إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يا قلبى سبنى ف حالى ارجوك

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يا قلبى سبنى ف حالى ارجوك

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    انا عندى استفسار ف حكايه عن الحب بين الشباب والبنات بس غريب شويه
    عندى واحدة صحبتى كنت بديها كتيبات وسيديهات دينية عن تحريم الاغانى لانها مدمنة للاغانى
    بطريقة غير عادية الهاند فيرى 24 ساعة معاها بتسمع اغانى حتى ف المحاضرات مش بتقدر تعيش من غير اغانى نهائي
    المهم مش دا موضوعنا
    صحبتى دى جت يوم قالتى انا ربنا مش بيحبنى انا عارفة كدا والمناظر دى مش وش جنة
    كلمتها عن رحمة ربنا و كرمه وكدا هديت شويه وبعدين قالتى طب هحكيلك ع حاجة
    انا بحب شاب معانا ف الكلية وف نفس القسم بحبه حب جنان لدرجة انى كل امنية حياتى انى ابوس رجليه
    انا اتصدمت O.o
    بس بعدين قالتى والاكتر من كدا انى ممكن اسجد له
    قولت لا اله الا الله لاحول ولا قوة الا بالله
    قالتى استنى انا عايزاكى تشوفيه
    فرضت طبعا قولتها اتقى الله متكونيش سبب ف تحميلى ذنوب انا مش ادها
    قالتى لازم تشوفيه عشان تعرفى اذا كان عندى حق ولا لأ وبعدين اكملك
    توقعت انى هشوف ملك جمال ولد مقطع السمكة وديلها وجنتل اخر حاجة
    المهم
    اول ما شوفته قولت ف نفسي اعوذ بالله دا اللى عايزة تبوس رجليه ولا تسجد له
    استغفر الله دا لا شكل ولا منظر وكمان عرفت انه مستواه التعليمى سو باد
    وصحبتى دى ف منتهى الجمال وشطورة
    بعدها قالتى ايه رأيك قولتها عادى يعنى زى كل الاولاد مرضتش اقولها ع اللى ف نفسي
    قالتى لا مش عادى
    دا فيه ايه يشد اى بنت ؟؟!!
    الكلية مليانه شباب وسيم بس دا مش كدا وكمان انا مختلفة عنه نهائى حتى ف التفكير وف الاهداف غير انى رافضة انتماءه السياسي

    وهو من بلد وانا من بلد تانى هو جاى هنا للدراسة بس ومستحيل انى اقبل واحد زى دا زوج حتى لو اتقدملى
    دا كمان بيكلم بنات غيرى
    قولتها طب مانتى بتقولى مستحيل تتزوجيه ليه تاعبة نفسك بقا قالتى انا عايزة احبه وبس مش بفكر ف زواج
    انا مش عارفة انا مهوسه بيه ع ايه ؟
    قولتها الشيطان بيزين المعصية ف عينينا عشان نقع ف المعصية واحنا مخدوعين ف تزييفه
    المشكلة دلواتى انها بيتقدملها ناس كتييييييير اووووووووووى دكاترة ومهندسين ورتب عالية والله وهيا بترفض والسبب
    ان قلبها معلق بالشاب دا ومش عايزة تفكر ف غيره

    قولتلها الحل انك تبطلى تبصيله او تفكرى فيه
    قالتى طب كيف وهو معايا ف معظم سكاشن والمحاضرات وادامى ع طول ف الكلية
    لو لفت يمين ولا شمال الاقيه ف وشى ومش قادرة ابطل تفكير فيه
    قوليلى اعمل ايه وانا بسألكو اقولها ايه ؟

  • #2
    رد: يا قلبى سبنى ف حالى ارجوك

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ حفظك الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
    اهلا بكم اختنا الفاضله
    شعور رااائع منك تجاه صديقتك وفقك الله لكل خير
    ياليت تبلغيها او تجعليها تقرأ هذا الكلام
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فإن النفس إن لم تُشغل بالحق شغلت صاحبها بالباطل، والحب أمر فطري جبل عليه الإنسان، فإنه لا بد أن يحب، ولكن الشأن بعد ذلك من هو المحبوب الذي يستحق أن تتعلق به النفوس؟
    والمحبة -كما يقوله المحبون- لها سببان: الجمال والإجلال، والرب سبحانه وتعالى له الكمال المطلق، فإنه جميل يحب الجمال، فلا يستحق أن يحب لذاته من كل وجه سواه. وألأم اللؤم -كما قال ابن القيم رحمه الله- تخلف القلوب عن محبة من هذا شأنه، وتعلقها بمحبة سواه.
    فأولى ما يجب على الإنسان السعي فيه تحصيل هذه المحبة، بتحصيل أسبابها، وأهم الأسباب في ذلك: القيام بفرائض الله سبحانه، ثم التقرب إليه بالنوافل، فذلك سبب لمحبة الله عز وجل للعبد، وإذا أحب الله العبد رزقه محبته سبحانه، ففي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "وما تقرب إليَّ عبدي بأفضل مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه" وهذه المحبة هي التي تنور الوجه، وتشرح الصدر، وتحيي القلب، وهي المحبة النافعة التي تجلب لصاحبها ما ينفعه في دنياه وآخرته، وبها يجد الإنسان حلاوة الإيمان،
    وهي عنوان السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ويقابل هذه المحبة ويصادمها المحبة الشركية التي يسوي فيه المحِبٌ بين محبته لله، ومحبته للند الذي اتخذه من دون الله، فالمحبة الشركية تعني كمال الحب، مع كمال الخضوع لغير الله سبحانه وتعالى، وليس من المحبة الشركية المحبة الطبيعية -أي التي جُبل عليها الإنسان بطبعه- كمحبته للأبناء وللزوجة، وما شابه ذلك من أنواع المحاب.


    فهذا السؤال يدل بوضوح على أنك فتاة - بحمدِ الله - من فتيات الإسلام الصالحات الطيبات، فأنت تريدين أن تكوني مطيعة ربك، وتريدين أن تبذلي جهدك لتكوني بعيدة عن أي أمر يغضب الله - عز وجل - ولذلك كان منك هذه المحاولات في البعد عن هذا الرجل الذي أشرت إلى أنك تميلين إليه، وقبل أن نجيبك على سؤالك الكريم نود أن نضع بين يديك يا ابنتي مقدمة لطيفة تعينك على فهم معنى الحب في الإسلام، فهل الحب حرام أم حلال؟ والجواب:

    إن هذا الحب الذي يكون في نفس المرأة تجاه الرجل وفي نفسه تجاهها هو فطرة موجودة في النفس البشرية، فكل إنسان سوي الفطرة يوجد في نفسه ميلٌ إلى هذا المعنى، فأنت لديك هذه الفطرة، وهي أنك تميلين إلى أن يكون لك الرجل الذي تحبينه، والذي يحبك، والذي تتبادلين معه هذه المشاعر الكريمة، وهذا أمر كما أشرنا هو في فطرة الإنسان، وليس الإنسان معيباً بهذا، بل هذا مما أودعه الله تعالى وجعله في نفسه، ولكن أين محل هذا الحب وهذه المودة؟ هل هو مفتوح ليكون بدون محل مناسب ملائم له بحيث يكون كما هو واقع في كثير من الأحيان بين الرجال والنساء، فهذا يحب فتيات كثيرات، وهي تحب واحدا وتتركه ثم تذهب إلى آخر وهكذا، وربما دامت العلاقة بين رجل وامرأة مدة طويلة، وحصل بينهم من الأمور التي لا يخفى على نظرك الكريم مفاسدها وشرها وفضائحها؟!

    فالجواب: إن الله عز وجل جعل مكاناً واحداً مناسباً ملائماً (إنه الزواج)، فحينئذ تجتمع المرأة مع الرجل في بيت الزوجية، فهي لا تحبه فقط بل تقدمه على نفسها، بل تشتاق إليه وهو بجانبها، وهو أيضاً لا يحبها الحب العادي، بل له في قلبه لها الرحمة والمودة العميقة، وكذلك تظللهما السكينة والطمأنينة، فهذا هو المكان المناسب ولا مكان سواه، قال تعالى: ((وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))[الروم:21].

    وأما ما سوى ذلك من العلاقات التي تكون بين الرجال والنساء فهي علاقات محرمة قد حرمها الله عز وجل لأنها تدعو إلى الحرام ولأنها تسبب الفضائح وتسبب الفساد، وتسبب ذهاب الأعراض، وربما أدت إلى المخازي الكثيرة التي قد لا تخفى على نظرك الكريم، وأنت الفتاة المؤمنة العاقلة؛ ولذلك كانت هذه العلاقات من الأمور المحرمة تحريماً مؤكداً، كيف وقد حرم الله مجرد تبادل النظر بين الرجال والنساء الأجنبيات كما قال تعالى: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ))[النور:30-31]. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن النظرة الفجأة فقال: (اصرف بصرك) رواه مسلم في صحيحه. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تتبع النظرة النظرة فإن الأولى لك والثانية عليك) رواه أحمد في المسند.

    فهذا هو الموقف الذي لابد أن تقفيه، وبهذا تعلمين أن هذه العلاقة التي تجمعك مع هذا الرجل هي علاقة محرمة لا يجوز لك أن تقومي بها وأنت الفتاة المؤمنة صاحبة الحجاب.

    فإن قلت: فإنه ليس برجل، إنه شاب، أو أنه زميل لي في المدرسة، أو أنه ابن الجيران!! فالجواب: إنه رجل؛ لأنه يشعر بشعور الرجل تجاه المرأة، كما أنك أنت الآن امرأة لأنك تشعرين بشعور المرأة تجاه الرجل، فأنتما الآن امرأة ورجل تلتقيان على معنىً من الميل إلى بعضكما بعضاً فيحصل الخطر حينئذ، وكم من فتاة دخلت في مثل هذه العلاقات وخرجت بعد ذلك وقد فرطت في نفسها وأضاعتها وانهدر عرضها بسبب ذلك، وما أكثر أن تقع البلايا في هذا! فلابد أن تعتبري يا أختي، فإذا جاءتك نفسك وغلبتك فقولي لها: كلا يا نفسي سأقاومك ولن أرضى بأن تسوقيني إلى الحرام...إلى ما يغضب الله، ولن أرضى بأن أكون فتاة تركض وتلهث وراء الحرام، كيف أذل نفسي وأذهب إلى رجل بصورة محرمة قد نهى الله تعالى عنها، هذا مع كونه يُعرض عني ولا يهتم بي، فكيف أذل نفسي وقد قال صلوات الله وسلامه عليه: (لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه) أخرجه الإمام أحمد في المسند.

    وحتى ولو قدر أنه أقبل عليك وعاملك المعاملة التي يُظهر فيها المودة والمحبة فهذا أيضاً من المذلة؛ لأن كل من عصى الله فقد أذل نفسه، فليس أمامك إذن إلا أن تقومي إلى صلاتك فتركعين ركعتين ساجدة نادمة، سائلة إياه جل وعلا أن يغفر لك، وهما ركعتا التوبة التي قال فيها صلى الله عليه وسلم: (ما من رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر الله له) ثم قرأ هذه الآية: ((وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ))[آل عمران:135].صحيح

    إنه اللجوء إلى الله جل وعلا،
    إنه غض بصرك عن هذا الرجل وعن سائر الرجال،
    إنه الحفاظ على صلاتك لاسيما صلاة الفجر،
    إنه أن ترفعي يديك سائلة إياه أن يعينك على أن تنسي هذا الرجل وأن تطرديه من فكرك،

    وهذا يقودك أيضاً إلى أن تتنبهي إلى هذه الخطرات، فلا تتخيليه بين عينيك ولا تفكري فيه، بل فكري في عظمة ربك، فكري في أمره جل وعلا، فكري في مصالحك التي لابد أن تجنيها والتي منها دراستك، فبهذا تصلين بإذن الله إلى راحة النفس، فأنت الآن في هم وحزن وغم بسبب هذه العلاقة، وقد كنت سليمة منها قبل ذلك، فاعرفي ذلك واحرصي عليه، والزمي صحبة الصالحات من أخواتك الفاضلات المتحجبات وتعاوني معهنَّ على تقوى الله، واعرفي يا أختي أن محلَّك السليم الصحيح هو بيت الزوجية حينما تُطلبين من الخاطب الصالح كريمة عزيزة كما تُطلب كرائم المؤمنات، فهذا هو طريقك، وهذا هو الذي ينبغي أن تحرصي عليه وليس بأن تسعي وراء علاقة محرمة، عدا ما تجدينه من الهم والحزن والمذلة وغير ذلك من الأمور التي تعلمينها والتي أصابتك وترينها بنفسك الآن.

    فاحرصي على هذا وأعيدي الكتابة إلى القسم هنا بعد أسبوعين باذن الله لذكر النتائج والثمرات التي توصلت إليها، ولنمدك بمزيد من الإرشاد والتوجيه، ونسأل الله أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين وأن يزيدك من فضله وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يقر عينك وأن يوفقك لما يحب ويرضى، وأن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه والباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه وأن يقيك الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: يا قلبى سبنى ف حالى ارجوك

      وأردت أن أشير إلى جزئية مهمة جدا

      ياليت تحاولى ان تجعليها تسجل معنا هنا بالموقع جزاكم الله خيرا
      ويوكون أفضل إذا أرسلتى اليها هذه الكلمات

      صدقا باذن الله ستؤثر فيها نسال الله ان يفتح قلوب العباد لفهم أحكام رب العباد

      تفضلوا
      تكلمنا في مقال سابق عن الغناء وأثره على قلوب سامعيه، وبان لنا من خلال أقوال أهل العلم أن الغناء من مكايد الشيطان ومصايده التي يكيد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين ويفسد بها قلوب الجاهلين والمبطلين. يبعد به القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، وهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، هو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق من معشوقه غاية المنى، وفساده على سامعيه لا يخفى وأثاره عليهم واضحة لا تنكر.
      وقد أثرنا أن نبدأ بالأثر قبل ذكر الحكم لأن من عرف الأثر وبان له الخطر سهل عليه معرفة الحكم أو قبوله بعد عرضه عليه وبيان قول أهل العلم فيه، ونحن في هذا المقال نعرض لشيء من أدلة الشرع حول سماع الموسيقى والغناء.
      وفي البداية نقول: إن المؤمن التقي صاحب القلب النقي يكفيه من كتاب الله تعالى آية، ويرضى من صحيح الحديث برواية، فكيف وقد كثرت الأحاديث وتضافرت الآيات واجتمع أهل العلم على تحريم الغناء.
      القرآن الكريم:
      قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ . وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) (لقمان:6، 7).
      قال الواحدي: "أكثر المفسرين على أن المراد بلهو الحديث الغناء".
      وقال أبو الصهباء: " سألت ابن مسعود عن هذه الآية فقال: (والله الذي لا إله غيره هو الغناء) يرددها ثلاث مرات " .
      وقال ابن عباس: "هو الرجل يشتري الجارية تغنيه ليلاً ونهارًا" .
      وصحَّ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "هو الغناء" .
      قال تعالى مخاطبا إبليس عليه لعنة الله: (قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً . وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلا غُرُوراً) (الإسراء:63،64)
      قال مجاهد: "صوته الغناء والباطل". وقال مُرَّة: "صوته المزامير". وقال الحسن: "صوته هو الدف: يعني في غير ما أبيح له". وقال ابن عباس : "كل داعٍ إلى معصية". ولا شك أن الغناء من أكبر الدواعي للمعصية.
      وقال تعالى مخاطبا المشركين الذين أعرضوا عن سماع القرآن: (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ . وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ . وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ) (لنجم:59،61)
      قال ابن عباس: "السمود الغناء في لغة حمير". يقال: اسمدي لنا: أي غني لنا. وقال عكرمة: " كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا، فنزلت الآية".
      وقد فسر بعضهم السمود بالغفلة والإعراض واللهو، ولا تعارض، فإن الإنسان إذا سمع الغناء كان في غفلةٍ ولهوٍ عن القرآن والذكر والطاعة.
      الأحاديث الشريفة:
      روى البخاري عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه: "ليكوننَّ من أمتي أقوام يستحلُّون الحر والحرير والخمر والمعازف. ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غدًا، فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير".
      هذا الحديث رواه البخاري تعليقًا بصيغة الجزم، قال: "وقال هشام بن عمار" وذكر بقية السند والمتن.
      - وهذه الصيغة تدل عنده على الصحة.لأن هشام شيخ البخاري فقوله قال كقوله عن كقوله حدثنا؛ لأن البخاري ليس مدلسًا، فالحديث موصول.
      - الحديث ورد عند أبي داود بسند صحيح من غير طريق هشام.
      - وقد صحح الحديث أئمة الدنيا كابن الصلاح وابن حجر، وابن تيمية.
      وروى البزار عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة، مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة" (حسنه الألباني) .
      ويقويه حديث جابر عنه صلى الله عليه وسلم قال: "إني لم أنه عن البكاء، ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوتٌ عند نعمة لهوٍ ولعبٍ ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان".
      وروى الإمام أحمد الترمذي والبيهقي وابن حبان والطبري عن ابن عباس: "إن الله حرَّم عليَّ أو حرمَّ الخمر والميسر والكوبة، وكل مسكر حرام". والكوبة: الطبلة.
      وعن عمران بن حصين: "يكون في أمتي قذف خسف ومسخ، قيل يا رسول الله ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت المعازف، وكثرت القيان وشرب الخمر".
      أقوال أهل المذاهب:
      أولا: مذهب أبي حنيفة رحمه الله:
      ومذهبه في ذلك أشد المذاهب، وقوله فيه أغلظ الأقوال. وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد به الشهادة، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا: إن السماع فسق، والتلذذ به كفر.
      وقالوا: "يجب عليه أن يجتهد في ألا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره".
      وسئل القاضي أبو يوسف صاحب أبي حنيفة عن دار يسمع منها صوت المعازف فقال: "أدخل عليهم بغير إذنهم؛ لأن النهي عن المنكر فرض".
      وقالوا: "ويخبر عنه الإمام إذا سمع ذلك من داره، فإن أصر حبسه أو ضربه سياطًا وإن شاء أزعجه عن داره".
      ثانيا: مذهب مالك رحمه الله:
      وقد ورد عنه النهى عن الغناء وعن استماعه، وقال: "من اشترى جارية فوجدها مغنية كان له أن يردها بالعيب". وسئل – رحمه الله – عما يرخص فيه أهل المدينة من الغناء؟ فقال: " إنما يفعله عندنا الفساق".
      ثالثا: مذهب الشافعي رحمه الله:
      فقد تواتر عنه أنه قال: "خلفت ببغداد شيئًا أحدثته الزنا دقة يسمونه التغبير يصدون به الناس عن القرآن".
      والتغبير: شعر يزهد في الدنيا، يغنى به مغنٍ، فيضرب أحد الحاضرين بقضيب على نطع (قطعة جلدٍ) أو مخدة على توقيع الغناء. يعني يلحن شعر الزهد والحكمة.
      قال ابن القيم رحمه الله: "فليت شعري!! ما يقول في سماعٍ التغبيرُ عنده كتفلة في بحر قد اشتمل على كل مفسدة وجمع كل محرم؟!.. يعني غناء أهل زمانه فماذا لو سمع غناء أهل زماننا واطلع على الفيديو كليب وما فيه!!!
      قال أبو إسحاق الشيرازي الشافعي: "ولا تصح الإجازة على منفعة محرمة كالغناء، والزمر وحمل الخمر، ولم يذكر فيه خلافًا".
      وقال الشافعي: "وصاحب الجارية إذا جمع الناس لسماعها فهو سفيه ترد شهادته، وأغلظ القول فيه".
      رابعا: مذهب أحمد :
      أما الإمام أحمد إمام أهل السنة فقد قال ابنه عبد الله: "سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق في القلب لا يعجبني. ثم ذكر قول الإمام مالك: إنما يفعله عندنا الفساق".
      وقد نصَّ على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة وأمكنه كسرها. وعنه في كسرها إذا كانت مغطاة تحت الثياب وعلم بها روايتان منصوصتان".
      ونص في أيتام ورثوا جارية مغنية وأرادوا بيعها فقال: "لا تباع إلا على أنها ساذجة، فقالوا: إذا بيعت مغنية ساوت 20 ألفًا ونحوها، وإذا بيعت ساذجة لا تساوي ألفين فقال: لا تباع إلا على أنها ساذجة". .. فلو كانت منفعة الغناء مباحة لما فوَّت هذا المال على الأيتام.
      قال ابن القيم: "وأما سماعه من المرأة الأجنبية أو الأمرد فمن أعظم المحرمات وأشدها فسادًا في الدين".
      وقال عن الغناء: "إنه رقية الزنا، ومنبت النفاق، وشَرَك الشيطان، وخمرة العقول، وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال: "هو دياثة، فمن فعل ذلك فهو ديوث". وقال أيضًا: "وأما العود والطنبور وسائر الملاهي فحرام ومستمعه فاسق".
      وأذكرك بقول عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين لمؤدب ولده: "ليكن أول ما يعتقدون من أدبك بغض الملاهي التي مبدؤها من الشيطان وعاقبتها سخط الرحمن، فإنه بلغني عن الثقات من أهل العلم أن صوت المعازف واستماع الأغاني واللهج بها ينبت النفاق كما ينبت العشب على الماء".
      وختاما أذكرك بقوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب:36)
      وبقوله سبحانه: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65)
      وقوله صلى الله عليه وسلم: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: يارسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى".(رواه البخاري).
      اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.. وصلي اللهم على نبيك ورسولك محمد وسلم تسليما كثيرا.


      والله أعلم



      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      x
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
      x
      x
      يعمل...
      X