انا عندي 30 سنه مكنتش بصلي زمان لحد ما خلصت جامعه وبعدين بدات اواظب على الصلاه واقرا قران قعدت على الحال ده خمس سنين وبعدين رحت احفظ قران ومبقتش اسمع اغاني وبدات اقوم اصلي بليل احيانا وادعي ربنا انه يرزقني بزوج صالح واستغفر كتير وفعلا ربنا رزقني بانسان لما سالنا عنه وعن اهله الجميع شكر اخلاقه وتدينه وحافظ القران بس لما اتجوزنا اكتشفت فيه حاجات مش وقت الكلام عنها هو كان اول راجل فى حياتي وكان علطول فى مشاكل بينا ومش مرتاحين مع بعض المهم لسبب ما انا سبت البيت ورحت لاهلى الموضوع كبر ووصلنا للطلاق انا مكنتش عايزه اطلق بس مفيش حد تدخل للصلح بينا وهو اللي قال انه عايز يطلق المهم انا من بعدها وعلاقتي بربنا بقت وحشه جدا حتى الصلاه بقيت اصليها بالعافيه ده لو صليت مفتحش القران وبرغم انى الدنيا مقفله فى وشي من جميع النواحي او انا اللى شايفاها مقفله فى وشي لان اهلى وكل اللى حولي بيقولولي عندك بنت ملاك من السما وانا عارفه انها نعمه من ربنا ربنا يبارك فيها بس انا حاسه اني ضايعه حتى الدعاء مبقتش بدعي حاسه ان لسانى مربوط وفى حاجز بيني وبين ربنا انا حاسه اني ضايعه وعايزه ارجع لربنا بس مش عايزه ارجع عشان الدنيا عايزه لربنا عشان ربنا عايزه احس براحه نفسيه انا بشوف ناس بتعبد ربنا وبتحبه عشان هو ربنا مش عشان الدنيا نفسي ابقى زيهم انا تايهه وضايعه
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
كارهه حياتي ونفسي ارجع لربنا
تقليص
X
-
رد: كارهه حياتي ونفسي ارجع لربنا
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظك الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
http://www.youtube.com/watch?v=nj4zy8vvZQ8
http://www.youtube.com/watch?v=bGpDqQeFouM
مما لا شك فيه أيتها الكريمة أن بوادر الخير بدأت تأتي إليك بإذن الله، فالرغبة التي قذفها الله عز وجل في قلبك بدراسة علوم الشريعة، وقبولك في الكلية بهذا التخصص، والرغبة أيضًا في حفظ كتاب الله تعالى والتفقه فيه، كل هذا من علامات الخير بإذن الله، وعلامات قبول التوبة، فإن الحسنة من ثمارها الحسنة بعدها.
ونحن نوصيك أيتها البنت العزيزة بمواصلة هذا الطريق، ومجاهدة النفس لإصلاحها وتهذيبها، وستجدين بإذن الله تعالى حلاوة العواقب، وستقطفين الثمار الحسنة بعد هذه المجاهدة، وستصلين إلى الحياة الطيبة التي وعد الله عز وجل بها أحبابه الذين يعملون الصالحات، كما قال سبحانه وتعالى: { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَر أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِن فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاة طَيِّبَة} فهذا وعد الله تعالى لا يتخلف، وعد به الذكور والإناث، من آمن بالله تعالى وعمل عملاً صالحًا فإن ثمرة ذلك الحياة الطيبة في الدنيا والحياة الطيبة في البرزخ والحياة الطيبة في الآخرة يوم يقوم الأشهاد.
ستجدين بإذن الله تعالى حلاوة هذه المجاهدة وآثارها في حياتك بركة في عمرك وأنسًا بمناجاة الله تعالى وطاعته، فواصلي الطريق الذي أنت فيه، ولا تلتفتي إلى ما أنت فيه من النقص أو القصور، فإن العبرة بكمال النهايات لا بنقص البدايات، ولا يحاول الشيطان أبدًا أن يوصل اليأس والقنوط إلى قلبك مما كنت فيه من معصية ثم تبت منها، فإن أولياء الله تعالى أكثرهم كانوا كذلك، فإن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا في الكفر ولما هداهم الله تعالى إلى دينه وجاهدوا أنفسهم في تحقيق مرضاة ربهم بلغوا أعلى المراتب بعد أنبياء الله تعالى، فلا تيأسي أبدًا من رحمة الله، وثقي بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
وخير ما تستعينين به في الوصول إلى حلاوة الإيمان والطاعات: إخلاص الأعمال لله تعالى، وابتغاء وجهه منها، فإن هذا من أعظم الأسباب التي توصل الإنسان إلى الأنس بالطاعة، كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المشهور: (ثلاثٌ من كنْ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يُحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُقذف في النار) وكل هذه الخصال الثلاث تدور حول محبة الله تعالى والإخلاص له وحده سبحانه وتعالى.
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونشكر لك هذه الروح النبيلة التي حملتك على التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى، واعلمي أن الله تعالى ما سمّى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا، ولا سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولكننا نذكر بأنه سمى نفسه شديد العقاب، فاحذري التمادي في المعصية والبُعد عمّا يُرضي الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك.
ونكرر ترحيبنا بك، ونشكر لك هذه الاستشارة التي تدل على رغبة في الخير ورغبة في التوبة، ونسأل الله أن يتوب علينا جميعًا لنتوب، وأن يعيننا على التوبة الصادقة النصوح، التوبة الثابتة، التي يرتفع بها الإنسان درجات، فإن الإنسان إذا صدق في توبته، وأخلص في توبته ورجوعه، فأولئك الذين يُبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورًا رحيمًا.
وأرجو أن تعلمي أن الإنسان إذا تاب ثم رجع فعليه أن يقف وقفة للمراجعة، فيتعرف على أسباب ذلك الرجوع، والإنسان دائمًا يرجع إلى جريرته إذا لم يكن صادقًا، ولم يغير بيئة المعصية، والإنسان يرجع إلى المعصية إذا لم يغير رفقة المعصية، ويرجع إلى الذنب إذا احتفظ بإيميلات ومواقع وأرقام المعصية، ولذلك حتى تكون التوبة نصوحا، لابد أن تتجنبي هذه الأخطاء، ونتمنى أن يكون الجهاز في مكان مكشوف، حتى إذا كان في حجرتك الخاصة، فاجعليه في مقابلة الباب، واحرصي أن يكون الباب مفتوحًا، لأن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وإذا أصبح الإنسان وحده، فإن الشيطان يجد إليه السُّبل، واعلمي أن الله تبارك وتعالى يُمهل ولا يُهمل، وأن الله سبحانه يستر على الإنسان، ويستر عليه، ويستر عليه، فإذا تمادى الإنسان في المعصية، ولبس للمعصية لبوسها، وبارز الله بالعصيان، هتك الله ستره، وخذله الله في كل أمر، وفضح الله ستره، وربما حال بينه وبين التوبة والعياذ بالله.
فانتبهي لنفسك، وعودي إلى الصواب، وتوجهي إلى الله تبارك وتعالى، واسأليه الهداية والتوفيق، ونذكرك بما قاله الشاب لإبراهيم ابن أدهم عندما قال: أريد أن أتوب، ولكن تصعب عليَّ التوبة؟ فقال له: إذا أردت أن تعصي الله فابحث عن مكان لا يراك فيه، قال الشاب: كيف وأين والله لا تخفى عليه خافية؟ قال: ( أمَا تستحي من الله، تعصي الله وهو يراك؟ ألا تستحي من الله، تقع في المعصية وهو ناظرٌ إليك؟ )،
ثم قال إبراهيم ابن أدهم: إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه. قال: وأين أسكن والأرض لله تعالى. قال: أَما تستحي من الله، تسكن في أرضه وتعصيه وهو يراك؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله تبارك وتعالى فلا تأكل من رزقه. قال: ومن أين آكل والأرزاق من الله؟ قال: أما تستحي من الله تأكل من رزقه، وتسكن في أرضه، وتعصيه وهو يراك؟ قال: إذا أردت أن تعصي الله فادفع عنك ملَكُ الموت إذا جاءك؟ قال: كيف وقد وُكِّل بي؟ قال: إذا لم تستطع أن تخرج من كون الله ولا تأكل إلا برزق الله، ولا تدفع عنك ملك الموت، فكيف تعصي الله وهو يراك؟
لذلك أرجو أن تفكري بهذه الطريقة، وأرجو أن تعلمي قصة الفتاة التي كانت تقلب بيدها القنوات والمواقع السيئة، فخرجت روحها في تلك اللحظة، ماتت والريموت في يدها، والمرء والعياذ بالله يُبعث على ما مات عليه من سوء.
فاجتهدي في التوبة بمجرد قراءتك لهذه الاستشارة، واجتهدي في استبدال المواقع، والإيميلات، والذكريات القبيحة، بذكريات طيبة تذكرك بالله تبارك وتعالى، واعلمي أن مثل هذه المواقع تجر على الإنسان ويلات، وتجر على الإنسان حسرات وندامة، والمؤمنة مطالبة بأن تغض بصرها، وأن تبتعد عن مواطن الشبهات، وأن تبتعدي عن هذه المواقع، لأن الشيطان هو الذي يريد أن يرمينا في هذه الشِّرِاكِ، ويرمي علينا هذه الحبال والشباك حتى يصطادنا - والعياذ بالله -، وحتى يأخذنا إلى الهاوية.
فاحمدي الله الذي سترك في الفترة الماضية، واحمدي الله الذي حفظك، واجعلي شكرك لهذه النعمة مزيدًا من التوبة والرجوع إلى الله، والإنابة إلى الله تبارك وتعالى، وبشرى لك فإن الله يغفر الذنوب جميعًا، ويتوب على الإنسان، فعجلي بالتوبة والرجوع إليه، واعلمي أنه سبحانه وتعالى يفرح بتوبة من يتوب إليه، وأنه شديد العقاب لمن تمادى وأصر واستمر، فنعوذ بالله تبارك وتعالى من الإصرار على المعصية، ونسأله تعالى أن نكون ممن قال فيهم: {أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ.}.
الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى والاعتصام به، ودعائه سبحانه وتعالى أن يثبتك على الإيمان ويصرف عنك الشيطان وشروره.
وخير ما تستعينين به على تثبيت نفسك وترقيتها في سلم الأعمال الصالحة: طلب العلم الشرعي، فحاولي أيتها البنت الكريمة أن تتعرفي على الفتيات الصالحات، وأن تنضمي إلى حلقات الذكر والعلم والمناشط النسوية التي تمارس فيها الدعوة إلى الله تعالى، وتعلم العلم الشرعي، فهذا من خير وسائل التثبيت.
وأما الكتب النافعة فهي كثيرة ينبغي أن تحرصي على قراءة كتاب شرح أصول الإيمان للشيخ (محمد العثيمين) رحمه الله تعالى، وهو من علماء بلدك المشهورين، كما ينبغي أيضًا أن تداومي على قراءة بعض الكتب المختصرة في العقيدة التي تعرفك بأركان الإيمان ومسائل الإيمان، مثل كتاب (أعلام السنة المنشورة) للشيخ (حافظ حكمي) رحمه الله تعالى، وكتب أو سلسلة (العقيدة في الله) للدكتور (عمر الأشقر).
كما ينبغي أيضًا أن تحرصي على سماع الدروس العلمية النافعة للعلامة محمد بن العثيمين ولمن شابهه، وهي كثيرة على موقعه وعلى غيره من المواقع.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والنجاح وأن ييسر لك الخير حيث كان.
واعلمي أن تكرار المعصية يجعل الإنسان يعتاد المعصية، ولكنه لا يستمتع بالمعصية، فإن العاصي لا يستمتع بمعصيته لله إلا كما يستمتع الجَرِبُ بحكِّ الجَرَبُ، (دماء تسيل، ألم، منظر مقزز) وهو يستمتع مع هذه الآلام والعياذ بالله، فلا متعة في المعصية.
عليك بالاستغفار وورد القرءانو
الصلاة بوقتها وصلة الأرحام
واشتركى هنا معنا بفرق العمل
وتعلمى كيف ترين بنتك تربية سليمة صحيحة
لا تحرميها عطفك وحنانك
اسال الله ان يوفقك للخيرات امين
- اقتباس
-
رد: كارهه حياتي ونفسي ارجع لربنا
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك ، فأهلا وسهلا ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك، وأن ييسر أمرك، وأن يرزقك الرضى بما قدره لك وقضاه، وأن يعوضك خيرًا
وبخصوص ما ورد برسالتك – أختي الكريمة الفاضلة – فبداية أنا أحمد الله تعالى أن جعل بداياتك بداية طيبة، ولقد نشأت على طاعة وعبادة واستقامة، وأسأله تبارك وتعالى أن يجعل خاتمتك أيضًا أفضل من بداياتها؛ لأن العبرة بالخواتيم والعبرة بالنهاية، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنما يُبعث العبد على ما مات عليه) وهذا الابتلاء الذي تعرضتِ له دون قصد أو إرادة منك مما لا شك فيه أنه ابتلاء مأجور من قبل الله تعالى، وأن الله سيعوضك خير عوض في الدنيا والآخرة، لأن الله الجليل جل جلاله أخبرنا بقوله: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} وبقوله: {إن الله لا يظلم الناس شيئًا} وبقوله: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره} والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أحب الله عبدًا ابتلاه، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فعليه السخط).
فأنت مؤمنة أحبها الله تبارك وتعالى وابتلاها هذا الابتلاء، نعم هذا الابتلاء صعب وعطل حياتك لفترة طويلة، ولكن كم كنت أتمنى أن تذهبي بعقلك أو خيالك إلى المستشفيات حتى تتطلعين بنفسك على أصحاب الأمراض المزمنة التي لا شفاء منها ولا علاج، فأنت الآن -ولله الحمد والمنة- تمشين على قدميك وتذهبين وتجيئين، حتى ولكن هناك أناس يتمنون فقط أن يقفوا على أقدامهم ولو لحظة لكنهم لا يستطيعون، هناك أناس يتمنون فقط أن يخطوا خطوات إلى الأمام ولكنهم لا يستطيعون، هنالك أناس يتمنون فقط شربة ماء من الحنفية كما نشرب ولكنهم لا يقدرون، هناك أناس يتمنون أن يأكلوا وجبة شعبية على عربة من عربات الصباح المنتشرة في مصر ولكن أنَّى لهم ذلك.
فأنت في خير ونعمة، لو نظرت إلى غيرك – أختي الكريمة حفظك الله تعالى – وهذا ما علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (انظروا إلى من هو دونكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم). دائمًا الواحد منا ينظر إلى من هو أقل منه في الجمال وفي المال وفي الصحة وفي أمور كثيرة، فقطعًا ستجدين نفسك أفضل من ملايين من المسلمات، بل أفضل من آلاف مؤلفة من البنات اللواتي يعشن معك على أرض مصر.
فأنا أقول: حتى يذهب عنك هذا الألم النفسي اجعلي دائمًا هذه المسائل نصب عينيك، وكلما أرادت نفسك أن تثور على الوضع الذي أنت فيه قولي لها (يا نفسي احمدي الله، فإن هناك حالات ميئوس منها، وهناك حالات أصحابها يتمنون الموت فلا يجدونه).
هذا الأمر الذي أذكره الآن سيخفف عنك مسألة التردد التي تأتيك أحيانًا وتشعرين بأن الله غير راضٍ عنك بسببها، ولكن أقول لك: اعلمي أن الله يُحبك – والله – وأقسم على ذلك بالله من كلام النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله عبدًا ابتلاه) ، (إذا أحب الله قومًا ابتلاهم) وقال صلى الله عليه وسلم: (من يُرد الله به خيرًا يُصب منه) فأنت إنسانة أحبك الله فابتلاك هذا الابتلاء ليختبر إيمانك، وأنت الحمد لله قد ثبت هذه الفترة ولم تتركي دينك ولم تفرطي في طاعتك لله تعالى، رغم هذه اللحظات التي تعتريك من لحظات الضعف.
ولكن أقول لك: عليك بمواصلة ما أنت عليه من الخير والطاعة والعبادة، وثقي وتأكدي أنك لو كنت أقل دينٍ من هذا الذي أنت عليه لكانت المصائب أعظم والبلاء أكبر، ولكن الله تبارك وتعالى يرحمك ويعطف عليك ويحن عليك ويحسن إليك،
عليك بالطاعة والعبادة، ولا تخافي من أن الله تبارك وتعالى لا يحبك أبدًا، فوالله إن هذا الابتلاء من علامات محبة الله تعالى لك، ولكن عليك فعلا بالدعاء أن يرزقك الله الرضى، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح، ولا تيأسي من روح الله أبدًا، ولا تقنطي من رحمة الله، واعلمي أن فرج الله قريب وأن مع العسر يسرًا، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأبشري بفرج من الله قريب.
فواظبي على الطاعات، واعلمي أن اللذة في العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار؛ لذلك ورد عن السلف ممن قال: (جاهدتُ العبادة عشرين سنة، ثم تلذذتُ بالعبادة عشرين سنة) فهو يجاهد نفسه في الخشوع والعبادة حتى يجد لذتها، فلذة العبادة لا تُنال إلا بالاستمرار في طاعة الله تبارك وتعالى، فحاولي أن تعاندي الشيطان، وتستمري على التلاوة، وتستمري على الصلاة، وتجتهدي في استحضار الخشوع حتى يأتيك الخشوع، حتى تأتيك اللذة، لذة العبادة، وثمرة العبادة لا تنال إلا بالمجاهدات، وإلا بالإصرار على طاعة الكبير المتعال، والمضي في هذا الطريق وهذا الدرب.وأيضاً فإنه من التوفيق التام أن يسأل العبد عن بداية الطريق، فيسير على هدىً من ربه، ونور من مولاه، قال تعالى: ((قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي))[يوسف:108] فهذه طريق النبي الأمين أمامك، وهاهم أتباعه الكرام يسيرون على نهجه، وقد نوَّر الله طريقهم، وهداهم إلى البصيرة الكاملة، وهذه هي بداية الطريق في كل من أراد أن يلتزم بمنهج الله (أن يعبد الله على بصيرة) فيقدم العلم على العمل، فلا يعمل عملاً –ولو ظنَّه صالحاً– حتى يعلم حكم الله فيه، فالقاعدة عند أهل الحق: أن العلم قبل القول والعمل، فلا يعمل العبد عملاً حتى يعرف حكم الله فيه، كما قال الإمام البخاري في صحيحه: (باب العلم قبل القول والع
وطريقةٌ أخرى مطالعة الكتب المفيدة، وسماع الأشرطة النافعة، لا سيما التي تتناول موضوعاً بعينه، فهذه وسيلة نافعة ميسورة، وأيضاً فلابد -أخي الكريم- من أن تزيد من معرفتك بربك، وبرسولك صلى الله عليه وسلم، فإن الإنسان إذا عرف الشيء الطيب أحبَّه، فعليك إذن أن تتعرف أكثر، وأن تعمق معرفتك بالله جل وعلا، وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا يكون بأمور، منها: التعرف على معاني أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، وفي هذا كتب مؤلفة عديدة تفوق الحصر، ومن أيسرها وأسهلها كتاب: (أسماء الله الحسنى لعلي بن سعيد بن وهف القحطاني) وهو كتيب صغير، نافع إن شاء الله تعالى، ومن الكتب التي تعرفك على طرف من شمائل النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته الطاهرة، كتاب: (الرحيق المختوم) وهو كتابٌ وسط جيد التناول.
وأيضاً فلابد لك من الاهتمام الخاص بأداء الصلاة؛ فهي آكد الأركان وأهمها بعد الشهادتين، فمن صلحت صلاته صلح سائر عمله، ومن فسدت صلاته فسد سائر عمله، فحافظ عليها محافظةً تامة في أوقاتها، قال تعالى: ((إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا))[النساء:103] وقال تعالى: ((حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ))[البقرة:238]
وأيضاً ينبغي لك التوسط في عامة أمورك، فلا تُبالغ في أداء النوافل، ولا تهجرها تماماً، فتتوسط في ذلك، فمثلاً يكفيك من قيام الليل أن تصلي ركعتي الشفع والوتر، فالمجموع ثلاث ركعات بعد صلاة العشاء، فمن فعل ذلك فقد قال فيه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: (من صلى ركعتين بعد العشاء دخل في قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا))[الفرقان:64]) فينبغي أن تحافظ على هذا قدر الاستطاعة، ويكفيك من النوافل رواتب الصلاة المعروفة، فإن الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحب من الأعمال أدومها وإن قلَّ، كما ثبت هذا من حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهذا هو الأصل الذي يعتمد عليه في كل أبواب الخير، وهو التوسط وعدم الغلو، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم -وهو في مسند الإمام أحمد– من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغلو، فإن الغلو أهلك من كان قبلكم).
ومن الأمور النافعة جداً الصحبة الطيبة التي تعين على ا لطاعة، فحاول أن تنتقي لك بعض الأصدقاء ممن تتوسَّم فيهم الخير والصلاح، فإن هذا من أعظم ما يعين على الحق، ومن المعلوم أن من خالط أهل الحق صار منهم.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
- اقتباس
تعليق
تعليق