الشعور بالملل

[غير مسجل]

مشكلتي إين كتير بحس بالملل
رغم إين ملتزمة وبحفظ قرآن وبطلب علم كمان وعندي قدر من الدعوة
بس ساعات بيجي عليه وقت بحس بملل شديد
ممكن يؤدي إني أتفرج على مسلسلات مثلا أو برامج عشان أضيع الزهق
وأرجع أقول أكيد الملل سببه شيء في القلب
مش عارفة سببه ولا اعمل ايه وقت ما احس بالملل؟

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: الشعور بالملل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهلا ومرحبا بكِ أختى الفاضلة ونسأل الله سبحانه أن يعمّر اوقاتنا بطاعته سبحانه

أختى الفاضلة وقتك = عمرك
إن ضاع وقتك ضاع عمرك

ما شاء الله اللهم بارك تحفظين القرآن وتدرسين العلم وعندك قدرة على الدعوة فاستغلى وقتك فى مثل هذه الطاعات
ولكن هذا لا يعنى أننا لا نروّح عن أنفسنا
بل النفس تحتاج إلى الترويح عنها حتى لا تملّ
لكن يكون هذا الترويح بالمباح لا بالحرام

تأملى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الدينَ يُسرٌ ، ولن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غلبَه ، فسدِّدوا وقاربوا ، وأبشروا ، واستعينوا بالغدوَةِ والرَّوْحةِ وشيءٍ من الدُّلْجَةِ )) .

وفى الحديث المشهور والذى فيه قول النبى صلى الله عليه وسلم لحنظلة الأسيدى رضى الله عنه (( ولكن ساعة وساعة ))
ولكن كثير إلا من رحم الله فهم ساعة وساعة مفهوم خاطئا فيقولون ساعة لقبلك وساعة لربك فساعة يقضونها مع القرآن والصلاة وبعض من الطاعات وساعة أخرى يرتكبون فيها ما حرم الله وهذا فهم مغلوط
بل ساعة نقضيها بين يدى الله نناجيه سبحانه ونقرأ القرآن ونقيم فرائضه ونجتهد فى الطاعات
وساعة نروّح بها عن أنفسنا بالمباح

قال المباركفوري في شرح سنن الترمذي: ( وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً ) أَيْ سَاعَةً كَذَا وَسَاعَةً كَذَا يَعْنِي لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مُنَافِقًا بِأَنْ يَكُونَ فِي وَقْتٍ عَلَى الْحُضُورِ وَفِي وَقْتٍ عَلَى الْفُتُورِ, فَفِي سَاعَةِ الْحُضُورِ تُؤَدُّونَ حُقُوقَ رَبِّكُمْ, وَفِي سَاعَةِ الْفُتُورِ تَقْضُونَ حُظُوظَ أَنْفُسِكُمْ. انتهى.

وهذا أبوالدرداء رضي الله عنه يقول: إني لاستجم لقلبي بالشيء من اللهو، ليكون أقوى لي على الحق .

ومما ينسب لعلي رضي الله عنه قوله: روحوا القلوب ساعة فإنها إذا أكرهت عميت.

وعن قسامة بن زهير قال: روحوا القلوب تعي الذكر .

ومن هنا فإن الترويح يمكن أن يكون له بُعد تعبدي إذا احتسب الإنسان قربة لله أو ليتقوى به على الطاعة .

فليس بمستغرب ولا عجيب أن تطلب نفس المسلم الراحة والترويح وإمتاع النفس، ولكن العجيب حقا هو ربط هذا الترويح وهذه المتعة بالمحرمات.

فابتعدى أختى عن المسلسلات وما يغضب الله ونذكرك بالتوبة وبالمحفظة على إلتزامك ثم لا تنسى شكر الله على نعمه فالشكر هو الحافظ والجالب الحافظ للنعم الحالية والجالب للنعم المستقبلية

يمكن أن تروحى عن نفسك بسماع أناشيد إسلامية خالية من الموسيقى مثلا
أو بالتحدث من أخت لكِ فى الله بعيدا عن الغيبة والنميمة
أو بالخروج من البيت لزيارة أحد من أقاربك
أو بتصفح الإنترنت فى المواقع والمنتديات المنضبطة بالضوابط الشرعية
أو بسماع درس يتحدث عن قدرة الله وإبداعه فى خلقه
وهكذا أختنا فسبل الترويح عن النفس بالمباح أكثر من أن تحصى

وضعى فى نيتك أنك تروحين نفسك لتتقوى بهذا الترويح على مزاولة نشاطك فى العبادة

بارك الله فيكم وهدانا وإياكم لما فيه الخير ..