إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما بعد الوعد بالزواج ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما بعد الوعد بالزواج ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أحببت فتاة حبا شديدا بسبب قربى منها فى العمل ووعدتها بالزواج
    ولانى متزوج ومصاريف بيتى الاول كثيرة لم استطيع تدبير تكاليف زواجى الجديد ولم أقبل أن تنفق عليا من كنت انوى الزواج منها
    فافترقت عن هذه الفتاة التى أحببتها وكسرت قلبها وطموحها ونهرتها بشدة لتبتعد وتنسى الموضوع وطلبت منها ان تقاطعنى ولا تكلمنى
    وأنا الان لااستطيع أن امنع نفسى عن متابعتها والتعرف على اخبارها من خلال الفيسبوك أو من زملاءنا
    واشعر انى ارتكب شيئ خطأ ولكن لااستطيع منع نفسى من مراقبة الفتاة التى كنت ساتزوجها
    بماذا تنصحونى ؟؟؟ وهل مراقبتى لهذه الفتاة بهذا الشكل خطأ ؟ أنا أريد أن أعرف أخبارها فقط دون تدخل ؟

  • #2
    رد: ما بعد الوعد بالزواج ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل/
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

    نرحب بك - أيها الاخ الكريم – ونسأل الله لك السداد والرشاد، ونشكر لك الصراحة في طرح هذا السؤال، ونذكّرك بالكبير المتعال الذي ينهى الإنسان عن مثل هذه الأعمال، فلا يجوز لك أن تفكر في امرأة هي زوجة أجنبية عنك ولا يجوز لك أن تُظهر مثل هذه المشاعر، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقنّعك بما عندك، ويجعلك ترضى بما عندك، خاصة وأنت اخترت هذه الزوجة عن رغبة ورضيتها، فليس لك أن تفتعل معها المشاكل بلا سبب، ، فلا يجوز لكأن تتابع أخبارها أو تراسلها هذا من كيد الشيطان فلا تجري وراء سراب يدمرك ويدمر ايمانك وقلبك .

    وإذا ذكّرك الشيطان بها فتعوذ بالله من الشيطان، واعلم أن همَّ هذا العدو هو أن يحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئًا إلا بإذن الله، نكرر: لا يجوز لرجل أن يفكر في امرأة أجنبية عنه، ولا يجوز لرجل أن يكره زوجته؛ لأنه يفكر في زوجة أخرى وقد قال الله تعالى: {ولا تُمسكوهنَّ ضِرَارًا لتعدوا} وقال: {ولا تضاروهنَّ لتضيقوا عليهنَّ}.

    ومهما كان الذي حصل فإن هذا الكون يمضي بقضاء وقدر، والكون ملك لله ولا يحدث فيه إلا ما أراده الله تبارك وتعالى، فاشغل نفسك بالمفيد، وتوكل على المجيد سبحانه وتعالى.

    وتجنب هذه الأفكار السالبة، واحرص دائمًا على أن تكون في أفكارك وفي تصوراتك موافقا لهذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى، وعمّر قلبك بحب الله تبارك وتعالى، واجعل محابك تدور مع ما يُرضي الله تبارك وتعالى، فإن الإنسان إذا أحب شيئًا عُذِّب به، لأجل ذلك تعوذ بالله مما أنت فيه، وعمّر قلبك بتوحيد الله الخالص وبمراقبته وبحبه سبحانه وتعالى.

    ونسأل الله تبارك وتعالى أن يردك إلى الحق والصواب، وأن يلهمك الهدى والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

    والله الموفق.


    فلذلك أنا أكاد أجزمُ أن هذا ليس بالحبِّ الحقيقيِّ؛ إذ لو كان كذلك ما تماديتَ، ولا غررتَ بفتاة، وأنت تعلمُ - مسبقًا - أنك لن تستطيع الارتباط بها، كلُّ ما في الأمر أنك لست مقتنعًا بزوجتك، وأغلقتَ على قلبك باب الاكتفاء بها، وهذا وحدَه كافٍ للزهد فيها، حتى وإن كانت أعظم النساء، فليس الغِنَى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس؛ كما صحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهذا في كل شيءٍ حتى في النساء، والرغبةِ فيهن، والميلِ إليهن، فحرصُ النفوس عليهن شديدٌ، والرغبةُ فيهن غايةٌ في الشدة، فمن أَطْلَقَ لنفسه العنان، وتطلَّع إليهن، وتعرَّض لهنَّ، وَطَمِعَتْ نفسُه، ولم يقنع بما قسمه الله له؛ من زوجةٍ؛ كان حالُه كمن أصيب بمرضِ الجوعِ الكاذِبِ؛ كلما ازدَادَ أكلًا ازدَادَ جوعًا، وهذا ما حَذَّرَنَا منه الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - حيثُ قال: ((إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، اليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى))؛ متفق عليه.

    وتحاول أن تُقنِع نفسك بأن هناك ما يدعوك لطرق أبواب الحرام؛ من إنشاء علاقَةٍ مع فتاةٍ أجنبيةٍ عنك، وأنت تعلمُ - جيدًا - أن تَعَلُّقَ القلب بما لا مَطْمَعَ في حُصُولِهِ ليس من العقل في شيء.

    وعلاجُ ما أنتَ فيه يتلخص في أمرين اثنين:
    الأول: زيادة قناعتك في زوجتك، ويتأتى ذلك بالنظر في إيجابياتها، وغض الطرف عن مواضع القصور التي لا يسلم منها رجلٌ ولا امرأةٌ؛ وهذه وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ))، أو قال: ((غَيْرَهُ)).

    فأنتَ لا تحب زوجتك بما فيه الكفاية؛ لأن تفكيرك في الفتاة الأخرى يغطي على حُبِّها، لكنه لا يموت، فلا تستسلم لتلك الرغبة، واطْرُدْهُ من قلبك، وستصبِحُ - بعد قليلٍ - مجردَ ذكرياتٍ، وسوف تستريح من هذه العاطفة، وتوجهها إلى زوجتك الحلال الطيبة، التي أعطتك عُمُرها ونفسها واختارتك، بل أنت اخترتَها بنفسك، وأُعجبت بأخلاقها، ورجاحة عقلها؛ كما ذكرتَ، وهي بشهادتك أنت تحبُّك جدًّا، وتعمل كل ما في وسعها لتكون سعيدًا، وتذكر - دائمًا - أنك إن أخرجت من قلبك تلك المشاعر المحرمة، رَزَقَكَ اللهُ الحبَّ لزوجك الحلالِ؛ فراقب الكبير المتعال، واعلم أن من علامات الفتن أن يتعلق الإنسانُ بغير الله، وأن يكون حبه مخالفًا لهدي الشرع، فاسأَلِ الله أن يُخْرِجَ حبَّها من قلبك، وأن يعمره بالإيمان، والمراقبة لمالك الأكوان، واطرد عن نفسك الشيطان بكثرة الذكر لله، وتذكر - دائمًا - أن من يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وأن من يَسْتَشْرِفْ إلى ما ليس بيده، يُصَابُ بالجُوعِ الكَاذِبِ.

    الأمر الثاني: قال شيخُ الإسلام ابنُ القَيِّمِ في "زاد المعاد في هدي خير العباد" (4/ 251):
    "وإن كان لا سبيل للعاشق إلى وصال معشوقه؛ قدرًا، أو شرعًا، أو هو ممتنعٌ عليه من الجهتين، وهو الداء العضال، فمن علاجه إشعار نفسه اليأس منه، فإن النفس متى يئستْ من الشيء استراحتْ منه، ولم تلتفتْ إليه، فإن لم يزل مرض العشق مع اليأس، فقد انحرف الطبْعُ انحرافًا شديدًا، فينتقل إلى علاجٍ آخر، وهو علاج عقله بأن يعلم بأن تعلق القلب بما لا مطمع في حصوله نوعٌ مِن الجنون، وصاحبه بمنزلة من يعشق الشمس، وروحه متعلقةٌ بالصعود إليها والدوران معها في فلكها، وهذا معدودٌ - عند جميع العقلاء - في زمرة المجانين.

    فإن عجزت عنه هذه الأدوية كلها، لم يبق له إلا صدق اللجء إلى مَن يجيب المضطر إذا دعاه، وليطرح نفسه بين يديه على بابه مستغيثًا به، متضرعًا، متذللًا، مستكينًا، فمتى وفق لذلك، فقد قرع باب التوفيق، فليعف، وليكتم، ولا يشبب بذكر المحبوب، ولا يفضحه بين الناس، ويعرضه للأذى؛ فإنه يكون ظالمًا معتديًا".

    وفَّقك الله لكل خيرٍ



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X