الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الرسم لذوات الأرواح إذا كان مجسماً فهو محرم بالإجماع، وممن نقل هذا الإجماع النووي في شرح مسلم قال: وأجمعوا على منع ما كان له ظل ووجوب تغييره. انتهى
وإذا كان الرسم باليد على اللوحات والجدران والثياب وغيرها فهو محرم أيضاً عند جماهير العلماء لأن الأحاديث جاءت مطلقة، ولم تفرق بين المجسم وغير المجسم، كقوله صلى الله عليه وسلم: الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال: لهم أحيوا ما خلقتم. رواه مسلم،
أما المصورون الذين توعدهم الله تعالى فهم الذين يصنعون هذه الصور، كما في حديث مسلم المتقدم، وكذلك حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله، وفي رواية الذين يضاهون بخلق الله. رواه مسلم.
أما الرسوم المتحركة والكاريكاتير فما كان منها على هيئة ذوات الأوراح من إنسان أو حيوان، فحكمه حكم تصوير ذوات الأرواح الذي قدمنا، وما كان منها غير مكتمل بحيث لا يصدق عليه أنه إنسان أو حيوان فهذا لا يعد من التصوير المنهي عنه، ومثله ما لا روح له كالجبل والشجر ونحوهما.
فرسم ذوات الأرواح عموماً محرم تحريماً شديداً ، وهو داخل دخولاً أولياً في النهي والوعيد الواردين في نصوص الشرع في شأن التصوير والمصورين .
ومن أهل العلم من رخص فيما كان ناقص الخلقة نقصاً لا تمكن حياة ذي الروح مع وجود ذلك النقص ، كناقص الرأس أو النصف أو نحو ذلك ، واستدلوا لذلك بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشة رضي الله عنها بتقطيع الثوب الذي كان عندها وفيه تصاوير، فقطعته فجعلته وسادتين يجلس عليهما النبي صلى الله عليه وسلم ، والحديث في الصحيحين وغيرهما .
وفي المسند والسنن من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتاني جبريل فقال: إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان على الباب تماثيل ، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل ، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي في البيت فليقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع فيجعل وسادتين منبوذتين توطآن ، ومربالكلب فليخرج" . والحديث صحيح.
وبناء على هذا القول ، فليس تصوير البعض كتصوير الكل. ونحن ننصحك بالابتعاد عن ذلك كله خروجاً من الخلاف وابتعاداً عن الشبه .
والله أعلم .
فلا حرج في الأفلام الكرتونية المنضبطة بالضوابط الشرعية ، والذي نعلمه أن قناة المجد تلتزم بهذه الضوابط
فإن هذه الألعاب هي من قبيل الأفلام الكرتونية، وقد بينا أنها جائزة حيث دعت إلى الفضيلة وتعليم الآداب الإسلامية، مع خلوها من الحرام، كالموسيقى والصور المبتذلة مثلاً، ولأن جمهور أهل العلم استثنى من حرمة التصوير والتماثيل ما كان للأطفال لغاية تعليمهم ما يصلحهم، وأن يأنسوا به
وهذا في حق الأطفال قياساً على إجازة النبي صلى الله عليه وسلم اللعب بصور البنات لعائشة رضي الله عنها، كما في الصحيحين عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أَنّهَا كَانَتْ تَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: وَكَانَتْ تَأْتِينِي صَوَاحِبِي فَكُنّ يَنْقَمِعْنَ مِنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: فَكَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَرّبُهُنّ إِلَيّ.
تعليق