الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعادة السرية مرادفة للاستمناء في مدلوله وفي حكمهفالصحيح من أقوال أهل العلم أن الاستمناء محرم لقوله تعالى ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ ) (المؤمنون:7)
فقد اعتمدنا في القول بتحريم العادة السرية على ما ذهب إليه جمهور أهل العلم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، وقد استدل هؤلاء العلماء الذين لا يحصون كثرة بقوله تعالى: ( والذين هم لفروجهم حافظون*إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين*فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) وقد سار على القول بالتحريم والاستدلال بهذه الآية المباركة جمع من علماء العصر كالشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله، والشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله، والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله، وغيرهم.
ومع كون الاستمناء محرماً إلا فإنه ليس من الكبائر، ولم نر من أهل العلم من عده من الكبائر لا عداً ولا حداً، لكن ينبغي أن تعلم أن الإصرار على الذنب ولو كان صغيراً يرفعه إلى درجة الكبيرة كما قيل: لا صغيرة مع الإصرار، ولا كبيرة مع الاستغفار، وفي الحديث: إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه. رواه الطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
هذا وكل ما لم يبلغ درجة الكبائر والفواحش تكفره الصلوات الخمس كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر. رواه مسلم.
والله أعلم.
والآن إليك هذه النصائح لتجنب الممارسة:
1- التوكل على الله، والدعاء والتضرع إليه بصدق ليخلصك من هذه العادة، مع التوبة عما سلف، والمحافظة على الصلوات في جماعة، وخاصة الفجر، والمحافظة أيضاً على وردك القرآني اليومي، وعلى الأذكار.
2- البعد عن كل وسائل الإثارة بدايةً بالتزام غض البصر، وعدم مشاهدة الأفلام الإباحية أو الصور الخليعة في المجلات أو النت أو التلفاز، وكذلك الأغاني، وما تحمله من أفكار مثيرة، والفيديو الكليب اللعين.
3- لابد من شغل وقت الفراغ، فلا يكون لديك وقت فراغ على الإطلاق، ويكون ذلك يتحديد أهداف ومشاريع.
وهنا وقفة: لابد أن تقوم الآن وتمسك بورقة وقلم وتكتب أهدافك ومشاريعك خلال الشهر والسنة القادمة، بل والعشر سنين القادمة، بحيث يشمل النجاح في الدراسة بأني سآتي بمجموع كذا لأدخل كذا، من أجل نصرة الإسلام والمسلمين، وأن أكون عالما مسلما ناجحاً.
أيضاً عمل خطة لحفظ القرآن الكريم خلال سنتين، وحضور درس ديني أسبوعياً، مع صحبة صالحة، والمحافظة على السنن والفروض في جماعة، وأن أدعو كل من أعرفه إلى الالتزام والقرب من الله، ولابد من ممارسة رياضة كل أسبوع تخرج فيها كل طاقتك، ابحث عن رياضة تحبها ومارسها بانتظام.
4- بالنسبة للنوم: فعليك بالنوم على طهارة مع قراءة آية الكرسي، والمعوذتين، وعدم النوم عاريا أو ما شابهه، وعدم الذهاب للنوم إلا عند الحاجة.
5- وعن الطعام عليك بالصوم كما أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والبعد عن الطعام الكثير والمثير، مثل المحتوي على الأملاح؛ مثلاً المكسرات أو الأطعمة البحرية.
6- عند الاستحمام عليك بقراءة الأذكار قبل الدخول، وعدم المكث كثيراً داخل الحمام بدون داع، وطرد أي فكرة تأتي إليك وأنت عريان، وعدم مداعبة الأعضاء لأي سبب سواء بالشامبو أو الصابون.
7- الصحبة الصالحة التي تعينك على الخير.
8- تذكر زوجتك في المستقبل، وكيف يكون حرصك على سعادتها بالحفاظ على صحتك حتى لا تؤثر عليها بعد ذلك.
9- تذكر رجالاً تحترمهم وتخيل أن يراك أو يعلم أحدهم أنك تقوم بهذا، وتخيل موقفك أمامه وموقفك أمام أبويك إذا دخلوا عليك وأنت تمارسها، وتذكر عدم احترامك لنفسك أنك لا تستطيع بضعفك التحكم في شهواتك.
لذا سيكون مناسباً أن تضع برنامجا يومياً وأسبوعيا يشغل كل دقيقة، إما بمذاكرة أو ذكر أو جلوس مع أصحاب صالحين أو أهلك، وتذكر: (من لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل)!
10- وقبل أي شيء راقب الله، واعلم أنه مطلع عليك في كل لحظة، وتذكر يوم القيامة، ويأتي حسابك على كل الأشهاد.
الفرق بين المني والمذي وأحكامهما
ال
مذي, وهو سائل شفاف لزج، ربما لا يُشعر بخروجه. وأما المني فهو يخرج غالبا عند اشتداد الشهوة، ويُقذفُ قذفا. وإذا يبس تكون رائحته كرائحة البيض
فإن المني الذي يلزم منه الغسل إما أن يخرج في نوم سواء كان من خرج منه يذكر احتلاماً أم لا،
وإما أن يخرج في يقظة عند الجماع أو مقدماته، وعلامته أنه سائل لزج يخرج بتدفق مصاحب للشهوة ويعقبه فتور، وغالباً ما تكون رائحته تشبه رائحة الطلع أو العجين.
وأما المذي فهو سائل لزج أيضاً غير أنه أرق من المني ويخرج عادةً بعد هيجان الشهوة والغالب فيه أنه يخرج متقطعاً ويجب منه غسل جميع الذكر وينقض الوضوء. وبهذا تعلم الشروط المعتبرة في المني الذي يلزم منه الغسل.
والله أعلم .
ونوصيك أيها السائل وأنت في مقتبل العمر بأن تشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، وأن تبتعد عن التفكير فيما يثير الشهوة ويحركها؛ فإن هذا قد يكون مدعاة للانتقال إلى فعل أمر محرم, واحرص أن تملأ شبابك، وتعمره بطاعة الله تعالى؛ فإن الشاب الذي ينشأ في طاعة الله هو أحد السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
تعليق