إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

استحضار القلب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • استحضار القلب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    دا سؤال تبع ( هاتي ايدك ) يا شيخ :

    احيانا وانا بدعي بحس ان الدعاء مش طالع من قلبي حاسه اني في وادي تاني وانا بدعي :( بمعني اصح عايزة استحضر قلبي بس مش قادره الموضوع ده مضايقني جدا

    وجزاكم الله خيرا ..

  • #2
    رد: استحضار القلب

    الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
    فالمقصود بسجود القلب هو انكساره وخضوعه لله تعالى . وهذا يكون في الصلاة وغيرها، فما دام القلب خاضعا لله مخبتا إليه فهو في سجود , وسجود القلب في الصلاة بخشوعه وتدبره لما يردده المصلي من ذكر فمن كان حاله كذلك كان ساجد القلب والبدن, ومن كان قلبه هائما في أودية الدنيا فهو ساجد البدن لا القلب, فاستشعري أختي السائلة في سجودك أن قلبك ساجد بين يدي ربه وتدبري ما تقولينه من ذكر ودعاء, ومعنى قول المصلي " سبحان ربي الأعلى " أي أنزه ربي الأعلى الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه، علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر , أنزهه عن كل نقص وعيب , والتسبيح في اللغة التنزيه , فإذا قال القائل سبحان معناه أنزه , فتدبري هذا المعنى واستشعري ما مر ذكره تكوني قد اقتديت بالنبي صلى الله عليه وسلم في سجوده.
    وأما السؤال عما ذا يجب عليك أن تستشعريه لكي يكون دعاؤك بالصورة المطلوبة فجوابه أن تجتهدي أولا في الدعاء بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة فهي أفضل من الأدعية التي أحدثها الناس , ثم استشعري أنك تدعين مالك الملك الغني الذي يقول للشيء كن فيكون والذي لا تفنى خزائنه ولا تغيض النفقة ما في يمينه، والجمع بين هذا وبين اليقين بحصول الإجابة أمر ميسور لمن يسره الله عليه وليس أمرا شاقا فاجتهدي في تحصيل ذلك ولا تفتحي على نفسك باب الوسوسة المفرطة والشك فتضيعي على نفسك خيرا كثيرا فالأمر يسير
    ،
    فالتلذذ بالسجود لله، والوقوف بين يديه، مرتبة عظيمة، لا يصل إليها إلا من وفقه الله، ومما يعين على ذلك أن يستشعر العبد أنه في سجوده يكون في أقرب الأحوال إلى الله، قال صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد، فأكثروا الدعاء .أخرجه مسلم.
    ولينظر في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف يطيل السجود، ويكثر الدعاء؛ أخرج مسلم عن حذيفة، أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ البقرة، و النساء، و آل عمران في ركعة واحدة، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: «سبحان ربي العظيم»، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: «سمع الله لمن حمده»، ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد، فقال: «سبحان ربي الأعلى»، فكان سجوده قريبا من قيامه. وقد كانت الصلاة قرة عينه صلى الله عليه وسلم.



    • [*=center]الدعاء باسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب:

    فعن بُريدة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد. فقال صلى الله عليه وسلم: "لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى، وإذا دُعي به أجاب".
    • [*=center]أن يجتهد في الإتيان بالأدعية الواردة في الكتاب والسنة ؛ فإنها لم تترك شيئا من خير الدنيا والآخرة إلا وأتت به، وألا ييأس إن تأخرت الإجابة فإن هذا من العجلة التي نهى عنها الشرع.


    والدعاء وغيرها من علامات الإيمان، وينبغي أن تعلم أنه ما من قلب إلا ويتعرض لبعض الفتور، وبعض ما يغشاه ويعلوه مما يصيبه الإنسان من بعض الذنوب، أو التوسع في المباحات، أو الغفلة ونحو ذلك من الأسباب التي تؤثر في خشوع القلب، ولا يسلم أحد من المؤمنين من هذا، حتى خير القرون عوتبوا من الله فعن ابْنَ مَسْعُودٍ قَالَ: مَا كَانَ بَيْنَ إِسْلَامِنَا وَبَيْنَ أَنْ عَاتَبَنَا اللَّهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ. إِلَّا أَرْبَعُ سِنِينَ. رواه مسلم.
    وينبغي للمؤمن أن يحزن على حاله ويحاول جاهدا تحصيل الخشوع ولين القلب
    ، والبحث عن الأمور التي تعينه على الخشوع والثبات عليه. ومن هذه الأمور:
    1- معرفة فضل وثواب الخشوع وما أعد الله لأهله في جنات النعيم، فمعرفة الثواب تعين على تحصيل العمل، ومن ذلك قول الله عز وجل: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ......أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. {المؤمنون:1-11) .
    فالخشوع في الصلاة هو أول صفات المؤمنين، وثمرته هي الفلاح، وأصحابه من الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون.
    2- الاستعاذة بالله من عدم خشوع القلب، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْعُو بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَقَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَدُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَنَفْسٍ لَا تَشْبَعُ. ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعِ. رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني.
    3- أن تطعم المسكين وتمسح رأس اليتيم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ فَقَالَ لَهُ: إِنْ أَرَدْتَ تَلْيِينَ قَلْبِكَ فَأَطْعِمْ الْمِسْكِينَ وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ. رواه أحمد وحسنه الشيخ الألباني.
    4- إذا أحدثت ذنبا فسارع بالتوبة: فآثار الذنوب هي التي تغطي القلب وتجعله قاسيا وتذهب خشوعه وجلاء ذلك التوبة، ومما يدل على ذلك حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صقِلَ قَلْبُهُ وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ : كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ. رواه أحمد وابن ماجه والترمذي وقال:حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، وحسنه الألباني.
    5- الإكثار من الاستغفار: فعَنْ الْأَغَرِّ الْمُزَنِيِّ وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّةٍ. رواه مسلم.
    قال النووي في شرحه: الْغَيْن وَالْغَيْم بِمَعْنًى, وَالْمُرَاد هُنَا: مَا يَتَغَشَّى الْقَلْب. انتهى.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى:
    وَالْغَيْنُ حِجَابٌ رَقِيقٌ أَرَقُّ مِنْ الْغَيْمِ فَأَخْبَرَ أَنَّهُ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ اسْتِغْفَارًا يُزِيلُ الْغَيْنَ عَنْ الْقَلْبِ فَلَا يَصِيرُ نُكْتَةً سَوْدَاءَ، كَمَا أَنَّ النُّكْتَةَ السَّوْدَاءَ إذَا أُزِيلَتْ لَا تَصِيرُ رَيْنًا. انتهى



    كثرة ذكر الموت وزيارة القبور: فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّهَا تُرِقُّ الْقَلْبَ، وَتُدْمِعُ الْعَيْنَ، وَتُذَكِّرُ الْآخِرَةَ. فَزُورُوهَا وَلَا تَقُولُوا هُجْرً.ا رواه أحمد وصححه الألباني.
    ونوصي السائل بمراجعة رسالة: أمراض القلوب وشفاؤها. لابن تيمية رحمه الله، وراجع : فصل في منازل إياك نعبد التي ينتقل فيها القلب منزلة منزلة في حال سيره إلى الله في: مدارج السالكين لابن القيم. ونسأل الله أن يرزقنا يقظة تبعدنا عن رقاد الغفلة وتحيي قلوبنا وأن يرزقنا الخشوع.


    وكم أتمنى أن تستغل أوقات فراغك في الأذكار والأدعية، يعني الآن تعمل بيدك ولا تعمل بفمك أو بلسانك، فاجعل يدك للعمل واجعل لسانك وقلبك لله تعالى، أكثر من الاستغفار طيلة فترة عملك ما دام لا يشغلك عن أداء عملك، أكثر من الاستغفار والأذكار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم حاول تستغل أوقات الفراغ كلها التي لا تستطيع أن تقرأ فيها القرآن، استغلها في الاستغفار والذكر والصلاة على النبي – عليه الصلاة والسلام – وحاول أن توسع هذه المساحة في حياتك، وأنا واثق بأن الخشوع سيأتيك - بإذن الله تعالى – لأن الذكر حصن حصين من الشيطان الرجيم، والذي تحكي عنه الآن إنما هو ثمرة من ثمار كيد الشيطان لك؛ لأن الشيطان عز عليه أن يمنعك من صلاة الجماعة لصلواتك الخمس فبدأ يُفسد عليك صلاتك ويُذهب منك خشوعك ويضغط عليك في الأمور الأخرى حتى يصرفك عن عمل الخير.

    استشعار الخوف من الله تعالى، وقراءة القرآن وتدبر معانيه، ومعرفة عظيم الأجر على البكاء - وخاصة في الخلوة - والتفكر في حالك وتجرؤك على المعصية, والخوف من لقاء الله على هذه الحال, والبكاء من الشفقة من سوء الخاتمة, وسماع المواعظ المؤثرة, والمحاضرات المرققة للقلب.
    ولا بأس عند الدعاء من طأطأة الرأس, ونحو ذلك من الأفعال التي يظهر بها المسلم خضوعه وذله لربه سبحانه وتعالى.







    ومن الكتب المفيدة في شأن الصلاة والدعاء : " رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه " و كتاب "قرة عيون الموحدين في الصلاة الخاشعة والوقوف بين يدي رب العالمين" للشيخ أحمد الحواشي ، وكتاب " رهبان الليل "للشيخ سيد العفاني ، "شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة " للشيخ سعيد القحطاني، وكتب الرقائق عموم



    فكتب الرقائق والسلوك عموماً محورها وغايتها هو تزكية النفس، ومن أبرز تلك الكتب كتب العلامة ابن قيم الجوزية مثل: لداء والدواء (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان- طريق الهجرتين- مدارج السالكين. مختصر منهاج القاصدين لابن قدامة المقدسي- تلبيس إبليس لابن الجوزي. ومما يعين على تزكية النفس مطالعة كتب الترغيب والترهيب، ككتاب الترغيب والترهيب للمنذري، أو صحيح الترغيب والترهيب للألباني، وكذلك الكتب المتعلقة بأحوال الموتى والدار الآخرة، ككتاب حادي الأرواح لابن القيم، وكتاب التخويف من النار لابن رجب، وكتاب التذكرة للقرطبي، فإن هذه من أنفع العلوم لصلاح الباطن وحصول الاستقامة.


    والله أعلم.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X