إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كليتي بتشغلني عن طاعة الله

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كليتي بتشغلني عن طاعة الله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أنا حسة اني بقيت مشغولة عن طاعة ربنا بسبب الكلية

    كل يوم تقريبا اروح الساعة 6 بالليل وعندي امتحانات عملي

    مش بلحق اعمل حاجة يادوب اروح اعمل الاكل لو كنت هعمل وناكل وابدأ أشوف اللي ورايا بتكون الساعة مثلا 8 ولا حاجة

    اذاكر شوية والاقي الساعة بقت 12 ومش بقدر اتأخر عن كده علشان لما بتأخر عن كده مش بصحى الصبح

    بس خلاص بقيت مش بقرأ قرآن خالص ولا بحفظ قرآن ولا أي حاجة

    أنا زهقت من نفسي ومن الكلية مش عارفة يعني اعمل ايه؟

  • #2
    رد: كليتي بتشغلني عن طاعة الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخ الفاضل/
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..
    نسأل الله أن يلهمك السداد والصواب، ونخبرك بأن الإنسان إذا أصلح ما بينه وبين الله تبارك وتعالى أصلح الله له ما بينه وبين الخلق،
    وأصلح الله له شأنه كله،
    ومن أصبح وأكبر همه الآخرة جمع الله شمله, وأتته الدنيا وهي راغمة،
    فاجعل الهموم همًّا واحدًا، واجعل رضوان الله تبارك وتعالى, وما عند الله هو الهدف الأسمى،
    ولا يعني ذلك أن يتخلى الإنسان عن دنياه، أو عن فعل الأسباب، فالمسلم يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب سبحانه وتعالى،
    وأرجو أن تُدرك أن كل شيء في هذه الحياة ينبغي أن يأخذ حجمه
    لأننا أصلا خُلقنا للعبادة، قال تعالى:
    {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدونِ} أما الأرزاق فقد تكفل بها الوهاب سبحانه وتعالى،
    وطلب إلينا وندبنا إلى فعل الأسباب، إلى أن نسعى في الأرض،
    قال تعالى: {
    فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} علينا أن نعقلها ثم نتوكل على الله تبارك وتعالى.

    ولكن هذه الدنيا التي لا بد للإنسان أن يسعى فيها ينبغي ألا يشغله ذلك السعي عن وظيفته الكبرى،
    وينبغي ألا يشغله ذلك السعي عن صلاته وطاعاته لله تبارك وتعالى، وينبغي ألا يأخذ منه ذلك السعي يكون على حساب المهمة التي خُلق من أجلها،
    ولذلك التوفيق لن يكون صعبًا، لأن هذا الدين العظيم إذا قصد فيه الإنسان وجه الله تبارك وتعالى بعمله فحول العمل إلى عباده،
    إذا احتسب في أكله وشربه تحول الأكل والشرب إلى عبادة،
    والعبادة عندنا اسمٌ جامعٌ لكل ما يُحبُّه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال والأحوال الظاهرة والباطنة.

    فهذه الشريعة العظيمة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها تستوعب هذه المجالات، والتوفيق سهل بين الوظيفة بأن تتقن العمل،
    تراقب الله فيه، تؤديه على أكمل الوجه، تبتغي بهذا العمل وجه الله، تقصد نفع الأمة،
    تقصد الوفاء لمن يأتمنك، فيُصبح عداد الحسنات والحسنات تمضي وأنت تعمل في هذه الوظيفة،
    فإذا أذن للصلاة وأنت في الوظيفة فينبغي أن تتوقف مباشرة للصلاة، كما كان السلف يفعلون،
    حتى وجد بعضهم كان يعمل في الحدادة فكان يرفع الفأس –أو القدوم– فإذا سمع الأذان لم يترك القدوم على الحديد وإنما رمى بها،
    قيل له في ذلك؟ قال: أستحي من الله أن يراني أشتغل بغير طاعته وقد دعا الداعي إلى الصلاة.

    فإذا فرغ الإنسان من صلاته فإن النداء القرآني يقول:
    {فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون}.
    إذا الإنسان لبى النداء, فسجد لله, ثم يخرج بعد ذلك بروح الصلاة التي تعلمها،
    روح الارتباط بالله تبارك وتعالى، ليؤدي وظيفته، ليؤدي عمله، ليزور رحمه، ليحقق أهدافه في هذه الحياة،
    هذا كله لا تعارض فيه شريطة أن يفقه الإنسان هذا الدين، كما قال معاذ:
    (والله إني لأحتسب نومتي كما أحتسب قوْمتي).

    أما بالنسبة لهدف ومواصلة الدراسة فهذا أيضًا هدف مشروع، ندعوك إلى أن تحسّن فيه النية،
    بداية تجعل نيتك لله، أنك تريد أن تقدم خدمة لنفسك ولأمتك ولدينك، وتريد أن تطور من قدراتك، هذه كلها نيات صالحة،
    فينبغي أن تنظر في هذا الهدف وتتأمل فيه، هل أنت بحاجة إلى الأموال؟
    هل هناك من يقوم بواجب الإنفاق عليك؟ هل الأسرة بحاجة إليك؟
    هل العمل الآن يتطلب هذا الإعداد وهذا التأهيل في هذا المجال؟ .. هذه أسئلة لا بد أن نجيب عليها.

    ثم هل أنت الآن ظروفك الأسرية تسمح لك بمواصلة الدراسة؟ مع أننا في كل الأحوال أن مواصلة الدراسة هي خير كثير،
    لأن الإنسان لا يندم على زيادة التأهيل وزيادة الشهادات التي يحصل عليها،
    لأن كل ذلك مما يعين الإنسان على النجاح في الحياة، لأن هذا نوع أيضًا من بذل الأسباب،
    بأن يملك الإنسان المؤهلات العالية التي تؤهله لإتقان العمل، فيتقن هذا العمل ليجد الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى.

    وأنت تبحث عن العمل، وأنت تمشي في الطريق، ينبغي أن يكون لسانك رطبًا بذكر الله تبارك وتعالى،
    لذلك قال:
    {فإذا قضيتم الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله} ثم قال: {واذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون}
    وذكر الله هنا بمعنى ذكر الله عند ورود أمره، عند ورود نهيه،
    ذكر الله في الأحوال التي علمنا إياها رسولنا -عليه صلوات الله وسلامه– ذكر الله بمراقبته وخشيته في السر والعلانية سبحانه وتعالى،
    ذكر الله عند العمل فيتقن العمل، ذكر الله إذا تعرض لمعصية فيبتعد عنها، ذكر الله إذا وجد أذىً في الطريق أماطه، لأن إماطة الأذى شعبة من شعب الإيمان.

    فإذن هذا هو المعنى الذي ينبغي أن تكون عليه، وأرجو أن تغتنم فرصة الصيام،
    في السجود لله تبارك وتعالى، في المبادرة إلى الصلوات، فإذا انقضى رمضان فعلينا أن نستمر على ما تدربنا عليه في شهر الصيام،
    وقد سُئل الإمام أحمد: كيف نعرف أن صيامنا قد تقبله الله؟ فقال للسائل: إذا وجدت نفسك بعد رمضان تستمر على ما تعودته من الطاعات فاعلم أن صيامك قد تقبله الله.

    فإذن نحن في رمضان نتدرب على الحرص على الصلوات، تلاوة الآيات، نتسابق الجمع والجماعات،
    فإذا مضى رمضان فينبغي أن نستمر على هذا الذي تدربنا عليه وتعودنا عليه،
    لأن عبادة الله ليست في رمضان وحده، وبئس القوم قومٌ لا يعرفون الله إلا في رمضان،
    وعليه فإن مسيرة التصحيح وتصويب حياتك تبدأ بالانتظام في الصلاة، ثم بمعرفة الغاية التي خُلقت من أجلها،
    ثم بعد ذلك عليك أن تُدرك أن كل عمل, وكل حركة وسكنة ينبغي أن تحتسب فيها, وتعتقد فيها نية،
    وبذلك ستتحول الحياة عندك من بدايتها إلى نهايتها –من ألفها إلى يائها– إلى عبادة وطاعة لله تبارك وتعالى.

    نوصيك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ثم بالمواظبة على ذكره وشكره وحسن عبادته، ولا تترك وردك من القرآ’ن ابدا
    ثم بالاستغفار، وبكثرة الصلاة على نبينا المختار –عليه صلاة الله وسلامه– وأيضًا نشجعك على تأهيل نفسك والتواصل مع الآخرين،

    ونسأل الله لك التوفيق والسداد.




    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X