وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهلا ومرحبا بكِ أختى الفاضلة ويسعدنا تواصلك معنا فى أى وقت وفى أى موضوع ونسأل الله تبارك وتعالى أن يملأ قلوبنا بحبه سبحانه وأن يشغلنا بما يرضيه
أختى الفاضلة نشعر بمعاناتك وبحاجتك إلى من يحنو عليكِ ويشعرك بحبه لكِ لكن هذا الحرمان لا يدفعك إلى هذا التفكير المحرّم
فقد سئلت (اللجنة الدائمة للإفتاء): هل يجوز للشاب الأعزب أن يفكر في الجماع، أعني يتخيل أنه يجامع زوجته وهو لم يتزوج بعد؟
فأجابت: لا يجوز له ذلك؛ لأنه ذريعة إلى ارتكاب الفاحشة، والوقوع في الشر والفساد. اهـ.
وسئلت أيضا: قد تنتاب الإنسان شهوته فيفكر في الجماع كثيرا فينزل منه المني، فهل هذا يدخل من ضمن العادة السرية، هذا أمر. وإذا كان يفكر في الجماع لينزل المني فيشعر باللذة فهل هذا من قبيل العادة السرية أيضا؟
فأجابت: إذا عرضت للإنسان خطرة ففكر في الجماع عفوا فلا حرج عليه إن شاء الله تعالى؛ لما في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها. وفي رواية: ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم".
لكن على من فكر فأنزل من تلذذه بالفكرة أن يغتسل؛ لأن حكم الجنابة قد تعلق به والحالة هذه.
أما إذا كان يعمد إلى هذا التفكير ويستجلبه بين الحين والآخر فهذا لا يجوز، ولا يليق بخلق المسلم، وينافي كمال المروءة. وعلى المسلم أن يكف عنه ويشتغل بما يصرفه عن إثارة شهوته بما ينفعه في دينه ودنياه، على أن تعمد الإثارة بغير الطريق المشروع مضر بالصحة في البدن والعقل، ويخشى أن يجر إلى ما لا تحمد عقباه. اهـ.
ثم نلفت نظر السائل إلى أن مثل هذا التفكير لا يدفع الشهوة، كما ذكر في سؤاله، بل يزيدها ويؤججها، ثم إنه قد ينقلب إلى عزيمة، والعزائم مما يؤاخذ به الإنسان.
فقد نقل السيوطي في حاشيته على سنن النسائي، عند حديث: "إن الله عز وجل تجاوز لأمتي ما وسوست به وحدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به"
عن العز بن عبد السلام قوله: الذي في النفس على قسمين: وسوسة، وعزائم. فالوسوسة هي حديث النفس وهو المتجاوز عنه فقط، وأما العزائم فكلها مكلف بها. اهـ.
وإليكِ الداء والدواء فى هذا التفكير
سائلة تسأل وتقول هل التفكير في الجنس حرام، ولو تخيلت نفسي مع شخص أحبه في علاقة غرام هل هذا حرام وعندما أقابل أي شخص أعيش معه قصة حب مع أني أصلي وأعرف الله حيث أنني لست متزوجة وأحتاج دائماً إلى الجنس الآخر؟ أريد الرد.
والجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن ما تشعرين به لعله يرجع إلى ما يلي:
- الغفلة عن ذكر الله تعالى؛ فإن القلب الغافل يستولي عليه الشيطان ويكون هو الموجِّه له. كما قال تعالى: وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ[الزخرف:36].
- الفراغ، فإن النفس إذا لم تشغل بطاعة الله تعالى انشغلت بالمعاصي وأصبحت عرضة لوساوس الشيطان وأفكاره الخبيثة، لذا ينبغي أن تشغلي نفسك ببعض الأعمال المفيدة، كحفظ بعض كتاب الله تعالى، بتحديد حفظ خمس آيات في اليوم - مثلاً -، بالإضافة إلى حفظ حديث أو حديثين من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو أكثر من ذلك بحسب ما تستطيعين. ويحسن تنبيهك إلى عدة أمور:
1- الإكثار من الدعاء، وخصوصًا في الأوقات التي تظن فيها استجابة الدعاء، كوقت السحر وأثناء السجود.
2- البحث عن صديقات ملتزمات تتعاونين معهنَّ على أمور الخير.
3- غض البصر، فإنه سبب لسد باب الفتنة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: النظرة سهم مسموم من سهام إبليس مسمومة، فمن تركها من خوف الله، أثابه الله عز وجل إيمانًا يجد حلاوته في قلبه. أخرجه الحاكم في المستدرك، والطبراني في المعجم الكبير.
وقد أوصى صلى الله عليه وسلم عليًّا رضي الله عنه قائلاً: لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة. رواه أحمد في المسند.
4- الالتزام بتقوى الله تعالى؛ فإن من اتقى الله تعالى جعل له من كل ضيق فرجا، ومن كل هم مخرجا. كما قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ[الطلاق:2، 3].
تعليق