السلام عليكم ورحمه الله وبركاته شيخى واستاذى انا فتاه اتحرمت من حنان الاب مع العلم انه على قيد الحياه وابى كان يعملنى بقسوه شديده وفرض على الزواج وانا من خوفى الشديد منه وافقت ولكنى اعتزمت على ان وصل بى الحد انى اغضبت ربى مين بسبب هذا الزواج وقمت باشياء كثيره وقد منه الله على بالتوبه كثيرا ولكنى رجعت من تانى الى المعصيه وكل مره ربى يستر عليه ولكنى تعبت من هذه المعصيه ودعوت الله ان يتوب على والحمد لله انا الان فى قمه السعاده لاننى توبت الى الله وبداءت بحفظ كتاب الله ولكن هناك مشكلتنا اولا انى دعوت الله بانى يبتلا ابى لانها ظالمنى فى موضيع كثيره غير الزواج بالغصب وربى قد ابتلا ابى بمرض والله يا شيخى انى سجدت ادعو ا الله انى يشفيه لانى رايت ابى فى حاله لا يعلمه الا الله المشكله الثانيه انى بداءت بحفظ كتاب الله والشيطان يصور لي ان ده رياء يعنى انا بحفظ قران عشان الناس انا تعبانه جدا م انى بحفظ القران عشان الناس ارجو ان ترد عليه يا شيخ جزاك الله خيرا
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
بتمنا التوبه الصادقه لاتى لا رجوع بعدها الى المعصيه
تقليص
X
-
رد: بتمنا التوبه الصادقه لاتى لا رجوع بعدها الى المعصيه
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبالله عليكي هل يتركك الشيطان لتصبحي وليًّا من أولياء الله تعالى بعد أن كنت جنديًا مخلصًا من جنوده؟! إنك عندما كنت تعصيه، كنت تُقدمي خدمة جليلة للشيطان؛ لأنك بذلك تصرف الناس عن القرآن، وتصرف نفسك عن ذكر الله تعالى، فكنت عاملا من عوامل الإفساد والضمار للمسلمين، ولذلك كان الشيطان بك فرحًا مسرورًا، ولكن عندما تركت المعصية
وتحولت للقرآن أصبحتَ عدوًّا للشيطان، ومن هنا فهو يحاول بكل ما أُوتي من قوة أن يُفسد عليك توبتك، وأن يُفسد عليك نيتك وإخلاصك، ولم يجد فرصة لإبعادك عن حفظ القرآن والتغني به فبدأ يجتهد على قلبك، وبدأ يقول لك (لست مخلصًا، وإنما أنت مراءٍ تريد الناس أن يمدحوك وكذا وكذا) كل هذا إنما هو أنواع من أنواع الحرب القذرة التي يشنها الشيطان على أولياء الله تعالى.
فالشيطان – عندما عجز عن منعك من قراءة القرآن والتوبة بدأ يعمل على قلبك ليفسد قلبك، وا، لماذا يقول لك: (أنك منافقه، وأنك لست صادقًا، وأنك تحب أن يمدحك الناس).
ولذلك أتمنى أن تضرب بهذا الكلام كله عرض الحائط تمامًا، وألا تفكر فيه مطلقًا، وأن تجتهدي في حفظ القرآن والتغني به، ولا تلقي بالاً بمسألة أن الناس يحبون أو لا يحبون، وإنما اجتهد في أن تحفظ وأن تقرأ وأن تتغنى بالقرآن، كل الذي عليك إنما هو أمر واحد: ألا تجعل هدفك أن يرضى الناس عنك، ابعد هذه المسألة، ولكن اجعل هناك هدفا أكبر من هذا، لأنه أن يرضى الناس عنك هذا لا يقدم ولا يؤخر، هل أنت ستستفيد من ذلك أشياء كثيرة، مجرد إشباع رغبة داخلية ولكن لن يفيدك شيئًا.
عليكي أن تجتهدي في أن يمدحك الله، وأن يُثني عليك الله، وأن يُحبك الله، اجعلي هذا هدفك، ولذلك ستجد أن حرصك على مدح الناس يكون شيئًا حقيرًا؛ لأن ما قيمة الناس أمام رب الناس سبحانه وتعالى؟ وما قيمة أن يمدحك سين أو صاد من الناس أمام أن يُثني عليك الملك الجليل سبحانه وتعالى، وأن يستمع إليك جل جلاله؛ لأن النبي - عليه الصلاة والسلام –
فعليك أن تضرب بهذا الكلام كله عرض الحائط، وألا تفكر فيه مطلقًا، وعليك أن تجعل هدفك مرضاة الله تعالى، ولا تشغل بالك بالناس. هذا أولاً.
ثانيًا: عليك أن تدعو الله بهذا الدعاء الذي علمنا إياه النبي - عليه الصلاة والسلام -: (اللهم إني أعوذ بك أن أُشْرِكَ بك شيئًا أعلمه، وأستغفرك لما لا أعلمه)؛ لأن هذا هو علاج الرياء، ولا تحاول أبدًا حتى وإن مدحك الناس وفرحتَ بذلك فهذا عاجل بُشرى المؤمن، لكن لا تجعل هذا هدفك، واجتهد في أن تعدل النية، لأنه قد يكون هدفك فعلاً ذلك، ولكن هذا قد يعكر عليك الصفو، أنت تستطيع أن تعدل النية بأن تجعل هدفك فقط إنما هو مرضاة الله، أما إذا مدحك الناس وأثنوا عليك وأنت فرحت بذلك فلا حرج في ذلك شرعًا.
فإن الأب يظل أباً وإن لم يفعل لأبنائه الخير وقصر في حقهم وأحسن إلى الغير، ورحم الله والديك ومن أحسن إليكم من أهل الخير، ولا تقصري في الدعاء لوالديك في النهار والليل، واعلمي أن البر لا ينقطع
كما أرجو أن تستغفري عن كل تقصير في حق والدك أو والدتك
فإن الله غفورٌ رحيم، وأرجو أن تجتهدي في الدعاء له، واذكري محاسنه،، واشغلي نفسك بطاعة الله وبما يرضه.
والثبات على التوبة
هو أن تعمل العمل ابتغاء وجه الله، وتجاهد نفسك على استحضار النية الصالحة وابتغاء الثواب من الله، مع استحضار أن الناس لا يضرون ولا ينفعون ولا يضعون ولا يرفعون، فإن الله عز وجل هو الضار النافع المعطي المانع، وهو سبحانه وتعالى الذي يرفع من يشاء ويضع من يشاء، فتوجه بعملك إليه، ثم لا تلتفت بعد ذلك إلى ما يوسوس به الشيطان إليك من أنك تقصد رياءً أو سُمعة، فإن الشيطان يحاول أن يُدخل الحزن إلى قلبك، ويثقل عليك الأعمال الصالحة بحجة أنك لم تُخلص فيها ولم تبتغِ بها وجه الله، ومن ثم لا ترجو من ورائها نفعًا ولا خيرًا، بل قد تكون عذابًا ... إلى غير ذلك من الحيل الشيطانية التي يحاول أن يصدك بها عن سبيل الله، ويزهدك في طاعة الله، فكن منها على حذر.
لكن مع هذا ينبغي أن تكون حريصًا على محاسبة نفسك، متهمًا لها على الدوام، لكنها تُهمد أن يحاول الإصلاح والاستزادة من العمل الصالح وعدم الركون إلى ما يفعله من الخير، حتى لا يُصاب بالغرور.
أما أن يكون الخوف من الرياء حاجزًا لك عن العمل الصالح فهذا من حيل الشيطان وتلبيساته، فاحذره على دينك.
وأما التوبة فإنا نهنئك بتوبتك، ونسأل الله تعالى أن يثبتك عليها، وكن على ثقة من أن الله سبحانه وتعالى سيقبل منك توبتك إن كنت صادقًا فيها واستكملت أركانها، وذلك بأن تندم على ما فعلت من الذنب، وتعزم على ألا ترجع إليه في المستقبل، مع تركك له في الزمن الحاضر، فإذا فعلت ذلك قبل الله منك، فإنه سبحانه وتعالى قال عن نفسه: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون} والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول كما في سنن ابن ماجة: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له).
ومن عوامل الاستقامة التي تعينك على الثبات على التوبة: البيئة الصالحة، فاحرص على تبديل بيئتك التي كنت تعمل فيها السيئات ببيئة خير منها وأفضل وأصلح، وهذه وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- فإنه أمرنا باختيار الأصحاب والجلساء، وقصَّ علينا -صلى الله عليه وسلم- قصة الرجل الذي قتل مائة نفس ثم جاء تائبًا فأمره العالِم أن ينتقل إلى قرية غير قريته سيجد فيها أناسًا يعبدون الله تعالى فيعبد الله معهم.
حاسبي نفسك على فرائض الله تعالى على الدوام، سواء فرائض الفعل أو فرائض الترك، وبادر إلى الأعمال التي قد سبق تركك لها، واقضي ما فاتك منها، وبذلك ستجد نفسك منشغلاً بعمل ينفعك عند الله تعالى.اكثري من ذكر الله فهو حياة القلوب وحاولي الصيام ولو الاثنين والخميس وعليكي بالصدقة فان صنائع المعروف تقي مصارع السوء
نسأل الله تعالى أن يعينك، وأن يأخذ بيدك، ويشفي والدك وأن يجعلك مفتاحًا للخير مغلاقًا للشر.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأتمنى أن تحفظ القرآن في أقصر فترة زمنية ممكنة، ، أسأل الله لك الهداية والرشاد. هذا وبالله التوفيق.
- اقتباس
تعليق