إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإخلاص

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإخلاص

    يا شيخ اجد صعوبة فى تنظيم الوقت
    مثلا انا بقرأ وردى والاذكار وقرءاه كتب وكدا
    ويقعد على النت
    بس دا كله مش ليه اوقات
    لكن بفضل الله بخلصهم

    ازاى اخلص لله
    وازاى انظم وقتى
    بصراحة استفادت منكم كثيرا بدخل اقرا جزاكم الله عنا خيرآآآآآآآآآآآآآ

  • #2
    رد: الإخلاص

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
    بارك الله فيكم وسدد خطاكم

    كلمة الإخلاص تدل على الصفاء والنقاء والتنزه من الأخلاط والأوثان، قال تعالى: ((مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ))[النحل:66]، وأخلص الدين لله قصد وجهه وترك الرياء.

    والمخلَص - بفتح اللام - أرفع درجة، ولذلك قالوا لا يكون الإنسان مخلَصا حتى يكون مخلِصاً، والمخلصون هم المختارون، وقد وصف الله نبيه يوسف عليه الصلاة والسلام فقال: ((كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ))[يوسف:24].

    ولا قبول للعمل إلا إذا توفر فيه شرطا الإخلاص والمتابعة، والإخلاص أن يكون العمل لله، والمتابعة أن يكون على هدي وخطى رسول الله، والمخلص هو الذي يستوي عنده مدح الناس وذمهم، والإخلاص أن يقصد الإنسان بعمله وجه الله، وقيل في معنى الإخلاص هو: تصفية العمل عن رؤية المخلوقين وعن مشاهدة النفس.

    والمخلص ينال الأجر مرتين، وإذا استمر الإنسان على الإخلاص أصبح مخلصاً لله، وفي سبيل الإخلاص اجتهد سلف الأمة الأبرار حتى نالوه فوجدوا الحلاوة ولذة العبادة، والمخلص في عمله ينال الأجر مرتين، ولذلك قالوا: (المخلص في عمله كأم موسى كانت ترضع ولدها وتأخذ أجرها).

    ومما يعين على تحقيق الإخلاص ما يلي:

    1- اللجوء إلى مصرف القلوب.
    2- الإكثار من الصيام والقيام وصدقة السر.
    3- مجاهدة النفس.
    4- مراقبة الله.
    5- تحقيق التوحيد.
    6- إدراك قبح الرياء وأثره وأضراره في الدنيا والآخرة.
    7- اتخاذ خبيئة من الأعمال بينك وبين الله.
    8- الزهد في مدح الناس وقطع الطمع عما في أيديهم.
    9- قراءة سيرة المخلصين المفلحين من سلف الأمة.
    10- محاسبة النفس قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل.وأما كيف تكون كل أعمالك خالصة لوجه الله تعالى، فأهل العلم ينصون على أن الإنسان عندما يربي نفسه على النية الصالحة واستحضارها في كل لحظة من لحظات حياته سوف يكون سعيداً. يقول الله عز وجل: ((إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا))[النساء:35]، وأخبر الإمام الثوري أن النية كانت باباً من أبواب العلم، فقال: كانوا يتعلمون النية كما يتعلمون العمل، فلذلك عندما تربين نفسك على مثل هذا وتستشعرين أن العمل ما دام بالصدق والإخلاص فإن الله سبحانه وتعالى يقبله، وإن الله جل وعلا يُجازي الإنسان على أعماله الطيبة ويعينه سبحانه وتعالى. ثم أيضاً تربين نفسك على استحضار النية ولو مُدحتِ ولو أثني عليك، ولو قيل ما قيل لك، فأنت تستعينين بالله سبحانه وتعالى وإن الله جل وعلا لن يضيع أمرك ولن يضيع عملك.

    ولذلك فإن الإنسان عندما يعرف كيف تكون أعماله خالصة لوجه الله تعالى أنه يستوي عنده المدح والذم، فلا يضرك ذم الذام، ولا تصابين بالغرور بمدح المادح، فإنهم كلهم عندك سواء، بل تحرصين على الاستمرار في هذا الباب، لعل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا الأمر، ولذلك الله سبحانه وتعالى لما قال: ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ))[البينة:5] قال: ((وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ))[البينة:5]، فإن الاستعانة بالله سبحانه وتعالى هي من أعز المطالب في هذه المواطن التي لو حافظ الإنسان عليها لأعانه الله سبحانه وتعالى إعانة.

    أقبلي على كتاب الله تبارك وتعالى، واجتهدي في تأمله حتى تشعري بحلاوته، وذلك لا يكون إلا بتدبر هذا الكتاب الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به، فلا تتوقفي عن التلاوة، ولا تتوقفي عن المراجعة، ولا تتوقفي عن حفظه، واعلمي أن الحرف بعشر حسنات، وهذا لا يخفى على أمثالك، كما أن تدبر هذا القرآن العظيم ينقل الإنسان إلى أجواء أخرى، ولو صحّت قلوبنا لما شبعت من كتاب ربنا تبارك وتعالى.

    اشغلي نفسك بكتاب الله، واجتهدي في أن يكون هناك أيضًا صوت لكتاب الله، فإذا عجزت عن التلاوة فهناك إذاعات ومواقع وقنوات تبث القرآن ليلاً ونهارًا، تُتلى فيها آيات الله وتردد في جنبات البيت.

    اعلمي أن كتاب الله يحتاج إلى تنظيم للوقت، ووقت للمراجعة، ووقت للحفظ، ودائمًا تستطيعين أن تجعلي وقتاً قبل الصلاة، قبل كل صلاة دقائق، وبعد كل صلاة دقائق، تجعلين ذلك الوقت أحيانًا للمراجعة، وأحيانًا للحفظ الجديد، ومن المهم وضع برنامج والاستمرار عليه، وسوف تكون المصلحة الالتحاق بمراكز لحفظ القرآن، لأنك تجدين هناك روح التنافس بين الصالحات، وتصطحبين أيضًا من يعينك على الخير، فإن الإنسان وحده قد يكسل، لكن إذا انتسبت المرأة إلى مركز أو تنافست مع صديقة في حفظ كتاب الله فإن هذا فيه دافع للطرفين.


    فكوني أوابة إلى الله رجَّاعة إليه متوكلة عليه واسأليه التوفيق والسداد، فإن التوفيق والسداد إنما ينالان من ربنا جل وعلا ومن التوكل عليه والاعتماد على رحمته التي وسعت كل شيء، فهذا أول مقام تقومينه.


    فواظبي على الطاعات، واعلمي أن اللذة في العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار؛ لذلك ورد عن السلف ممن قال: (جاهدتُ العبادة عشرين سنة، ثم تلذذتُ بالعبادة عشرين سنة) فهو يجاهد نفسه في الخشوع والعبادة حتى يجد لذتها، فلذة العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار في طاعة الله تبارك وتعالى، فحاولي أن تعاندي الشيطان، وتستمري على التلاوة، وتستمري على الصلاة، وتجتهدي في استحضار الخشوع حتى يأتيك الخشوع، حتى تأتيك اللذة، لذة العبادة، وثمرة العبادة لا تنال إلا بالمجاهدات، وإلا بالإصرار على طاعة الكبير المتعال، والمضي في هذا الطريق وهذا الدرب.


    أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك في كل وقت بما هو أولى بها وأنفع لها في معادها كما قال ابن القيم رحمه الله: إن أفضل العبادة العمل على مرضاة الرب في كل وقت بما هو مقتضى ذلك الوقت ووظيفته.
    بعض الناس يقول: هل الأفضل أن أستغل وقتي في الصلاة أو في قراءة القرآن أو حفظ العلم، أو في الدعوة، أو مساعدة أخ مسلم.. ماذا أفعل؟ أحياناً يضطرب الإنسان في تحديد الشيء الذي يملأ به وقته، فنقول: اسمع هذا الكلام للإمام ابن القيم رحمه الله يقول: فأفضل العبادات في وقت الجهاد الجهاد، وإن آل ذلك إلى ترك الأوراد من صلاة الليل وصيام النهار، والأفضل في وقت حضور الضيف مثلاً القيام بحقه أي: إذا جاء أحدهم ضيف، تجده يقول: والله إنًّ قراءة القرآن أنفع لي، فالحرف بعشر حسنات، وهذا الضيف دعه يذهب إلى الفندق أو المطعم وهذا أحسن له وأحسن لي، نقول: لا. (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه) .

    والهمة العالية لا تعرف الكلل ولا الملل، وليت الذي حاول ألف مرة أن يحاول مرات بعد الألف، ((ولابد لمكثر القرع للأبواب أن يلج)).

    فاستعن بالله ولا تعجز، ولا تقل عند التعثر: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء الله فعل، ولا تحزن على ما فات، وعلم نفسك كثرة اللجوء إلى الله، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

    وإذا كانت لك أهداف فسوف تصل إليها بعون الله وتوفيقه، ولكن من الضروري أن تكون الأهداف معقولة ومتناسبة مع قدراتك وظروفك، وأن تكون ثابتة، وأن تسلك إلى تحقيقها خطوات مرتبة ومتدرجة، ومما يعينك بعد توفيق الله على النجاح ما يلي:
    1- المواظبة على الصلوات، والحرص على رضا رب الأرض والسموات.
    2- طاعة والديك، والحرص على الإحسان للخلق، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن يسر على معسر يسر الله عليه.
    3- تنظيم الوقت.
    4- ترتيب الأولويات.
    5- عدم الاستعجال، والتحرك نحو الهدف بخطوات معتدلة، فإن المتسابق الناجح يبدأ السباق بخطوات معتدلة في أول السباق، ولا يكلف نفسه فوق طاقتها، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، فالمتسرع يهلك ودابته ولا يصل إلى نهاية السباق.

    والله ولي التوفيق والسداد!



    وختاما أحذرك بارك الله فيك أن يدخل عليك الشيطان فيؤذيك في باب الإخلاص، حتى يبدأ الإنسان يترك العمل، ويترك الأمر، وهذا معارض لما أمر الله عز وجل به، فالإنسان منا بين حسنة يداوم عليها وبين معصية يتركها ويستغفر الله منها، وعقد علماء الفقه أبواباً بعنوان (الأمور بمقاصدها) فما دام قصدك طيباً فنسأل الله جل وعلا لك التوفيق والسداد، ونشكرك عموماً، ونسأل الله لك التوفيق وأن يكون ما قلناه صواباً ولوجهه سبحانه وتعالى خالصاً، وصل الله وسلم على نبينا محمد.


    وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والمواظبة على ذكره وتلاوة كتابه.

    أكثري من الاستغفار، وواظبي عليه، فإنه مجلب للسعادة كما في قوله تعالى: {استغفروا ربكم إنه كان غفارا* يرسل السماء عليكم مدرارا* ويمددكم بأموال وبنين* ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا ".

    وفقك الله وسدد خطاك.



    وبالله التوفيق والسداد.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X