وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهلا ومرحبا بكِ أختى الفاضلة ويسرنا تواصلك معانا فى أى وقت وفى أى موضوع ونسأل الله سبحانه أن يبارك فيكِ وأن يبارك لكِ فى زوجك ويجعله زوجا صالحا وبارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير
وأما عن العلاقة بين العاقد والمعقود عليها عقد الزواج فإنهما بمجرد حصول العقد الشرعي بالزواج يصبحان زوجين شرعيين ويثبت لهما ما يثبت للزوجين من الحقوق الشرعية الكاملة، فيجوز لهما الخلوة ببعضهما البعض ويجوز للزوج في هذه الحالة أن يصافح زوجته وأن يجلس بجانبها، بل إذا خلا بها وقبَّلها أو ضمها إلى صدره كما يفعل الزوجان المتحابان فلا حرج عليهما في ذلك
والمقصود أن الزوجين اللذين تم عقدهما الشرعي هما زوجان كاملان من حيث الحقوق والواجبات وما يحل وما يحرم، غير أننا نشير عليك بالتحفظ وعد الاسترسال في المقدمات التي تكون بين الزوجين في التقبيل والضم والمباشرة بما سوى الجماع، فإن الأولى الاقتصار على الأمر المتعارف عليه عندكم، وإن طلب الزوج قُبلة أو ضمة فلا مانع من تلبية طلبه ولكن مع ملاحظة عدم الاسترسال الكثير وذلك تجنباً لحدوث ما هو أشد، فإن الزوجين من شدة الشوق والحب قد يقعان في الجماع قبل حفل الزفاف وقد يجر ذلك مشاكل ومصائب – كما لا يخفى عليك –، ومع أن هذا ليس بحرام إلا أن مراعاة العرف والعادة أولى وأجدر بالمؤمنة العاقلة؛ لأنه لا يخفى عليك أن الدخول قد يتم وقد لا يتم والأحوال ليست مضمونة، لاسيما مع العلاقات الاجتماعية المعقدة التي لا يخفى عليك أيضاً حالها، فالصواب إذن الاقتصار على العرف الجاري والعادة المعمول بها في ذلك، ويجوز لك شرعاً أن تتزيني لزوجك الذي عقد عليك وأن تلبسي له ما يبرز محاسنك بلا حدٍّ في ذلك، ومع هذا أيضاً فالاعتدال والتوسط أفضل وأسلم.
والمقصود أن الخلوة بالزوج الذي عقد عليك مباحة لا حرج فيها وأن المعاملة بينكما باللمس والتقبيل والحضن وغير ذلك من المقدمات جائزة ليست بحرام، وقد أشرنا إلى الصواب في معاملة هذه الأمور.
ومما نوصيك به أن تحسني العلاقة بزوجك خاصة في هذا الوقت لأن إفساد المفسدين كثير وواقع، مضافاً إلى ذلك حرصك مع زوجك على إتمام حفل الزفاف في أقرب وقت، فبذلك تسعدان وتسلمان من شدة الشوق والتعب البدني والنفسي في هذا الأمر.
ونوصيك أن تجعلي همك حث زوجك على طاعة الله وعلى لزوم الصلوات في الجماعة وعلى تحرِّي الرزق الحلال، وضعي أمام عينيك أن صلاح زوجك صلاحٌ لك، فبذلك تحرصين على صلاحه حرصك على صلاح نفسك.
نسأل الله عز وجل أن يجعلكما زوجين صالحين وأن يرزقكما الذرية الطيبة
تعليق