مجاسب أو مدرس أو ... الخ خريج كلية ادبية يعني .... ممكن يتجوز بنوتة في كلية علمية طبيبة مثلا ومفيش مشاكل تحصل ويبقى جواز ناجح ..
وإن اهلها موفقوش لمجرد انه مش دكتور هل ده صح ؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
ولكننا نؤكد على أن المرجح هو الدين والأخلاق؛ لأن المرأة لن تستفيد من أغنى الناس ولا من أكثر الناس شهادات إذا لم يكن صاحب دين وأخلاق،
كما أن الرجل لن يستفيد من أجلِّ النساء إذا كانت ضعيفة الدين وليس عندها أخلاق،
ولذلك هذه هي القواعد التي نبني عليها.
وبالنسبة للرفض والقبول: فإن الإسلام يترك هذه المسألة برمتها للفتى وللفتاة،
بعد أن يعطى هذه الإرشادات، فقد يأتي شاب غني وجميل وامرأة غنية وجميلة لكن لا يحصل الوفاق،
لا تريده، لا ترتاح إليه، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.
لذلك ينبغي أن تكون النظرة للأمور شاملة، ونؤكد أن مسألة الرزق من المهم،
والراتب هذه من الأمور التي من حقنا أن ننظر فيها، لكن ليس من حقنا أن نسيء الظن بالله، أو نقول: (الله لن يغنينا)
فقد تتزوج بالغني الآن ويفتقر غدًا، وقد تتزوج بالفقير الآن ويصبح غنيًا غدًا، كما أن المرأة تأتي برزقها، وطعام الاثنين يكفي الأربعة.
لذلك نحن لا نريد أن نقف طويلاً عند هذه المظاهر،
فالأصل في الزواج الأخلاق والدين، بعد ذلك التوافق الاجتماعي،
المستوى الثقافي، الشهادات، هي عوامل قد تكون مرجحة،
قد تكون عوامل مزيد من الوفاق إذا حصل فيها أيضًا من التوافق،
ولكن ليس المعول عليها، خاصة فيما يتعلق بالرجل، فإن العبرة ليست بشهاداته،
ولكن العبرة بحضوره الاجتماعي، وتفاعله مع الناس، وحسن التواصل، بكونه رقمًا في الحياة، بكونه رجلاً له كلمة تُوزن.
لذلك نحن ننظر في دينه وأخلاقه وعلاقاته، وقدرته على تحمل المسؤولية، تعامله مع الناس، حضوره الفاعل بين الناس،
هذه هي الأشياء التي ينبغي أن يحصل الاهتمام بها، وفي المال ينبغي أن نركز على همته، قدرته على تحمل المسؤولية،
ليس على مجرد وجود المال بين يديه،
فقد يُصبح الإنسان يفتح عينيه على الدنيا وهو يرث أموالاً طائلة،
لكنه لا يقدم ولا يؤخر، لكنه كسول، متبطل، متعطل، هذا قطعًا لن تسعد معه المرأة ولن تستفيد منه.
فلذلك ينبغي أن يكون هنالك نظر في المسؤوليات،
والقدرة على تحمل أعباء الأسرة، ومع ذلك يكون الدين والخلق، هذا ما نريده فيمن يتقدمون لخطبة بناتنا،
فينبغي أن تعمق النظرة، تكون نظرتك لهذه الأمور شاملة،
وأرجو أيضًا أن تستأنسواوتسعدوا بمشاركة أهلكم خاصة الرجال،
فهم أعرف بالرجال، والرجال بمعادنهم، والبيوت الفخمة والأموال الكثيرة لا تجلب السعادة،
ولكن حسن التعامل والأخلاق والدين هو الذي يجلب للإنسان السعادة في أسرته.
على كل حال من حق أي فتاة أن تقبل من شاءت، وترفض من شاءت، ولكن ليس من حقها أن تُسيء لأحد،
وليس من حقها أن تعيّر أحدًا، ومن حق الشاب أن يقبل ويرفض ما شاء،
ولكن شريطة أن يُحسن الاعتذار، ويحترم مشاعر الآخرين، ولا يذكر العيوب التي شاهدها، ولا يبدأ يتكلم بها ويُشيعها بين الناس،
فالإسلام يعطي هذا الحق، ولكن بأدب، ولكن بذوق، ولكن بأسلوب جميل، ولكن بحسن إخراج للمسألة،
ولكن بحسن اعتذار مع دعاء لمن رفضناه.
ولولا اختلاف وجهات النظر لبارت السلع، وليست الشهادات شرط في نجاح الحياة الزوجية،
وليست أموال الزوج أو شهادات الزوج أو شكل الزوج أو أرصدة الزوج من عوامل النجاح الأساسية،
فإن أهم عوامل النجاح الأساسية في الحياة الزوجية هي وجود الدين والأخلاق،
وحتى التعليم هو من الأشياء المكمّلة، لكن لو كان تعليمه أقل أو تعليمه أكثر العبرة ليست بهذا، العبرة بتواصل هذا الإنسان،
وبحضوره الفاعل في المجتمع، وقدرته على التفاعل مع الأحداث، وقدرته على قيادة الأسرة،
وهذا قد لا يملكه صاحب الشهادات، ويملكه إنسان عادي يُشكل حضورًا فاعلاً وإيجابية وتواصلاً متوافقًا مع الناس.
ولذلك أرجو أن تعلمم أن زواج أصحاب الشهادات العليا ليس من الضروري أن يكون ناجحًا وموفقًا،
بل الدراسات تقول خلاف هذا، تقول نسبة الفشل في الزواج من النسب المتشابهة في التعليم والشهادات المتساوية،
نسبة النجاح والفرص أقل من تلك التي يكون فيها الزوج أقل من الزوجة في الشهادات، أو من تلك الحالات التي تكون عادية بين الناس.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
تعليق