وبخصوص ما ذكرت من قصور بعد طاعة ومن ابتعاد بعد اقتراب، فإن الإيمان كما لا يخفاك يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية،
وما أنت فيه الآن من فعل الذنب ثم التوبة منه أمر طيب طالما تعود إلى الله سريعا ،
غير أن التكرار مشكلة لها عواقبها فلا ينبغي للعبد أن يعود إلى الذنب الذي تاب إلى الله منه،
وأن يبحث عن أسباب وقوعه في الذنب، وأن يدرس كيفية التخلص منه،
فأنت أخي الكريم - وكلنا ذاك الرجل - في حرب مفتوحة مع الشيطان،
وقد أقسم أن يغوي عباد الله الصالحين : (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين).
وما دام الأمر كذلك فإني أهيب بك إلى سرعة اللجوء إلى الله والأنس به ،
والإقبال على القرآن والتلذذ بقراءته ، وحتى يتم لك ذلك فأنصحك بعدة أمور :
1- أنصحك أخي الكريم بداية أن تقوم الليلة قبل الفجر بنصف ساعة وحدك دون أن يعلم أحد، وأن تذهب في خلوتك إلى الله عز وجل ،
توضأ واركع له ركعتين في جوف الليل، وفي سجودك أطله كثيرا وابك لربك وتحدث إليه ، أخبره بكل ما خطر عليك وكل ما تريده ،
هو أعلم بما فيك وما منك ،
لأن ربك يحب عبده إذا أقبل عليه وتضرع إليه، واسأله من فضله العظيم أن يحببك إلى القرآن تلاوة وسماعا،
وإلى النوافل تعبدا وقياما ، والله المسؤول أن يستجيب لك فهو مجيب من دعاه والتجأ إليه .
2- اعلم أخي أن القلب لا يعرف الفراغ ،
فإذا لم تحسن أن تشغله بالطاعات المتنوعة شغل القلب بالمعاصي عياذا بالله ،
فنوع عبادتك بين ذكر وصلاة وقراءة قرآن وصلة أرحام ومذاكرة أو عمل تبتغي رضى الله به.
3- كذلك من الأمور الهامة أن تجتهد في التعرف على أصدقاء صالحين أكثر منك علما وتعبدا، كن معهم ، جالسهم ،
تعود على اللقاء بهم فإن ذلك مما يعين على الطاعة ويساعد عليها .
4- التمس دعاء والديك، فإن من الدعوات المرفوعات المقبولات دعوة الوالد لولده .
5- اجعل لك وردا ولو صغيرا وحافظ عليه ، واحرص ألا يمر عليك يوم إلا وقد أتممت وردك على الوجه المرضي ،
وإن فاتك فاحرص على أن تجمعه في اليوم التالي إذا لم يكن شاقا عليك .
6- لا تيأس من روح الله ولا تبتعد عن الله ، فاليأس قد قرنه الله بالكفر: {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}
ومهما كان ذنبك كبيرا فالله أكبر منه وأكرم ، ولكن عليك أن تتعرف على نقاط الضعف عندك التي تجعل القدم تزل،
وأن تعرف أسبابها ومن ثم علاجها فهذا هو المرجو منك إن شاء الله.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات مثل: أتوب ثم أعصي فكيف أستمر على التوبة: 246818 - 228333 - 293842
وكيفية المحافظة على الصلاة: 18388 - 18500 - 17395 - 24251
لكل إنسان حالات يقصر فيها تجاه ربه سبحانه ويقع فيها في المعاصي، لكن الصالحين يؤوبون ويعودون ويتذكرون فيتوبون ويستغفرون وتحسن توبتهم، وأول الطريق أن تقطع أحبال الوصال بينك وبين كل ما يدفعك للمعصية ثم أنصحك بعدة أمور هامة:
أولها: الندم الشديد على التفريط في حق الله، ندما يحرق أثر الذنب فلا يبقى معه للذنب ذكرا في قلبك، وفي الحديث الثابت "الندم توبة"، ودليل صدق الندم عدم الفرحة إذا ذكرت الذنب وعدم تمني العودة إليه.
ثانيها: عود نفسك أن تتبع السيئة الحسنة فورا،
فتصدق فور التقصير واستغفر وأكثر من الاستغفار
وهكذا عد إلى ربك بعد الذنب عودة العبد المقصر المعترف بذنبه الراجي عفو ربه الموقن بعظمته وقدرته، المؤمل في رحمته وغفرانه.
ثالثها: أنصحك بالبدء بتعويد لسانك على ذكر الله في بأن تكثر من قراءة القرآن،
كما تكثر من الاستغفار عما فاتك وتكثر من الدعاء والمناجاة في جوف الليل الآخر بينك وبين ربك حيث لا يطلع عليك أحد.
رابعا: اجعل لنفسك خبيئة من عمل صالح (أقصد عملا صالحا خفياً) يكون بينك وبين ربك لا يطلع عليه أحد،
ترجو أن تلقى الله به يوم القيامة، كصدقة في السر أو كفالة يتيم في السر أو غيره.
خامسا: أنصحك بالبدء في تعلم تعاليم دينك الحنيف ليقيك العلم زلة القدم من الذنوب والآثام،
ولذلك فاختر عالما صالحا تكون في جواره تتنسم من صحبته نسائم العلوم وميراث النبوات.
سادسا: عليك أن تبدأ في تغيير أنماط حياتك الشخصية
والبعد عما يلهيك عن ربك والقرب من كل ما يذكرك به سبحانه
ويحضك على طاعته سواء كان ذلك صديق لهو
أو مكان سوء أو لغو أو أي نوع مما يغفل المرء عن ربه لتنشئ لنفسك بيئة إيمانية تعينك على سبيل الاستقامة.
سابعا: عوِّد أقدامك المشي إلى المساجد،
وعوِّد قلبك التعلق بالمساجد ففي الحديث الثابت "المسجد بيت كل تقي" فثَم تجد الرحمات وثَم تُعان على الطاعات.
ثامنا: رتب أوقاتك وحاول الاستفادة من كل دقيقة في عمل صالح
واجعل نيتك دوماً تسبق عملك واجعل لنفسك في كل عمل دنيوي مباح نية صالحة تثاب عليها
فترى نفسك تعيش ربانيا في كل خطوة من خطاك.
تاسعا: ابذل نفسك لصالح أمتك وابحث عن كل ما ينفعها ويصلحها وحاول دوما أن تشارك في الإصلاح أينما كان.
عاشرا: اجتهد أن تكون متميزا في عملك الذي أنت بشأنه وأتقنه
فإن الله سبحانه "يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه". وفقك الله إلى كل خير وصلاح. وفي الختام نسأل الله أن يوفقك لكل خير،
وأن يحيي قلبك، وأن يحبب إليك الطاعة، وأن يزيدك برا وإحسانا وأن يثبتك على ما يرضيك منه. http://www.youtube.com/watch?v=DSN74G4Xuqc
باب التوبة مفتوح لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وحينها ((لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)) ويُغلق هذا الباب أيضاً إذا بلغت الروح الحلقوم، قال تعالى: ((وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ...))، والله تبارك وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ...، بل ويفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فسارع إلى الدخول في رحمة الله، واحذر من تأخير التوبة، فإن الإنسان لا يدري متى ينتهي به العمر، ولن يستطيع أحد أن يحول بينك وبين التوبة.
والتوبة النصوح ينبغي أن تتوفر فيها شروط بينها العلماء كما يلي:
أولاً: أن يكون صاحبها مخلصاً في توبته لا يريد بها إلا وجه الله، فليس تائباً من يترك المعاصي خوفاً من رجال الشرطة أو خشية الفضيحة، أو يترك الخمر خوفاً على نفسه وحفاظاً لصحته، أو يبتعد عن الزنا خوفاً من طاعون العصر (الإيذر).
ثانياً: أن يكون صادقاً في توبته، فلا يقل تبت بلسانه وقلبه متعلق بالمعصية؛ فتلك توبة الكذابين.
ثالثاً: أن يترك المعصية في الحال.
رابعاً: أن يعزم على أن لا يعود.
خامساً: أن يندم على وقوعه في المخالفة، وإذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين فإنها تحتاج لشرط إضافي، وهو:
سادساً: رد الحقوق إلى أصحابها أو التحلل وطلب العفو منهم.
ومما يعين التائب على الثبات ما يلي:
1- الابتعاد عن شركاء الجرائم وأصدقاء الغفلة.
2- الاجتهاد في تغيير بيئة المعصية، لأن كل ما فيها يذكر بالمعاصي.
3- الاجتهاد في البحث عن رفاق يذكرونه بالله ويعينوه على الطاعات.
4- الإكثار من الحسنات الماحية ((إن الحسنات يذهبن السيئات)).
وابشر يا أخي، فإن الله سبحانه إذا علم منك الصدق يتوب عليك، بل ويبدل سيئاتك إلى حسنات قال تعالى: ((إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات)).
وكثرة الاستغفار مطلوبة ومفيدة جداً، وذاك هدى النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال عنه ابن عمر رضي الله عنه: (كن نعد للنبي صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد استغفر الله وأتوب إليه أكثر من مائة مرة)، وقال عليه الصلاة والسلام لحذيفة (... وأين أنت من الاستغفار يا حذيفة؟ وإني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة)، وقد كان السلف يستغفرون الله كثيراً، ويقصدون الأوقات الفاضلة مثل ثلث الليل الآخر، كما قال نبي الله يعقوب لأبنائه: ((سوف أستغفر لكم ربي ....))، قال ابن مسعود : ادخر استغفاره لهم إلى وقت السحر.
والمسلم يستغفر الله حتى بعد الطاعات؛ لأنه يعتقد أنه مقصر، ولجبر ما فيها من خلل ونقص، فبعد الصلاة ينبغي على المسلم أن يقول أستغفر الله ثلاثاً، وبعد الحج ... وهكذا.
وقد كان سلف الأمة الأبرار إذا أرادوا السقيا استغفروا الله، وإذا طلبوا المال استغفروا الله، وإذا أردوا الولد استغفروا الله، أو طمعوا في نيل القوة في أبدأنهم وبلدانهم استغفروا الله، وهذا لدقيق فهمهم لقوله تبارك وتعالى: ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ، يرسل السماء عليكم مدراراً)).
اعلم ان فيك خير نحسبك على خير
من يندم وتكون عنده النفس اللوامة بإذن الله يكون على خير
ولكن
لازم عزيمة
الله عز وجل يقول { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ.سورة العنكبوت » الآية 69
وبخصوص ما ذكرت من قصور بعد طاعة ومن ابتعاد بعد اقتراب،
فإن الإيمان كما لا يخفاك يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية،
وما أنت فيه الآن من فعل الذنب ثم التوبة منه أمر طيب طالما تعود إلى الله سريعا ،
غير أن التكرار مشكلة لها عواقبها فلا ينبغي للعبد أن يعود إلى الذنب الذي تاب إلى الله منه،
وأن يبحث عن أسباب وقوعه في الذنب، وأن يدرس كيفية التخلص منه، فأنت أختي الكريم - وكلنا ذاك الرجل -
في حرب مفتوحة مع الشيطان،
وقد أقسم أن يغوي عباد الله الصالحين : (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين).
وما دام الأمر كذلك فإني أهيب بك أيتها الكريمه إلى سرعة اللجوء إلى الله والأنس به ،
والإقبال على القرآن والتلذذ بقراءته ، http://www.youtube.com/watch?v=hPKryC-SRIY
وحتى يتم لك ذلك فأنصحك بعدة أمور :
1- أنصحك بداية أن تقوم الليلة قبل الفجر بنصف ساعة وحدك دون أن يعلم أحد،
وأن تذهبي في خلوتك إلى الله عز وجل ، توضأ واركع له ركعتين في جوف الليل، وفي سجودك أطله كثيرا وابك لربك وتحدث إليه ،
أخبريه بكل ما خطر عليك وكل ما تريده ،
هو أعلم بما فيك وما منك ، لأن ربك يحب عبده إذا أقبل عليه وتضرع إليه،
واسأله من فضله العظيم أن يحببك إلى القرآن تلاوة وسماعا، وإلى النوافل تعبدا وقياما ، والله المسؤول أن يستجيب لك فهو مجيب من دعاه والتجأ إليه .
2- اعلم أن القلب لا يعرف الفراغ ،
فإذا لم تحسن أن تشغله بالطاعات المتنوعة شغل القلب بالمعاصي عياذا بالله ،
فنوع عبادتك بين ذكر وصلاة وقراءة قرآن وصلة أرحام ومذاكرة أو عمل تبتغي رضى الله به.
3- كذلك من الأمور الهامة أن تجتهد في التعرف على أصدقاء صالحين أكثر منك علما وتعبدا، كن معهم ، جالسهم ، تعود على اللقاء بهم فإن ذلك مما يعين على الطاعة ويساعد عليها .
4- التمس دعاء والديك، فإن من الدعوات المرفوعات المقبولات دعوة الوالد لولده .
5- اجعلي لك وردا ولو صغيرا وحافظ عليه ،
واحرص ألا يمر عليك يوم إلا وقد أتممت وردك على الوجه المرضي ،
وإن فاتك فاحرص على أن تجمعه في اليوم التالي إذا لم يكن شاقا عليك .
6- لا تيأسي من روح الله ولا تبتعد عن الله ،
فاليأس قد قرنه الله بالكفر: {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}
ومهما كان ذنبك كبيرا فالله أكبر منه وأكرم ،
ولكن عليك أن تتعرف على نقاط الضعف عندك التي تجعل القدم تزل،
وأن تعرفي أسبابها ومن ثم علاجها فهذا هو المرجو منك إن شاء الله.
ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات مثل: أتوب ثم أعصي فكيف أستمر على التوبة: 246818 - 228333 - 293842
وكيفية المحافظة على الصلاة: 18388 - 18500 - 17395 - 24251
وفي الختام نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يحيي قلبك، وأن يحبب إليك الطاعة، وأن يزيدك برا وإحسانا وأن يثبتك على ما يرضيك منه.
تعليق