إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ما هو الحل أن لا يحاسبني الله على ذنوب تبت منها ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هو الحل أن لا يحاسبني الله على ذنوب تبت منها ؟

    في داخلي ذنوب سر لا يعلمها الا الله و بعض الناس (بفضل ستر الله أنهم ثقة و لن يكشفو ذنوبي)
    لكني أنا أحترررررق في داخلي

    هل يمكن ان أفتح فعلا صفحة بيضاء جديدة في حياتي ؟ هل فعلا ممكن أتوب توبة تمحو الذنب من صحيفتي حتى ؟!

    وكيف

    أريد أحاديث أريد آيات أرجوكم
    سبحان الله الستير الذي سترني و تبت من ذنوبي و ما زلت أسعى أن أنظف بقاياها من حياتي
    لكن هل ستبقى تعذبني في حياتي ؟

  • #2
    رد: ما هو الحل أن لا يحاسبني الله على ذنوب تبت منها ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    فإنه ليسرنا أن نرحب بك في استشارات قسم سرك فى بير ، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهدينا جميعًا صراطه المستقيم، وأن يجنبنا الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه مولانا فنعم المولى ونعم النصير.



    أخي إن في رسالتك مبشراً كبيراً بحال طيبة أنت عليها فقلَّ من شباب المسلمين ومن هم في سنك من لديه هذه العاطفة الإيمانية الحارة وهذا الاتجاه إلى الله تبارك وتعالى، فأنت في فضل عظيم وقد عرفت الطريق فصف عليه قدميك واجعل رضا الله نصب عينيك، والله سبحانه وتعالى سيبلغك ما تتمناه وما تأمله وما تصبو إليه، وإليك هذه البشارة من أصدق فم وأطهر قلب قال -صلى الله عليه وسلم-: "في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وشاب نشأ في طاعة الله".


    ولكنك تسأل عن خطأ وقعت فيه وذنب ارتكبته تلسعك حرارته وتؤلمك ذكراه ويوجعك وقعه، وهذه في الحقيقة دلالة على وجود قلب حي ونفس لوامة يوقفان صاحبهما عند حده ويرجعانه كلما ند أو شرد.


    أخي الحبيب
    "رب معصية أو رثت ذلا وانكسارًا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا "

    فلعل هذا الذنب الذي آلمك وأوجعك يكون مفتاح الخير لك ومبعث النور إلى قلبك، ولكن مهما اشتدت الظلم وضاقت الحلق وطال الأمد، فما ينبغي أبدا أن تفتقد الأمل خاصة أن الأمل في مثل حالتك معقود بالله تعالى الذي هو أرحم بي وبك من أمي وأمك، فهو أرحم الراحمين، وخير الغافرين، وهو التواب الرحيم لا يتعاظم أمام عفوه ذنب، ولا تكبر أمام مغفرته معصية، فرحمته وسعت كل شيء، يغفر كل الذنوب إذا تاب عبده إليه إلا الشرك، قال الله تعالى:
    "إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء".

    فالأمل في رحمة الله كبير والرجاء فيه لا ينقطع، فإياك أن تيأس أو أن تقنط من رحمة الله تبارك وتعالى، واسمع إلى هذا النداء الحائر الرقيق الرقراق اسمعه بقلبك وأصغ إليه، يقول الله سبحانه وتعالى:

    "
    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".

    آية عظيمة تعلمنا ألا نقطع رجاءنا في الله أبدا، وألا نقنط أو نيأس من رحمته، وأن نوقن بأن باب التوبة مفتوح لا يغلق في أي ساعة من ليل أو نهار، ففي الحديث:
    "إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".


    أخي الحبيب من المبشرات العظيمة التي تبعث إليك وإلينا جميعا بروح الأمل أن الله تبارك وتعالى يفرح بعبده إذا تاب إليه ورجع إليه قال -صلى الله عليه وسلم-:
    "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح".


    أخي الحبيب أكثر من التوبة فالله تعالى يحب من يتوب إليه بالرغم من أنه قد أذنب وأساء وأخطأ وفرط إلا أن الله تعالى يحبه، حيث قال تبارك وتعالى:
    "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ".

    من هنا اعلم أيها الأخ الكريم أن باب التوبة مفتوح وأنه لا ذنب يعظم على عفو الله تبارك وتعالى ورحمته، فمهما أذنبنـا ومهما أخطأنا ثم عدنا إلى الله تعالى فإن الله تواب رحيم.

    فما علينا إلا أن نتوب إليه ونرجع إليه وننيخ مطايانا ببابه ونحط رحالنا في رحابه وسنجد الخير الكثير.

    إذا فاطمئن أخي الكريم وليطمئن قلبك بأن التوبة ممكنة والعفو ممكن ومهما قصر العبد وفعل فإن الله تبارك وتعالى غفور رحيم.

    ولكن في ختام حديثي إليك أوجه إليك بعض الوصايا والنصائح وهي بإذن الله سبحانه وتعالى نصائح عملية ممكنة التحقيق، علها تكون معينة لك على استجلاب عفو الله تبارك وتعالى واستمطار رحمته وهي: -
    أولاً: لا تنس ذنبك ولا تنس خطيئتك فإن من أعظم معوقات التوبة الصادقة نسيان الذنوب، تذكر دائما هذا الذنب واجعله نصب عينيك فحينئذ سيكون دافعا لك في الانطلاق إلى طريق التوبة إلى الله تبارك وتعالى.


    ثانياً: لا تنس أن الله سبحانه وتعالى عفوٌ كريم يحب العفو ويحب التوابين ورحمته وسعت كل شيء كما قال في كتابه العزيز: "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" وهو تبارك وتعالى أرحم بالعبد من أمه وأبيه والناس أجمعين.


    ثالثاً: أكثر من التوبة إلى الله تعالى وسؤاله المغفرة أن يمحو عنك هذا الذنب وآثاره في الدنيا والآخرة قال الله تبارك وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ".


    رابعاً: الزم الاستغفار يجعل لك الله من كل هم فرجا،ومن كل ضيق مخرجا، ويرزقك من حيث لا تحتسب، واجعل لك كل يوم وارداً من القرآن وحافظ عليه، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتوب إلى الله ويستغفره في اليوم أكثر من سبعين مرة، وهو الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.


    خامساً: احرص على طاعة الله تبارك وتعالى من فرائض ونوافل وكل عمل خير يلوح أمامك، اجتهد في أن تحصل الثواب والحسنات في أي وقت وفي أي مكان.


    سادساً: فتش عن صحبة صالحة تعينك على الخير، إن نسيت الله ذكروك وإن ذكرت أعانوك.


    وفي النهاية: -أخي الحبيب أسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظنا من أي مكروه وسوء، وأن يتوب علينا وعليك، وأن يغفر لنا جميعاً تقصيرنا، وأن يمحو عنا آثار ذنوبنا وأن يأخذ بنواصينا إليه أخذ الكرام عليه إنه سبحانه سميع قريب مجيب الدعوات

    .فاللهم إنا نسألك زيادة في الدين، وبركة في العمر، وصحة في الجسد، وسعة في الرزق، وتوبة قبل الموت، وشهادة عند الموت، ومغفرة بعد الموت، وعفوا عند الحساب، وأمانا من العذاب ونصيبا من الجنة.وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه. والحمد لله رب العالمين.


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X