إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ربي اني مسني الضر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ربي اني مسني الضر

    انا طالبه في الثانويه وانا كنتى متفوقه علميا وعندي هدف اني اطلع طبيبه ونفسي فيه جدا ولكن من فتره اصبحت احقد علي نفسي بشده واكره النجاح وبستكتر علي نفسي اي نجاح
    وبقيت ببص للناس اللي مستواهم التعليمي منخفض وبحسد نفسي علي النعم اللي انا فيها وبقيت يائسه ومحبطه فبجد مش عارفه اعمل لدرجه اني كرهت نفسي

  • #2
    رد: ربي اني مسني الضر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
    ما تعانين منه هي أفكار وسواسية، ليس من الضروري أن تكون وساوس العين والحسد، لماذا أسميتها هذا؟ لا تسميها هذه التسمية، أنت لا تحسدين نفسك أبدًا، أنت -الحمد لله تعالى- تكافئين نفسك من خلال إدراك لمصادر قوتها، وهذا أمر طيب وجميل، حباك الله تعالى بنعمة الحفظ، حباك الله مثلا بنعمة سرعة الإدراك، هذا ليس حسدًا أبدًا، وأن تسمي الله دائمًا، وتسألي الله أن يحفظك، وتسألي الله أن يوفقك، وتسألي الله أن يزيدك علمًا ونورًا، هذا هو المبدأ الصحيح، وهذا هو المنهج الذي يجب أن تنتهجيه، وفي أي لحظة يشعر الإنسان بأن الفكرة التي تتسلط عليه وتستحوذ عليه هي فكرة وسواسية، يجب ألا يناقشها، هذا قانون نحتمه، وكل علماء السلوك من المتميزين يرون ذلك.

    تحقير فكرة الوسواس أيًّا كان محتواه هو خط علاجي رئيسي من حيث الناحية السلوكية، نعم هنالك وساوس تتطلب أن يواجهها الإنسان بطرق ومناهج أخرى، لكن هذا النوع من الوساوس – وهو شائع جدًّا – يواجه عن طريق التجاهل، ولا مانع من أن تجدي لمحتوى الوسواس هذا تفسيرا آخر، يجب ألا يكون استنباطك فقط أن الموضوع فيه عين وسحر وأنك تحسدين نفسك، لا أبدًا، وحتى الجزئية الأخرى التي تحدثت عنها نعم هي ذات طابع وسواسي، وهذه يمكن علاجها بالتجاهل.

    أشغلي نفسك بالأشياء الجميلة والمهمة، وهي كثيرة جدًّا، اجتهدي في الطاعات والقران حفظ وقراءة، تواصلي مع زميلاتك من الصالحات من البنات، كوني بارة بوالديك، احرصي على عباداتك، ركزي على كثرة ذكر الله، وحاولي أن تكوني من المطلعين والذين يُكثرون من القراءة في كل معارف الحياة، هذا يعطيك خيرًا كثيرًا جدًّا، وانخرطي أيضًا مع أسرتك في الجلسات الأسرية، وكوني مشاركة في أمور البيت، هذا يمثل صرفًا كاملاً عن الانتباه لهذه الحالة التي تعانين منها، ولا أعتقد أنك في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي.



    فلا ريب أن الحسد أمر قد أثبته الله جل وعلا في كتابه العزيز وثبت عن النبي صلوات الله وسلامه عليه في الأحاديث المستفيضة المتواترة عنه صلى الله عليه وسلم، ولذلك أمرنا جل وعلا بأن نستعيذ من شر الحاسدين: ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ))[الفلق:1-5]. وقال جل وعلا: ((أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النساء:54]. وقال جل وعلا: ((وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ))[القلم:51-52]، وهذا في غير موضع من كتاب الله عز وجل، وكذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما أنه قال: (العين حق)، وخرج الإمام أحمد في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العين حق تستنزل الحالق)، وهذه عبارة بليغة من النبي صلى الله عليه وسلم يبين فيها خطر العين، فقد بيَّن أن العين حق، أي: أن الحسد وضرر العين حقٌ ثابت، ثم بيَّن صلوات الله وسلامه عليه عظم خطرها حتى قال: (تستنزل الحالق) أي: تضر الجبل؛ فهذا أمر ثابت في كتاب الله وسنة رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.

    وأيضاً فقد يحصل للإنسان أن يحسد نفسه، فإن الحسد إنما يقع من تكيف النفس بصورة ليست محمودة تجعل الإنسان يوقع الأذى بالناس بتقدير الله وإذنه، وقد يحصل هذا من النفس، ولذلك أرشدنا جل وعلا إلى أن نذكره عند إعجابنا بأموالنا أو بأولادنا أو أنفسنا؛ كما قال جل وعلا: ((وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ))[الكهف:39]. وكذلك أمرنا - صلوات الله وسلامه عليه – أن إذا أعجبنا شيء أن نبرك عليه، فهذا يشمل جميع الأشياء التي تعجب الإنسان سواء كانت من نفسه أو من غيره.

    ومع هذا فإن الظاهر أن هنالك مبالغة بيِّنة في ظنِّك بنفسك أنك تحسدين نفسك، فالمبالغة ظاهرة في هذا، ولست كما تظنين بنفسك، فإن العبد المؤمن إذا ذكر الله جل وعلا، كأن يقول:ما شاء الله؛ فإنه مجرد أن يذكر الله جل وعلا يكون قد أدى المطلوب، بل لو قال: الحمد لله لكفى ذلك، فكيف إذا أضاف إلى ذلك أن يقول: ما شاء الله، أو لا قوة إلا بالله، أو يقول: بارك الله لك، أو نحو ذلك من الأدعية المشروعة؟
    فإن قلت: فلعلي أذكره بعد ذلك بجملة فلا أذكر الله، فالجواب: لا التفات إلى هذا، فإن الله جل وعلا لا يكلف نفساً إلا وسعها، فمتى ما وجد ذكر الله جل وعلا بالتبريك كأن تقولي: قد شفي ولدي بارك الله له أو فيه، أو ما شاء الله ولا قوة إلا بالله ونحو هذه العبارات، فقد حصل المقصود، حتى لو نطقت بعبارة أخرى بعدها، فلا تلتفتي إلى هذا المعنى.
    ولابد أن تتذكري أن المؤمن متى ما حصن نفسه بالأذكار المشروعة كأذكار الصباح والمساء والرقية فإنه لا سبيل للحسد إليه بإذن الله عز وجل، فكوني على بينة من ذلك، ولا تكثري من قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله أو بارك الله لكم أمام الناس بصورة ظاهرة حتى لا يظن بك أيضاً أنك تحسدين، ولكن اذكريها مرة واحدة إذا اقتضى الأمر وفي الوقت المناسب، وإن احتجت إلى تكرارها فكرريها في نفسك؛ بل الأفضل ألا تنطقي بها بشفتيك حتى لا يلتفت إلى ذلك في حضرة الناس، فانتبهي لذلك يا أختي، ولتهدئي نفساً ولتقري عيناً فإنك لست بالحسادة -بإذن الله عز وجل– والدليل على ذلك: أنك لا تجدين أثر ذلك ظاهراً في تعاملك مع الناس، فالحاصل أن لديك وسوسة في هذا،
    فعليك بحسن التوكل على الله، وعليك بالأخذ بما قد علمت من شرع الله عز وجل، فهذا خير ما تدفعين به هذا الأمر عن نفسك،
    وبالله التوفيق.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: ربي اني مسني الضر

      جزاكم الله خيرا نسال الله التوفيق لنا ولكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      x
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
      x
      x
      يعمل...
      X