وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله بيننا اختنا الفاضله عسي الله ان يلهمنا واياكم الصواب امين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبارك الله فيك وزادك براً بوالدتك ، وعليك معرفة عظيم حقها ، وجليل قدرها ، فقد جعل حقها بعد حقه سبحانه ، وجعل الجنة عند رجليها ، وقضى سبحانه بالإحسان إليها ونهى عن إيذائها ولو بقول أف لها ، وأمر بخفض الجناح رحمة بها والدعاء لها كما ربتك صغيراً .قال تعالى : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا{الإسراء:23 ـ 24 } فلا يحملك عدم عدلها بينك وبين اختك على أن تقتحم باب عصيانها ، فتندم ولات ساعة مندم ، فإن خطأ الأم لا يبرر عقوقها ، فقد أوصى الله سبحانه ببر الوالدين المشركين وليس بعد الشرك ذنب ، فقال سبحانه : وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان: 15 }أما الأم فينبغي لها أن تعدل بين أبنائها ، وأن لا تفضل بعضهم على بعض ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم . رواه البخاريوينبغي لك اختنا الفاضله أن تصبرى وتحتسبى ، ولا بأس أن تنبهى الأم ، وتنصيحها بقول لين كريم
فيجب على الأم أن يتقي الله تعالى ويعدل بين أبنائه، ولا يفضل بعضهم على بعض، فإن ذلك يورث البغضاء والشحناء بين الأبناء، ويسبب عدم الرضا على الوالدين ، وربما كان سببًا في فتنة الأبناء وعقوقهم. ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم رواه البخاري.
ولكن عدم العدل بين الأبناء وتفضيل بعضهم على بعض لا يبرر عدم طاعة الوالدين ووجوب برورهم، فعليك بالصبر على والدك، فقد أوصى الله بالوالدين وبرهما وطاعتهما على كل حال، ولا شك أن موقف أبيك غير صحيح.
وعليك أن تستخدمي ذكاءك في استمالة أمك إلى العدل بتوجيهها إلى ذلك برفق ولين، حتى يتبين له طريق الحق، أو توجهي إليا من تحب ، أو من تثق فيها من الأقارب ليرشدها، ولا ننصحك بالدخول معها في الجدال والمهاترة، فربما يؤدي ذلك إلى الجفاء والتمادي في الخطأ من طرفها.
وهذه نقاط بسيطة لمن يريد ان يبر والديه وان يتعامل جيدا مع اسرته
وفقنا الله واياكم للخير امين
أولاً: أتمنى بداية أن تحاولي جزاك الله خيرًا أن تقرئي شيئًا مما ذكره العلماء عن بر الوالدين، سواء كان ذلك في تفسير آيات سورة الإسراء أو غيرها، أو كان ذلك في بعض الكتب التي تتعلق ببر الوالدين، حتى تعرفي مدى عظم حق الوالدين علينا كأبناء؛ لأن الجانب العلمي مهم جدًّا في إقناع عقلك بأن هذه التصرفات التي تفعلينها لا ينبغي أن تكون بحال من الأحوال.
أنت فعلاً تعلمين ذلك، ولكن أريد حقيقة توفير قاعدة علمية. قد لا يكون لديك كتب أو لا تتوفر لديك ظروف، فاكتبي في موقع البحث جوجل مثلاً أو غيره (حق الوالدين) واقرئي ماذا قال العلماء والدعاة في حق الوالدين على الأبناء. هذا أولاً.
الأمر الثاني: أتمنى أن تسألينني: وكيف يكون ذلك؟ أول شيء عودي نفسك أن تبدئيهم بالسلام، سواء كانا الوالدين أو إخوانك، سواء كان في الصباح أو في المساء أو في أي وقت، دائمًا أول ما تقابلي أحدًا منهم أن تبدئيه بالسلام، ولا بد من هذا، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم).
إذن ابدئي بارك الله فيك بالسلام على الوالدين وعلى إخوانك كلما واجهتيهم، سواء كان داخل البيت أو خارج البيت أو حتى لو خرجت من غرفة إلى غرفة ودخلت على الوالدة والوالد فابدئي بالسلام.
أتمنى أن يكون مع السلام مصافحة، ولا مانع بارك الله فيك أن تدخلي على المصافحة مسألة تقبيل الرأس، يعني تقبلي رأس الوالد والوالدة، نعم قد تقولي بأنك لم تتعودي ذلك، ولكن ما المانع أن نتعود الأفضل حتى نكون أفضل وأحسن؟ إذا لم تتمكني أو لم تطاوعك نفسك في تقبيل الرأس أو اليد فلنجعل هذا مؤخرًا.
ثالثًا: عليك ابنتي الكريمة أميرة أن تكوني مستمعة جيدة، بمعنى أن والدك أو والدتك أو إخوانك أو أخواتك، إذا تكلم أحد منهم معك فكوني حريصة على أن لا تقاطعيه أبدًا بحال من الأحوال، حتى وإن كان يتكلم في شأنك، حتى وإن كان كلامه غير مناسب بالنسبة لك، حاولي بارك الله فيك – يا بنيتي – أن لا تقاطيعهم أبدًا، وإنما كوني مستمعة جيدة، لأني واثق أنك بذلك سوف تكسبين مساحة كبيرة من محبتهم.
كوني مستمعة جيدة، لا تقاطعي أحدًا عندما يتكلم، ثم بعد ذلك بعد أن ينتهي من الكلام ابدئي أنت في الرد، ولا تتعجلي في الرد، بمعنى لا تتكلمي بسرعة، وإنما قبل أن تتكلمي حاولي أن تنظري في نوعية الكلام ما الذي تريدين أن تقولينه؟ هذا الأمر يحتاج منك إلى نوع من التركيز، وعدم العجلة في نطق العبارات أو التلفظ بالكلمات التي قد تكون صعبة، خاصة وأنك لا تريدينها.
إذن تكلمي بهدوء، وحاولي أن تتكلمي الكلام الذي لا يجرح المشاعر ولا يخدش الحياء.
كذلك بارك الله فيك إذا ما طلبوا منك شيئًا فاجتهدي في تنفيذه فورًا، ولا تتقاعسي ولا تتقاعدي، لأن التقاعس معناه إنما هو رسالة منك لوالديك بأنك لست مطيعة، ولست بارة، وبالتالي أنت تفسدين ما بينك وبينهم.
بالنسبة لإخوانك: حاولي أن تتعاوني معهم في أعمال المنزل، فأنت لست أحسن منهم، وهم ليسوا أحسن منك، وإنما حاولي أن تتعاوني معهم في أعمال المنزل الداخلية، إذا كان إخوانك يقومون بشيء من ذلك، وإذا لم يكن إخوانك يقومون بشيء من ذلك فأتمنى أن تشاركي أنت الوالدة في مسئولية البيت خاصة إعداد الطعام وترتيب المنزل والمطبخ، أو ترتيب غرف النوم وغير ذلك، حاولي أن تدخلي شيئًا جديدًا على حياتك عن طريق تقديم خدماتك إلى الوالدة والوالد.
أيضًا كذلك أنصحك بالدعاء للوالدين بطول العمر، والصحة والعافية، والسعادة والسلامة، فإن دعاءك لوالديك خاصة في السجود، أو في آخر الصلاة سوف يجعلك بإذن الله تعالى تتغلبين على مسألة النفرة التي توجد في قلبك.
اجتهدي في الدعاء لوالدك ولوالدتك ولإخوانك على قدر ما تستطيعين، وأتمنى كلما أتيحت وكانت هناك مناسبة جيدة أن تقدمي هدية لوالديك من باب الاعتراف منك بحقهما عليك، وأنك تريدين أن تعوضي هذه الفترة التي كان فيها الجو بينك وبينهم مشحونًا.
لا يلزم أن تكون الهدية نفيسة أو غالية، وإنما قد تكون وردة، أو تكون منظرا طبيعيا بسيطا، ولكنه قطعًا يعبر عن نوع من الحب والاحترام وتقدير منك لوالديك.
عليك بالدعاء أن يصلح الله ما بينك وبينهم، وأنا واثق من أنك سوف تنجحين بإذن الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يرد القضاء إلا الدعاء) صحيح بقية الحديث وقال أيضًا:"إنَّالدُّعاءَينفعُممَّانزلَوممَّالمينزلْفعليكمعبادَاللَّهِبالدُّعاءِ"
تعليق