوب والمعاصي: أَنَّهُ ينسلخ من القلب استقباحها، فتصير له عادة، فلا يَسْتَقْبِحُ مِنْ نَفْسِهِ رؤية الناس له، ولا كلامهم فيه. وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة، حتى يفتخر أحدهم بالمعصية، ويحدث بها من لم يعلم أنه عملها،.وهذا الضرب من الناس لا يعافون، وتسد عليهم طريق التوبة، وتغلق عنهم أبوابها في الغالب.

          - ومنها: أَنَّ كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل. فالعلو في الأرض بالفساد، ميراث عن قوم فرعون. والتكبر والتجبر ميراث عن قوم هود. فالعاصي لابس ثياب بعض هذه الأمم، وهم أعداء الله.

          - ومنها: أَنَّ المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه. قال الحسن البصري: هانوا عليه فعصَوه، ولو عزّوا عليه لَعَصَمهم، وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد، كما قال الله تعالى:
          {
          وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} ،
          وفي الحديث: " وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي". وإِنْ عَظَّمَهُمُ النَّاسُ في الظاهر لحاجتهم إليهم أو خوفا من شرهم، فهم في قلوبهم أحقر شيء وأهونه.

          - ومنها : أَنْ يرفع الله عز وجل مهابته ـ أي العاصي ـ من قلوب الخلق، ويهون عليهم، ويستخفون به، كما هان عليه أمره واستخف به، فعلى قدر محبة العبد لله يحبه الناس، وعلى قدر خوفه من الله يخافه الخلق، وعلى قدر تعظيمه لله وحرماته يعظمه الناس، وكيف ينتهك عبد حرمات الله، ويطمع أن لا ينتهك الناس حرماته أم كيف يهون عليه حق الله ولا يهونه الله على الناس؟ أم كيف يستخف بمعاصي الله ولا يستخف به الخلق؟ وقد أشار سبحانه إلى هذا في كتابه عند ذكر عقوبات الذنوب، وأنه أركس أربابها بما كسبوا، وغطى على قلوبهم، وطبع عليها بذنوبهم، وأنه نسيهم كما نسوه، وأهانهم كما أهانوا دينه، وضيعهم كما ضيعوا أمره، ولهذا قال تعالى في آية سجود المخلوقات له:
          {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}
          [سورة الحج: 18].


          - ومنها: أَنَّ غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه، فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم. فلا يكفيه عقاب ذنبه، حتى يلعنه من لا ذنب له. وكان أبو هريرة يقول: إن الْحُبَارَى لتموت في وكرها من ظلم الظالم. والْحُبَارَى نوع من الطيور ،قال ذلك حين سمع رجلاَ يقول: إن الظالم لا يضر إلا نفسه. وقالها مرة أخرى حين سمع آخر يقول: كل شاة معلقة برجلها.

          - ومنها: أَنَّ المعصية تورث الذل ولابد؛ لذا كان من دعاء بعض السلف: اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك. قال الحسن البصري: إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهَملَجَتْ بهم البراذين، إنَّ ذل المعصية لا يفارق قلوبهم، أبى اللهُ إلا أن يُذِلَّ من عصاه. ومعنى الهملجة: أي حسن سير الدابة في سرعة وبخترة. والبراذين من الخيل: ما كان من غير نتاج العرب.

          - ومن عقوباتها: أنها تعمي بصيرة القلب، وتطمس نوره، وتسد طرق العلم، وتحجب مواد الهداية. وقد قال مالك للشافعي لمّا اجتمع به: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تطفئه بظلمة المعصية. ولا يزال هذا النور يضعف ويضمحلّ، وظلام المعصية يقوى، حتى يصير القلب في مثل الليل البهيم. فكم من مَهْلكٍ يسقط فيه، وهو لا يبصره ، كأعمى خرجِ بالليل في طريق ذات مهالك ومعاطب. فيا عزّةَ السلامة، ويا سرعةَ العطب! ثم تقوى تلك الظلمات، وتفيض من القلب إلى الجوارح، فيغشى الوجهَ منها سوادٌ بحسب قوتها وتزايدها !!.

          - ومن عقوباتها: أنها تجعل صاحبَها من السِّفْلة بعد أن كان مُهَيًّأ لأن يكون من العِلْية. فإنّ الله خلق خلقَه قسمين: عِلية وسِفلة، وجعل أهل طاعته أكرمَ خلقه عليه، وأهلَ معصيته أهونَ خلقه عليه ، وجعل العزّة لهؤلاء ، والذلّة والصغار لهؤلاء. فكلّما عمل العبد معصيةً نزل إلى أسفل درجة، ولا يزال في نزول حتى يكون من الأسفلين. وكلّما عمل طاعة ارتفع بها درجة، ولا يزال في ارتفاع حتى يكون من الأعلَين. وها هنا أمر وهو أنّ العبد قد ينزل نزولًا بعيدًا أبعدَ مما بين المشرق والمغرب ومما بين السماء والأرض، فلا يفي صعودُه ألفَ درجة بهذا النزول الواحد، كما في الصحيح : "إنّ العبد لَيتكلّم بالكلمة الواحدة، لا يلقي لها بالًا، يهوي بها في النار أبعدَ مما بين المشرق والمغرب".

          فأيُّ صعود يوازي هذه النَّزْلَةَ ؟.انتهى كلام ابن القيم ملخصا ومرتبا ،

          اللهم ياعزيز لا تذلنا بين خلقك ولا بين يديك ، آمين.




          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في
          :

          جباال من الحسنات في انتظارك





          تعليق


          • #6
            رد: "أولئك الذين أردت"


            الخلاااااااااااااااصة



            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


            فإن من أذنب وظلم نفسه ثم تاب توبة نصوحاً تاب الله عليه مهما عمل من الكبائر والذنوب، قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
            هذا إذا صدق في توبته مع الله عز وجل، قال الله تعالى: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ* أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {آل عمران:135-136}،

            وأما طريق الفردوس الأعلى وسبيل الوصول إليه

            أن يحقق الدين في نفسه كما جاء في حديث جبريل الذي رواه مسلم عن عمر رضي الله عنه قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد. حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال: صدقت. قال فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال فأخبرني عن الإيمان: قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك…… الحديث". وفي آخره قال: "فانه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم". فعليك أن تقوم بأركان الإسلام الظاهرة، وأهمها وأجلها الصلاة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "الصلاة خير موضوع" أخرجه الآجري. وقال : "لا يحافظ عليهن إلا مؤمن". وعليك أن تحافظ عليها في جماعة لقول ابن مسعود رضي الله عنه: "من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإنهن من سنن الهدى، وإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى". وأن تنقي عقيدتك من شوائب البدع والشرك والخرافة وأن تحل الحلال وتحرم الحرام وأن تجتنب ما نهى الله عنه. فلا يراك الله في مكان يحب ألا يراك فيه. وأن لا يفتقدك في مكان يحب أن يراك فيه. وقد أخرج ابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه عن أبي ثعلبه الخشني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله حد حدودا فلا تعتدوها وفرض فرائض فلا تضيعوها وحرم أشياء فلا تنتهكوها وترك أشياء من غير نسيان ولكن رحمة منه لكم فاقبلوها ولا تبحثوا عنها". وعليك أيها السائل الكريم أن تتعلم العلم النافع الذي به تستبصر الأمور قال تعالى: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)[يوسف:108] وأن تحرص على مجالسة أهل العلم ممن تثق به ويتحلى بالورع والاستقامة. والله نسأل أن يوفقنا وإياك إلى مرضاته، وأن يجعلنا من أهل الفردوس الأعلى.
            والله ولي التوفيق.






            وقد قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا {الكهف:107}، قال الطبري: إن الذين صدقوا بالله ورسوله وأقروا بتوحيد الله وما أنزل من كتبه وعملوا بطاعته كانت لهم بساتين الفردوس.
            فمن تاب وآمن وعمل الصالحات يرجى له ذلك، والله الموفق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: .... فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة..... رواه البخاري، فينبغي لمن كان ذا همة عالية أن يطمع إلى بلوغ تلك الدرجة بالإيمان والتوبة النصوح والعمل الصالح والدعاء آناء الليل وأطراف النهار.
            والله أعلم.




            زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
            كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
            في
            :

            جباال من الحسنات في انتظارك





            تعليق


            • #7
              رد: "أولئك الذين أردت"

              الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فإنه يشرع بل يحسن بالعبد المسلم أن يكون عالي الهمة في الدعاء والأخذ بأسباب الرقي وعلو المقام، ويأمل من الله تعالى علو الدرجات في الدين والدنيا والآخرة ما دام ما يطلبه ليس مستحيلا، فيشرع سؤاله الله تعالى أن يرزقه الفردوس الأعلى، وأن يزرقه كمال الخضوع والانقياد لله والسبق في عمل الخيرات، ففي حديث البخاري: إذا سألتم الله الجنة، فاسألوه الفردوس، فإنه أعلى الجنة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا تمنى أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه. رواه الطبراني في الأوسط، وصححه الألباني. وفي لفظ آ خر: إذا سأل أحدكم فليكثر، فإنما يسأل ربه. رواه ابن حبان، وصححه الألباني. وفي المسند والترمذي من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات: اللهم أعني ولا تعن عليَّ، وانصرني ولا تنصر عليَّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليَّ، رب اجعلني لك شكارا، لك ذكارا، لك رهابا، لك مطاوعا، لك مخبتا، إليك أواها منبيا, رب تقبل توبتي واغسل حوبتي، وأجب دعوتي، وثبت حجتي، واهد قلبي، وسدد لساني، واسلل سخيمة صدري. والله أعلم.

              زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
              كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
              في
              :

              جباال من الحسنات في انتظارك





              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x
              إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
              x
              أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
              x
              x
              يعمل...
              X