كل عام وأنتِ إلى الله أحب ، وعلى طاعته أدوم ، وإلى جنة الفردوس بصحبة أمهات المؤمنين أقرب ياارب .
أولاً أستهدي بالله كدة يا أختي .
وأعرفي ان قلبك لم ينتكس ولا شيء والحمد لله ، وحب الله يملؤه بفضل وكرم من الله تعالى .
وكلامك هو الدليل على ذلك .
فإن عباراتك المليئة بالالم والحسرة على الذنب ، تشهد على مدى شدة محبتك لله تعالى .
تشهد على محبته التي تملأ كل كيانكِ .
طبعا هتقوليلي ازاي بحبه وانا وقعت وعصيته .
هقولك ومين من بين جميع خلقه أجمعين لم يقع في منتصف الطريق وهو سائر إليه ؟
نحن جميعا لسنا ملائكة يا أختي ولا معصومين من الخطأ .
ولكن هناك فرق بين عبد عاصِ وغارق حتى أذنيه في لذة المعصية ويأبى الخروج منها .
وعبداً أخر يقع ثم يقف مرة أخرى على قدميه ويواصل سيره في طريقه إلى الله .
وما يميز العبد الصالح عن العاصي في الوقوع بعض العلامات منها :
أولاً : العبد الصالح قليلاً ما يقع لدرجة تكون نادراً جداً .
ثانياً : العبد الصالح يقتله الف مرة الاحساس بالذنب لمعصيته التي ارتكبها حتى ولو كانت صغيرة ، على عكس العبد العاصي الذي يرى ذنبه صغيراً مهما كبر ، ويقول ما كل الناس بتعمل كدة ، وفيها ايه يعني لما عملته .
ثالثاً : العبد الصالح يقف سريعاً من سقطته ويكمل طريقه إلى الله ولا ييأس .
رابعاً : العبد الصالح لا ييأس من قبول الله له حينما يعود إليه ، كله ظن خيراً في رحمة الله به وغفرانه له .
خامساً : العبد الصالح ينوي في قرارة نفسه عدم العودة نهائيا لهذا الذنب ويلجأ بكل جوارحه لله تعالى .
والكثير الكثير غير ذلك .
وهذا ما اريد منكِ أنتي أيضا فعله يا ابنتي .
نعم انتِ سقطتي ، لكن فلتقفي مرة أخرى أقوى وأثبت من الاول .
وأجعلي ظنكِ بربك خيراً أنه فاتح بابه لكي دائما ولن يغلقه في وجهك أبداً .
فإن الله تعالى يحب من عباده التوابين العائدين إليه .
أنتي مازال قلبكِ ملئ بحب الله ، لكنه خجلان فقط من قولك له أنك تحبينه .
أنتي دلوئتي يا أبنتي بتمري بفترة صعبة جدا .
فترة فقد الشيطان للسيطرة عليكي .
شوفي ، الشيطان دلوئتي أعاذنا الله واياكِ منه ، حس انك خلاص بتضيعي من تحت سلطانه .
فبيحاول معاكِ بشتى الطرق انه يرجعكِ تاني .
أول شيء قدر انه يخليكي ترجعي للذنب ده ، دي أول خطوة ، عشان تليها خطوة كرهك لنفسك وأحساسك بالنفاق في العبادة .
لانك بمجرد انه يخليكي تحسي انك منافقة ، يعني ازاي تبقي ملتزمة وازاي تعملي الذنب ده ، وقتها يكرهك في احساسك بالالتزام ، لانه ليس حق وانما مبني على نفاق ، أنتبهي ، هو ده اللي الشيطان عاوزكِ تحسي بيه .
عشان تتركي طريق الالتزام وترجعي له .
وهو ده فعلا اللي خلاكي تحسي بيه دلوئتي ، لكن اثبتي ، وصدقيني كلنا بنقع لكن الصالح فينا هو اللي يقدر يقف تاني ويكمل .
اقفي تاني وكملي طريقك .
ومتخجليش من ربنا .
ربنا هو أعلم بينا وبضعف نفوسنا وبيرحمنا وبيغفر لنا وبيقبلنا في كل مرة نرجع له تاني .
لان الشيطان دلوئتي بيحاول يحكم سيطرته عليكي .
وبيحاول يدخل لكِ من اكثر من باب .
أول خطوة اتبعها معاكِ زي ما قلتلك هي انه يُشعركِ بالنفاق ، وكره احساس او كلمة ملتزمة .
والباب التاني اللي بيدخل لكِ منه ، هو أنه بيحاول يخليكي تفقدي الامل في قبول ربنا ليكي .
والباب الثالث هو انه يزرع جواكي احساس الخجل من ربنا ، لانه بمجرد ما تشعري بالخجل من ربنا ، صدقيني هتوقفي كل العبادات والتقرب ليه ، ولسان حالك هيقول ، أزاي أقف أدامه وأصلي وانا لسة عصياه ؟
أزاي أدعوه وأنا بعصيه .
أزاي هقول له بحبك ، وأنا حبيت معصيته أكتر .
وهتلاقي نفسكِ توقفتي عن كل شيء بيقربك لربنا بسبب احساسكِ بالخجل منه اللي زرعه الشيطان بداخلكِ .
ولما تتوقفي عن كل شيء بيقربك لربنا ، بكدة هيكون الشيطان قدر يستردك تاني لسيطرته وسلطانه .
لكن لا .
انتي من امة محمد صلى الله عليه وسلم زي ما انتي قلتي .
أمة الصادق الامين اللي وقف في وجه الوثنية والشرك وقدر يغير الكفر للايمان بالله الواحد الاحد .
أنتي أمة الله اللي ربنا أنعم عليكي وجعلك من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
يعني لازم تكوني اقوى .
قولي لنفسك وللشيطان : وأيه يعني لما وقعت بدون قصد مني ، هقوم وأقف تاني ، وهكمل طريقي تاني ، ومش هخجل من الوقوف امام ربنا ، لانه هو أعلم بحالي وحال نفسي الضعيفة وهيسامحني .
وهدعوه أنه يبعدني عن الذنب ده .
وهدعوه انه يُعينني على السير في طريقه .
ومهما وقعت هقف وأكمل طريقى .
وظني في ربي خير انه مش هيقفل الباب في وجهي ابدا .
لان ربنا بيفرح بتوبة عباده ورجوعهم اليه .
وهجاهد الشيطان ونفسي حتى اخر لحظات حياتي .
ومهما غلبوني في مرة ، فأنا هغلبهم باقي المرات لاني اقوى بإيماني وحبي لله .
وخليكي على الطريق دايما يا اختي .
وبالنسبة لموضوع تفكيرك المستمر في هذا الذنب أو فعله .
في خطوة عملية بإذن الله تعالى هتخليكي تبطليه .
الخطوة دي .
لو جه في تفكيرك الذنب ، قومي اتوضي وصلي ركعتين لله ، وحتى لو بعد ما خلصتي الركعتين فكرتي فيه تاني ، اتوضي تاني وصلي تاني ، وفي كل ركعتين ، وضوء جديد ، حتى لو كنتِ على وضوئك .
ولو فعلتيه : اتوضي وصلي حتى تنفطر قدماكِ وتتعبي .
يعني لمجرد التفكير صلي ركعتين ، ولو لا قدر الله وقعتي فيه ، صلي حتى تتعبين .
ودائماً وأبداً حافظي على الفروض في أوقاتها ، وأثناء ركوعكِ أدعي الله كثيراً أنه يعصمكِ من هذا الذنب .
وبأستمرار إذا وجدتِ عندكِ وقت فراغ ، أملئيه بقراءة القرآن .
وصدقيني ، بإذن الله تعالى بأتباعكِ لتلك الخطوات ، بمشيئة الله تعالى ستجدين نفسكِ قد نسيتِ التفكير في هذا الامر .
وأطلعينا بأستمرار على كل جديد تمرين به .
فنحن يسعدنا وجودكِ دائما على اتصال بنا أبنتي الكريمة .
أسأل الله تعالى أن يكفيكِ شر الشيطان وهمزه ولمزه وخطواته .
تعليق