إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشيخ ابو معاذ لو سمحتم انا نفسيتي ربنا اللي عالم بيها وهو اللي رده بيريحني ,,,, اسفة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيخ ابو معاذ لو سمحتم انا نفسيتي ربنا اللي عالم بيها وهو اللي رده بيريحني ,,,, اسفة

    ممكن تجاوبوني ليه ربنا بيكرهني؟

    كل لما اتوب وارجع عن الذنب واستغفر اعوووووووووود تاني

    ليه فيه بنات ربنا بيحفظهم ليه وانا بيسيبني اغلللللط لد ما تحولت من بنت رقيقة لبنت قذرة !!!

    ليه طيب ماانا بدعيله كتير يفظني وبرررررررررررررضو بيسبني اغلط وغريزيتي اللي اخلقت بيها كرهتني في نفسي

    انا بموت كل يووووم ومش لاقية حد اشتكيله

    خلاص ولا بقيت احس بقران ولا درووووس ولا حياة لمن تنادي بقيت زي الحيوانات اهم حاجة عندها تشبع نفسها

    ليه ربنا بيكرهني

    انا كنت بريئة ومكنتش بعرف اي اجة غلط

    ليه سابني اعرف سكة اسوا ذنب في العالم وادمنه لييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييه

    نفسي اقول لربنا يارب مش انا بدعيلك مش بصلي واقولك احميني !!
    ليه بتسيبني اغلللط ليهى هونت عليك انت كنت هاديني يارب وكنت مبسوطة لية ماانا بدعيلك تنشلني من الطريق ده
    ليه مش بتسمعلي

    تعبت وقرفت من حياتي ياناااااس نفسي اموت والله بتمنى الموووووت اتعذب وارتاح بقى يارب خدني خدني وريحني من عذاب الضمير اللي انا فيه

    خدني واقتص مني وعذبني انا انسانة حقيرة وسافلة وبكره نفسي

    ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب

    حتى الذنوب اللي شفتها بعيني مش قادرة انساها من خيالي خلاص بقيت قذرة زي بنات الشوارع والكباريهات

    لا وايه من برة التزاااام وبرااااءة والناس تحسدني وتقولي يارب بنتي تبقى زيك

    ااااااااااااااه بمووووووووووووت عمري ماكنت اتخيل اني اوصل لكدة ابداااااا في حياتي والله

    طول عمري كنت بفرح بنفسي وانا بريئة ومعظم البنااات عندهم خبرة بالدنيا

    حب الاستطلاااااع والاكتشااااف وصلني لاسوا مكاااان مكنتش اتصور اني اوصله

    بصلي ؟؟؟ اه بصلي

    بستغفر اه بستغفر

    بقرا قران لا ابداااااااا بعد ماكنت افظة منه اد كدة

    تى لو تبت اضمن منين ربنا مش يحاسبني ده هيرقني في نار جهنم 100000 مرة زي الكفرة بالظبط

    تعبت بموت بالبطئ

    اسفة على قلة ادبي في الكلام وعصبيتي

    بعتذر لبشر ونسيت رب البشر

  • #2
    رد: الشيخ ابو معاذ لو سمحتم انا نفسيتي ربنا اللي عالم بيها وهو اللي رده بيريحني ,,,, اسفة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ابنتى الفاضلة

    قرأت رسالتك مرَّاتٍ ومرَّات، وتمعَّنت فيها كثيرا، وتوقَّفت أمامها كثيراً كذلك، وقد دفعتني حرارة حديثك إلى التفكير والتفكير، إذ الحديث ذو شجون، وما حواه حديثك من حنينٍ وشوقٍ وهمّ، هو ما في قلوبنا جميعا
    فكلُّنا نعاني مما تعانى منه من المعاصى ، وكلُّنا تتدافعنا أشواق الإحساس بلذَّة الإيمان وحلاوته، وينبغي علينا كلِّنا أن نبقى نعمل ونسعى كي نصل إلى أيَّة درجةٍ منه، حتى نلقى الله تعالى ونحن كذلك.

    ولكن ابنتى اعلمى ان أكبر ما يسعى إليه عدوك الأول –الشيطان– هو اليأس والقنوط في معركته معك واليأس والقنوط من رحمة ربنا ، فبداية هزيمتك تكون من الداخل قبل الخارج، ولتكونى على يقين من قدرتكِ على الانتصار ولو طالت المدة، واستمعى للتوجيه الرباني للرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-
    "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ" [الأعراف:199-201].



    هكذا هي صفات "الذين اتقوا" إذا مسهم طائف من الشيطان أي أوقعهم في بعض الذنوب والمعاصي لا يستسلموا بل "تذكروا" قدرة الله وعذابه، وأليم جزائه

    والنتيجة "مبصرون" أي صحوا مما كانوا فيه، ولا ينتهي مس الشيطان حتى تنتهي حياة العبد، فمن تصور أنه قد انتصر على الشيطان فلا يستطيع إيقاعه في معصية فهي بداية النهاية، وما هو فيه من الغرور والكبر أعظم من بعض الذنوب والمعاصي.



    وتكرار الذنب أو الذنوب أمر لا مفر منه لعموم العباد إلا من سلّمه الله، وهو أمر قدره الله على ابن آدم لضعفه وقدرة عدوه عليه إلا من وفقه الله، لذا جاء في الحديث عن الحبيب –صلى الله عليه وسلم- يقول فيها :

    "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم" مسلم (6965)

    هل لاحظت يذنبون فيستغفرون الله

    والفاء هنا للمسارعة، فليس العيب أن تذنب ولكن العيب هو عدم الاستغفار، والنتيجة الربانية فيغفر لهم فهي معادلة موجودة ومتحققة:

    يغفر لهم يذنبون يستغفرون الله.


    وبعد إثبات هذه الحقيقة، سأحدِّثكِ في نقاطٍ عدَّة، وسأطرح نهايةً “نظريَّة” مختلفةً نوعاً ما عمَّا تأسَّس في الأذهان، والنقاط هي:

    1
    - التأكيد على مفهومٍ طرحناه كثيراً وردَّدناه أكثر، وهو أنَّنا بشرٌ ولسنا ملائكة، وأنَّ نفوسنا ستبقى بين نشاطٍ وفتور، وما علينا فعله حين تكون نفوسنا ضعيفةً هو ما أمرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم حين قال:

    “لكلِّ عملٍ شِرَّة، ولكلِّ شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنَّتي فقد أفلح، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك”رواه أحمد والبزَّار ورجاله رجال الصحيح

    والشِّرَّة هي: النشاط والرغبة
    والفترة هي: الانكسار والضعف

    وروى الترمذيُّ بسندٍ صحيح: “إنَّ لكلِّ شيءٍ شِرَّة، ولكلِّ شِرَّةٍ فترة، فإنْ صاحِبها سدَّدَ وقارَب فأرجوه، وإن أشير إليه بالأصابع فلا تعدُّوه”

    فمن طبيعة النفس إذن التقلُّب، هكذا خلقها الله تعالى، وهكذا أرداها سبحانه أن تكون، والمطلوب في حالة الضعف والفتور أن نُبقِي على الحدِّ الأدنى من الطاعات، وألا نقع في المعاصي، وهو ما عبَّر عنه الحديث الأوَّل بـ “فمن كانت فترته إلى سنَّتي فقد أفلح”، أي التزام أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ما قال فيه الحديث الثاني: “سدَّد وقارَب”.

    كما هناك الحديث الشهير الذي اعتدنا ذكره وتذكُّره
    “حديث حنظلة”، ففي الحديث الشهير الذي رواه الإمامان أحمد ومسلم عن حنظلة الأُسَيديّ –وكان من كُتَّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- قال: لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله، ما تقول؟ قال: قلت نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكِّرنا بالنار والجنَّة حتى كأنَّا رأيَ عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا –أي لاعبنا- الأزواج والأولاد والضيْعات، فنسينا كثيرا، قال أبو بكر: فوالله إنَّا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكرٍ حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وما ذاك؟” قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكِّرنا بالنار والجنة حتى كأنَّا رأيَ عين، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيْعات نسينا كثيرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيده، إنْ لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فُرُشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعةٌ وساعة” ثلاث مرات.
    فلنتذكَّر دائما: “ساعةٌ وساعة”.



    2
    - تحدَّثَتْ رسالتكِ عن بعض أسباب هذه المشكلة، والحديث في الأسباب جزءٌ هامٌّ في المسألة، إذ هي جزءٌ من العلاج، فربما من الاسباب الغربة النفسيَّة، والبيئة غير المساعدة لكى على الطاعة، والاضطِّراب وعدم معرفة ما عليكى عمله، وأضيف إليها سبباً رابعاً متعلِّقاً بفهمنا لمنطق الإيمان وفقه المعاصى والذنوب .

    ولتعلمى ياابنتى
    ان الله سبحانه وتعالى إنما يخلي بين العبد والذنب لأجل معنيين:


    أحدهما: أن يعرف العبد عزة ربه في قضائه، وبره في ستره، وحلمه في إمهال راكبه، وكرمه في قبول العذر منه، وفضله في مغفرته.

    فهو سبحانه العزيز الذي يقضي بما يشاء، وأنه لكمال عزته حكم على العبد وقضى عليه بما شاء، وقلب قلبه، وصرف إرادته على ما يشاء.

    وبذلك يعرف العبد أنه مدبر مقهور، ناصيته بيد غيره، لا عصمة له إلا بعصمته، ولا توفيق له إلا بمعونته.

    ويشهد أن الكمال والحمد، والغنى والعزة، والقوة والقدرة، كلها لله وحده، ويعرف بره سبحانه في ستره عليه حال ارتكاب المعصية مع كمال رؤيته له وقدرته عليه، ولو شاء لفضحه بين خلقه فحذروه ومقتوه.
    وهذا من كمال بره بعبده مع كمال غناه عنه، وكمال فقر العبد إليه.

    فإذا اشتغل العبد بمطالعة هذه المنَّة، ومشاهدة هذا البر والإحسان والكرم من ربه، أقبل على طاعته، وأقلع عن معصيته.
    ويشهد حلم الله في إمهال راكب الخطيئة، ولو شاء لعاجله بالعقوبة.

    ويعرف كرم ربه في قبول العذر منه إذا اعتذر إليه، فيقبل عذره بكرمه وجوده، فيوجب له ذلك اشتغالاً بذكره وشكره.

    ويشهد فضله في مغفرته ذنوبه، فإن المغفرة فضل من الله، وعفوه بفضله لا باستحقاق العبد له، فيوجب ذلك له شكراً لله، ومحبة له، وإنابة إليه، وفرحاً وابتهاجاً به، ومعرفة له باسمه الغفار.

    وبذلك يكمل لعبده مراتب العبودية من التعظيم لمولاه، والذل له، والخضوع والانكسار بين يديه، وكمال الافتقار إليه.


    والثاني: أن يقيم الله على عبده حجة عدله، فيعاقبه على ذنبه بحجته.

    فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه، فقصد عنه ولم يعرفه، فقد قامت عليه الحجة، والله لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه، فإذا عاقبه على ذنبه عاقبه بحجته على ظلمه.

    فإذا أقدم العبد على سبب الهلاك، وقد عرف أنه سبب الهلاك فهلك، فالحجة مركبة عليه، والمؤاخذة لازمة له.
    فإذا شاهد العبد القدر السابق بالذنب، علم أن الله سبحانه قدره سبباً مقتضياً لأثره من العقوبة، كما قدر الطاعة سبباً مقتضياً للثواب، وأن الله علم أن هذا العبد لا يصلح إلا للوقود كالشوك الذي لا يصلح إلا للنار.

    فاقتضى عدله سبحانه أن يسوق هذا العبد إلى ما لا يصلح إلا له، وأن يقيم عليه حجة عدله، بأن قدر عليه الذنب فواقعه، فاستحق ما خلق له كما قال سبحانه: (( وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ . لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ))

    واعلمى جيدا ان الناس في معرفة الحق، وفي قبوله ورده متفاوتون، وفي الطاعات والمعاصي التي يفعلونها بإرادتهم مختلفون، وفي شهود المعاصي التي تجري عليهم أحكامها بإرادتهم وشهواتهم متفاوتون أعظم تفاوت، وجماع ذلك في مشاهد عدة منها ما هو حالكم كما سألتم وهو :


    **** مشهد الفعل الكسبي القائم بالعبد فقط.

    فلا يشهد إلا صدوره عنه، وقيامه به، ولا يشهد مع ذلك مشيئة الرب له، ولا جريان حكمه القدري به، ولا عزة الرب في قضائه ونفوذ أمره في خلقه.

    فهذا المشهد وإن كان صحيحاً نافعاً له، حيث يرى الذنب والعيب من نفسه وأنه مستحق للعقوبة والنكال، وأن الله سبحانه إن عاقبه فهو العادل فيه، وأنه هو الظالم لنفسه، وهذا كله حق لا ريب فيه، لكن صاحبه ضعيف مغلوب على نفسه غير معان عليها، بل هو معها كالمقهور المخذول.

    فإنه لم يشهد عزة ربه في قضائه وقدره، ونفوذ أمره الكوني ومشيئته، وأنه لو شاء لعصمه وحفظه، وأنه لا معصوم إلا من عصمه الله، ولا محفوظ إلا من حفظه.


    ولم يشهد أنه هو محل جريان أقضيته وأقداره سبحانه، مسوق إليها في سلسلة إرادته وشهوته، وأن تلك السلسلة طرفها بيد غيره، فهو سبحانه القادر على سوقه فيها إلى ما فيه صلاحه وفلاحه، وإلى ما فيه هلاكه وشقاؤه.


    فهو لغيبته عن هذا المشهد، وغلبة شهود المعصية والكسب على قلبه لا يعطي التوحيد حقه، ولا الاستغاثة بربه، ولا الافتقار إليه حقه.
    فهو سبحانه خالق كل شيء، ورب كل شيء، لا ملجأ منه إلا إليه..

    قال النبي صلى الله عليه وسلم :
    «اللَّـهُـمَّ أعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَـى نَفْسِكَ» أخرجه مسلم

    **** مشهد الحكمة :

    وهو أحد مشاهد أهل الاستقامة، وهؤلاء يشهدون أن الله لم يخلق شيئاً عبثاً ولا سدى، وأن له الحكمة البالغة في كل ما قدره وقضاه، من خير وشر، وطاعة ومعصية.
    وأنه لا يكون في العالم شيء إلا بمشيئة الله وقدره، وأن لله في ظهور المعاصي والجرائم حكم وأسرار، يترتب عليها ما هو أحب إليه وآثر عنده من قوته بتقدير عدم المعصية.
    فصاحب هذا المشهد يرى حكمة الله في تخليته بينه وبين الذنب، واقتداره عليه، وتهيئة أسبابه له، وأنه لو شاء عصمه وحال بينه وبينه، ولكنه خلى بينه وبينه لحكم عظيمة لا يعلم مجموعها إلا الله.
    فهو سبحانه يحب التوابين، فلمحبته للتوبة وفرحه بها قضى على عبده بالذنب، ثم إذا كان ممن سبقت له الحسنى قضى له بالتوبة.
    وليعرف العبد عزة ربه في قضائه ونفوذ مشيئته، وجريان حكمه.
    وليعرف حاجته إلى حفظ ربه، وأنه إن لم يحفظه فهو هالك.
    وليستجلب من عبده استعانته به، والتضرع إليه، والاستعاذة به من شر نفسه وشر عدوه.
    وإرادته من عبده تكميل مقام الذل والانكسار له، فإنه متى شهد صلاحه واستقامته شمخ بأنفه، وظن أنه وأنه، فإذا ابتلاه ربه بالذنب تصاغرت نفسه وذلت.
    وتعريف عبده بحقيقة نفسه، وأنها الخطاءة الجاهلة، وأن كل ما فيها من علم أو عمل أو خير فمن الله مَنَّ به عليه لا من نفسه.

    وليعلم العبد سعة حلمه وكرمه في ستره عليه، فإنه لو شاء لعاجله على الذنب، ولهتكه بين عباده، فلم يصف له معهم عيش.

    وليعلم أنه لا طريق إلى الجنة إلا بعفو ربه ومغفرته، وتعريفه كرمه في قبول توبته، ومغفرته له على ظلمه وإساءته، وإقامة الحجة عليه، فإن عذبه فَبِعَدْله، وإن أكرمه فبفضله.
    ولأجل أن يعامل الناس عند إساءتهم إليه بما يجب أن يعامله الله به.

    وأن يخلع سبحانه صولة الطاعة والإحسان من قلب عبده، فتتبدل برقة ورأفة ورحمة، وأن يعرى عبده من داء العجب بعلمه وعمله، وأن يعريه من لباس الكبر، ويلبسه لباس الذل الذي لا يليق بالعبد سواه.

    وأن يستخرج من قلبه عبوديته بالخوف والخشية وتوابعهما من البكاء والإشفاق والندم.

    وأن يعرف العبد مقداره مع معافاته، وفضله سبحانه في توفيقه وعصمته، فمن تربى في العافية لا يعرف ما يقاسيه المبتلى، ولا يعرف مقدار العافية.

    وأن يستخرج من عبده محبته وشكره لربه إذا تاب إليه ورجع إليه.

    والعبد إذا شهد إساءته وظلمه استكثر القليل من نعمة الله عليه، لعلمه بأن الواصل إليه منها كثير على مسييء مثله، فهو دائماً مستقل

    لعمله كائناً ما كان.

    والذنب يوجب للعبد اليقظة والحذر من مصايد عدوه ومكايده.

    وقد تكون في القلب أمراض مزمنة لا يشعر بها فيطلب دواءها، فيمنّ الله عليه، ويقضي عليه بذنب ظاهر فيجد ألم مرضه، فيحتمي ويشرب الدواء النافع فتزول تلك الأمراض التي لم يكن يشعر بها.

    وبالذنب يذيقه ألم الحجاب والبعد بارتكاب الذنب، ليكمل له نعمته وفرحه وسروره إذا أقبل بقلبه إليه، وأقامه في طاعته، فتكون لذته بذلك بعد أن صدر منه ما صدر بمنزلة التذاذ الظمآن بالماء العذب الزلال، وأن لطف الرب وبره وإحسانه بعبده ليبلغ أكثر من هذا.

    والمعاصي والذنوب فيها امتحان واختبار للعبد.. هل يصلح لعبودية الله وولايته أم لا؟.

    فإذا وقع في الذنب سلب حلاوة الطاعة والقرب، ووقع في الوحشة.

    فإن كان ممن يصلح اشتاقت نفسه إلى لذة تلك المعاملة، فحنت وأنت وتضرعت، واستعانت بربها ليردها إلى ما عودها من بره ولطفه.

    وإن ركنت عنها، واستمر إعراضها، ولم تحن إلى مألوفها الأول، ولم تحس بضرورتها وفاقتها الشديدة إلى مراجعة قربها من ربها علم أنها لا تصلح لله عزَّ وجلَّ.

    وإذا أذنب العبد أنساه الله رؤية طاعته، وأشغله برؤية ذنبه، فلا يزال نصب عينيه يستغفر الله منه، ويتوب إليه، ويتضرع بين يديه، ويزول عنه عجبه وكبره الذي قد يقتله ويهلكه.

    وشهود العبد معصيته وخطيئته يوجب له أن لا يرى له على أحد فضلاً، ولا له على أحد حقاً، فإذا شهد عيب نفسه بفاحشة، لا يظن أنه خير من مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر.

    وإذا شهد ذلك من نفسه لم ير لها على الناس حقوقاً من الإكرام يتقاضاهم إياها، ويذمهم على ترك القيام بها، فإنه عنده أخس قدراً، وأقل قيمة من أن يكون لها على عباد الله حقوقاً يجب مراعاتها، أو لها عليهم فضل يستحق أن يكرموه لأجله.

    فيرى أن من سلم عليه، أو لقيه بوجه منبسط، قد أحسن إليه، وبذل له ما لا يستحقه، فاستراح في نفسه، واستراح الناس من عتبه وشكايته فما أطيب عيش هذا، وما أقر عينه.

    والذنب كذلك يوجب له الإمساك عن عيوب الناس والفكر فيها، فإنه في شغل بعيبه ونفسه، وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس.

    وكذلك الذنب يوجب له الإحسان إلى الناس، والاستغفار لإخوانه الخاطئين من المؤمنين، فيصير هجيراه: رب اغفر لي ولوالدي، وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات.

    فكأنه يشهد إخوانه الخاطئين مصابين بمثل ما أصيب به، فيستغفر لهم وإذا شهد نفسه مع ربه مسيئاً مخطئاً مذنباً مع فرط إحسان ربه إليه وبره به، وشدة حاجته إلى ربه، وعدم استغنائه عنه طرفة عين، فإذا كانت هذه حاله مع ربه، فكيف يطمع أن يستقيم له الخلق، ويعاملوه بمحض الإحسان وهو لم يعامل ربه تلك المعاملة؟.

    وكيف يطمع أن يطيعه ولده ومملوكه وزوجه في كل ما يريد وهو مع ربه ليس كذلك؟.

    وهذا يوجب أن يغفر لهم ويعفو عنهم ويسامحهم، ويغض عن الاستقصاء في طلب حقه منهم.

    فكم في ظهور المعاصي والذنوب من الحكم والأسرار التي يترتب عليها ما هو أحب إلى الله وآثر عنده من عدمها.

    فإنه لولا المعصية من أبي البشر آدم بأكله من الشجرة لما ترتب على ذلك ما ترتب من وجود هذه المحبوبات العظام للرب تعالى.

    من امتحان خلقه وتكليفهم.. وإرسال رسله.. وإنزال كتبه.. وإظهار آياته وعجائبه.. وتنويعها وتصريفها.. ومعرفة جلاله وجماله.. وإكرام أوليائه.. وإهانة أعدائه.. وظهور عدله وفضله.. وعزته وانتقامه.. وعفوه ومغفرته.

    وظهور من يعبده ويحبه.. ومن يقوم بمراضيه ومحبوباته بين أعدائه في الدنيا.. وظهور الطيب من الخبيث من خلقه.
    ولم تتم المملكة حيث لم يكن هناك إكرام وثواب.. وعقوبة وإهانة.. ودار سعادة وفضل.. ودار شقاوة وعدل.


    3- بالتأكيد وممَّا لاشكَّ فيه أنَّه كانت هناك لحظات تذوقتى فيها حلاوة الإيمان، واستشعرتى أنَّكى فوق الدنيا وما فيها، تَطِيرْينَ في رحب الكون وسعته، وتطاولى عنان السماء وسموَّها، وأيقنتى ألا أحد في الدنيا أقرب إلى الله تعالى منكى، وهذه اللحظات طالت أم قصرت، فقد حقَّقت المراد، وأشعلت الهمَّة، التي ما لبثت أن عادت إلى الهدوء.ما أريد قوله هو أنَّ صورة قلوبنا وإيماننا ليست مظلمةً باستمرار، إذ فيها دائماً ومضات نور، وبريق أمل، علينا فقط أن نتمسَّك بهذا النور، وأن نوسِّع رقعته قدر استطاعتنا، كيف؟
    عبر ممارساتٍ (عباداتٍ ومعاملات) استشعرنا فيها أنَّها الأحبُّ إلى نفوسنا، والأسرع إلى رفع درجة إيماننا، فيصبح المطلوب منَّا حينها أن نكثر من هذه الممارسات ونزيد، علَّها تحقِّق ما نصبو إليه أو بعضاً منه، مع الانتباه إلى أنَّ الإيمان في النفوس يزيد وينقص، كما قرَّر علماء العقيدة.




    4
    - “النظريَّة” التي أودُّ عرضها هي:
    لماذا نفترض أنَّنا سنصل إلى حلاوة الإيمان في الدنيا؟
    من قال هذا ولماذا؟
    لماذا لا تكون ضمن الأشياء التي قد تؤخَّر إلى الآخرة كما أخبر صلى الله عليه وسلم في مسألة إجابة الدعاء: “ما من مسلمٍ يدعو الله عزَّ وجلَّ بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إمَّا أن يعجِّل له دعوته، وإمَّا أن يؤخِّرها له في الآخرة، وإمَّا أن يصرف عنه من السوء مثلها”، قالوا: إذاً نكثر، قال: “الله أكثر وأطيب”رواه أحمد والطبرانيُّ والبزَّار بسندٍ صحيح.



    لماذا لا تؤخَّر حلاوة إيمان قلوبنا كي يتضاعف ثوابها؟

    لقد أمرنا الله تعالى بالمسارعة والمسابقة، ولكن إلى ماذا؟ “وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدَّت للمتَّقين”، “سابقوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنةٍ عرضها كعرض السماء والأرض أعدَّت للذين آمنوا بالله ورسله”، إذن هي كلُّها للجنَّة وليست إلى حلاوة الإيمان في الدنيا، فالحلُّ إذن هو السعي والعمل والبذل، وعيننا إلى هناك حيث الأجر المضاعف أضعافاً كثيرةً والله يضاعف لمن يشاء، لنكن طمَّاعين إذن، ولنرضَ بهذا العنت في الدنيا –بل ولنسعد به ولنسعَ إليه- كي ننال الجزاء الأوفى يوم القيامة، ولنكثر، فالله تعالى أكثر وأطيب.

    أرجو الله تعالى أن تكون كلماتي قد ربَّتت على الأكتاف، وخفَّفت الأحزان والهموم، وأزالت الحيرة.. اللهمَّ آمين.


    وكلُّ ما أطلبه منكى الان:
    -

    - أن لا تتوقَّفى عن التوبة و عن العمل مهما كانت الظروف أو النتائج، فعيوننا دوماً ترنو إلى هناك لا إلى الدنيا، فلنكن طمَّاعين، فهذا هو موطن الطمع المحمود.


    - أن لا تيأسى ولاتقنطى من رحمة ربنا فهو يحب التوابين ويحب المتطهرين .
    أمَّا ما علينا جميعاً فعله فهو: أن نحبَّ ربَّنا سبحانه، وأن تردِّد قلوبنا وأفعالنا دائما:
    أبيع وربّـِيَ منِّي اشترى……. أبـيع الحـياةَ ولا أستشيرْ
    وأُشهِد خلقك أنِّـيَ عبدٌ……. أحبَّ المليكَ العزيزَ الغفورْ
    وأسلم عند لِقاك الرِّحال……. وألقى لديك عناء المسيرْ

    اللهمَّ اشهد واقبل، وأرِحنا يوم نلقاك من عناء مسيرنا إليك.

    وأسأل الله تعالى ان يغفر لنا ولكم الذنوب ويقبل منا الطاعات


    تعليق


    • #3
      رد: الشيخ ابو معاذ لو سمحتم انا نفسيتي ربنا اللي عالم بيها وهو اللي رده بيريحني ,,,, اسفة

      ورجاءا سماع هذا الدرس الهاااااااااااااااام :


      لماذا نعصى الله ؟؟؟



      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      x
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
      x
      x
      يعمل...
      X