إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قسي قلبي ... وتحجرت عيني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قسي قلبي ... وتحجرت عيني

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    مشايخنا الافاضل ... والله اني لفي حزن شديد

    فقد قسي قلبي وتحجرت عيناي ...فقد كنت من قبل ذلك اشعر بكلام الله وبكل نصيحه او درس او موعظه

    كانت عينان تبكيان وقلبي يخشع من سماع تلاوة خاشعه من صوت خاشع او من قرائه القران والتمعن والتأمل في كلماته

    ولكن غفلت وتركت كل شئ وبعدت عن طريق الله كثيرا

    وفعلت من الذنوب ما لا اطيق ذكره

    وبفضل من الله ونعمه .. عدت عن ما كنت افعل ورجعت الي الله تائب مستغفر من كل ما فعلت

    وبفضل الله اصلي واقراء القران واستمع له واستمع لدروس كثيره وافعل من الخير ما اطيق بفضل الله

    ولكن بدون قلب .. لا استشعر حلاوة العبادة كما كنت استشعرها من قبل ... عيناي كالحجر لا ابكي ابدا

    اشعر وكأنني علي حافة طريقي مع الله فان تعثرت او صدمتني اي فتنه اخري خرجت وحدت عن الطريق مره اخري

    لا اعلم ما افعل فليس لي اصدقاء يعينوني علي طريق الله

    المسجد لا يوجد به الا كبار السن

    مجالس العلم ... لا يوجد في محافظتي كلها من يصنع مجلس عمل دائم يلتف حوله الناس .. ولكن تكن دروس بسيطه بعد صلاة المغرب او العشاء وغير ثابته

    دائما عندما ارجع الي الله واتوب .. اكون بحاجه الي صاحب صالح يسحبني الي الخير ونهاني عن السوء ولكن سبحان الله لا اجد

    وان نفسي وشيطاني اشعر انهم دائما يكونوا اقوي مني .. احاربهم كثيرا ولكن اضعف دائما وتخور كل قواي بعد قطع شوط كبير في محاربتهم

    وفي طاعة الله والبعد عن المعاصي

    دلوني ماذا افعل بالله عليكم

    ولا تتأخروا في الرد .. رجااااءً

  • #2
    رد: قسي قلبي ... وتحجرت عيني

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

    فنسأل الله لك التوفيق والهداية، وأن يشرح الله صدرك لما يحب ويرضى، واعلم أن قسوة القلب وفقدان الخشوع هو من آثار اجتراح الذنوب، فعليك بتجديد التوبة إلى الله عز وجل، وذلك بالندم والاستغفار لما مضى، والإقلاع الفوري عن الذنوب كلها، وعقد العزم على عدم الأوبة للمعاصي كرة أخرى، ونوصيك بالاستعانة بالله تعالى وإظهار الفاقة إليه في إصلاح قلبك، إذ لا سبيل لك إلى هداية، أو إنابة إلا بمعونة الله وفضله، فمن لم يهده الله فلن يهديه أحد، وقد ذكر الإمام ابن رجب جملة من الأسباب التي تعين على علاج قسوة القلب، فقال رحمه الله: وأما مزيلات القسوة، فمتعددة:

    فمنها: كثرة ذكر الله الذي يتواطأ عليه القلب واللسان، قال المعلى بن زياد: إن رجلا قال للحسن: يا أبا سعيد، أشكو إليك قسوه قلبي، قال: أدنه من الذكر ـ وقال وهب بن الورد: نظرنا في هذا الحديث، فلم نجد شيئا أرق لهذه القلوب ولا أشد استجلابا للحق من قراءة القرآن لمن تدبره ـ وقال يحيى بن معاذ، وإبراهيم الخواص: دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتفكر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين، والأصل في إزالة قسوة القلوب بالذكر قوله تعالى: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ـ وقوله تعالى: الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ـ وقال تعالى: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ـ وفي حديث عبد العزيز بن أبي رواد مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذه القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: فما جلاؤها يا رسول الله؟ قال: تلاوة كتاب الله وكثرة ذكره.
    ومنها: الإحسان إلى اليتامى والمساكين، روى ابن أبي الدنيا: عن أبي هريرة: أن رجلا، شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه، فقال: إن أحببت أن يلين قلبك فامسح رأس اليتيم وأطعم المسكين.

    ومنها: كثرة ذكر الموت، ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده، عن منصور بن عبد الرحمن، عن صفية: أن امرأة أتت عائشة لتشكو إليها القسوة، فقالت: أكثري ذكر الموت، يرق قلبك وتقدرين على حاجتك، قالت: ففعلت، فآنست من قلبها رشدا، فجاءت تشكر لعائشة رضي الله عنها، وكان غير واحد من السلف، منهم سعيد بن جبير، وربيع بن أبي راشد يقولون: لو فارق ذكر الموت قلوبنا ساعة لفسدت قلوبنا.

    ومنها: زيارة القبور بالتفكر في حال أهلها ومصيرهم، وقد سبق قول أحمد للذي سأله ما يرق قلبي؟ قال: ادخل المقبرة ـ وقد ثبت في صحيح مسلم، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: زوروا القبور، فإنها تذكر الموت ـ وعن بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكر الآخرة ـ رواه أحمد والترمذي وصححه.
    ومنها: أكل الحلال، روى أبو نعيم وغيره، من طريق عمر بن صالح الطرسوسي، قال: ذهبت أنا ويحيى الجلاء ـ وكان يقال إنه من الأبدال ـ إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل فسألته، وكان إلى جنبه بوران وزهير الجمال، فقلت: رحمك الله يا أبا عبد الله، بم تلين القلوب؟ فنظر إلى أصحابه فغمزهم بعينه، ثم أطرق، ثم رفع رأسه، فقال: يا بني بأكل الحلال، فمررت كما أنا إلى أبي نصر بشر بن الحارث، فقلت له يا أبا نصر، بم تلين القلوب، فقال: ألا بذكر الله تطمئن القلوب ـ قلت: فإني جئت من عند أبي عبد الله قال: هيه، أي شي قال لك أبو عبد الله؟ قلت: قال: بأكل الحلال، فقال: جاء بالأصل، جاء بالأصل، فمررت إلى عبد الوهاب الوراق، فقلت: يا أبا الحسن بم تلين القلوب؟ فقال: ألا بذكر الله تطمئن القلوب ـ قلت: فإني جئت من عند أبي عبد الله فاحمرت وجنتاه من الفرح، فقال لي: أي شيء قال أبو عبد الله؟ قلت: بأكل الحلال، فقال: جاءك بالجوهر، جاءك بالجوهر الأصل كمال الأصل. اهـ باختصار من جزء ذم قسوة القلب.



    فإن جمود العين عن البكاء من خشية الله تعالى عند الاستماع إلى القرآن والمواعظ، هو من قسوة القلب، وعلاجها -كما ذكر ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان- يكون بأربعة أمور:
    الأول: بالقرآن الكريم، فإنه شفاء لما في الصدور من الشك، ويزيل ما انطوت عليه من الشرك، ودنس الكفر، وما فيها من أمراض الشبهات والشهوات، وهو هدى لمن علم الحق وعمل به، كما أنه رحمة لما يحصل به للمؤمنين من الثواب العاجل والآجل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [يونس:57].
    وقال جل وعلا: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا [الأنعام:122].
    الثاني: ما يحفظ عليه قوته ومادته، ويكون ذلك بالإيمان وبالعمل الصالح، ولزوم أوراد الطاعات.
    الثالث: الحمية عن المضار، وتكون باجتناب جميع المعاصي والمخالفات.
    الرابع: الاستفراغ من كل مادة مؤذية، ويتم ذلك بالتوبة والاستغفار.



    يقول ابن القيم رحمه الله: "في القلب قسوة لا يزيلها إلا ذكر الله تعالى، فينبغي للعبد أن يداوي قسوة قلبه بذكر الله".
    قال رجل للحسن البصري: "يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي؟ قال: أذبه بالذكر".
    قال مكحول: "ذكر الله تعالى شفاء، وذكر الناس داء".

    الدعاء والانكسار بين يدي الله
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر:60]. وأقرب باب يدخل منه العبد على الله باب الافتقار والمسكنة، ولذلك كان أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ لأن حال السجود فيها من الذلة لله والخضوع له ما ليس في غيرها من الهيئات. قال النبي صلوات الله وسلامه عليه: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء)[رواه مسلم]. وهل هناك حال أرجى للقبول من عبد عفر جبهته في التراب خضوعًا للعزيز الوهاب، واستكانة ومذلة بين يديه ثم أخذ يناجيه من صميم فؤاده بحرقة المحتاج، وابتهال المشتاق، اللهم إني أسألك بعزتك وذلي، وأسألك بقوتك وضعفي، وقدرتك وعجزي، وبغناك عني وفقري إليك إلا رحمتني وهديتني وأصلحتني. اللهم هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك، فخذ بها يارب إليك أخذ الكرام عليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك. أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل، وأدعوك دعاء الخائف الضرير، سؤال من خضعت لك رقبته ورغم لك أنفه وذل لك قلبه وفاضت لك عيناه.
    فهل تظن بعد هذا الدعاء مع الإخلاص يرده الله .. لا والله.

    ومن أحسن ما كُتب في هذا الصدد:



    - صفوة الآثار والمفاهيم لعبد الرحمن الدوسري – رحمه الله-.

    ج- تيسير الكريم المنان لابن سعدي.
    د- كتابات ابن القيم – رحمه الله – المجموعة في بدائع التفسير.
    (2) قراءة السيرة النبوية، وسير الصحابة – رضي الله عنهم- ومن أجود ما كتب في ذلك.
    أ- سيرة ابن هشام.
    ب- سير أعلام النبلاء للذهبي.
    ج- قراءة كتب الرقائق ومنها:
    أ- كتاب الرقائق في صحيح البخاري – رحمه الله-.
    ب- كتب الشيخ عبد العزيز السلمان - رحمه الله – ومعظمها في هذا الموضوع.
    (4) الإكثار من النوافل بعد الفرائض،وكثرة الذكر وقراءة الأوراد الصباحية والمسائية، وكثرة الدعاء بترقيق القلب وتليينه.
    (5) تذكر الآخرة، وأهوالها، وحرَّها، وطول مقامها، وتذكر النار – عياذاً بالله- وجحيمها ونكالها.
    (6) هجر المعاصي، وعلى رأسها النظر إلى القنوات والفضائيات، وترك التبرج والسفور وفضول النوم والطعام، والإسراف في المباحات.
    (7) تذكر تفاهة الدنيا وحقارتها، وأنها إلى فناء وشيك وانصرام قريب،وأنه لا عيش إلا عيش الآخرة.




    اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تجدد الإيمان في قلوبنا، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين. والحمد لله رب العالمين.


    وفقنا الله وإياك للتوبة النصوح والعمل بما يرضيه تعالى إنه سميع مجيب.





    وراجع للاستزادة في وسائل إصلاح القلب وتقوية الإيمان الفتاوى التالية أرقامها: 10800، 18074، 142679، 115527، 136724، 11759.

    والله أعلم.



    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X