إن حسن اختيار الزوج لزوجته من الواجبات التي أمر بها الإسلام؛ وذلك لإمداد الأمة بأجيال مسلمة تحمل الأمانة وتنشر نور الإسلام، ومن هنا يقول صلى الله عليه وسلم: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيرٌ له من زوجةٍ صالحة إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله).
وهي أيضاً من الدعائم الأولى التي ترتكز عليها الحياة البيتية الهنيئة، وعلى المسلم أن يتخذ الأسباب في اختيار الزوجة وباقي الأمور على الله تعالى، وخير ما يستفيد منه المؤمن بعد تقوى الله الزوجة الصالحة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (أربعٌ من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: قلباً شاكراً، ولساناً ذاكراً، وبدناً على البلاء صابراً، وزوجةً لا تبغيه حوباً في نفسها وماله).
فنسأل الله سبحانه أن يرزقك بزوجة صالحة تكون عونا لك على القيام بمصالح دينك ودنياك.
وإنا لندلك على بعض الوسائل التي تستعين بها على تحصيل مقصودك: 1- التوكل على الله سبحانه والاعتماد عليه والإلحاح عليه في الدعاء فهذا من أعظم أسباب العون والتيسير قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3}.، وقال جل شأنه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}. 2- أن تنوي العفة بذلك الزواج: قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم... فذكر منهم: الناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني. 3- أن تستعين بمشاورة من تثق في دينه ورأيه: قال تعالى لنبيه المؤيد بالوحي: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ {آل عمران:159}، فغيره لا شك أحوج إلى المشاورة، سواء بعض أهل العلم أو بعض القائمين على المدارس الشرعية وغير ذلك ممن يغلب على ظنك معرفتهم بذوات الدين والخلق.
واعلم -يا أخي- أن المرأة إنسان، وأجمل ما في الإنسان إنسانيته وحقيقته المشرقة وصفاته المحببة، وأجمل ما في الإنسان أن يكون ذا إنسانية عاليةٍ رفيعة، فإذا أوتيت المرأة حظها من ذلك فقد أوتيت حظها من جمال الحق، فإذا صرف الرجل نظره عن ذلك وراح ينشد الجمال الظاهري أو المال أو نحوه، فهو سقوط في الهمة، وفسادٌ في النظر إلى حقائق الحياة، وإنما تستقيم لنا الحياة وتسعد إذا نحن أجريناها على حقائقها السليمة، ولم نحملها على غير ما سن الله لنا.
فالمرأة ذات الخلق جميلة، ولو شهدت مقاييس الشهوة البهيمية بغير ذلك، وهي بخلقها أحق ما تكون بالزواج، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (إني أصبت امرأة ذات حسبٍ وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها؟ فقال عليه السلام: لا، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: تزوجوا الولود الودود فإني مكاثرٌ بكم الأمم يوم القيامة).
أما النسبة للطريقة التي تتعرف بها عن الآنسات، فدونك الطرق الشرعية المباحة كعن طريق أسرتك أو أقاربك الذين يعرفون المرأة؛ حتى تبعد الشبهات عنك وعنها، وتدخل البيت من بابه الواسع.
فلا يجوز لك الخروج مع هذا الخاطب أو الخلوة معه فإنه أجنبي عنك ما دام لم يعقد عليك، شأنه في ذلك شأن الرجال الأجانب، وموافقتك وأهلك على الزواج منه لا تقوم مقام العقد، فعقد الزواج الشرعي له شروط وأركان لا يصح بدونها
ولهذا نؤكد على ما سبق بيانه من أن ما يحصل بين الرجل والمرأة أثناء مدة الخطبة من نظر زائد، أو خلوة أو تقبيل منكر عظيم، وحرام ظاهر، بل هذا نوع من الزنا، كما جاء في الحديث: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوي ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه" رواه مسلم.إن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، فضلاً عن ما هو أكثر من ذلك، علماً بأن الخاطب يظل أجنبياً عن الفتاة حتى يعقد القران، فيصبح زوجاً ولا تكتمل المراسيم إلا بالدخول عليها،
وأرجو أن تحمدوا الله على حلمه وستره عليكم وننصحكم بالتوبة والاستغفار، واعلموا أن ربنا رحيم غفار، والتوبة النصوح تمحو ما قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ولا يخفى على أمثالك أن الإنسان إذا مّن عليه بالحلال فإن عليه أن يشكر الكريم المتعال ويحسن أقواله والفعال لأن ذلك نوع من الشكر لصاحب العظمة والجلال.
ولا شك أن هذه الشريعة العظيمة حريصة جداً على صيانة الأعراض، وفيه محافظة على حقوق الزوج والزوجة والأطفال.
والزواج ميثاق غليظ ومسئولية عظيمة؛ ولذلك كان لابد من بناء العلاقة على أسس ثابتة وضوابط واضحة حتى لا يحصل التناكر والتنافر والتهرب من المسئوليات.
وقد وجد من الخاطبين من يعبث بعرض الفتاة، وربما تنكر لما ظهر في بطنها ورفض نسبه إليه، وقد لا يحصل ذلك، لكن الفتاة تتضرر سمعتها جداً إذا دخل الخاطب معها وخرج ثم تركها بعد ذلك؛ لأن الفتاة مثل الثوب الأبيض والبياض قليل الحمل للدنس.
كما أن مخالفات فترة الخطوبة تكون لها انعكاسات سالبة على الحياة الزوجية إذا لم يسارع الجميع إلى التوبة النصوح والإكثار من الحسنات الماحية؛ وذلك لأن ((الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ))[هود:114].
وهذه وصيتي لكم جميعاً بتقوى الله بعد التوبة النصوح، وقد أسعدني هذا السؤال الذي يدل على رغبة في الخير، وأبشري فإنكم تظلون بخير إذا واظبتم على الطاعات، ولا قيتم رب الأرض والسموات.
وأرجو أن تطلبوا العلم الشرعي وتشغلوا أنفسكم بذكر الله وشكره وبالتعاون على البر والتقوى، فإن بيوتنا تصلح بطاعتنا لله سبحانه.
أما بالنسبة للكفارة فلا يلزمك أي كفارة عن هذا الذنب، وإنما يلزمك التوبة والاستغفار.
ونسأل الله لكم السداد والثبات حتى الممات
واعلموا أيها الإخوة! أن للتوبة الصحيحة علامات، وللتوبة السقيمة المريضة المرفوضة علامات أيضاً:فمن علامات التوبة السقيمة: أنها لا تؤدي إلى الإقلاع عن الذنب، ولا إلى تعظيم الله عز وجل، بل إنها تكون غالباً لظرف دنيوي بحت، لا علاقة له بالخوف من الله عز وجل إطلاقاً.والتائب من هذا النوع -التوبة السقيمة المرفوضة- لا يشعر أصلاً بأنها توبة، وهي ما سماه السلف بتوبة أرباب الحوائج والمفاليس، الذين يتوبون من بعض الأمور للمحافظة على حاجاتهم ومنازلهم بين الناس، فبعض الناس يتوب إما محافظة على حاله، فهذا تاب للحال، لا توبة من خوف ذي الجلال.وبعض الناس يتوب طلباً للراحة من الكد في تحصيل الذنب، بعض الذنوب تتعب الإنسان جسدياً وذهنياً، فيقلع بعض الناس عن بعض هذه الذنوب طلباً لراحة الجسم والتفكير، كمن يخطط للاختلاس، فإن ذهنه يتعب، وكمن يخطط لتهريب الأمور المحرمة، فإنه يتعب ذهنه وبدنه، فهذا قد يقلع عن هذا الذنب، ليس خوفاً من الله عز وجل، وإنما طلباً لراحة ذهنه وجسمه، فهذا توبته مرفوضة وغير صحيحة.أو تاب اتقاء لما يخافه على عرضه وماله ومنصبه، كقاض يقع في ذنوب كبيرة، فيتركها لأنه يخاف أن يفتضح بين الناس، أو رجل وجيه وصاحب منصب، يخشى أن يلوك الناس عرضه، وأن يتكلموا عنه في المجالس، فيترك هذا الذنب لا خوفاً من الله عز وجل، وإنما خوفاً على منصبه وسمعته، ويخاف الفضيحة بين الناس فيترك الذنب، فهذا توبته سقيمة غير صحيحة.وأحياناً تكون التوبة لضعف داعي المعصية في القلب، وخمود نار الشهوة، كرجل زانٍ بقي يزني مدة طويلة في شبابه، فلما اقترب من سن الشيخوخة ودخلها، ضعفت الشهوة في جسمه، وذبل هذا الدافع لجريمة الزنا، فترك الزنا لا خوفاً من الله تعالى، ولا خوفاً من النار، ولا لعلمه بأن هذا أمر محرم، ولكنه ترك الزنا لأن جسمه لم يعد يقوى على الزنا، فهذه توبة سيئة لا يرضاها الله عز وجل.أو لمنافاة المعصية لما يطلبه من متاع الحياة الدنيا، ونحو ذلك من العلل التي تقدح في كون التوبة خوفاً من الله وتعظيماً له ولحرماته، وإجلالاً له وخوفاً من سقوط المنزلة عند الله والبعد منه والطرد عنه.فهذه التوبة -أيها الإخوة- لون، وتوبة الصادقين المخلصين لون آخر.
ومن علامات صحة التوبة: الإقبال على الله عز وجل، والبكاء على الذنب الذي حصل، وإذراف الدموع على تلك المعصية التي وقعت فيها، بخلاف الأمر في التوبة السقيمة التي يكون من علاماتها: جمود العين، لا دموع ولا عبرات تسكب خوفاً من الله تعالى من هذا الذنب الذي وقعت فيه
الخلااااصة
عليكم بالتوبة والقرب من الله من قرءاة القرءان والحفاظ على الصلوات بوقتها
قربة لله جل وعلا فقط
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك ـ أيها الأخ السائل ـ بالحرص على أن تكون توبتك خالصة لله تعالى، وأن يكون قبولها عند الله هو هدفك وشغلك الشاغل،
فلا يجوز التوبة بسس الحصول على أمر دنيوى
او لمنافاة المعصية لما يطلبه من العلم والرزق (والزوجة رزق ) ونحو ذلك من العلل التي تقدح في كون التوبة خوفا من الله وتعظيما له ولحرماته وإجلالا له وخشية من سقوط المنزلة عنده، وعن البعد والطرد عنه، والحجاب عن رؤية وجهه في الدار الآخرة، فهذه التوبة لون وتوبة أصحاب العلل لون. مدارج السالكين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنسأل الله سبحانه أن يرزقك بزوجة صالحة تكون عونا لك على القيام بمصالح دينك ودنياك.
وإنا لندلك على بعض الوسائل التي تستعين بها على تحصيل مقصودك:
1- التوكل على الله سبحانه والاعتماد عليه والإلحاح عليه في الدعاء فهذا من أعظم أسباب العون والتيسير قال تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3}.، وقال جل شأنه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}.
2- أن تنوي العفة بذلك الزواج: قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم... فذكر منهم: الناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني.
3- أن تستعين بمشاورة من تثق في دينه ورأيه: قال تعالى لنبيه المؤيد بالوحي: وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ {آل عمران:159}، فغيره لا شك أحوج إلى المشاورة، سواء بعض أهل العلم أو بعض القائمين على المدارس الشرعية وغير ذلك ممن يغلب على ظنك معرفتهم بذوات الدين والخلق.
4- الاستخارة، وقد سبق بيان كيفيتها في الفتوى رقم: 118831.
مع التنبيه على أن الشرع قد رغب في نكاح ذات الدين بصرف النظر عن تدين أهلها أو عدمه، فإن ظفرت بفتاة ذات دين فسارع بعد الاستخارة إلى خطبتها حتى ولو كان أهلها مسرفين على أنفسهم أو مفرطين في جنب الله، فإن هذه أشد ما تكون إلى الزوج الصالح الذي ينتشلها من بيئة الغفلة والمعصية.
والله أعلم
واصدق الله يصدقك
ان صدقت الله عزوجل فى ان يرزقك زوجه صالحه تعينك على مرضاته وتسعدك وتقر عينك بها
فان ربى سيسخر لك هذا الامر دون جهد منك
تعليق