إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل لى من توبة ؟ ( بالله عليكم لا يدخل إلا الشيخ ابو معاذ)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل لى من توبة ؟ ( بالله عليكم لا يدخل إلا الشيخ ابو معاذ)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أنا تعبانة جدا ومحتاجة مساعدتكم و جزاكم الله خيرًا


    وياريت حضرتك تحذف الكلام بعد قراءته
    وجزاكم الله خيرا
    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 04-12-2013, 08:48 PM.

  • #2
    رد: هل لى من توبة ؟ ( بالله عليكم لا يدخل إلا الشيخ ابو معاذ)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،


    فإن هذا الأمر يحتاج إلى تفصيل وبيان، فأصل ذلك أن تعلمي أن الإنسان بطبعه له عواطف وأحاسيس أوجدها الله تعالى بحسب فطرته الإنسانية، فالإنسان يحب أن يكون له الصحبة التي يحبها ويأنس بها، فهو يحب ويُحب، بل إن الله جل وعلا برحمته التي وسعت كل شيء وبكرمه يحب عباده المؤمنين وعباده كذلك يحبونه، قال تعالى:
    {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أن مشاعر الحب للمؤمنين فيما بينهم ومشاعر البغض لأعداء الله من الكفار هي من أمور الإيمان بل من أوثق عراه كما قال صلى الله عليه وسلم: (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله) أخرجه الإمام أحمد في المسند.

    ولذلك كان من أعظم المقامات التي يقومها المؤمن هو الحب في الله والبغض في الله، حتى قال صلوات الله وسلامه عليه فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى: (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء)، بل إن المحبة في الله توجب لك محبة الله عز وجل، ولذلك فإن فضل الحب في الله فضل عظيم، وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم فيه خبرًا عجيبًا كما خرجه مسلم في صحيحه: (أن رجلاً زار أخًا في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملَكًا ثم سأله: أين تريد؟ فقال: أريد أخًا لي في هذه القرية – أي أخًا له في الله – فقال له: هل لك نعمة تربوها عليه؟ قال: لا..غير أني أحبه في الله. قال: فإني رسول الله إليك أن الله قد أحبك كما أحببته فيه).

    فهذا في شأن الحب في الله عز وجل وليستقر الأمر في نفسك استقرارًا واضحًا، فإنا نذكر لك أنواعًا من الحب التي قد تقع للإنسان:

    1- الحب في الله وهو أعلاها وأشرفها وقد عرفت شيئًا من فضلها.

    2- الحب الفطري الجبلي الذي يكون بين أفراد الأسرة كحب الوالدين لولدهما، وحب الولد لوالديه، فإن الإنسان يحب والديه حتى ولو كانا غير مسلمين وذلك بحسب الفطرة التي في نفسه، فهذا أمر لا لوم فيه، ومن هذا المعنى حب الزوج لزوجته والزوجة لزوجها.

    3- الحب الذي يكون بين القرناء والأصدقاء والمخالطين، وذلك كحب الأصدقاء بعضهم بعضًا، ولعلك قصدت هذا المعنى وهو أنك تحبين صديقتك المذكورة وتشعرين بالميل إليها مودة لها وتشعرين بالحنان عليها ولكنك بحمدِ الله لا تصلين إلى أي أمر محرم في هذا، وسيأتي التعليق أيضًا على هذا الأمر بعد ذلك.

    4- الحب المحرم الذي يكون على صورة محرمة، كأن يقع الحب بين الرجل والمرأة والأجنبية عنه، ويؤدي ذلك إلى شيء من العلاقات المحرمة إما بالزنا أو حتى بمجرد العلاقة من اللقاء والكلام ونحو ذلك بدون عقد الزواج، ومن هذا المعنى الحب الذي يقع بين أنثى وأنثى أو ذكر وذكر ولكن بقصد الشهوة المحرمة، وهو الذي يسمى في الاصطلاح الحديث بظاهرة الإعجاب لدى بعض الفتيات أو بعض الرجال فيما بينهم، وربما قاد ذلك إلى أفعال محرمة، وربما كان شعورًا بالشهوة فقط.

    فإن قلت: فكيف أفرق بين هذا الحب المحرم والميل المذموم وبين الحب السليم الذي يكون بين الصديقتين؟

    فالجواب: إن لذلك علامة، فإن رأيت أن هذا الحب مقرونًا بشهوة ومقرونًا باستثارة جنسية فهذا حبٌ للشهوة المحرمة وأنه دخل مدخلاً مذمومًا. وأما إن كان لديك حبٌ لهذه الصديقة بمعنى أنك ترغبين في صحبتها وتميلين إليها وتشفقين عليها ولديك حنان وعطف عليها – و
    كما أشرت: تشعرين أنك أمها في الحنان – فهذا أمر لا حرج فيه.. فقد حصل لك الفرق بين الأمرين، وبهذا تنزلين هذا الشعور الذي لديك منزلة اللائقة به بحسب التقسيم السابق، مع أن الظاهر من كلامك الكريم أنك بحمدِ الله لا تنونين بهذه المودة شرًّا.

    ومع هذا فإن الإنسان قد يُدخل عليه الشيطان مدخلاً خفيًا فتكون العلاقة ظاهرها أنها صحبة عادية ولكن قد يدخل عليه من هذا المعنى فيصبح له تعلق مذموم، وعلامة ذلك أن تجد الفتاة نفسها متعلقة بالنظر إلى وجه صاحبتها وإلى التأمل في محاسنها، فإن وجد ذلك فهذا يقطع بأنه من التعلق المذموم وليس من الصحبة العادية؛ لأن الصديق عادة يحب الأنس بصديقه ولكن أن يجلس متأملاً في محاسن وجهه ومحاسن جماله أو محاسن جسمه، فهذا دليل على أنه ينظر بشهوة محرمة، حتى ولو خفيت عليه، فاعرفي هذه الفروق فإنها تعينك إعانة كاملة بإذن الله عز وجل.

    مضافًا إلى هذا وصية جامعة وهي:
    أن تكوني مقتصدة في مودتك وتعاملك، بحيث تعاملينها المعاملة العادية ولا يحصل التعلق الشديد حتى ولو كانت الصحبة خالية من أي أمر محرم أو من قصد وشهوة محرمة، فخير ما تقومين به هو التوسط والاعتدال وأن تعودي نفسك على عدم التفكير فيها إذا ابتعدت عنها فلا تكونين مشغولة بها في أكثر أوقاتك، فإن هذا قد يُفسد عليك أمرًا كثيرًا من دينك ودنياك، ولكن تحبينها حبًّا ومودة صادقة كسائر ما يقع بين الصديقات والصاحبات.

    ومن هذا المعنى ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم: (أحبب حبيبك هونًا ما عسى أن يكون بغيضًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما عسى أن يكون حبيبك يومًا ما) أي باقتصاد واعتدال في كل ذلك، والحديث أخرجه الترمذي في سننه وقد روي هذا على أنه من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وروي موقوفًا على عليٍّ رضي الله عنه، وكلاهما ثابت صحيح.

    ووصية أخرى أكيدة وهي أن تجعلي محبتك لهذه الصاحبة محبة في الله خالصًا لوجهه الكريم بحيث تتعاونَّ على طاعة الله ويكون بينكنَّ صحبة في الله وتعاون على البر والتقوى، فبهذا ترتقين بصحبتك إلى أفضل المقامات وأحسنها وتكون محبتك داخلة في قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه كما قال جل وعلا في الحديث القدسي: (وجبت محبتي للمحابين فيَّ والمتجالسين فيَّ والمتازورين فيَّ والمتباذلين فيَّ) أخرجه مالك في الموطأ.



    فإن الذي تشكو منه وهو ( التعلق ) بشخص تحبه ليس مشكلة بسيطة كما تظن، بل إنه داء والواجب عليك الاجتهاد في التخلص منه. فإن الشريعة رغبت في الأخوة في الله ورتبت الثواب على المحبة فيه، وانظر أدلة ذلك في الفتاوى التالية: 52433 ، 36991 ، 30426. أما التعلق بشخص معين، فهو أمر آخر غير مجرد المحبة في الله التي تزيد إذا رأيته على طاعة وتقل إذا رأيته على معصية، وإنما التعلق هو قبول الشخص كما هو والأنس به والشوق إليه إذا غاب عنك، والغيرة عليه إذا وجدته مع غيرك، وعدم الرغبة في مفارقته، والتكدر إذا انصرف عنك، بل يصل الأمر بالبعض إلى أن يمرض إذا غاب من يحبه عن ناظريه أو وقع بينهما شيء أفسد العلاقة بينهما. وفي ذلك يقول ابن القيم: من أحب شيئا سوى الله عز وجل فالضرر حاصل له بمحبوبه: إن وجد وإن فقد، فإنه إن فقده عذب بفواته وتألم على قدر تعلق قلبه، وإن وجده كان ما يحصل له من الألم قبل حصوله، ومن النكد في حال حصوله، ومن الحسرة عليه بعد فوته: أضعاف أضعاف ما في حصوله له من اللذة:




    فما في الأرض أشقى من محب**** وإن وجد الهوى حلو المذاق


    تراه باكيا في كل حال **** مخافة فرقة، أو لا شتياق


    فيبكي إن نأوا، شوقا إليهم**** ويبكي إن دنوا، حذر الفراق


    فتسخن عينه عند التلاقي**** وتسخن عينه عند الفراق اهـ.


    ولا شك أن هذه العلاقة مذمومة وأنها من مصائد الشيطان التي يصيد بها بني آدم، فلا يبقى في قلب العبد حظ لربه جل وتعالى، بل حتى العبادات المحضة التي يتقرب بها العبد لمولاه يكون فيها قلب ذلك الشخص هائماً مع من يحب. ومن مضار هذا التعلق أنه قد يوقع المرء في الشرك دون أن يدري، ونقصد بالشرك هنا شرك المحبة، فيشرك هذا الشخص حبيبه في عبادة من أهم عبادات القلب التي تصرف لله تعالى وحده!! ولذلك يحرص الشيطان على تزيينها في قلب العبد، ويلبسها لبوس الأخوة في الله وشتان بينهما. ثم إن هذه العلاقة وإن طالت إلا أنها تنقلب إلى عداوة وبغضاء شديدين، ومثلها في ذلك مثل كل غلو فإنه يولد غلوا لكن في الطرف الآخر، ولذلك حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من مثل ذلك فقال: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني. وهذا الحديث من الطب النبوي للقلوب، وهو من باب الوقاية من الداء الذي ابتليت به. هذا، ونوصيك بأن تقرأ الفتوى رقم: 9360، واجتهد في تطبيق خطواتها بقدر المستطاع، كما نوصيك أن توسع قليلاً من دائرة إخوانك المقربين، بحيث ينافسون صديقك على حيزه في قلبك. ومما يفيدك في علاج ذلك الأمر ـ الانشغال بحفظ كتاب الله بحيث تلقيه على شيخك يومياً. وننصحك بقراءة كتاب "أسماء الله الحسنى الهادية إلى الله والمعرفة به" للعلامة عمر الأشقر، واقرأ كتاباً في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وليكن "الرحيق المختوم". فبقراءة هذين الكتابين يزيد حبك جداً لله ورسوله، فإن حبك للشيء يزيد بزيادة معرفتك به. واعلم أن الحال التي تشكوها يقع فيها كثير من الشباب خصوصاً في سن المراهقة، ثم تهدأ الأمور غالباً بعد تجاوز تلك المرحلة. والسبب الغالب في نشوء مثل تلك العلاقات هو الفراغ العاطفي الذي يقع فيه من كان في هذه المرحلة، خصوصاً إذا كانت الجسور شبه مقطوعة مع الوالدين وباقي أفراد الأسرة. وهذه المرحلة تنتهي تلقائياً مع زيادة النضج العقلى للشاب، وبانخراطه في صفوف طلبة العلم المجدين، وبالزواج وإنجاب الأبناء والقيام على تربيتهم. هذا، ونوصيك بتقوى الله ومراقبته واستشعار نظره إليك، واسأله سبحانه أن يقوي قلبك وأن يجعله خالصاً له لا شريك له. واستفد من كتاب "استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس". للحافظ ابن رجب الحنبلي، وكذلك أول اثني عشر باباً من كتاب "إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان" للإمام ابن القيم.
    والله أعلم.



    وننصحك بقراءة هذه المقالات

    علاج العشق، كما قرره ابن القيم

    أنا متعلقة بحب صديقتي كثيراً...فما توجيهكم؟


    وننصحك بقراءة هذه المقالات


    لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه

    نسأل الله عز وجل لك التوفيق والسداد وأن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك وأن يجعلك من عباد الله الصالحين وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه وأن يزيدك من فضله وأن يفتح عليك من بركاته ورحماته.






    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X