الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكر لك غيرتك على محارم الله عز وجل.
واعلم أنه يراعى عند تغيير المنكر النظر إلى مآلات ذلك، فإن كان يؤدي إلى منكر أكبر منه، أو نفور المدعو من الحق ومزيد معاندته، فحينئذ لا يشرع تغييره؛
والحاصل أن تغيير المنكر يتم باليد للمستطيع إذا لم يترتب على التغيير منكر أكبر منه، فإن خشي أن يترتب عليه ذلك كان التغيير باللسان ثم بالقلب، وهذا فرض عين لا يسقط عن المسلم.
وبخصوص القنوات المذكورة، فإن كان والدك لا يشاهد المحرمات من خلالها، وإنما ينتقي منها الأمور الطيبة والمباحة، فحينئذ تلزمك طاعته في إرجاعها، بل لا تجوز لك إزالتها أصلا؛ لأن الجهاز ليس ملكك.
أما إن كان والدك يشاهد المحرمات من خلالها، فلا يجوز لك إرجاعها مرة أخرى، وبين له أنك لم تمتنع من إرجاعها عقوقا له، أو استهانة به، وإنما خوفا عليه من غضب الله تعالى، وخوفا على نفسك أيضا؛ لأنه لا يجوز لك إرجاعها أو إعانته على ذلك؛ لعموم قوله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}. اللهم إلا إذا أكرهت على ذلك إكراها معتبرا شرعا، أما مجرد الأمر بذلك فلا يكون إكراها.
تعليق