إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اخلاص

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اخلاص

    السلام عليكم ادا تكاسل طالبه او طالب العلم وجاهد وعاود وكل مرة يجد نفسه ينجز وابات مثلا او يكمل الحفظ تجنبا للاحراج من الاعتذار لشيخه او معلمه هل هدا يعتبر غير مخلص مع العلم ان نيته فعلا طلب العلم لكن التكاسل يوقعه في مثل الموقف الدي ذكرت

    اشيروا علي بارك الله في الطاقم وجعلكم مفتين لله بحق واكرم مثواكم

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 29-01-2014, 02:31 AM.

  • #2
    رد: اخلاص


    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل وصحبه وسلم.

    وبعد:
    فأن أعظم الأصول المهمة في دين الإسلام هو تحقيق الإخلاص لله تعالى في كل العبادات، والابتعاد والحذر عن كل ما يضاد الإخلاص وينافيه، كالرياء والسمعة والعجب ونحو ذلك. ورحم الله احد العلماء إذ يقول: "وددت أنه لو كان من الفقهاء من ليس له شغل إلا أن يعلم الناس مقاصدهم في أعمالهم، ويقعد للتدريس في أعمال النيات ليس إلّا، فانه ما أُتىَ على كثير من الناس إلا من تضيع ذلك".



    تعريف الإخلاص:
    قال العز بن عبد السلام : "الإخلاص أن يفعل المكلف الطاعة خالصة لله وحده، لا يريد بها تعظيماً من الناس ولا توقيراً، ولا جلب نفع ديني، ولا دفع ضرر دنيوي". أ.هـ(4).
    قال سهل بن عبد الله: "الإخلاص أن يكون سكون العبد وحركاته لله تعالى خاصة". أ.هـ
    وقيل: "هو تفريغ القلب لله" أي: صرف الانشغال عمّا سواه، وهذا كمال الإخلاص لله تعالى (5).
    وقيل: "الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين".
    ويقول الهروي: "الإخلاص تصفية العمل من كل شوب".
    ويقول بعضهم: "المخلص هو: الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله".
    سئل التستري: "أي شيء أشد على النفس؟! قال: "الإخلاص؛ لأنه ليس لها فيه نصيب".
    ويقول سفيان الثوري: "ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نيتي؛ إنها تتقلبُ عليّ". (6) ومدار الإخلاص في كتاب اللغة على الصفاء والتميز عن الأشواب التي تخالط الشيء يقال: هذا الشيء خالص لك: أي لا يشاركك فيه غيرك والخالص من الألوان عندهم ما صفا ونصع. ويقولون خالصة في العشرة: صافاه (7).
    فلذلك لابد من الإخلاص في الطلب، ولاشك أنه في كثير من الأحيان يغفل طلاب العلم عن الإخلاص، فيشعرون أنهم يدرسون من أجل النجاح في الامتحان، أو من أجل التفوق والتميز على قرنائهم، أو حتى من أجل بعض المآرب الدنيوية، وكل هذه الأمور تحصل للطلاب، لكن على الإنسان أن يحقق إخلاصه، وأن يراجع نيته في كل فترة، لابد أن يراجع نفسه عند بداية دراسته، وعند دخوله للقسم، وعند سماعه لأية محاضرة، وعند فتحه لأي شريط، وعند مطالعته لأي كتاب، فيراجع نيته ويجدد إخلاصه لله سبحانه وتعالى،
    فقد قال
    ابن عيينة رحمه الله: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله، والعلم النافع مذكر بالله حتى لو دخلته بنية أخرى ستذهب تلك النية، فلابد أن تراجع نيتك وأن تجددها في كل وقت، وهذا مما يبلغ به الإنسان الدرجات العلى؛ لأنه كلما ازداد تقىً لله كلما فتح الله له خزائن من خزائن العلم لا يمكن أن ينالها بطاقته وجهده، فالله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا [الأنفال:29] ، وهذا الفرقان يميز الإنسان به بين الحق والباطل، وتظهر له الأمور على حقيقتها؛ ولذلك فالتقوى سبب لنيل الإنسان لعلوم لم يكن لينالها بجهده، ولا يصل إليها في عمره، وليس له شيخ يعلمه إياها، وليس فيها كتب ومؤلفات، وليس عنده الوسائل لنيلها، لكن بتقواه لله تفتح له تلك العلوم؛ ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى آتى الخضر من لدنه علماً، وامتن على النبي صلى الله عليه وسلم بهذا العلم اللدني فقال: وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا [النساء:113] ، والذين يلتمسون ما عند الله بتقواه والتقرب إليه عرفوا من أين تؤكل الكتف، وعرفوا الباب فدخلوا منه فاستقاموا.ولاشك أن هذا الإخلاص تشوبه الشوائب، وأن التقوى تقع فيها الخدوش بمخالطة الناس والأهواء وبغير ذلك، لكن لابد أن يعالج الإنسان ذلك، وأن يستمر على الطريق ولا يتراجع، فيحاول إصلاح نفسه مع طول الوقت.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: اخلاص

      .............................اسلام عليكم ورحمة الله
      كالرياء والسمعة والعجب
      ما علاجهم



      ايه الاخلاص عندي ميت جدا..
      كيف اخقق هدا القول ين ويقول بعضهم: "المخلص هو: الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل،.وقيل: "الإخلاص تصفية الفعل عن ملاحظة المخلوقين". لانه صعب جدا وكيف اميز الاخلاص عن الهوى وما هو الهوى بامثلة لوسمحتم

      ولا دفع ضرر دنيوي"...هدا يحدث لتجنب سوء مثلا فهل دا خطا

      "
      زاكم الله خيرا عنا مع اخفاء ..
      سلام عليكم ورحمة الله
      التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 31-01-2014, 02:12 AM.

      تعليق


      • #4
        رد: اخلاص


        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


        فاعلم أن المرء إذا عمل العمل لينال ثناء الناس ومدحهم أو ليظهر تميزه على أقرانه أو غيرهم فهذا هو الرياء بعينه، والله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا ًلوجهه الكريم، قال الله تعالى: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا {الكهف:110}، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه. رواه مسلم وغيره، وفي الصحيحين أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، فمن في سبيل الله؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
        وقد يعمل المسلم العمل لله تعالى لا للناس فيمدحه الناس عليه فلا يعتبر ذلك رياء ولا يذم عليه؛ بل يكون بشرى طيبة له، كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن.
        قال النووي في شرحه: هذا كله إذا حمده الناس من غير تعرض منه لحمدهم وإلا فالتعرض مذموم. انتهى. وإذا فرح العبد لثناء الناس عليه والحالة هذه فلا يعتبر ذلك رياء، كما قال صاحب كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد: فأما إذا عمل العمل لله خالصاً ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين ففرح بفضل الله ورحمته واستبشر بذلك لم يضره. انتهى.
        الإخلاص سر من أسرار الله تعالى، وعمل من أعمال القلوب بل هو في مقدمة الأعمال القلبية، لأن قبول الأعمال لا يتم إلا به.
        والمقصود بالإخلاص: إرادة وجه الله تعالى بالعمل، وتصفيته من كل شوب ذاتي أو دنيوي، فلا ينبعث العمل إلا لله تعالى، غير مشوب برغبة للنفس، ظاهرة أو خفية.
        وأساس إخلاص العمل تجريد النية فيه لله تعالى.
        والإخلاص ضروري لكل عمل من أعمال الآخرة، وفي ذلك يقول الإمام أبو حامد الغزالي "قد انكشف لأرباب القلوب ببصيرة الإيمان، وأنوار القرآن أن لا وصول إلى السعادة إلا بالعلم والعبادة، فالناس كلهم هلكى إلا العالمين ، والعالمون كلهم هلكى إلا العاملين، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصين، والمخلصون على خطر عظيم، فالعمل بغير نية عناء، والنية بغير إخلاص رياء، وهو للنفاق كفاء، ومع العصيان سواء، والإخلاص من غير صدق وتحقيق هباء، وقد قال الله تعالى في كل عمل كان بإرادة غير الله مشوبا مغمورا قال تعالى: "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا" "الفرقان: 23"
        وقد أمر الله عباده بالإخلاص له، قال تعالى:"وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة" "البينة : 5"
        ويأمر نبيه بأن يوضح:"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له"."الأنعام :162-163"
        وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم" "رواه مسلم"
        فهو ينظر سبحانه إلى استقرار الإخلاص في القلوب، وإلى موافقة الأعمال لشرعه سبحانه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
        ويشدد الإسلام في طلب الإخلاص،ويؤكد على تجريد النية، وذلك لأن الحياة لا تستقيم ولا ترتقي إلا بالمخلصين، أما عبيد الدنيا وعشاق الثروة، فهم لا يبالون في سبيل دنياهم وشهواتهم أن يدمروا دنيا الآخرين ودينهم معا، وأن يحولوا العمار إلى خراب، والأحياء إلى أموات، والمنازل إلى قبور.
        ويبعث على الإخلاص: العلم بأهميته وضرورته وثمراته في الدنيا والآخرة، وأن الله تعالى لا يقبل عملا إلا بإخلاص مهما تكن صورته.
        كما يعين على الإخلاص صحبة أهل الإخلاص ومعايشتهم، وقراءة سير المخلصين، ومجاهدة النفس الأمارة بالسوء، والدعاء والاستعانة بالله تعالى، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الله فيقول: "اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك لما لا نعلمه"رواه الإمام أحمد
        ومن دلائل الإخلاص: الخوف من الشهرة، واتهام النفس بالتقصير، العمل في صمت بعيدا عن الأضواء وألا يطلب المدح ولا يغتر به، واستواء العمل عنده في القيادة والجندية، وجعل الرضا والسخط لله لا للنفس، والصبر على طول الطريق والحرص على العمل الأنفع، والسلامة من آفة العجب والحذر من تزكية النفس.
        ومن ثمرات الإخلاص:
        - السكينة النفسية وانشراح الصدر وذلك لانحصار الهموم في هم واحد، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
        "من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة""رواه ابن ماجة"
        - والاستمرار في العمل، وذلك لأن الذي يعمل للناس يكف عن العمل إذا لم يجد ما يبغي وفي هذا يقول أحد الصالحين: ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
        - تحويل العادات إلى عبادات وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
        "إنك ما تنفق نفقة تبغي بها وجه الله تعالى إلا أثبت عليها، حتى اللقمة تضعها في في (أي فم) امرأتك""متفق عليه"
        - إحراز ثواب العمل وإن لم يتمه أو لم يعمله، وفي ذلك يقول الله تعالى:
        "ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله، وكان الله غفورا رحيما"(النساء: 10)
        لذلك ينبغي على المؤمن أن يبتغي وجه الله دائما وأن يكون الإخلاص شعاره، والنية الصالحة مسلكه
        ومما يعين على ترك الرياء
        الحرص على إخفاء ما بالعبد مندوحة عن إظهاره من العمل، فيحرص المسلم على أن تكون صلاته النافلة في بيته ما أمكن، ويحرص على إخفاء غير الصلاة من العبادات التي لم يندبه الشرع إلى إظهارها ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة، وكان من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.




        لزوم باب التضرع والإكثار من اللجوء إلى الله تعالى ودعائه أن يصرف هذه الآفة الماحقة عن القلب، وبخاصة هذا الدعاء الجليل الذي علمنا إياه النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه. رواه أحمد في مسنده، وقد كان من دعاء عمر رضي الله عنه: اللهم اجعل عملي كله صالحاً واجعله لوجهك خالصاً ولا تجعل لأحد فيه شيئاً. ذكره عنه ابن القيم في الجواب الكافيقراءة أخبار المخلصين وسيرهم فإن ذلك مما يبعث على التشبه بهم واقتفاء آثارهم،.





        وأما حب إبراز النفس والتفوق فهو مذموم لأن العبد مطالب بالتواضع، وعلى قدر تواضعه تكون رفعته ومنزلته عند الله تعالى، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد.
        وقد حث الشرع على التواضع ورغب فيه وحذر من التكبر وزجر عنه، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله. وفي المسند وصحيح ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تواضع لله درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله في أعلى عليين، ومن يتكبر على الله درجة يضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل سافلين.
        وما أحسن ما قال الإمام ابن القيم رحمه الله في روضة المحبين: النفوس ثلاثة: نفس سماوية علوية فمحبتها منصرفة إلى المعارف واكتساب الفضائل والكمالات الممكنة للإنسان واجتناب الرذائل وهي مشغوفة بما يقربها من الرفيق الأعلى وذلك قوتها وغذاؤها ودواؤها فاشتغالها بغيره هو داؤها، ونفس سبعية غضبية فمحبتها منصرفة إلى القهر والبغي والعلو في الأرض والتكبر والرئاسة على الناس بالباطل فلذتها في ذلك وشغفها به، ونفس حيوانية شهوانية فمحبتها منصرفة إلى المأكل والمشرب والمنكح. وربما جمعت الأمرين فانصرفت محبتها إلى العلو في الأرض والفساد؛ كما قال الله تعالى: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وقال في آخر السورة: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ. انتهى.
        أما كيف يمكنك أن تجعل العمل لوجه الله فذلك بأن تعالج نيتك لتكون لله خالصة لوجهه سبحانه، وبأن تجاهد نفسك لتبعد الرياء عن قلبك وهو أمر ليس باليسير إلا على من يسره الله عليه؛ ولذلك قيل "إخلاص ساعة نجاة الأبد"، ونقل ابن رجب في جامع العلوم والحكم عن يوسف بن الحسين الرازي قوله: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر. انتهى.
        هذا.. وتصحيح النية من أهم ما يجب أن يعتني به العبد؛ كما جاء في الدرر السنية في الأجوبة النجدية: لأئمة الدعوة النجدية قولهم: ويجب على من نصح نفسه أن يكون اهتمامه بتصحيح نيته وتخليصها من الشوائب فوق اهتمامه بكل شيء، لأن الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى. انتهى.



        كيف تكون كل أعمالك خالصة لوجه الله تعالى، فأهل العلم ينصون على أن الإنسان عندما يربي نفسه على النية الصالحة واستحضارها في كل لحظة من لحظات حياته سوف يكون سعيداً. يقول الله عز وجل: ((إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا))[النساء:35]، وأخبر الإمام الثوري أن النية كانت باباً من أبواب العلم، فقال: كانوا يتعلمون النية كما يتعلمون العمل، فلذلك عندما تربين نفسك على مثل هذا وتستشعرين أن العمل ما دام بالصدق والإخلاص فإن الله سبحانه وتعالى يقبله، وإن الله جل وعلا يُجازي الإنسان على أعماله الطيبة ويعينه سبحانه وتعالى. ثم أيضاً تربين نفسك على استحضار النية ولو مُدحتِ ولو أثني عليك، ولو قيل ما قيل لك، فأنت تستعينين بالله سبحانه وتعالى وإن الله جل وعلا لن يضيع أمرك ولن يضيع عملك.

        ولذلك فإن الإنسان عندما يعرف كيف تكون أعماله خالصة لوجه الله تعالى أنه يستوي عنده المدح والذم، فلا يضرك ذم الذام، ولا تصابين بالغرور بمدح المادح، فإنهم كلهم عندك سواء، بل تحرصين على الاستمرار في هذا الباب، لعل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهذا الأمر، ولذلك الله سبحانه وتعالى لما قال: ((وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ))[البينة:5] قال: ((وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ))[البينة:5]، فإن الاستعانة بالله سبحانه وتعالى هي من أعز المطالب في هذه المواطن التي لو حافظ الإنسان عليها لأعانه الله سبحانه وتعالى إعانة.


        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق


        • #5
          رد: اخلاص

          نحن نطمئنك أولاً – أنك بخير -والحمد لله-، وأن إسلامك بخير، وأنك على خير كثير، فكراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها دليل على سلامة في إيمانك، وصحة في إسلامك، ولكن أنت مأمور بأن تأخذ بالأسباب التي تدفع عن نفسك هذه الوساوس، وهي أسباب سهلة ويسيرة.

          العلاج الأول: ألا تلتفت إلى هذا الوسواس، ولا تعيره اهتمامًا، فإنه كيد من الشيطان ومكر منه، يحاول به أن يُدخل الحزن إلى قلبك، ويكِّره إليك الطاعات والعبادات ليصرفك عنها، فردّي كيده في نحره، واصرفي ذهنك عن الانشغال بما يُوحيه إليك ويُمليه، واستعين بالله على ذلك، وسيعينك سبحانه -وتعالى-.

          الأمر الثاني: الاستعاذة بالله -تعالى- كلما عرض لك عارض من ذلك، فإذا سلكت هذا الطريق فإننا على ثقة تامة من أن الله -تعالى- سيدفع عنك هذا المكروه ويصرف عنك هذا السوء.

          هذه هي النصيحة النبوية لمن ابتلي بشيء من الوسواس، قال -عليه الصلاة والسلام-: (فليستعذ بالله ولينتهِ) فاستعيذ بالله وانتهي عن الاسترسال مع الوسوسة، ستُشفن -بإذن الله تعالى-.

          إذا حاول الشيطان أن يقول لك بأنك رآيت أو أنك ستفعلين هذا الشيء رياءً فلا تلتفت إليه، وافعل ذلك، ولا تترك شيئًا من العبادات خوفًا من الرياء، فإن ترك العبادات خوف الرياء رياء كما يُقرر العلماء ذلك، فلا تترك شيئًا من العبادات بسبب وسوسة الشيطان وإيحائه لك.

          وخوفك كل هذا الخوف من الرياء دليل على إخلاصك، على أنك تريد بعملك وجه الله -تعالى-، ولولا هذا الإخلاص الموجود في القلب، لما تعب الشيطان كل هذا التعب في محاولة إفساد هذا الإخلاص بما يُلقيه إليك من أنواع الشكوك والأوهام، فلا تلتفت إذًا إلى وسوسة الرياء، وتذكر دائمًا أن العمل إنما يُجازي عليه الله -سبحانه وتعالى-، وأن غيره لا يستطيع أن يجزيك، فإذا استحضرت هذا المعنى فإن هذا سيدفعك دومًا إلى العمل ابتغاء وجه الله.

          وأما الوسواس ؛ فإن هذا أيضًا مما يدل على أن الشيطان يكيد لك كيدًا عظيمًا لما يراه فيك من الخير والإيمان والصلاح، وخوفك كل هذا الخوف وذعرك من هذا الوسواس، دليل على وجود الإيمان في قلبك، ولذلك النبي -عليه الصلاة والسلام– قال لبعض الصحابة، الذين شكوا إليه أنهم يجدون في صدورهم من الوساوس الشيء القبيح، الذي يُفضل أحدهم أن يُحرق حتى يصير حممة، يفضل ذلك على ألا يتكلم بما يجده في صدره، فلما شكوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم– هذه الحال قال لهم: (ذاك صريح الإيمان) فجعل خوفهم من التكلم بمثل ذلك الوسواس الذي في صدورهم ونفورهم منه، دليلاً صريحاً على صحة إسلامهم وقوة إيمانهم.

          ونحن نظن بك ذلك الظن، فلا تخاف، ولا تلتفت إلى هذه الوساوس، وامضي في عملك، مستعين بالله، واستعيذ بالله -تعالى- كلما حاول الشيطان أن يعترضك بشيء من ذلك الوسواس، وسيذهب عنك -بإذن الله تعالى– عن قريب.

          نسأل الله أن يأخذ بيدك لكل خير.



          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في
          :

          جباال من الحسنات في انتظارك





          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x
          إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
          x
          أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
          x
          x
          يعمل...
          X