وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهلا ومرحبا بكِ أختنا الفاضلة ويسعدنا تواصلكم معنا فى أى وقت ونسأل الله سبحانه أن يهدى زوجك وأن يجعله من المقيمين الصلاة ونسأله سبحانه أن يصبّركِ على زوجك وعلى النصح له .. اللهم آمين
الصلاة هى الركن العملى الأول لهذا الدين ، وأول ما يحاسب عليه العبد فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله ، وهي الصلة بين العبد وربه العظيم ، وهي الميزان الذي نعرف به دين الإنسان وصلاحه، ومن حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاة يوم القيامة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبيّ بن خلف
قال ابن القيم رحمه الله: "هؤلاء هم أئمة الكفر والضلال، وإذا كان تارك الصلاة معهم فإنه منهم والعياذ بالله".
أختى الفاضلة .. ما هكذا أختنا تُحلّ الأمور
نعم زوجك على خطر كبير بتضيعه للصلاة فترك الصلاة كبيرة من الكبائر
لكن أختنا زوجك يُرجى منه الخير بدليل أنه إذا ما كان خارج البيت ذهب للصلاة
وهنا دورك أختنا لا تشعريه أنكِ أفضل منه وأنكِ أنتِ الملتزمة وهو الفاجر المضيّع للصلاة
لأن ذلك كما حدث سيأتى بنتائج عكسية
فأنتِ إن نصحيته بهذا الإسلوب نظنه لن يستجيب _إلا أن يشاء الله _
** لا تملى من نصحه ولا تيأسى ولا تتركى أبدا نصحه لكن غيّرى طريقة نصحك له
** تحبّبى إليه وتزيّنى له
** فليشعر منكِ بحبك له وإشفاقك عليه لتضيعه للصلاة
** ذكّريه بخطورة ترك الصلاة بإسلوب غير مباشر وابدأى كلامك معه بذكر محاسنه فإن ذلك ادعى لإن يستجيب لنصحك
** اتخاذ المدخل الحسن وانتقاء الكلمات الجميلة، واختيار الأوقات المناسبة فتقولين له: أنت ـ ولله الحمد ـ طيب، وعندك وفاء، والناس يذكرونك بالخير وحبذا لو واظبت على الصلاة، فإني أحب أن أرى زوجي يخرج مثل الرجال ومعه العيال إلى بيوت الله .
أين أنتِ أختنا من الدعاء له بالهداية ؟؟
** أكثرى من الدعاء بإن يشرح صدره ويحببه فى الصلاة وكونى على يقين أن الله قادر على أن يهديه فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء
وعلى قدر إخلاصنا وصدقنا يكون الخير والإستجابة
وهذه بعض نصائح أخرى لا تغفلى عنها :
** تشجيع الصالحين من محارمك على زيارته ودعوته للصلاة دون أن يشعر أن هذا الأمر متفق عليه بينكم ويفضل أن تكون الزيارات في وقت الصلوات حتى يذهب معهم إلى الصلاة.
** شراء أشرطة وكتيبات تبين حكم تارك الصلاة وعقوبة المتهاون في أدائها في أوقاتها ووضع الأشرطة في متناول يده.
** الحرص على المواظبة على الصلاة أولاً ثم دعوته إلى إقامتها بخشوعها وركوعها وطمأنينتها ولن يحدث هذا إلا بالمواظبة على الصلاة، وقد مدح الله أهل الخشوع في الصلاة فقال: {والذين هم على صلواتهم يحافظون} فإن المواظبة والمحافظة على الصلاة توصل إلى الخشوع، ولا ينتفع إلا بالخشوع.
** تبيين خطورة عدم أداء الصلاة في وقتها، وقد قال ولد سعد بن أبي وقاص لأبيه عندما قرأ قول الله تعالى: { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون} قال يا أبتاه أهم الذين لا يصلون؟ فقال سعد لا؛ لو تركوها لكفروا، لكنهم الذين يؤخرونها عن وقتها.
****************************
أما بخصوص غيبته لأهل العلم والعلماء فنسأل الله له الهداية
ولنعلم أن غيبة أهل العلم والعلماء ليست كغيبة أحاد الناس فهؤلاء يبلغون عن الله ورسوله قال ابن عساكر رحمه الله (( اعلم رحمنى الله وإياك أن لحوم العلماء مسمومة وأن هتك أستار منتقصيهم معلومة ومن أطلق لسانه فى العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب ))
فالأمر جد خطير
قال الله تبارك وتعالى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ))
بل تأملى هذا الحديث الجليل قال صلى الله عليه وسلم (( يا معشرَ من آمنَ بلسانِه ولم يدخلْ الإيمانُ قلبَه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتَّبعوا عوراتِهم ، فإنه من اتَّبعَ عوراتِهم يتَّبعُ اللهُ عورتَه ، ومن يتَّبعِ اللهُ عورتَه يفضحُه في بيتِه )). فعليكِ أختنا الفاضلة اتباع النصح السابق فى هذا أيضا
وذبّى اختنا بارك الله فيكِ عن اعراض هؤلاء العلماء بطريقة مهذبة طيبة لعله يتقبّل ذلك
قال صلى الله عليه وسلم (( من ذبَّ عن لحمِ أخيهِ بالمغيبةِ كانَ حقًّا على اللَّهِ أن يعتِقَه منَ النَّارِ ))
واعلمى أختنا أنه إذا انصلح أمر صلاته بإذن الله سينصلح سائر حاله
فاصبرى على نصحه ونسأل الله أن يجزل لكِ الأجر والمثوبة
وأما بالنسبة للشق الأخير من رسالتكم الكريمة فما بأيدينا سوى الدعاء والصبر
فأكثرى من الدعاء واستعينى بالله واصبرى عليه
ولا تطالبيه بالطلاق
بل إن اخبرك أنه إن طلقك فليس لكِ عنده حاجه فتحبّبى إليه وقولى له أنكِ لا تستطيعى العيش بدونه ووددت أن يكون من خير الرجال وأن ترينه محافظا على الصلاة آخذ بيدكِ إلى طريق الله
وسلى الله أن يجمّلكِ فى عينه فيراكِ أجمل ممن سبق بها الزواج وأفضل ممن يراهم فى التلفاز
وكونى دائما طيبة الرائحة ،ملابسك جذابة له ،نظيفة وما إلى ذلك
نسأل الله سبحانه أن يعيينكِ وأن يصبّركِ على نصحه ونسأله سبحانه أن يهديه إلى ما يحب سبحانه ويرضى .
تعليق