استشارة من الشيخ أبو معاذ

[غير مسجل]

السلام عليكم , الحمد لله بدأت نفسي تهدأ وتستوعب .................
.................................................. .................................................. .........



طلب : يرجى إخفاء محتوى المشكلة بعد قراءتها جيدا فهي متشابكة نوعا ما ..

[ضيف]

رد: استشارة من الشيخ أبو معاذ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ابنتنا الفاضلة نسأل الله تعالى ان يلهمكم الصبر ويرحم موتانا وموتى المسلمين اجمعين

ابدأ معكم من نهاية الاستشارة

حيث ان الاخ يريد الذهاب الى سوريا للجهاد

لا شك أن قتال أعداء الله الظلمة من نظام بشار من الجهاد في سبيل الله،ولكن ننبة الاخ الفاضلوطبعا نشكر فيه همته وغيرته على دين الله ولكن يجب ان يعلم ان الجهاد هنا فرض كفاية بالنسبة له،و لا يجوز له الذهاب لهذا الجهاد إلا بإذن الوالدة ( امه )

كما في الصحيحين أن رجلاً جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أحي والدك؟" قال: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ففيهما فجاهد" أخرجه البخـاري

وفي رواية عند أحمد في المسند ، قال صلى الله عليه وسلم: "ارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك وإلا فبرهما"

وليعلم هذا الاخ ان بره بأمه من الجهاد بل قدمه النبى صلى الله عليه وسلم على الجهاد ففي صحيح البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل؟
قال: "إيمان بالله ورسوله"، قيل ثم أي؟ قال: "بر الوالدين"، قيل ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله"، فقدّم النبي صلى الله عليه وسلم بر الوالدين على الجهاد في سبيل الله

وقال جمهور العلماء :
يحرم الجهاد إذا منع الأبوان أو أحدهما ، بشرط أن يكونا مسلمين ، لأن برّهما فرض عين عليه ، والجهاد فرض كفاية ، فإذا تعين الجهاد فلا إذْن .

وقال الإمام الصنعاني :
وذهب الجماهير من العلماء إلى أنه يحرم الجهاد على الولد إذا منعه الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين ؛ لأن برّهما فرض عين والجهاد فرض كفاية ، فإذا تعين الجهاد فلا . فإن قيل : بـرّ الوالدين فرض عين أيضا ، والجهاد عند تعينه فرض عين ، فهما مستويان . ما وجه تقديم الجهاد ؟ قلت : لأن مصلحته أعمّ ، إذ هي لحفظ الدين والدفاع عن المسلمين ، فمصلحته عامة مقدمة على غيرها . اهـ .
وهذا هو القول الصواب ، جمعاً بين الأدلة ، ويُستثنى من ذلك ما إذا كان لـه أبوان شيخان كبيران وليس لهما عائل سواه ، فحينئذٍ يجوز له التخلف عن الجهاد .

لذا انصح هذا الاخ ببره بامه وان لايذهب دون اذنها وعليه الان جمع المال لاخوانه فى سوريا فهذا باب يغفل عنه الكثير بل ان الله سبحانه قدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر المواضع في القرآن، ومنها قوله سبحانه في سورة الصف:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ، ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}

اما بخصوص الوالده حفظها الله وشفاها واذهب عنها الهم والمرض
فأقول ياابنتى هذا حال كثير من الامهات تخشى ان تُثقل عليكم بوجودها عندكم فكونوا بارين بها وواسوها واكثروا من الاتصال بها وان ترى انكم فعلا بجوارها حتى لو بعدت المسافات وطال السفر فيوميا على اتصال بها

ونسأل الله تعالى لكم الرعاية والحفظ ويرحم جميع اموات المسلمين