إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف أكون زوجة صالحة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف أكون زوجة صالحة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كيف اكون زوجة صالحة يا شيخ بارك الله فيكم

    وكيف انصح زوجى لكى يكون صالحا فهو متدين لكن يحتاج زيادة فى التدين

    كالمبادرة بالاعمال الصالحة يا شيخ

    جزاكم الله خيرا

  • #2
    رد: كيف أكون زوجة صالحة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    فإنه هذا السؤال يدل على عقل ووعي ورغبة في صلاح الأحوال وطمع في طاعة الكبير المتعال، ونسأل الله أن يرزقك بالصالح من الرجال، ويعمر داركم بالمتقين من البنات والشباب الأبطال، ومرحبا بك في موقعك يبن آباء وإخوان يتمنون أن يحقق الله لك الآمال.

    وإن السير على خطى خديجة وعائشة - رضي الله عنهن وأرضاهن - سهل وميسور إذا وجد الصدق والعزم والإخلاص؛ لأن الهدى الذي اتسمن به غض طري كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم فأقبلي على كتاب الله، وأشغلي نفسك بطاعة الله، وأكثري من التوجه إلى الله وصاحبي من تذكرك بالله واستعيني بالله.

    واعلمي أن طاعة المرأة لله تجلب لها القبول، قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا))[مريم:96]، وقلوب الأزواج بيد الله يصرفها، فإذا صدقت المرأة مع الله جعل قلب زوجها يقبل عليها، فسبحان من يصرف القلوب، قال تعالى: ((وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ))[الأنبياء:90]، ماذا كانوا يفعلون: ((إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا))[الأنبياء:90]
    وأرجو أن تشغلي نفسك بطاعة الله، وحافظي على حجابك وحيائك، واطلبي في الرجل دينه وخلقه وأمانته، ولا تقبلي إلا بمن يطرق الباب ويقابل أهلك الأحباب ويطلب يدك بالسنة والكتاب، مع ضرورة أن يجتهد أهلك في السؤال عن صلاته وطاعته لربه، ويتأكدوا من قدرته على تحمل المسئوليات ويسألوا عن أصدقائه وأحوال أسرته وعلاقته ووالديه، وكل هذه الأشياء بعد الدين والأخلاق؛ لأن أي نقص يمكن علاجه وتحمله إذا سلم الدين، وقد أحسن من قال:
    وكل كسر فإن الدين يجبره وما لكسر قناة الدين جبران
    فإذا رزقك الله بالرجل الصالح حسب المواصفات المذكورة أعلاه فكوني له أرضاً يكن لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبداً، واحفظي سره لتأمني غدره، واعلمي أن طاعة الزوج من طاعة الله، وتجنبي كل ما يغضب الله، فإن للمعاصي شؤمها وثمارها المرة.
    فالجواب؛ بأن تكوني امرأة صالحة، وصلاحك يقتضي أن تحسني معاملة ربك، وأن تحسني معاملة زوجك، وأن تحسني معاملة الناس وأن تحسني معاملة نفسك، فهذه أربعة أصول إن تمت لك فقد حققت هذه اللفظة وهو أنك حسنة من حسنات هذه الدنيا. فإن قلت: فما تفصيل ذلك؟ فالجواب:

    هو أن تردي هذه الأمور إلى القيام بالحقوق، فمتى قمت بحقوق ربك فأنت حينئذ صالحة في دينك، فمن صلاح في دينك أن تكوني قائمة بحقوق زوجك، فيشمل ذلك الحقوق الواجبة من الطاعة بالمعروف ويشمل ذلك الإحسان في معاملة الزوج وهو القدر الزائد عن القدر الواجب، ويشمل ذلك معاملة الناس بما أمر الله تعالى بالحسن والإحسان والعدل والفضل، ويشمل معاملة نفسك بصونها عن مساخط الله وبعدها عن محارمه والقيام بحظها ونصيبها من طاعة الله جل وعلا، ويشمل أيضاً أن تأخذي بأسباب إعانتك على الاستمرار في هذه الطاعة، ومن الأسباب على ذلك: أن تجمي نفسك وألا تبالغي في العبادات مثلاً؛ فلا تكوني صاحبة غلوٍّ في العبادات ولا صاحبة تفريط فيها، ولكن توسطي في هذا.

    والمقصود أن تعطي لكل ذي حق حقه، وهذا هو الذي قاله سلمان الفارسي رضي الله عنه عندما قال: ( إن لربك عليك حقّاً، وإن لنفسك عليك حقّاً، ولأهلك عليك حقّاً، وإن لزورك – أي لضيفك – عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق سلمان ) أخرجه البخاري في صحيحه، وهذا المعنى أيضاً منصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث مخرجة في الصحيحين.

    والمقصود أن تكوني امرأة صالحة فحينئذ تكونين من حسنة هذه الدنيا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ) رواه مسلم في صحيحه، وخرج ابن ماجه في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما استفاد المرء بعد تقوى الله خيراً من زوجة صالحة تسره إذا نظر إليها وتبره إذا أقسم عليها وتحفظه في نفسها وماله ).

    فقيامك بحقوق زوجك على النحو الذي أشرنا إليه يجعلك من أعظم حسنات هذه الدنيا، وهذا إن أردت تفصيله فيكون بالمعاملة الحسنة ويكون بحثه على طاعة الله في الأوقات المناسبة، بتذكيره إذا نسي، بوصيته بطاعة الرحمن، بوصيته ببره بوالديه وصلة رحمه، ووصيته بصلاة الجماعة، ووصيته أن يكون عبداً صالحاً ويكون أيضاً في المعاملة الراقية، بأن تكوني زوجة محبة زوجة ملاطفة، زوجة ودودة زوجة عروبا، والعَروب هي المرأة التي تتودد لزوجها، وهذا وصف نساء الجنة؛ قال جل وعلا: (( عُرُبًا أَتْرَابًا ))[الواقعة:37] أي: متوددات إلى أزواجهنَّ، فهكذا تكون المعاملة، ويكون أيضاً بحسن التبعل لزوجك، ويكون أيضاً بإعانته على غض بصره، ويكون أيضاً بأن تنشئي معه أسرة صالحة قوامها طاعة الرحمن وأساسها أساس من التقوى متين، فهذا هو الذي يجعلك حسنة من حسنات الدنيا، وما قيل في حقك يقال في حق زوجك، فإذا أراد أن يكون حسنة من حسنات هذه الدنيا بالنسبة إليك فليكن كما تكونين له، قال تعالى: (( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ))[البقرة:228]، فمعرفة الواجب والزيادة عليه بالإحسان أصل في هذا المعنى يجمع لك كل هذه التفاصيل التي أشرنا إليها.

    وعليك بصحبة الصالحات الطيبات اللاتي يعنك على طاعة الله وتستفيدين منهنَّ في أخلاقك وفي دينك وفي معاملاتك الاجتماعية، وعليكم بانتقاء الأسر الفاضلة التي تختلطون بها، وعليكم أيضاً بحفظ أسراركم وعدم إشاعتها، وأيضاً فانتبهوا إلى أن تحفظوا سعادتكم بعدم إظهارها أمام الناس بالمبالغة ولكن كونوا عاديين أمامهم وتعاملوا كما يتعامل الناس فقد قال صلوات الله وسلامه عليه: (استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود ) رواه الطبراني.
    فقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل المرأة التي تعين زوجها على دينه وآخرته. فقد سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: لو علمنا أي المال خير فنتخذه؟ فقال: أفضله لسان ذاكر، وقلب شاكر، وزوجة مؤمنة تعينه على إيمانه. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني وفي رواية: ليتخذ أحدكم قلبًا شاكرًا، ولسانًا ذاكراً، وزوجة مؤمنة تعينه على أمر الآخرة. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني.
    كما دعا بالرحمة لمن تقوم تصلي من الليل وتوقظ زوجها حتى يصلي، فقال: رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء. رواه أحمد والنسائي وأبو داود والحاكم وصححه الألباني.
    ويضاف إلى هذا عموم ما ذكره القرآن من التأكيد على التواصي بالحق والأمر بالمعروف والتعاون على البر والتقوى. قال تعالى: وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[العصر:1 - 3]، وقال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[المائدة:2]، وقال تعالى: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ[التوبة:71].
    وإن أهم ما ينبغي أن يتعاون عليه الصلاة، ففي الموطأ أن عمر رضي الله عنه كتب إلى عماله: إن أهم أمركم عندي الصلاة! فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع.
    فالصلاة هي أول ما يحاسب عليه العبد، فإن صحت صح ما سواها، وإن فسدت فكذلك، وبصلاحها يفلح، وبفسادها يخسر. ففي الحديث: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر. رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني عن أبي هريرة رضي الله عنه .
    ويتعين على الرجال إقامتها في المسجد، لحديث الصحيحين: والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلاً فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم.
    وبناء على هذا.. فاحرصي على قيام زوجك بالصلاة في وقتها، وأكثري من الدعاء له، ووفري له أسباب الراحة حتى ينام القيلولة وينام مبكرًا فيسهل له الاستيقاظ للفجر. وتعاوني معه على مجلس علم في البيت تقرآان فيه من أحاديث الترغيب، وحاولي الحصول على بعض الأشرطة المهمة المرغبة في الصلاة في الجماعة وقيام الليل، وحضيه بحكمة وبرفق على سماعها في البيت وفي السيارة، واحرصي -ولو بالتعاون مع بعض صديقاتك من أهل الفضل- على أن يكون له رفقاء صالحون ينشطون للأعمال الصالحة، فالمرء على دين خليله؛ كما في حديث أحمد وأبي داود والترمذي والحاكم وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
    وابذلي ما تيسر لك من الوسائل في تحقيق إقامته للصلاة مع الحرص على الحكمة والرفق، فاستعملي الساعة المنبهة أو التليفون، أو افتحي شريطًا. واعلمي أن تنبيهك له وإيقاظه واجب عليك. قال صاحب نظم الكفاف:
    تنبيه غافل لما لو انتبه ===== لزمه من الأمور الواجبة
    وعليك أن تذكِّريه بأن المؤمن لا ينشغل بأي عمل دنيوي عن الصلاة؛ كما قال تعالى: رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ[النور:37]. وإذا بذلت كل الوسائل المتاحة فلا إثم عليك.



    وهذه إشارة فيها شيء من التفصيل والأمر يحتمل أكثر من هذا المعنى، ونسأل الله عز وجل أن يشرح صدوركم وأن ييسر أموركم، وأن يجعلكما زوجين صالحين وأن يقر أعينكما بالذرية الطيبة.
    وبالله التوفيق.

    وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ومرحباً بك مجدداً، وشكراً كل على هذه الاستشارة، وهنيئاً لك بهذه الروح الإيجابية، والرغبة في الخير خير، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
    وبالله التوفيق.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X