إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كفارة اليمين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كفارة اليمين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    من فضلكم لدي مشكله مع كفارة اليمين
    اصلا مشكلتي قديمة دوما كنت احلف على شيء ولا اوفي يمينى ثم في مرة بدأت احصر على قدر ما اتذكر الأيمان التي حلفتها ولم اوفيها , وبدات اجمع عدد الايام التي علي صيامها وكانت قرابة الستون يوما,
    سؤالي , الذي اهمنى فعلا , هو انا ليس لي دخل شهري ثابت ولا اعمل , ولكن احيانا قد اخذ مصروف من والدي او اخي , ويكون مبلغ بسيط ولكنه قد يوفي بأداء احد كفارات اليمين التي علي, ولكنى لا اخرجها بل اقضي بها بعضا من حوائجى وادع كفارة اليمين في حيز الصوم
    هل انا هكذا انافق مع الله ؟ كوني لا اخرج المال الذي ياتينى قدرا في تنفيذ حكم الكفارة , حتى لو كان المبلغ لا يفي الا لتكفير يمين واحد فقط؟

    الامر الاخر , بصراحه انا اتراخي في اداء صيام كفارات اليمين احيانا اقول سوف أؤجل للغد وياتي الغد وافطر , فهل فعلي على التراخي يدل على اني استهين باليمين؟

    الامر الاخر انا كنت اصوم نوافل وأؤجل كفارة اليمين فهل هذا يصح , يعني كنت اقوم بصيام مثلا عشرة ايام ذي الحجة واؤجل كفارة اليمين , اصوم يوم اثنين بنية نافله وأؤجل اداء الكفارة فهل هذا يصح؟

    الامر الاخر , انا اغلب حلفي يكون على نفسي فهل هذا يجوز , يعني مثلا حتى اعالج كسلي وفتوري بعض الوقت اقول اقسمت عليك يانفسي لن انام الا وقد اتيت بكذا من الاستغفار او من تلاوة القران
    وسبحان الله الذي يحدث- لان الطاعه ليست الا توفيق من الله عزوجل- الذي يحدث انى انشغل بقية اليوم وياتينى ارهاق ونعاس واضطر اقول سانام واكفر عن هذا اليمين , هل فعلي هذا يدل على انى استهين بيمين الحلف؟
    لو قلت اثناء قسمى على شيء اقسم بالله افعل هذا ان شاء الله - كلمة ان شاء الله تسقط عنى اداء اليمين اذا لم اوفيه؟

    لو في مرة في حياتي منذ زمن قمت بالحلف في موقف ما بشكل تلقائي"حلف كذب"..كيف اكفر هذا؟

    بارك الله فيكم

  • #2
    رد: كفارة اليمين

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:





    فننبه السائلة الكريمة أولا إلى أن كثرة الحلف لا تليق بالمسلم لأنها دليل ضعف إيمان وعدم توقير لذي الجلال والإكرام. فالله سبحانه وتعالى عظيم كريم ينبغي أن يعظم ويصان اسمه قال تعالى: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. {البقرة: 224}. وقال تعالى: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. {القلم : 10}، فاتقي الله وجاهدي نفسك على التخلص من هذه العادة السيئة.
    وما كان من هذه الأيمان بنية وقصد وحصل فيه الحنث فإن فيه الكفارة عن كل يمين إذا كان ذلك على أشياء مختلفة، أما إذا كان المحلوف عليه شيئاً واحداً، وتكررت فيه الأيمان قبل الحنث، فتلزم فيه كفارة واحدة عن الجميع. وكذلك إذا كان المحلوف عليه أشياء مختلفة واليمين واحدة فلا تلزم فيه إلا كفارة واحدة.
    أما إذا كان الحلف مجرد لفظ باللسان دون قصد لمعناه، فهذا من لغو اليمين الذي لا كفارة فيه.
    فعليك أن تتحري عن عدد الأيمان التي حنثت فيها فتكفري عنها حتى تتيقني أو يغلب على ظنك أن ذمتك قد برئت.
    وكفارة اليمين هي: إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وإذا لم تجدي فعليك صيام ثلاثة أيام .
    وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى: 9208.
    وكفري من مصروفك




    فإذا انضم إلى الكذب الحلف زاد الأمر سوء والواجب عليك الآن هو التوبة النصوح، وستر نفسك حتى يستر الله عليك، ولا يجوز لك إخبار إخوانك ولا غيرهم، وكان بإمكانك أن تعرضي بشيء، فإن في المعاريض مندوحة عن الكذب.

    وليس في يمين الغموس كفارة عند جمهور أهل العلم، بل الواجب فيه هو التوبة. وذهب بعضهم إلى وجوب الكفارة فيه، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد صام ثلاثة أيام.

    وللمزيد من الفائدة انظري الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 47655، 102107، 111931 وما أحيل عليه فيها.
    والله أعلم.


    وخصال الكفارة ثلاثة على التخيير وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة. فمن عجز عنها يجب عليه صيام ثلاثة أيام مقابل كل يمين وجبت عليه فيها الكفارة. ولا يشترط في هذا الصيام التتابع على الراجح فلك أن تصوم حسبما يتيسر لك، والتتابع أفضل وانظر الفتويين: 2053 ، 10567. وان كان عندك مصوف فكفر منه واصدق الله ولا تخف
    وثمة كلمة نختم بها فنقول : اتق الله وأقلع عما أنت فيه من ارتكاب الفاحشة فإنك لا تدري متى يأتيك الموت وعندها لا ينفع الندم ولا تجدي التوبة إذا بلغت الروح الحلقوم.

    والله أعلم.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: كفارة اليمين

      انا صاحبة السؤال ..

      انا لله وانا اليه راجعون استغفر الله العظيم واتوب اليه
      بارك الله فيكم على الرد الوافي المفيد
      انا لا اتذكر الايمان فهي كثيرة جدا يعني لو كفرت عن ايماني وانا لا اتذكر سبب كل يمين خطء؟
      ارجو بعض التوضيح يعني ايه ارتكاب الفاحشة هل التهاون في اداء الكفارات فاحشة؟ :_(

      , اوضح اني احيانا يخرج منى الحلف بشكل تلقائي ليس تعمد بصدق
      اوضح اني ليس لدي مصروف ثابت ولا دخل شهري ثابت

      تعليق


      • #4
        رد: كفارة اليمين

        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:



        فإن كثرة الحلف لغير ضرورة أو حاجة ملحة أمر مذموم شرعا سواء كان الحالف يقسم لنفسه أو على غيره فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ.. {البقرة: 224}. وقال تعالى: وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ. {المائدة: 89}.
        قال العلماء: لا ينبغي كثرة الحلف وإن كان على حق، لما يشعر به ذلك من عدم تعظيم الله تعالى.
        وقول القائل: والله لتفعلن كذا يمين منعقدة على الحنث، فيعتبر صاحبها حانثا ما لم يفعل صاحبه ما أقسم به عليه، فإذا فعل من أقسم عليه فقد بر يمينه، ولا كفارة عليه، وإذا لم يفعل لزمته الكفارة دون من حلف عليه. قال ابن قدامة في المغني: فإن قال: والله ليفعلن فلان كذا، أو لا يفعل، أو حلف على حاضر، فقال: والله لتفعلن كذا فأحنثه، ولم يفعل فالكفارة على الحالف. كذا قال ابن عمر، وأهل المدينة وعطاء، وقتادة والأوزاعي وأهل العراق والشافعي لأن الحالف هو الحانث، فكانت الكفارة عليه.
        وأما قوله: بالله عليك، أو أستحلفك بالله.. فإن كان قصده: أسألك بالله.. فإن هذا لا ينبغي لما فيه من السؤال بالله تعالى المنهي عنه شرعا، فقد وروى الطبراني وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا. وفي رواية الإمام أحمد: لا يسأل بوجه الله إلا الجنة.
        وقال صلى الله عليه وسلم: من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه. رواه أحمد غيره وصححه الأرنؤوط.
        وإن كان قصده: أسالك أن تحلف بالله على أن تفعل كذا أو لا تفعل فهذا لا يلزم منه شيء ما لم يحلف له صاحبه أنه سيفعل ذلك الشيء.
        ثم إن إبرار المقسم مستحب ومرغب فيه لمن قدر عليه ولم يترتب عليه ضرر أو إثم؛ لما في الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع.. الحديث- وذكر منهم إبرار القسم.
        فإن الحلف على الكذب من صفات المنافقين واليهود الذين يعتاضون ويستبدلون بعهد الله تعالى، وبأيمانهم الكاذبة الفاجرة أعراض الحياة الدنيا.
        الأمر الذي يحرمهم من النصيب في الآخرة، ومن لطفه تعالى ورحمته في ذلك اليوم العظيم، ويحول بينهم وبين التطهير من الذنوب والأدران.
        فمن اتصف بصفاتهم، وتخلق بأخلاقهم، وسلك مسلكهم، فقد عرض نفسه لما سيحل بهم من عقابه تعالى وغضبه، وإعراضه عز وجل عنهم.
        وقد أمر الله تعالى بحفظ الأيمان، وعدم المسارعة إليها، فقال: (واحفظـوا أيمانكم) [المائدة: 89].
        وقال: (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم) [البقرة: 224].
        أي لا تجعلوه معرضا لأيمانكم فتبتذلونه بكثرة الحلف به.
        كما أنه تعالى ذم المكثرين من الحلف فقال: (ولا تطع كل حلاف مهين) [القلم: 10].
        ثم إن من حلف بالله كاذبا متعمداً، فقد ذهب الجمهور إلى أنه لا كفارة عليه، إذ أنه أتى بذنب أعظم من أن تمحو أثره كفارة يمين، وإنما الواجب عليه أن يتوب لله تعالى مما ارتكبه وتجرأ عليه، وإذا كان اقتطع بها مال امرئ بغير حق، فلابد أن يتحلل منه، فإن تاب فالتوبة تَجُبُّ ما قبلها.
        وذهب الشافعي وطائفة من العلماء إلى وجوب الكفارة عليه، لعموم قوله تعالى: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم للأيمان) [المائدة: 89].
        ولعل الجمع بين التوبة والكفارة أسلم، إعمالاً للنصوص كلها، وخروجاً من خلاف أهل العلم، ولأن موجب التوبة والكفارة قائم، فلا يغني أحدهما عن الآخر. والله أعلم.








        فإن من حلف بالله كاذبًا متعمدًا، فقد ذهب الجمهور إلى أنه لا كفارة عليه، إذ إنه أتى بذنب أعظم من أن تمحو أثره كفارة يمين، وإنما الواجب عليه أن يتوب لله تعالى مما ارتكبه وتجرأ عليه، فإن تاب فالتوبة تَجُبُّ ما قبلها.
        وذهب الشافعي وطائفة من العلماء إلى وجوب الكفارة عليه؛ لعموم قوله تعالى: (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ {المائدة:89}، ولعل الجمع بين التوبة والكفارة أسلم؛ إعمالاً للنصوص كلها، وخروجًا من خلاف أهل العلم؛ ولأن موجب التوبة والكفارة قائم، فلا يغني أحدهما عن الآخر
        واخيرا ان لم تستطعي التكفير بالمال فأكثري من الصوم لانك لم تعلمي عدد اليمين الواقعة ممكن تصومي كل إثنين وخميس والايام البيض بنية تكفير اليمين واستمري على الصيام لله ففيه فضل كبير واحتسبي لو انك قضيتي ما عليكي يكون الباقي لله
        والله أعلم.





        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق


        • #5
          رد: كفارة اليمين

          السلام عليكم
          بارك الله فيكم على الرد الوافي تقبل الله منكم صالح الاعمال
          اللهم اني استغفرك واتوب اليك من جهلي وظلمي وسوء ادبي معك

          تعليق


          • #6
            رد: كفارة اليمين

            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
            وفيكم بارك الله
            اللهم آمين
            ربك يقبل التوبة اختي ربك يحبك سارعي في الخيرات وأتبعي السيئة الحسنة تمحها
            سدد الله خطاك وغفر ذنبك وجعلك من أهل القرآن

            زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
            كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
            في
            :

            جباال من الحسنات في انتظارك





            تعليق


            • #7
              رد: كفارة اليمين

              اللهم آمين آمين آمين
              لا تتخيلوا كم ترفعون معنوياتنا , بارك الله في عملكم وتقبل جهودكم أسأل الله عزوجل ان يجعل هذا الجهد ذخرا لكم يوم لا ينفع مال ولا بنون
              كان من الممكن ان لا اضيف ردا اخر لكنى اردت فعلا ان تشعروا بقيمة وأثر ماتفعلوه معنا في هذا القسم
              ليس المهم ان ينشر ردي المهم ان تصلكم رسالتي
              واصلوا نفع الله بكم

              تعليق


              • #8
                رد: كفارة اليمين

                اللهم امين واياكم اختنا نحن من يسعدنا وجودكم معنا وثقتكم بنا نسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول
                ضعي بصمتك

                زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                في
                :

                جباال من الحسنات في انتظارك





                تعليق


                • #9
                  رد: كفارة اليمين

                  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:



                  وفيما يتعلق بكفارة هذه الأيمان التي تجهلين عددها فالواجب التكفير عن أكبر عدد يغلب على الظن أنه احتياط في قدرها.
                  والكفارة بالصيام إنما تكون عند العجز عن الأمور الأخرى. قال تعالى: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ {المائدة: 89}.
                  والحاصل في المسألة أن عليك أن تحتاطي في عدد الأيمان التي حنثت فيها وتكفري بالإطعام أو الكسوة أو العتق، فإن عجزت عن الثلاثة فلك أن تصومي ثلاثة أيام عن كل يمين.
                  وعليك أن لا تيأسي من قبول التوبة، فإن التوبة النصوح ليس معناها أن لا يرجع التائب إلى الذنب، بل من شروطها أن يعزم عدم الرجوع إلى الذنب. وقد روى أبو داود والترمذي والبزار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة. وراجعي الفتوى رقم: 31318.
                  والله أعلم.


                  الحلف والقسم بمعنى واحد، وكلاهما عبارة عن اليمين والحالف له حالات منها : أن يحلف أو ينذر أكثر من مرة أن لا يعود إلى فعل أمر معين ثم يعود إليه مرة أو أكثر ففي هذه الحالة عليه كفارة واحدة وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وهكذا كل يمين على فعل واحد أو ترك شيء واحد ولو تكررت أو تكرر الحنث ليس فيها إلا كفارة واحدة، إلا إذا كفر عن الأولى منها ثم حلف وحنث مرة أخرى فعليه الكفارة عن الأخرى ، ومنها : أن يحلف أيمانا متعددة على أشياء مختلفة مثل أن يقول والله لا آكل هذا الطعام والله لا ألبس هذا الثوب والله لا أذهب إلى مكان كذا فإنه إن حنث في الجميع كفر ثلاث مرات وإن حنث في واحدة كفرة مرة واحدة هذا قول أكثر أهل العلم، وقيل يكفر كفارة واحدة ما لم يكفر من قبل كما فهم الأخ السائل وهذا قول إسحاق وبعض الحنابلة، وقد ذكر ابن قدامة في المغني بعض هذه المسائل مع بيان ما اختلف فيه منها فقال : وإذا حلف يمينا واحدة على أجناس مختلفة فقال والله لا أكلت ولا شربت ولا لبست فحنث في الجميع فكفارة واحدة ، لا أعلم فيه خلافا لأن اليمين واحدة والحنث واحد فإنه بفعل واحد من المحلوف عليه يحنث وتنحل اليمين، وإن حلف أيمانا على أجناس فقال، والله لا أكلت، والله لا شربت، والله لا لبست فحنث في واحدة منها فعليه كفارة، فإن أخرجها ثم حنث في يمين أخرى لزمته كفارة أخرى، لا نعلم في هذا أيضا خلافا، لأن الحنث في الثانية تجب به الكفارة بعد أن كفر عن الأولى فأشبه ما لو وطئ في رمضان فكفر ثم وطئ مرة أخرى، وإن حنث في الجميع قبل التكفير فعليه في كل يمين كفارة هذا ظاهر كلام الخرقي ورواه المروذي عن أحمد ، وهو قول أكثر أهل العلم وقال أبو بكر : تجزئه كفارة واحدة، ورواها ابن منصور عن أحمد قال القاضي : وهي الصحيحة وقال أبو بكر ما نقله المروذي عن أحمد قول لأبي عبد الله، ومذهبه أن كفارة واحدة تجزئه، وهو قول إسحاق لأنها كفارات من جنس، فتداخلت كالحدود من جنس، وإن اختلفت محالها بأن يسرق من جماعة أو يزني بنساء، ولنا أنهن أيمان لا يحنث في إحداهن بالحنث في الأخرى فلم تتكفر إحداهما بكفارة الأخرى كما لو كفر عن إحداهما قبل الحنث في الأخرى وكالأيمان المختلفة الكفارة وبهذا فارق الأيمان على شيء واحد، فإنه متى حنث في إحداهما كان حانثا في الأخرى، فإن كان الحنث واحدا كانت الكفارة واحدة، وها هنا تعدد الحنث فتعددت الكفارات، وفارق الحدود فإنها وجبت للزجر وتندرئ بالشبهات بخلاف مسألتنا، ولأن الحدود عقوبة بدنية فالموالاة بينها ربما أفضت إلى التلف فاجتزئ بأحدها، وها هنا الواجب إخراج مال يسير أو صيام ثلاثة أيام فلا يلزم الضرر الكثير بالموالاة فيه ولا يخشى منه تلف.




                  فإذا كانت على الشخص أيمان مما تلزم فيه الكفارة عند الحنث ، وهي المذكورة في الفتوى رقم: 60148 ، وكان لا يدري عدد الكفارات التي عليه، فإن عليه أن يحتاط في تقديرها بما يبرئ ذمته، فإذا قدّرها كفّر عن كل يمين بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو بتحرير رقبة، فإن لم يجد شيئا من ذلك صام عن كل يمين ثلاثة أيام.
                  ولا يلزم أن يكون ذاك في وقت واحد؛ فيجوز أن يؤديها على التراخي وبحسبما يتيسر له، كما ذكرنا في الفتوى رقم: 98092 ، وما أحيل عليه فيها.
                  ولا يجزئ دفع قيمة الكفارة عند جمهور أهل العلم للنص على الإطعام، إلا إذا أعطيت القيمة لوكيل يقوم بشراء الطعام كالجمعيات الخيرية وغيرها، وراجع فيه الفتوى رقم: 28936.
                  وعلى القول بإجزاء دفع القيمة -كما ذهب إليه بعض أهل العلم- فإن قيمة الكفارة تقدر بأوسط ما يطعم الشخص أهله وبسعر البلد الذي يعيش فيه ؛ وله أن يستقطع لها جزء من راتبه حتى تنتهي، بشرط أن لا يقل الجرء المخصص لكل فقير عن قيمة إطعامه.
                  وله أن يجعل ما زاد عن الكفارة صدقة، ولكنها ليست صدقة جارية في عرف الفقهاء؛ لأن الصدقة الجارية المقصود بها الوقف الذي يحبس أصله وتسبل منفعته.
                  فلا ينبغي للمسلم أن يكثر من الحلف بالله، لما في ذلك من الجرأة على الله سبحانه وتعالى وعدم هيبته وتعظيمه، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ {البقرة: 224}. وقال: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ {المائدة: 89}. وجاء ذم كثرة الحلف في قول الله عز وجل: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ {القلم:10}.
                  ولذلك ننصح السائل بالكف عن كثرة الحلف، وفيما يخص كفارة هذه الأيمان الكثيرة التي حنثت فيها فإن كانت لغوا من غير قصد أو على شيء تظنه فتبين عكسه فلا كفارة فيها، وانظر الفتوى: 11070.
                  وإن كانت منعقدة ومتواردة على شيء واحد فإن فيها كفارة واحدة إذا لم تكن يمين غموس ـ أي على كذب ـ فإن يمين الغموس لا كفارة فيها عند أكثر أهل العلم، وذهب بعضهم إلى أن فيها الكفارة، وإن كانت منعقدة وعلى أشياء مختلفة فعليك أن تكفر عن العدد الذي يغلب على ظنك أنك حنثت فيه مهما بلغ من الكثرة، وينبغي أن تحتاط لذلك، وتبقى الكفارة في ذمتك حتى تؤديها عندما تستطيع، فإذا عجزت عنها عجزا لا يرجى زواله فإن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، والكفارة تكون بإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن لم تجد شيئا من ذلك فعليك صيام ثلاثة أيام، قال تعالى: فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ {المائدة: 89}.
                  هذا، وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى التالية أرقامها: 1638، 11096، 56146، 10595.







                  زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                  كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                  في
                  :

                  جباال من الحسنات في انتظارك





                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x
                  إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                  x
                  أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
                  x
                  x
                  يعمل...
                  X