إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

البعد عن طريق الالتزام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البعد عن طريق الالتزام

    السلام عليكم
    حياكم الله وبارك فيكم
    مشكلتي تتلخص في التالي
    من فضل الله عليا اني نشأت في بيئة ملتزمة فلم اسمع الغناء ولم اشاهد الافلام منذ الصغر وكان معظم وقت الفراغ عني الاستماع الي اشرطة المشايخ
    واستمر الوضع علي هذا الحال حتي سن 17 وهنا كانت البداية بداية السوء
    بدأت امارس العادة السرية وما كنت اعلم اضرارها علي القلب وعلي قربي من ربي
    وبعد فترة بدات اشعر ببعدي عن ربي وقسوة قلبي فقررت ان اتوقف عن هذا الفعل الخبيث وبالفعل توقفت اسبوع ثم عدت مرة اخري واتوقف واعود حتي الان وانا حاليا عمري 24 سنة
    والله الذي لا اله غيره اني قلبي يعتصر الم وحزن علي هذا الفعل القبيح
    انا حاليا اعمل في دولة الكويت وقلبي قاسي جدا وتركت طلب العلم وحالي ما يعلم به الا الله
    وبدأت اسمع افلام واشياء ما نجني منها اي فائدة

    اريد منك ان تكون عونا لي علي الرجوع الي ما كنت عليه من طاعة
    بس يا شيخ الله يرضي عليك تذكر لي الاسباب المعينة علي المدوامة علي الطاعة
    فالمشكلة الاكبر عندي هي عدم المدوامة
    همتي اقصي شئ لها هو اسبوع او اسبوعين
    اللهم انك تعلم اني احبك واحبك طاعتك فهيأ لي الاسباب التي تعني علي طاعتك واغفر لي يا غفور

    وجزاكم الله خيرا
    واحسن الله اليكم
    ونسألكم الدعاء بظهر الغيب

  • #2
    رد: البعد عن طريق الالتزام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    فإنه ليسرنا أن نرحب بك فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلك من عباده الصالحين، ومن أوليائه المقربين، إنه جواد كريم.

    وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن القلوب لها إقبال وإدبار، وهذا الإقبال والإدبار متوقف على العوامل التي تساعد على إيجاد الإقبال أو الإدبار، فكلما وُجد الإنسان في بيئة طيبة وتوافرت العوامل المساعدة للالتزام والاستقامة، فلا شك فيه أن الصحبة الصالحة والبيئة الطيبة وأن أعمال الإيمان كل ذلك تؤدي إلى ثبات العبد على التوبة وعلى طاعته لله تعالى، بل والثبات على الإيمان. أما إذا وجد الإنسان بعيداً عن مثل هذه الأمور فكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية)، ولذلك حثنا صلوات ربي وسلامه عليه على الطاعة والعبادة، وحتى تظل على علاقة حسنة بالله إليك بعض العوامل التي نسأل الله أن تنفعك.

    العامل الأول في الثبات على الصلاح:
    الصلاة، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (والصلاة نور)، والله تبارك وتعالى قال: (( إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ))[العنكبوت:45]، فالمواظبة على الصلاة من عوامل التقنية ومن عوامل البعد عن المعاصي؛ لأن الله كما أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: (احفظ الله يحفظك)، فأنت ما دمت تحافظ على الصلاة فإن الله سيحفظك ببركة المحافظة على الصلاة، وكذلك المحافظة على الصلاة في جماعة؛ لأن صلاة الجماعة كما تعلم تزيد على الصلاة الفذ بسبع وعشرين درجة، وصلاة الجماعة معناها أنك ستكون ضيفاً على الله في بيته، ومما لا يخفى عليك أنه حق على المزور أن يكرم زائره، فإذا زرت الله تعالى في بيته فإن الله سيكرمك وسيمنُّ عليك بالثبات والاستقامة والطاعة وزيادة في الإيمان وغير ذلك من الأعمال.

    ثانياً: المحافظة على أذكار الصباح والمساء؛ لأنك تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، في اليوم مائة مرة ...) فحدد النبي عليه الصلاة والسلام مجموعة من المكافآت: (كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل عملاً أكثر من ذلك).

    والمقصود (وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي)، فمعنى ذلك أنك إذا حافظت على هذه الأذكار صباحاً ومساءً الله تعالى سيحفظك بحوله وقوته من الشيطان الرجيم، الذي هو عدوك الأول الذي يستغل بعدك عن الأذكار ووجودك في بيئة الغفلة، فيزين لك المعاصي والعياذ بالله رب العالمين.

    ثالثاً: المحافظة على ورد من القرآن الكريم يومياً؛ لأن القرآن نور، والله تبارك وتعالى عندما أخبرنا عن القرآن فقال: (( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ))[الإسراء:9]، فبقراءة القرآن تستقيم بإذن الله على منهج الله، ويشرح الله صدرك ويطهر قلبك من المعصية، ويجعلك تحافظ على الطاعات؛ ولذلك حاول أن يكون لك ورد يومي من القرآن حسب استطاعتك، يعني إذا استطعت أن تقرأ جزءاً من القرآن فاقرأه وإن كان نصف جزء فلا مانع، المهم أن تكون بينك وبين القرآن صلة يومياً صباحاً ومساءً.

    رابعاً: الدعاء،
    أن تدعو الله أن يهديك صراطه المستقيم، وأنت تعلم أنه لا يهلك مع الدعاء أحد، فإن الله جعله آية من آياته الواضحة، فأنت تقرأ (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ))[الفاتحة:6]، وهذه أعظم دعوة، قال العلماء: هذه الدعوة هي أشمل دعوة، فإذن أنت مطالب أن تدعو الله لنفسك وأن تجتهد في ذلك، خاصة في أوقات الإجابة وفي الأوقات الفاضلة والأزمان الفاضلة، يعني في السجود وبعد التحيات وقبل السلام، كذلك وقت السحر والثلث الأخير من الليل وفي جوف الليل، وكذلك الدعاء وأنت صائمة فإن دعاء الصائم كما تعلم لا يرد، وغيرها من الأوقات الطيبة التي ورد فيها كلام من النبي عليه الصلاة والسلام كيوم الجمعة وساعة مخصوصة في يوم الجمعة من دعا فيها الله تعالى استجاب له.

    خامساً: الصحبة الصالحة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تصاحب إلا مؤمناً، ولا يأكل طعامك إلا تقي)، فاجتهد في الصحبة الصالحة والارتباط بهم؛ لأن المرء على دين خليله، والطيور على أشكالها تقع، فإذا منَّ الله عليك بصحبة صالحة فإنك بإذن الله ستجد عوناً كبيراً فالصحبة الصالحة سوف تعينك على ملء أوقات الفراغ بشيء مفيد، على الأقل إذا لم يكن فيه زيادة في الإيمان فعلى الأقل فيه التوقف عن المعاصي.

    سادساً: أن تربط نفسك بعمل من أعمال الدين، أي تمارس الدعوة بنفسك؛ لأن الله تعالى لا يضيع أهله، والأخ الذي يعمل في خدمة الدين فإن الله تبارك وتعالى يجعل له من لدنه وليّاً ونصيراً؛ ولذلك بعث الله إلى الناس الأنبياء والرسل، والإنسان منا الذي يعمل في مجال الدعوة يقول لنفسه: (( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ))[البقرة:44]، فالعمل في الدعوة، بمعنى أن تشارك في الأنشطة الدعوية التي توجد في المنطقة حسب الظروف.

    وعليك أن ترتبي وقتك، الفراغات الموجودة بالنسبة لجدولك الدراسي اجعل جزءاً من الوقت لله تعالى في الدعوة إليه سبحانه وتعالى، واشترك مع إخوانك في أعمال الدعوة، المهم أن تمارس الدعوة،

    أيضاً أن تسأل الوالدين الدعاء لك، فإن دعاء الوالدين كما تعلم لا يُرد، حيث أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ)، فأنت تحتاج أن تستعين بعد الله تعالى بدعاء الوالدين؛ لأن دعاء الوالدين على درجة عظيمة من الأهمية بالنسبة لك.

    سابعاً: تزود بالعلم الشرعي؛ لأن الإيمان يزيد إذا لم نُعطَ دورات في الإيمان، يعني الآن نحن لا نتعامل مع الكومبيوتر إلا إذا أخذنا دورة فيه في كيفية التعامل، ولا نستطيع أن ننطق باللغات الأجنيبة إلا إذا أخذنا دورات في دراسة هذه اللغات حتى نكتسبها، كذلك عوامل زيادة الإيمان تحتاج إلى العوامل التي تعين على هذه الزيادة، وهذه هي الدورات التي أقولها، فكن عندك بعض الكتب البسيطة جدّاً في العقيدة في العبادة في الأخلاق في المعاملات، وإذا لم يتيسر فعليك بالمراكز الدعوية الموجودة عندكم في منطقتك؛ لأن كل آية تزيد في الإيمان، وكل حديث يزيد في الإيمان، فعليك أن تحضر الدروس والمحاضرات والاستماع إلى الأشرطة وقراءة ما تستطيع من الكتب النافعة في دينك ودنياك، وأشغل وقت فراغك، ونسأل الله أن يزيدك إيمانك وتقوى وهدى واستقامة.
    فتوبي إلى الله توبة نصوحا واستقم على شرعه، واعلمي أنه سبحانه لا يرد تائبا رجاه ولا مقبلا عليه أمل فضله ورجا بره وإحسانه، فإنه من تقرب إلى الله شبرا تقرب الله إليه ذراعا، ومن تقرب إليه ذراعا تقرب الله إليه باعا، ومن أتاه يمشي أتاه سبحانه هرولة. فجاهد نفسك في الله تعالى واعلم أنك مع المجاهدة موفق مسدد لا يخيب سعيك؛ كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
    ومما يعينك على التوبة أن تشغل وقتك بطاعة الله تعالى فلا يبقى فيه متسع لتلك المعاصي والشهوات، وأن تشتغل بتعلم العلم الشرعي وسماع الأشرطة والمحاضرات والدروس النافعة، وقراءة ما يناسب سنك من الكتب النافعة، واحضر حلق الذكر ومجالس العلماء، ومما يعينك على الاستقامة أن تصحب الصالحين وتتجنب صحبة رفاق السوء ومن لا تجر صحبتهم إلا الشر، وتزوج إن كان ذلك في مقدورك، وأكثر من الدعاء والزم ذكر الله تعالى وقراءة القرآن، وأدم الصوم وأطل الفكر في الموت وما بعده من أهوال القيامة، واستحضر دوام اطلاع الله عليك ومراقبته لك وأنه سبحانه لا يخفى عليه مثاقيل الذر من عملك فحاذر أن تبارزه بما يكره، ولا تجعله سبحانه أهون الناظرين إليك.



    وبالله التوفيق.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X