إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف اعرف أني خرجت من رحمة الله؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف اعرف أني خرجت من رحمة الله؟

    أنا شخص دائم التوبة و لكني ارجع للمعاصي ثم أتوب مرة اخرى، فعند توبتي كنت دائماً ادعي الله في الصلاة و أيضاً كنت أقوم قيام الليل لأصلي و ادعي و لكن لم يجب الله اي دعاء لي، فهل أنا خرجت من رحمته بسبب كثرة المعاصي و عدم الصلاة؟

  • #2
    رد: كيف اعرف أني خرجت من رحمة الله؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


    فأهلا بك أخانا الكريم ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به، وبخصوص ما سألت عنه فاعلم أخي : أن الله تعالى قال: {وإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.

    فإجابة الدعاء ليست محل أخذ أو رد، فإذا استوفى العبد الدعاء من الشروط والآداب تحققت الإجابة، ولهذا أثر عن عمر رضي الله عنه: (إني لا أحمل هم الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء) والإنسان بطبعه ذليل يحتاج إلى معز، فقير يحتاج إلى غني، عبد يحتاج إلى رب، لذلك يهرع الجميع إلى الله بالدعاء حتى أنبياء الله عز وجل، فقد دعا نوح ربه أن ينجيه من ظلم قومه، يقول تعالى: {وَنُوحًا إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} ونبي الله أيوب دعا ربه بعد أن أنهكه المرض فقال {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} وحكى الله قصة يونس عليه السلام: {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} وهكذا يستجيب الله دعاء من دعاه ومن التجأ إليه.

    ولكن قد تتأخر الإجابة أو تحجب بعد استيفاء كل شروطها، وذلك لعلة يريدها الله عز وجل، فقد يأتي بعض السائلين يريدون إجابة معينة في وقت معين، ويظنون الخير فيها، والله يعلم أن الخير لعبده في حجبها وعدم إجابتها، فيمنعها الله عنه رحمه به ورأفة والله تعالى قد قال : {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} والعبد لا يملك إلا التسليم لله عز وجل.

    على أن الدعاء له ثلاث حالات: إما أن يستجيب الله له، أو يرفع الله به بلاء كان قد سيقع، أو يدخره الله له يوم القيامة، فالدعاء كله خير، ولا تيأس ولا تقنط، فالله عز وجل أدرى بما يصلحك وأدرى بما ينفعك، وسلم لله فيما أراد، والله يوفقك لكل خير.


    لا شك أن الإنسان الذي يتوب ثم يرجع ثم يتوب ثم يرجع، يحتاج أولاً إلى أن ينظر في أسباب هذا الرجوع، وغالبًا ما يكون هناك خلل في التوبة، أو غالبًا ما يكون هو تاب لكنه لم يتخلص من رفقة المعصية، ولم يتخلص من بيئة المعصية، ولا يزال يحتفظ ذكريات المعصية، فهذه أمور ينبغي أن ينتبه لها الإنسان، ولذلك نحن نبشر اخانا الكريم بأن الله يتوب على من تاب، وأن الله سبحانه ما سمّى نفسه تواب إلا ليتوب علينا، وما سمّى نفسه رحيم إلا ليرحمنا، ولا سمّى نفسه غفور إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، ولكن هذا الغفور الرحيم التواب لمن تاب وآمن وعمل صالحًا ثم اهتدى، ولكنه شديد العقاب لمن قصّر وتمادى.

    والله تبارك وتعالى يستر على العاصي ويستر عليه، فإذا تمادى في المعصية ولبس للمعاصي لبوسها وبارز الله بالعصيان خذله وفضحه وضيّعه ودفعه نحو الهاوية، وحيل بينه وبين التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى.

    لذلك ينبغي أن تعلم أن الله يُمهل ولا يُهمل سبحانه وتعالى، ولذلك نحن ندعوك أولاً إلى أن تقف مع التوبة الصحيحة، فالتوبة الصحيحة هي ما تخرج من القلب، وتوبة الكذابين هي توبة اللسان، وهو أن يقول الإنسان بلسانه أنا تائب لكنه مُصِرٌّ على المعصية مُحب للمعصية مقيم على المعصية متشوق إلى المعصية. فاصدق في توبتك، وأخلص في رجوعك إلى الله تبارك وتعالى.

    ثم تب توبة نصوحًا بأن تقطع وتتوقف عن العمل الذي يُغضب الله تبارك وتعالى، وأن تندم على ما حصل، أن تحاول أن ترد الحقوق إلى أصحابها إن كانت هناك حقوق أخذتها من الآخرين، ثم عليك بعد ذلك أن تكثر من الحسنات الماحية، فإن الحسنات يُذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين.

    وعليك بعد ذلك أن تهجر رفاق المعصية، وأن تهجر بيئة المعصية، وأن تتخلص من كل ما يذكرك بالمعصية، كأرقام الهواتف أو الصور أو نحوها، وإذا كانت لك موسيقية تُخرجها وتتخلص منها.

    كذلك ينبغي أن تحشر نفسك بزمرة الصالحين، تهاجر من تلك البيئة إلى بيئة الصالحين، ثم عليك أن تتفادى أسباب الوقوع في المعصية، فإذا وجدت نفسك بعد التوبة أفضل من حالك قبل التوبة فهذا دليل على الخير، وإذا وجدت نفسك تميل وتسارع في الطاعات وتبتعد عن المعاصي والموبقات فاعلم أنك على خير، وإذا وجدت نفسك تعان على الطاعة فاعلم أنك على خير، فإن الحسنات آخذة برقاب بعضها – وكذلك السيئات - .

    ومن علامة قبول الحسنات الحسنة التي بعدها، فاشغل نفسك بطاعة الله، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى عظمة من تعصيه.

    وصيتنا لك: أن تحرص على أن تتقي الله تبارك وتعالى في سرك وعلانيتك، ونوصيك بكثرة الدعاء والتوجه إلى رب الأرض والسماء، فإن قلبك وقلوب العباد بين أصابعه يقلبها سبحانه، فأقبل على الله تبارك وتعالى، واسأله المعونة والتوفيق والثبات والتأييد.

    إذا كان لك والد أو والدة فاطلب منهما الدعاء، واجتهد في برهما، واجتهد في الإحسان إليهم، وأكثر من الاستغفار، فإن ربنا هو الغفار سبحانه وتعالى.

    ثم عليك بعد ذلك أن تتذكر خطورة المعصية، وكيف أنها سبب للحيلولة دون الإنسان ودون التوفيق، فإن الإنسان قد يُحرم الرزق بالذنب يصيبه، والمعصية سبب للخذلان في العلم. قال ابن مسعود: (كنا نحدث أن الخطيئة تنسّي العلم). فللمعاصي آثار خطيرة جدًّا، حتى قال ابن القيم: (إن الحبار لتموت في وكرها بمعصية ابن آدم لله تبارك وتعالى).

    فتجنب المعاصي وابتعد عن كل أمر يُغضب الله تبارك وتعالى، واشغل نفسك بالأمور التي تُرضي الله سبحانه وتعالى، والأمور التي تقرب الإنسان إلى الله كثيرة، كما قال رب العزة والجلال: (وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضته عليه) أولاً: الاهتمام بالفرائض، ثم قال بعده: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنتُ سمعه الذي يسمع به ...) الحديث. فإذن النوافل بعد الفرائض.

    كذلك من العواصم: طلب العلم، الحرص على قيام الليل. من الأشياء التي تعصم الإنسان بإذن الله تبارك وتعالى: الإكثار من الدعاء وقراءة ورد يوميا لا يقل عن جزء والصوم ولو يوم كل اسبوع وحفظ وو آيتين من القرءان وكثرة الذكر وصلة الرحم والتصدق ولو بالقليل والتوجه إلى رب الأرض والسماء.
    جاهد أخانا الفاضل ولا يخيب من يجاهد قال تعالى (
    وَاَلَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلنَا وَإِنَّ اللَّه لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }

    اتخاذ صديق صالح يذكرنا بالله إذا نسينا ويعيننا على طاعة الله إن ذكرنا. الحرص على تلاوة القرآن الكريم. المحافظة على أذكار الصباح والمساء. الاجتهاد في مساعدة المحتاجين ليكون العظيم تبارك وتعالى في حاجتك... إلى غير ذلك من الطاعات التي شرعها الله تبارك وتعالى.


    ومعرفة الله تعالى وحبه والأنس بطاعته هو أقصى ما تتمناه النفس ولا تزال تبحث عنه، فإذا وصلت إليه استراحت واطمأنت، كما قال الله جل شأنه في كتابه الكريم: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وما لم تصل النفس إلى هذه الغاية فإنها لا تزال في عناء ومشقة, ولا تزال تنتقل من موطن إلى آخر ومن لذة إلى أخرى، حتى تصل إلى هذه اللذة، فهذا هو الطيب والأنس والنعيم التي تبحث عنه النفس، وما لم تجده فإنها لا تزال معذبة حتى تصل إليه.

    والنفس قد تتسلى أحيانًا بتحقيق بعض اللذائذ المحرمة عليها والوقوع في بعض الشهوات المزينة لها، ولكنها سرعان ما ترجع بالألم والوحشة، فإن هذا ليس هو ما تبحث عنه في الحقيقة، ولهذا نجد من فُتحت لهم أبواب الشهوات هم أكثر الناس ضيقًا وأعظهم ضنكًا، وذلك لأن نفوسهم تبحث عن شيء لم تصل إليه.

    فلن يجد الإنسان حقيقة السعادة ولا يجد للحياة طعمًا ولا لذة إلا حين يتعرف على ربه سبحانه وتعالى، وتشتغل نفسه بمحبته وذكره، فهنالك يجد اللذة كل اللذة والنعيم كل النعيم.

    ومهما وقع الإنسان في ذنب أو في معصية أو ذنوب, وإن تعددت فإن باب التوبة لا يزال مفتوحًا لا يُغلق أمام العبد حتى تصل الروح الحلقوم، وحتى تطلع الشمس من مغربها. وقد أخبر الله تعالى في كتابه الكريم بأنه يقبل توبة التائبين، فقال جل شأنه: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون}، وقال عليه الصلاة والسلام: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). فمن وقع في ذنب فالواجب عليه أن يبادر ويسارع، فإن الموت يأتي بغتة، فليسارع إلى التوبة وليندم على ما فطر منه من ذنوب، ويعزم عزمًا أكيدًا على أن لا يرجع إليها في المستقبل، فإذا فعل ذلك فإن الله عز وجل يمحو عنه الذنب ويبدل السيئة بحسنة، ولا يضره إذا رجع بعد هذه التوبة إلى الذنب مرة ثانية، فإن عليه أن يتوب مرة أخرى، وهكذا، ولا يزال الله عز وجل يتقبل منه التوبة كلما أذنب وتاب.

    فإنه سبحانه وتعالى يتوب على الإنسان ليوفقه للتوبة، ومهما كانت ذنوبك وعظمت خطياك وإن بلغت بعدد رمال الصحراء أو قطرات بحار الماء أو بعدد أوراق الأشجار وعدد قطر الأمطار، فإن عفو الله تعالى ورحمته أوسع من ذلك كله، وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم} فالله تعالى ليس بحاجة إلى تعذيبك، غني عن عملك، كما قال تعالى في كتابه الكريم: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم}.

    ليس لله حاجة في طاعتك، وليس لله حاجة في تعذيبك إذا عصيت، الله غني عن ذلك كله، ولكنه سبحانه وتعالى يريد منك أن تأخذ بالأسباب التي تبلغك رضوانه وتفوز بثوابه، وإذا عصيت وأذنبت فإن الله تعالى قادر على أن يغفر الذنوب كلها، لأنه ليس بحاجة إلى تعذيبك، بل من كرمه سبحانه وتعالى أنه يفرح بتوبة الإنسان إذا جاء تائبًا، ويبدِّل سيئاته حسنات.


    أبشر – أيهَا الكريم– بواسع رحمة الله تعالى، وأبشر بعفو الله ومغفرته، وأقبل على ربك بصدق، وقد أسلم الكفار فقبل الله تعالى منهم إسلامهم، وأسلم الذين حاربوا رسول الله وآذوه فقبل الله تعالى إسلامهم، واقرأ القرآن لتجد أن كل الذنوب عرض الله سبحانه وتعالى على أصحابها التوبة، الكفار، اليهود، النصارى، الزناة، السُّراق، أكلة الربا، كل هؤلاء عرض الله تعالى عليهم التوبة في كتابه العزيز، وأنت لم تكن أسوأ حالاً من هؤلاء جميعًا.

    التوبة معروضة عليك، فخذ بالحزم والجد، وابحث عن الصالحين وصاحبهم وجالسهم، وستلمس - بإذن الله تعالى – من حالك تغيرًا.


    نسأل الله تعالى أن يأخذ بيدك إلى كل خير.




    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X