وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهلا ومرحبا بكِ أختنا الفاضلة ونسأل الله سبحانه أن يرزقها وجميع بنات المسلمين الأزواج الصالحين .. اللهم آمين
بارك الله فيكِ أختنا لحرصك على مصلحة أختك .. جزاكِ الله خيرا بالنسبة لسؤالك الأول
فهذه الأخت لا ترضى أبدا بأى حال من الأحوال بهذا الخاطب الذى يرتكب كبيرتين من أبشع الكبائر ولا تتوهم قط أنها تستطيع التأثير عليه فيتغير ويترك شرب الخمر ويقيم الصلاة !
نسأل الله ان يهديه بل لا يجوز للولي أن يزوج موليته من تارك صلاة أو شارب خمر، ولا يحل لها أن تقبل بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وحسنه الألباني. وتارك الصلاة وشارب الخمر غير مرضي في الدين، لأن من ترك الصلاة تركاً مطلقاً كفر وخرج من الإسلام، ولو كان يصلي وهو يشرب الخمر لكان فاسقاً فما بالك بمن جمع بين الكفر والفسوق
فمن باب أولى أن لا يجوز لها ابتداء الزواج به. وأما بالنسبة للسؤال الثانى ففيه شقين
كونها لا تريد الزواج مطلقا
وكونك تخبريها أنه لا يجوز رفض الزوج من الدراسة ولا يجوز رفض من هو مناسب فى الدين والخلق
فأما عن كونها لا تريد الزواج مطلقا فأخطأت تفكيرا فالزواج من نظرى أفضل لها من إكمال دراستها لا سيما إن كانت حصلت على قدر من التعليم
فعليها أن تعيد النظر فيه وتضع نوايا لرغبتها فى الزواج كأن تتزوج أولا لتعفّ نفسها ثم تكون سبيلا لإخراج جيل قرآنى ونبوى
تتزوج لتنجب أولادا نافعين لدينهم ودنياهم
وهكذا
وأما عن كونك تخبريها أنه لا يجوز رفض الزواج من أجل الدراسة أو من أجل دينه وخلقه
فالأولى بها أن لا ترفض أبدا صاحب الدين والخلق لكن لا تأثم إذا هي ردته خاطبا ولو كان مرضيا دينا وخلقا لأن الأمر بتزويجه الوارد في الحديث محمول على الندب
وبالنسبة للدراسة يمكنك أن تذكّريها أنها قد تستطيع التوفيق بين الزواج والدراسة
وأما بالنسبة للسؤال الثالث عن كونها غير مقتنعة بالحجاب
فانصحيها بمثل هذه الكلمات التى نصح بها أهل العلم أخت لم تقتنع بالحجاب _ نسأل الله السلامة والعافية _ فإن الحجاب شريعة الله، ولا تملك المؤمنة إلا أن تقول سمعنا وأطعنا، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً}.
وأرجو أن تعلمي أن الذي فرض الحجاب هو الذي فرض الصلاة والصيام، فكيف نطيعه في بعض شرعه ونخالفه في الآخر؟ { أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيا}.
فاتقي الله في نفسك وعودي إلى رشدك، واعلمي أنه سبحانه يمهل ولا يهمل { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
ولا يخفى عليك أن الإسلام دين يجعل المرأة درة مصونة، والجوهرة الغالية هي التي يحافظ عليها أهلها، وهكذا كل الأشياء التي لها قيمة، أما الأشياء الرخيصة فهي ملقاة على قارعة الطريق، والحجاب للفتاة كالغطاء للحلوى، فإذا فقدت الحلوى غطاءها كانت عرضة للجراثيم والذباب، وإذا نزعت الفتاة حجابها كانت عرضة للنظرات الجائعة، وتفقد الفتاة بتبرجها بريقها وثقة الناس فيها، وقد قالت إحدى المتبرجات أنهم ينظرون إلينا ويضحكون معنا ولكنهم يتزوجوا غيرنا، ونسبة الزواج بين المحجبات مرتفعة جداً قياساً مع المتبرجات.
كما أراد الإسلام أن تتميز المرأة المسلمة عن غيرها بحجابها وسترها، قال تعالى في آية الحجاب: {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين} يعرفن بأنهن العفيفات الطاهرات، والفتاة المتبرجة غير جديرة بالاحترام، لأنها بذلت أغلى ما عندها لكل من هب ودب بلا ثمن ودون ضوابط، وقد تدفع ثمناً غالياً لتبرجها وربما تصيبها العين وقد يتسلط عليها الجن بسبب تبرجها.
وإذا كان الله هو الذي خلقك وسواك ورزقك ووهبك الجمال، فكيف ترفضين لبس الحجاب إلا بعد أن تقتنعي؟ ولست أدري ما الذي لم يقنعك في أمر الحجاب، ولماذا تخرجي وأنت متبرجة ولمن تتبرجين؟ وهل تريدي أن تتزوجي بكل من في الطرقات، فاتق الله في نفسك وتمسكي بحجابك، وسوف تعرفي فائدة الالتزام.
ونسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يحفظك ويسدد خطاك، وبالله التوفيق والسداد.
تعليق