وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختنا الفاضلة
نعتذر لكِ لتأخرنا فى الرد عليك
ونسأل الله أن يتوب علينا وعليكِ
ونريد أن نتحدث معك وبصراحة
تقولين أخطأت فى حق خاطبك
لكنكِ ان كنتِ أخطأت فى حقه بخيانته فإن خطأك فى حق الله أعظم
فاذكرى كيف أن الله مع علمه بمعاصيكِ يسترك بل ويمن عليكِ من فضله بخاطب تقى
فاشكرى تلك النعمة وحاذرى أن تكونى ممن يستدرجهم الله بالنعم
لا تجعلى النعم حجة عليكِ أمام الله يوم القيامة
بل توبى إلى الله وكفى عن تلك المعاصى التى تسبب لكِ كل هذا الضيق واشكرى نعمة الله عليكِ
فحق لعبد أنعم الله عليه وهو مقيم على معاصيه أن يستحى من ربه
فيعيش فى كنفه وطاعته خوفا من أن تبدل النعمة بالنقم
أو أن تكون النعمة استدراجا له فيباغت بسلب النعمة وبالعقوبة
فترحلى بقلبك عن هذه الدنيا وعن الناس وخاطبكِ وعن كل من ذكرتيهم فى كلماتك
ولا تقنطى من رحمة رب رحيم كريم عفو
ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه , وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فأضطجع في ظلها – قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وان ربك – أخطأ من شدة الفرح – "
وان تعاظمكِ ذنبكِ فاعلمى أن النصارى قالوا في ربهم الواحد الأحد : ثالث ثلاثة . فقال لهم ( أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
وإذا كدتِ تقنطى من رحمته فان الطغاة الذين حرقوا المؤمنين بالنار عرضت عليهم التوبة : ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا )
فتوبى إلى الله وتذكرى أن شروط االتوبة النصوح ينبغي أن تتوفر فيها شروط بينها العلماء كما يلي:
أولاً: أن يكون صاحبها مخلصاً في توبته لا يريد بها إلا وجه الله، فليس تائباً من يترك المعاصي خوفاً من رجال الشرطة أو خشية الفضيحة، أو يترك الخمر خوفاً على نفسه وحفاظاً لصحته، أو يبتعد عن الزنا خوفاً من طاعون العصر (الإيذر).
ثانياً: أن يكون صادقاً في توبته، فلا يقل تبت بلسانه وقلبه متعلق بالمعصية؛ فتلك توبة الكذابين.
ثالثاً: أن يترك المعصية في الحال.
رابعاً: أن يعزم على أن لا يعود.
خامساً: أن يندم على وقوعه في المخالفة،
وإذا كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين فإنها تحتاج لشرط إضافي، وهو:
سادساً: رد الحقوق إلى أصحابها أو التحلل وطلب العفو منهم.
تعليق