بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنما ذكرته من الأمور عن هذا الرجل هي صفات طيبة سواء من دينه أو خلقه أو أمانته، لكن يهمنا أيضاً جانب آخر وهو يعيقك أنت نفسياً.
أحس أنك إنسانة مترددة جدّاً، والتردد هذا إذا جاء بعد الاستخارة فالأولى عدم الإقبال على هذا الشيء، ولذلك أنت تقولين في الدعاء: (اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب) ثم تقولين: (اللهم إن كان في هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو عاجله فيسره لي وبارك لي فيه، وإن كان فيه شر فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم بارك لي فيه).
فعليك بالإستخارة
انظري إلى رأي الأهل ، انظري إلى رأي الإخوان، انظري إلى رأي من تثقين فيه من صديقاتك المتزوجات، فلا تستشيري فتاة غير متزوجة، استشيري فتيات متزوجات، وإن أمكنك أن تعرضي الموضوع على طالبة علم جيدة أو من هذا القبيل فاستشيريها في هذا الأمر، وإلا فالإقدام على مثل هذا المشروع أرى أنه إقدام خطير جدّاً، فلا تتعجلي فيه، واحسبي للأمور ألف حساب.
كما أننا نقول إن الرجل يختار امرأة إذا نظر إليها سرته، وإذا أمرها أطاعته، نقول أيضاً للمرأة عن زوجها إذا نظرت إليه سرها، فوجود السرور بين الزوجين والتكافؤ في هذا الأمر هو أمر طيب جدّاً ونشجع عليه، لما نرى من الخلاف والتفكير والطلاق الكثير وما شابه ذلك.
وطلبك بأن نقعنك ونرشدك، فنحن لا نستطيع الإقناع إنما نستطيع أن نرشدك إلى الخير بإذن الله عز وجل، والمستشار مؤتمن، ونحن نصحناك بما نراه خيراً لك بإذن الله تعالى؛ لأن القبول مع عدم توافق، هذا أمر خطير في إقامة علاقة زوجية مستقرة مستقيمة مطمئنة. اما أمر أختك فمن الممكن أن تذهب لتعيش مع أخيك وتسألي عليها يوميا أما عن الإنجاب فهو بيد الله فلا تستعجلي الأمور
إن كان مميزاً وكان قد قارب البلوغ فيجب عليك أن تحتجبي منه، وإن كان غير مميز أو كان مميزاً لكنه لم يراهق أي لم يقارب البلوغ، فلا يجب عليك أن تحتجبي منه إلا إذا أمرك زوجك بذلك، لأن طاعته واجبة في غير معصية الله، ولا يؤثر في الحكم كونه معاقاً جسدياً أو عقلياً ما دام يشتهي النساء،
هذا الأمر محتاج لأخذ قرار جريء منك، لكن أيضاً أود أن تستفيدي من طلاقه الأول، ما الأسباب الرئيسية غير ما ذكر، لعل هناك سبباً آخر أو ما شابه ذلك، ولعلك تستفيدين بذلك.
تعليق