إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التزامى يحتضر نهائيا ارجو الرد من الشيخ ابو معاذ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التزامى يحتضر نهائيا ارجو الرد من الشيخ ابو معاذ

    ياشيخ انا تعبت من الدنيا دى
    زهقت منها
    تعبانه من بعدى عن ربنا وعن القرآن
    انا كنت ملتزمة جداااااا
    انا مكنتش اعرف معنى الاكتئاب ولا الاحباط
    كنت بستغرب من اللى يقول انا مكتئب !
    كنت فرحااااااااااااااااانه وسعيده وعمرى ما عرفت معنى الهم
    همى وغايتى ارضى ربنا
    حزنى يوم ما يفوتنى طاعة بعملها وربنا بيحبها
    كان عندى يقين فى الله جداااا
    راضيه باللى ربنا يديهولى ما ببصش للى احسن منى

    ياشيخ راح منى ومن حياتى كل حاجه حلوه
    همى دلوقتى امتى ربنا يرزقنى بزوج صالح وبس
    طاعتى راحت
    يقينى ضاع
    التزمى بقى نقاب وملحفه وخلاص

    من يوم ما لبست النقاب من حوالى اكتر من سنتين وانا تايهه
    كان وشه وحش اوى عليا
    مش عارفه ليه
    ضاعت المعانى الحلوه فى حياتى من يوم ما لبسته اكتر من مره افكر اقلعه وربنا يبعتلى اللى تاخد بإيدى وتصدنى عن ان اقلعه

    انا المرة دى مش بفكر اقلعه
    خلاص مستحل بإذن الله اقلعه
    لانه بقى روحى
    لكن انا عايزه ارجع لحياتى ولطاعتى ولقيام الليل اللى من اكتر من سنه سيباه وللقرآن اللى نفسى اقرأه تانى واحفظ فيه

    سبت القرآن
    سبت طوق نجاتى
    انا بحب القرآن اوى ونفسى يبقى عقلى وفكرى وحياتى وكلى القرآن
    بس حاوت كتيييييييييييييييييييييييييير وفشلت
    حتى يأست

    كل حاجه ربطها بمستقبل الله اعلم بيه
    الله اعلم ربنا مقدر لى الزواج ولا لأ
    ورابطه حياتتى كلها بسراب

    انا طالبه منك تدعيلى ياشيخ
    بالله عليك ادعيلى
    حتى الدعاء مش قادره اقول يارب

  • #2
    رد: التزامى يحتضر نهائيا ارجو الرد من الشيخ ابو معاذ

    أيتها الأخت الفاضلة ، كان الله لك ، وجبر مصابك ، وأقال عثرتك ، وغفر ذنبك !!




    وبعد ؛

    فما زالت روحك فيك ، وما زال فيك قلب ينبض ، وعقل يفكر ، ومن هنا نبدأ !!

    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
    ( إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ) رواه الترمذي (3537) ، وحسنه الألباني .

    فلست ـ إذًا ـ ضعيفة بدرجة كافية ، ولا أنت حطام متراكم ، كأهل القبور ، بل ما زالت فيك القوة التي تدفعك إلى العودة من جديد ؛ بل أنت ـ إن شاء الله ـ أقوى مما تظنين !!


    ليس القوي ـ أيتها الأخت الفاضلة ـ هو الذي لا يسقط بالمرة ؛
    بل القوي هو الذي يحسن النهوض ، إذا سقط !!

    أنت قوية على النهوض ، فلا تعيني عدوك على نفسك ؛ إذا لطمتك يد آثمة ، فلا تلطمي ـ أنت أيضا ـ خدك الآخر : ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَطَمَ الْخُدُودَ ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى ، الْجَاهِلِيَّةِ ) رواه البخاري .


    وشتان بين من سقط في حفرة ، فاستسلم لسقوطه ، وراح يندب حظه ، ويلوم القدر ، ويسيء الظن بربه ، وبين من سقط فعلم أنه يستحق ذلك السقوط بذنبه ، وبسوء فعله ، واختياره لنفسه : ( وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ ) ، فنهض من عثرته ، واستعان بربه على الخلاص من ذنبه أولا ، وعلى تفريج كربته ثانيا ، كما تَعَلَّم أن يقول كل يوم : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) ، فهذا هو المؤمن القوي الذي يحبه الله . قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

    ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ؛ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ ، كَانَ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) رواه مسلم .


    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " فإن الإنسان ليس مأمورا أن ينظر إلى القدر عند ما يؤمر به من الأفعال ، ولكن عندما يجرى عليه من المصائب التي لا حيلة له في دفعها ؛ فما أصابك بفعل الآدميين أو بغير فعلهم ، اصبر عليه ، وارض وسلم ؛ قال تعالى : ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) التغابن/من الآية11 ، قال بعض السلف إما ابن مسعود ، وإما علقمة : هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله ، فيرضى و يسلم " مجموع الفتاوى .


    وقال ابن القيم رحمه الله : " فتضمن هذا الحديث الشريف أصولا عظيمة من أصول الإيمان ..، ومنها :

    أن سعادة الإنسان في حرصه على ما ينفعه في معاشه ومعاده ، والحرص هو بذل الجهد واستفراغ الوسع ... ، ولما كان حرص الإنسان وفعله إنما هو بمعونة الله ومشيئته وتوفيقه أمره أن يستعين به ، ليجتمع له مقام إياك نعبد وإياك نستعين ، فإن حرصه على ما ينفعه عبادة لله ، ولا تتم إلا بمعونته ؛ فأمره بأن يعبده وأن يستعين به .


    ثم قال :
    ( ولا تعجز ) ؛ فإن العجز ينافي حرصه على ما ينفعه ، وينافي استعانته بالله ، فالحريص على ما ينفعه ، المستعين بالله ، ضد العاجز ؛ فهذا إرشاد له قبل وقوع المقدور إلى ما هو من أعظم أسباب حصوله ، وهو الحرص عليه مع الاستعانة بمن أزمة الأمور بيده ، ومصدرها منه ، ومردها إليه ؛ فإن فاته ما لم يُقَدَّرْ له ، فله حالتان : حالة عجز ، وهي مفتاح عمل الشيطان ؛ فيلقيه العجز إلى لو ، ولا فائدة في لو ههنا ، بل هي مفتاح اللوم والجزع والسخط والأسف والحزن ، وذلك كله من عمل الشيطان ، فنهاه صلى الله عليه وسلم عن افتتاح عمله بهذا المفتاح ، وأمره بالحالة الثانية ، وهي : النظر إلى القدر وملاحظته ، وأنه لو قدر له لم يفت ولم يغلبه عليه أحد ؛ ... فلهذا قال : ( فإن غلبك أمر فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ) ، فأرشده إلى ما ينفعه في الحالتين : حالة حصول مطلوبة ، وحالة فواته ، فلهذا كان هذا الحديث مما لا يستغني عنه العبد أبدا "

    شفاء العليل ( 37-38 ) .

    فإذا فهمت ذلك ـ أيتها الأخت ـ لم يبق هناك وجه للاقتراح على القدر ، الذي هو اقتراح على الله في واقع الأمر ، لو كان أعفاك من هذه المحنة التي مرت بك ، حتى ضعفت قواك ، ومادت بك الأرض من تحتك ، وتاه منك السبيل ، بعدما وجدتيه !!

    ألم تعلمي أن الابتلاء والاختبار هو قدر ملازم لوجود الإنسان في هذه الحياة : ( إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) الانسان/2 .

    إن الناس معادن يا أمة الله ؛ فمنهم الذهب الخالص ، ومنهم المشوب ، ومنهم دون ذلك ، والابتلاء نار ، تدل على صدق الذهب الأصيل ، وتفصح الزيف الدخيل :

    قال الله تعالى :
    ( الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) العنكبوت /1-3

    يقول الشيخ ابن سعدي رحمه الله :

    " يخبر تعالى عن تمام حكمته ، وأن حكمته لا تقتضي أن كل من قال : « إنه مؤمن » وادعى لنفسه الإيمان ، أن يبقوا في حالة ، يسلمون فيها من الفتن والمحن ، ولا يعرض لهم ما يشوش عليهم إيمانهم وفروعه . فإنه لو كان الأمر كذلك ، لم يتميز الصادق من الكاذب ، والمحق من المبطل .

    ولكن سنته تعالى وعادته في الأولين ، في هذه الأمة ، أن يبتليهم بالسراء والضراء ، والعسر واليسر ، والمنشط والمكره ، والغنى والفقر ، وإدالة الأعداء عليهم في بعض الأحيان ، ومجاهدة الأعداء بالقول والعمل ، ونحو ذلك من الفتن ، التي ترجع كلها ، إلى فتنة الشبهات المعارضة للعقيدة ، والشهوات المعارضة للإرادة .

    فمن كان عند ورود الشبهات ، يثبت إيمانه ولا يتزلزل ، ويدفعها بما معه من الحق وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية إلى المعاصي والذنوب ، أو الصارفة عن ما أمر الله به ورسوله ، يعمل بمقتضى الإيمان ، ويجاهد شهوته ، دل على صدق إيمانه وصحته .

    ومن كان عند ورود الشبهات تؤثر في قلبه ، شكا وريبا ، وعند اعتراض الشهوات ، تصرفه إلى المعاصي أو تصدفه (أي تصده) عن الواجبات ، دل ذلك على عدم صحة إيمانه وصدقه . والناس في هذا المقام : درجات ، لا يحصيها إلا الله ، فمستقل ومستكثر . فنسأل الله تعالى ، أن يثبتنا بالقول الثابت ، في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، وأن يثبت قلوبنا على دينه ، فالابتلاء والامتحان للنفوس ، بمنزلة الكير ، يخرج خبثها ، وطيبها "

    يا أمة الله ؛ ربما قلتى أنا لا اريد هذه الحياة !!

    فنقول : ولا نحن ـ أيضا ـ نحب لك هذه الحياة على المعصية ، ولا نرجو لك الموت على تلك الحال ، بل إن ربنا ، رب العالمين لا يحب لك هذه الحياة ، ولا يرضاها ، ولا يحب لك ـ أيضا ـ أن تموتي على تلك الحال ؟!!

    والقضية ليست لغزا محيرا ، كما تظنين ؛ ولا الحل في أن تستسلمي للضياع ، كما هو حالك الآن ، فالله تعالى لا يحب لك أن تقابليه ، بعد الموت ، إلا وأنت على الإسلام :

    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) آل عمران/102 .

    والله تعالى لا يحب لك ـ أيضا ـ أن تعيشي إلا على الإسلام الذي ارتضاه لعباده :

    ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) الأنعام/162-163

    فكيف الحال إذاً ، وأين الطريق ؟!!

    أن تعودي إليه ـ سبحانه ـ يا أمة الله ، وسوف يحبك حين تعودين : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة/من الآية 222 .

    وسوف يفرح بك إذا عدت إليه ، مهما ضللت الطريق :

    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ( قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي ، وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاةِ ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ ) رواه مسلم (2675) .


    وكيف بالذنوب والخطايا ، والخمر والإثم ؟!!

    قال ربنا الرحمن الرحيم : ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر/53 فما زال أمامك الطريق لكي تعود صحيفتك بيضاء نقية ، يا أمة الرحمن ؛ ولسنا نريدها بيضاء ، لا حسنة فيها ولا سيئة ، لنبدأ من الصفر ، في أول الطريق ، لا ، بل نريدها بيضاء ، لا إثم فيها ولا معصية ، ثم هي ـ برحمة أرحم الراحمين ـ مليئة بالحسنات ، مكان كل سيئة اقترفتيها ، وكل خطيئة وقعت فيها !!

    ألم تسمعي إلى كلام الله ، يقص علينا صفات عباد الرحمن ، فذكر جملة من صفاتهم الجميلة المحبوبة إليه سبحانه ، وذكر من صفاتهم :

    ( ... وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) سورة الفرقان /68-71

    أرأيت كيف أن الله تعالى لم يكتف بأن غفر لهم تلك الخطيئات الكبيرات ، بل حولها بمنه وكرمه إلى حسنات ؟!!

    عن أبي طويل شطب الممدود : ( أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أرأيت رجلا عمل الذنوب كلها ، فلم يترك منها شيئا ، وهو في ذلك لم يترك حاجَة ولا داجَة [ يعني : صغيرة ولا كبيرة ] ، إلا أتاها فهل له من توبة ؟!

    قال : فهل أسلمت ؟

    قال : أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأنك رسول الله .

    قال : تعم تفعل الخيرات ، وتترك السيئات ؛ فيجعلهن الله لك خيرات كلهن !!

    قال : وغدراتي وفجراتي ؟

    قال : نعم

    فقال : الله أكبر ، فما زال يكبر حتى توارى !! )

    رواه الطبراني في الكبير (7/314) وصححه الألباني في صحيح الترغيب .

    فهيا يا أمة الله ؛ هيا لتغيري حالك ، فافعلي الخيرات ، واتركي السيئات ، ليتحول الجميع في صحيفتك إلى حسنات ، وحينئذ تعلمين أنك لم تفقدي القرب من ربك ، وأنه ما زالت أمامك الفرصة إلى جواره في دار السلام .

    قال ابن القيم رحمه الله :

    " هلم إلى الدخول على الله ، ومجاورته في دار السلام ، بلا نصب ولا تعب ولا عناء ، بل من أقرب الطرق وأسهلها ؛ وذلك أنك في وقت بين وقتين ، وهو في الحقيقة عمرك : وهو وقتك الحاضر ، بين ما مضى ، وما يستقبل ؛ فالذي مضى تصلحه بالتوبة والندم والاستغفار، وذلك شيء لا تعب عليك فيه ولا نصب ولا معاناة عملٍ شاق ، إنما هو عمل قلب ، وتمتنع فيما يستقبل من الذنوب ، وامتناعك ترك وراحة ، ليس هو عملا بالجوارح يشق عليك معاناته ، وإنما هو عزم ونية جازمه ، تريح بدنك وقلبك وسرك ...

    ولكن الشأن في عمرك ، وهو وقتك الذي بين الوقتين ، فإن أضعته أضعت سعادتك ونجاتك ، وإن حفظته ، مع إصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذكرت ، نجوت وفزت بالراحة واللذة والنعيم !!

    وحفظه أشق من إصلاح ما قبله وما بعده ، فإن حفظه أن تلزم نفسك بما هو أولى بها ، وأنفع لها ، وأعظم تحصيلا لسعادتها ، وفي هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت !! " الفوائد (117) .

    فاستعيني بالله يا أمة الله على ما أنت فيه ، واطوي صفحة الماضي بما فيها ، وهيا إلى إصلاح ما بقي من عمرك ، واجتهدي في أن تكوني في رفقة صالحة تعينك على ما أنت فيه ، وإن استطعت أن تنتقلي إلى مكان آخر ، قريب من أهل الخير والصلاح ، فافعلي فهو خير لك ، واحفظي الله يحفظك ، واصدقيه يبدلك خيرا مما فات منك .

    قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) لأنفال/70 نحن إن شاء الله على ثقة من أنك سوف تفعلين ، وفي انتظار رسالة أخرى تبشريننا فيها بالسير الجديد ، نحو النور ، كما أحزنتنا عثرتك في الطريق .





    وامر اخر نحب أن نعرب لك ما بأنفسنا من ظن الخير بك، وأنك على حالة سوية - إن شاء الله تعالى-، وأنه ليس ثم ما يدعوك إلى هذا القنوط الذي رأيناه في السطور التي كتبتيها.


    مما لا شك فيه أن حال الإنسان يتفاوت من حال إلى حال والقلوب لها إقبال وإدبار، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأنت بلا شك مررت بحالة ارتفع فيها إيمانك وكثرة أعمالك، وتعرضت لنوع من الفتور بعد ذلك، لكن لا ينبغي أبداً أن تسمحي للشيطان أن يتسلل إلى قلبك ليزرع فيه اليأس المحبط عن العمل، فإن رحمة الله تعالى واسعة لكل شيء، وهي أرجى عندنا من أعمالنا، إنما نبتغي رضا الله سبحانه وتعالى، ونتسبب في بذل ما نستطيع من الأعمال التي يحبها ويرضاها، آملين عفوه سبحانه وتعالى راجين مغفرته، وأن يتقبل منا هذه الأعمال اليسيرة ويجعلها سبباً لفوزنا وفلاحنا. إذا فهمت هذه الحقيقة أيتها البنت العزيزة، فينبغي أن تجاهدي نفسك للرجوع للحالة التي كنت عليها أو أحسن منها، ولكن إن ظللت على ما أنت عليه من التكاسل من بعض الأعمال فاعلمي جيداً أنك ما تزالين على خير ما دمت تؤدين فرائض الله سبحانه وتعالى وتجتنبين ما حرم الله عليك، وهذا الشعور يبعث في النفس الأمل، والرغبة في الاستزادة من العمل الصالح.


    أما تشعرين به من اليأس والقنوط وأن الله عز وجل لا يريدك ولا يحبك، ولا يريد منك أن تتقربي إليه فهذه كلها مشاعر يحاول الشيطان أن يغرسها في نفسك، والأمر ليس كذلك، فإن الله عز وجل ما هداك إلى طاعته وإلى امتثال أمره واجتناب نواهيه إلا لمحبته لك، وإلا فإن غيرك الكثير والكثير من البشر الغافلين عن الله والمعرضين عن سبيله، فينبغي أن تتذكري هذه الحقيقة لتشكري نعمة الله عليك إذ هداك وألهمك وزين لك الطاعة وحببها إليك، وشكر هذه النعمة يكون بالاستزادة منها والإخلاص فيها.


    فإذن العلاج أيتها البنت الكريمة هو أن تتذكري فضل الله سبحانه ورحمته، وأن تتذكري دائماً أنه كلما تمت الزيادة من الأعمال الصالحة وجاهدت نفسك عليها كلما اقتربت من الله سبحانه وتعالى أكثر، فإن الاستزادة من الأعمال الصالحة هي سبيل الوصول إلى محبة الله كما قال سبحانه في الحديث القدسي: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه).

    أكثري أيتها البنت الفاضلة من مجالسة الصالحات، وسماع المواعظ، وحضور مجلس الذكر والعلم؛ فإن هذه الأدوات من شأنها أن تحيي القلب وتطرد عنه الغفلة.

    اثبتي على الدعاء، واسألي الله سبحانه وتعالى الهداية، ولا تيأسي من رحمة الله فإن من أسباب قبول الدعاء عدم الاستعجال، كما أن الاستعجال سببٌ مانع من إجابته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي). رواه البخاري. فاحذري من هذا السلوك، وواظبي على ما أنت عليه، وجملي نفسك باللين والرفق على الفرائض أولاً، واجتناب المحرمات، والإكثار من النوافل بقدر الاستطاعة، وسيحبب الله سبحانه وتعالى لك هذا الطريق.
    نسأله بأسمائه وصفاته أن يهدينا وإياك لأرشد أمورنا.


    واتمنى ان تقرأى هذا الرد الاخر ففيه الكثير من العبر :

    رغم التزامى قلبى قاسى


    والله أعلم .


    تعليق


    • #3
      رد: التزامى يحتضر نهائيا ارجو الرد من الشيخ ابو معاذ

      جزاكم الله خير الجزاء على ردكم السريع الذى أثلج صدرى وأزاح عنى بعضا من همى
      سأستعين بالله ولا أعجز بإذن الله
      أسألكم الدعاء أن يعيننى الله وأن يرزقنى فرحة تسعد قلبى
      جزاكم الله خير الجزاء

      تعليق


      • #4
        رد: التزامى يحتضر نهائيا ارجو الرد من الشيخ ابو معاذ


        وجزاكم الله مثلة واحسن اليكم

        ونسأل الله تعالى ان يثبتكم ويزيل عنكم الهموم والاحزان
        ويجعل حياتكم افراح وسعادة فى طاعة الله


        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x
        إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
        x
        أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
        x
        x
        يعمل...
        X