السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، اللهم بارك بهذا الموقع القيم و بارك باعضائه الكرام الاطهار الابرار، اخوتي في الله لقد جئت اليكم اطلب المساعدة العاجلة لاني بصراحة تعبت كثيرا، انا شاب عمري 19 سنة، طالب جامعة سنة اولى، انا منذ سنة تبت الى الله بفضله و منه بعدما غرقت في بحار المعاصي، اصبحت اتقرب الى الله بمل السبل و الحمدلله وصلت لدرجات ايمانية عالية، استمريت بالتزامي قرابة الستة اشهر، واجهت عقبات شيطانية عظيمة، بفضل الله كنت قد تجاوزتها، حتى ابتلاني الله في شهوتي لكي يمتحن ايماني و صبري، شيئا فشيئا صرت اشاهد الصور الخليعة حتى اصبحت امارس الاستمناء، و استمريت على هذه الحال حتى استولت على ذنوبي و اقيدتني و حرمتني التلذذ بعبادة رب العباد، فلم اعد استطيع الاستيقاظ على صلاة الفجر و لم اعد اذكو الله كما كنت و اصبحت متكاسلا في الصلوات. فارجوكم يا اخوتي ادعوا لي آناء الليل و النهار عسى الله ان يستجيب لاحدكم، ادعوا لي بالتوبة النصوحة و الاستقامة و الالتزام، حيث ان دعائي ربما لم يعد مستجاب. و هنالك مشكلة نفسية اعاني منها منذ حوالي 5 سنين و هي الرهاب الاجتماعي، فوالله يا شباب اكاد أُحطم كليا بسبب هذه المشكلة، اعيش دائما في داومة التفكير بكل حركة افعلها و خاصة عندما افعل شيىئا امام احد، مثلا عندما ادخل المسجد يحمر وجهي و اشعر بان الناس يفكرون بي و ينظرون الي، فلم اعد اطيق هذه الحالة،اشعر باني اعيش حياة ليست كحياة باقي البشر، فعندما اتكلم باي شيئ افكر فيما تكلمت و كيف كنت اتكلم فقط و لا اكترث لشيئ آخر، فارجوكم اريد حلا سريعا و ارجوا ان يكون حلا عن طريق الدين و ليس بالدواء او الذهاب الى الطبيب. و اخيرا اذكركم بالدعاء لي يا اخوتي.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
ارجووكم ساعدوني
تقليص
X
-
رد: ارجووكم ساعدوني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ننصح به من أصيب بالمرض المسؤول عنه هو:1- أن يقوي ثقته وعزيمته بالله عز وجل ثم بنفسه.2- أن يطلب من الله جل وعلا إزالة هذا البلاء عنه ثم يعرض نفسه لأهل الخبرة في هذا المجال كأصحاب علم النفس.3- أن يرقي نفسه أو يرقيه غيره بالقرآن الكريم والأدعية الشرعية ويحافظ على ذكر الله عز وجل عموما والأذكار المقيدة خصوصا كأذكار الصباح والمساء والنوم والاستيقاظ ودخول المنزل والخروج منه، والذكر عند دخول الخلاء والخروج منه.ويكثر من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والتعوذ من الشيطان ويجالس أهل الخير وأصحاب العزائم والهمم القوية.
يوجد نوع من التعريض الجماعي كالحرص على صلاة الجماعة، وممارسة الرياضة الجماعية، ومشاركة الأهل والأصدقاء في كل المناسبات... هذه كلها أفعال طيبة وممتازة وذات منافع كثيرة للإنسان، وفيها الثواب والحسنات إن شاءَ الله تعالى، فاحرص - أخي الكريم – عليها، وكن مواظبًا، وفي ذات الوقت يعود عليك بالنفع العلاجي.
الخطوات العلاجية التي يجب أن تتخذها:
أولاً: يجب أن تعيد تقييم حالتك، هنالك بعض الإخوة والأخوات الذين يعانون من بعض الأعراض والعلل النفسية تجدهم في حالة استسلام تام لها، وينتهجون دائمًا المنهج السلبي في الحياة، وتجدهم لا يأخذون أي مبادرات إيجابية من قِبلهم، هذه مشكلة أساسية، والإنسان إذا أُصيب بعلة ما لا يعني أن هذه العلة من الضروري أن تستمر أبدًا، لكن إذا سكتنا عليها ولم نقاومها ولم نتخذ التدابير المضادة قطعًا هنا نكون قد كافأنا هذه العلة مما يقويها ويجعلها تسيطر علينا أكثر، لكن إذا قيّمناها تقييمًا مخالفًا وكنا إيجابيين، قطعًا هذا يؤدي إلى تفكيك القلق والتوتر.
ثانيًا: أنت ذكرت أنك تعاني من الرهاب الاجتماعي والعزلة والانطواء والخوف، وأنا لا أريدك أن تعتبر هذه كلها مسميات تشخيصية مختلفة، لا، أنت تعاني فقط من قلق ذي طابع اجتماعي، وربما تكون شخصيتك تحمل بعض السمات الانطوائية، وعلتك علة واحدة وليست علة متشعبة.
ثالثًا: أن تقوم بوضع برامج يومية تطبقها، وهنا أنصحك وبشدة ألا تنجرف ولا تنقاد بأفكارك السلبية أو بمشاعرك، إنما تنقاد بأفعالك، مثلاً إذا حددنا مهمة واحدة، وهي أنك يجب أن تصلي صلاة الفجر في المسجد، هذه مهمة يمكن قياسها، يمكن الوصول إليها، ويمكن تحقيقها، إذن هي أصبحت هدفًا، له آليات، له طريق، وله نتائج.
جرب هذه الطريقة، طريقة تحديد الأهداف بمسمياتها، والإصرار على تنفيذها وإنجازها مهما كانت المشاعر سلبية ومهما كانت الأفكار محبطة.
هذه الطريقة معروفة تسمى طريقة (samrt) وهي طريقة أخرجت الكثير من الناس من انفعالاتهم السلبية، واستسلامهم لأعراضهم التي زادت من عللهم، والإنسان قطعًا حين يُنجز من خلال تنفيذ الأفعال والأعمال التي يُحددها بعد أن يحس بالإنجاز سوف تتغير وتتبدل مشاعرهم، هذه نقطة ضرورية، فأرجو أن تنتهج هذا المنهج.
النقطة الأخرى: هي أن تلزم نفسك ببرامج يومية للتواصل الاجتماعي، وابدأ بالتواصل الداخلي مع الأسرة، اجلس معهم، تناول معهم الطعام، شاركهم في بعض الأحاديث، وبعد ذلك الخطوة الأخرى: اسأل عن المناسبات التي تهم أرحامك، واذهب وشارك فيها، خصص أن تزور المرضى (مثلاً)، أن تزور الجيران، أن تبني صحبة من خلال ترددك على المسجد.
فيا أخي الكريم: الأمور تعالج بالتطبيقات، وهي تطبيقات بسيطة جدًّا، لكنها تتطلب الالتزام.
الخوف حين ينتهي سوف يزول الإحباط المصاحب له، وحتى موضوع الخجل والانعزال والانطوائية سوف ينتهي.
أنصحك أيضًا بأمر مهم جدًّا، وهو تنظيم الوقت، بأن تضع جداول يومية تدير من خلالها حياتك، ويجب أن يكون غذاؤك مرتبًا ومنظمًا، نومك منظمًا، ممارستك للرياضة منظمة، العبادات يجب أن تكون منظمة، فإذن الحياة كلها تقوم على هذه الآليات التنظيمية، وهي بسيطة ومتاحة للإنسان.
اما عن المعاصي والعادة السري
فاعلم هداك الله أن الشيطان للإنسان عدو مبين، فهو لا ينفك يوسوس له ويريد أن يصده عن سبيل الخير والاستقامة، والواجب على العاقل أن يأخذ حذره منه وأن يتحرز من كيده ومكره، فعليك أيها الأخ الكريم أن تعلم ان تشغل نفسك بحفظ كتابه،
. فتب إلى الله توبة نصوحا واستقم على شرعه، واعلم أنه سبحانه لا يرد تائبا رجاه ولا مقبلا عليه أمل فضله ورجا بره وإحسانه، فإنه من تقرب إلى الله شبرا تقرب الله إليه ذراعا، ومن تقرب إليه ذراعا تقرب الله إليه باعا، ومن أتاه يمشي أتاه سبحانه هرولة.
فجاهد نفسك في الله تعالى واعلم أنك مع المجاهدة موفق مسدد لا يخيب سعيك؛
كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}. ومما يعينك على التوبة أن تشغل وقتك بطاعة الله تعالى فلا يبقى فيه متسع لتلك المعاصي والشهوات، وأن تشتغل بتعلم العلم الشرعي وسماع الأشرطة والمحاضرات والدروس النافعة، وقراءة ما يناسب سنك من الكتب النافعة، واحضر حلق الذكر ومجالس العلماء، ومما يعينك على الاستقامة أن تصحب الصالحين وتتجنب صحبة رفاق السوء ومن لا تجر صحبتهم إلا الشر، وتزوج إن كان ذلك في مقدورك، وأكثر من الدعاء والزم ذكر الله تعالى وقراءة القرآن، وأدم الصوم وأطل الفكر في الموت وما بعده من أهوال القيامة، واستحضر دوام اطلاع الله عليك ومراقبته لك وأنه سبحانه لا يخفى عليه مثاقيل الذر من عملك فحاذر أن تبارزه بما يكره، ولا تجعله سبحانه أهون الناظرين إليك.
نسأل الله أن يهديك لأرشد أمرك وأن يوفقك لما فيه صلاحك ونفعك في الدنيا والآخرة.
والآن إليك هذه النصائح لتجنب الممارسة:
1- التوكل على الله، والدعاء والتضرع إليه بصدق ليخلصك من هذه العادة، مع التوبة عما سلف، والمحافظة على الصلوات في جماعة، وخاصة الفجر، والمحافظة أيضاً على وردك القرآني اليومي، وعلى الأذكار.
2- البعد عن كل وسائل الإثارة بدايةً بالتزام غض البصر، وعدم مشاهدة الأفلام الإباحية أو الصور الخليعة في المجلات أو النت أو التلفاز، وكذلك الأغاني، وما تحمله من أفكار مثيرة، والفيديو الكليب اللعين.
3- لابد من شغل وقت الفراغ، فلا يكون لديك وقت فراغ على الإطلاق، ويكون ذلك يتحديد أهداف ومشاريع.
وهنا وقفة: لابد أن تقوم الآن وتمسك بورقة وقلم وتكتب أهدافك ومشاريعك خلال الشهر والسنة القادمة، بل والعشر سنين القادمة، بحيث يشمل النجاح في الدراسة بأني سآتي بمجموع كذا لأدخل كذا، من أجل نصرة الإسلام والمسلمين، وأن أكون عالما مسلما ناجحاً.
أيضاً عمل خطة لحفظ القرآن الكريم خلال سنتين، وحضور درس ديني أسبوعياً، مع صحبة صالحة، والمحافظة على السنن والفروض في جماعة، وأن أدعو كل من أعرفه إلى الالتزام والقرب من الله، ولابد من ممارسة رياضة كل أسبوع تخرج فيها كل طاقتك، ابحث عن رياضة تحبها ومارسها بانتظام.
4- بالنسبة للنوم: فعليك بالنوم على طهارة مع قراءة آية الكرسي، والمعوذتين، وعدم النوم عاريا أو ما شابهه، وعدم الذهاب للنوم إلا عند الحاجة.
5- وعن الطعام عليك بالصوم كما أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، والبعد عن الطعام الكثير والمثير، مثل المحتوي على الأملاح؛ مثلاً المكسرات أو الأطعمة البحرية.
6- عند الاستحمام عليك بقراءة الأذكار قبل الدخول، وعدم المكث كثيراً داخل الحمام بدون داع، وطرد أي فكرة تأتي إليك وأنت عريان، وعدم مداعبة الأعضاء لأي سبب سواء بالشامبو أو الصابون.
7- الصحبة الصالحة التي تعينك على الخير.
8- تذكر زوجتك في المستقبل، وكيف يكون حرصك على سعادتها بالحفاظ على صحتك حتى لا تؤثر عليها بعد ذلك.
9- تذكر رجالاً تحترمهم وتخيل أن يراك أو يعلم أحدهم أنك تقوم بهذا، وتخيل موقفك أمامه وموقفك أمام أبويك إذا دخلوا عليك وأنت تمارسها، وتذكر عدم احترامك لنفسك أنك لا تستطيع بضعفك التحكم في شهواتك.
لذا سيكون مناسباً أن تضع برنامجا يومياً وأسبوعيا يشغل كل دقيقة، إما بمذاكرة أو ذكر أو جلوس مع أصحاب صالحين أو أهلك، وتذكر: (من لم يشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل)!
10- وقبل أي شيء راقب الله، واعلم أنه مطلع عليك في كل لحظة، وتذكر يوم القيامة، ويأتي حسابك على كل الأشهاد.
- اقتباس
تعليق