انتهيت

[غير مسجل]

سلام عليكم انا خلاص بضيع بمعني القلب قلبي
بقي عليه ران مايهتز باي كلمه ولا موعظه هتقولولي
اسمعي دروس سمعت ولا عشرين درس ومفيش تغيير
لحظي فقط حتي قراءه القران مش بقدر أمسك المصحف
اقرأ قلبي واجعني ومع ذلك عادي ع الفيس والواتس
وصحباتي وبحاول اتناسي انا معدش نافع فيه
اي حاجه فقط اريد الدعاء

[ضيف]

رد: انتهيت

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.


أخي الحبيب، لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى في هذه الدنيا، وأمرنا بعبادته وطاعته وامتثال أمره، والبعد عما حرم ونهى عنه، وأرشدنا إلى الطريق إليه وإلى زيادة الإيمان به, وإلى سبل السعادة في الدنيا والآخرة، وجعل هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان للناس, قال تعالى:

{الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور}

ويتفاوت الناس في مدى صبرهم وتحملهم للفتن والشهوات والابتلاءات من جهة، ومدة تحملهم وصبرهم على أداء الفرائض والواجبات من جهة أخرى، ومن الأمور الثابتة في العقيدة بأن الإيمان يزيد وينقص, فيزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.



ما تشعر به -أخي الحبيب- من ضعف أو الغفلة وقسوة القلب والانشغال بالدنيا، كل هذه الأمور يمر بها كل أحد ويعاني منها كل الناس، قَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنا إِذَا كُنَّا عِنْدَكَ فَحَدَّثْتَنَا، حَتَّى كَأَنَّا نَنْظُرُ إِلَى الْجَنَّةِ وَالنَّارِ رَأَيَ عَيْنٍ، فَإِذَا قُمْنَا مِنْ عِنْدِكَ فَخَالَطْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلادَ وَالأَمْوَالَ تَغَيَّرَتْ قُلُوبُنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي لَصَافَحَتْكُمْ الْمَلائِكَةُ كِفَاحًا ، سَاعَةً وَسَاعَةً).


فالمقصود بأن الإنسان يجب أن يتفقد حاله ونفسه, ويسعى إلى ما يزيد إيمانه من أعمال وأقوال وتفكر وتأمل في آيات الله الكونية والشرعية، ولا يستسلم لمغريات الدنيا وصوارفها ومشغلاتها من المباحات أو المحرمات

وقد سألتني -حفظك الله- عن كيفية الرجوع والإحساس بلذة وحلاوة الإيمان، وذلك يكون بعد توفيق الله بما يلي:


- المداومة على الفرائض وخاصةً الصلوات الخمس مع جماعة المسلمين في المساجد، والمحافظة على السنن الرواتب والأذكار في أوقاتها، كأذكار ما بعد الصلوات والصباح والمساء، وقراءة ورد يومي من القرآن ولو صفحة واحدة من القرآن، والحرص على الحضور المبكر للمسجد قدر الاستطاعة. والتعرف على أهل الصف الأول من كبار السن والعباد والجلوس معهم والأنس بهم


- كثرة ذكر الله عموماً يشرح الصدر ويؤنس القلب, فاجتهد أن يكون لسانك رطباً بذكر الله, وأفضل الذكر قراءة القرآن, واجتهد أن يكون ذكرك لله وقراءة القرآن بتأمل وخشوع وتدبر, حتى يعود أثر ذلك عليك بزيادة الإيمان والطمأنينة.


- من نعم الله علينا أن العبادات والطاعات متنوعة ومختلفة، فمن الناس من يفتح الله عليهم في الصيام، ومنهم في الصدقة، ومنهم في نفع الناس والإحسان إليهم..وهكذا, فإذا رأيت من نفسك رغبة وإقبالاً على طاعة من الطاعات فابذل فيها جهدك حتى تعتادها وتحافظ عليها.


- لا بد أن تهتم بالعبادات القلبية، كالخشية ومراقبة الله, والإخلاص واليقين وغيرها, وذلك يكون بمعرفة معانيها أولاً ثم بالاجتهاد في أسباب تحقيقها.


- مصاحبة الصالحين وأصحاب الهمم العالية والتقرب إلى الله لا شك تحفز الإنسان للخير، وتزيد إيمانه، وتشجعه على الثبات على الخير والهدى، خاصةً ممن هم في سنك ويحملون نفس اهتماماتك وتفكيرك, فستجد معهم ما يناسبك ويناسب احتياجاتك من أحاديث وأفعال تعينك على الخير.


- الدعاء والتضرع إلى الله، والخلوة به في قيام الليل وأثناء السجود, كل هذه العبادات تزيد إيمان المرء بربه وتسعد قلبه.

- أكثر من دعاء الله عز وجل والتضرع له بأن يشرح صدرك، ويثبتك على الهدى والدين، ويكفيك شر الفتن, في أدبار الصلوات، وفي السحر، وما بين الأذان والإقامة، وفي يوم الجمعة، وغيرها من الأوقات.


أسأل الله أن يوفقك لكل خير، ويرزقنا وإياك لذة الإيمان وبرد اليقين.